الوحدة نيوز:
2025-02-12@06:07:17 GMT

رواية زيتونة.. غياب الوسطية في عالم متوتر

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

رواية زيتونة.. غياب الوسطية في عالم متوتر

استمدت رواية «زيتونة» اسمها من آية قرآنية وردتْ في «سورة النور» يقرب فيها الله تعالى نوره للأفهام ويضرب الأمثال بتشبيهات متسلسلة وصولا لشجرة متوسطة «زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ» (الآية 35) ومن بعض معاني التوسط هذا انبثقت الرواية باحثة عن مساحة دفء، متعمدة الوسطية في عالم يراه الروائي يميل بصورة عامة إلى العصف بكل ما هو متعقل، ولو كان من أجل سلامه واستمراره بأمان.

صدرت الرواية في سبتمبر/أيلول من العام الحالي عن سلسلة «إبداعات قصصية» الصادرة عن «الهيئة المصرية العامة للكتاب» في 6 فصول و138 صفحة من القطع المتوسط، يحمل كل فصل فيها اسما بارزا لشخصيات الرواية، بالإضافة إلى تمهيد باسم بطلها المركزي «ائتلاف محمود الفهد» الذي سماه أبوه الإقطاعي «أبو اليزيد» تيمنا بأحد مشايخ الطرق الصوفية، راوغ الابن لما عرف معاني كلمات «الكفاح، النضال، الثورة» ولإنه كان مثل عود شجرة غض متفتح العمر، فقد صدق أن في إمكانه جمع الأطياف المجتمعية المختلفة على كلمة سواء، وقيادتها للثورة على الملك الراحل فاروق ونظامه خاصة «القلم السياسي» المطور عن «المباحث العامة» والقامع للمعارضة.

لما أبدع الروائي المصري الراحل نجيب الكيلاني «ليل وقضبان» في ستينيات القرن الماضي كتب أحداثا، لا يشك قارئ للرواية أنه عايشها، خاصة بعدما تحولت لفيلم من إخراج الراحل أشرف فهمي عام 1973، لم يشك قارئ للرواية أو مشاهد للفيلم، في أن الأحداث تخص ما شهدته مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مما آلم الكيلاني نفسه، إذ تم القبض عليه مرتين إحداهما وهو طالب عمره 24 عاما في بدايات دراسته للطب عام 1955، والثانية إثر عمله طبيبا في مدينة أبي زعبل في القاهرة عام 1966، ورغم ترحيب نظام الرئيس الراحل أنور السادات بانتقاد عصر عبد الناصر ـ وقت إنتاج الفيلم في المؤسسة الحكومية العامة للسينما، كدأب كل نظام يحل مكان آخر خاصة في بدايته، رغم كل هذا إلا أن الكيلاني وفهمي آثرا نسبة الأحداث لحقبة الأربعينيات إبان حكم الملك الراحل فاروق، رغم علم الجميع بأن عهده كان أفضل من العهدين الجمهوريين اللذين حكما مصر بعده ـ إلا قليلا ـ ولما سُئِلَ الكيلاني عن السبب قال نقلا عن نفسه بمذكراته أنه لا يدريه!

تحمل أحداث «زيتونة» هاجس «المعادل الموضوعي» وكذلك الأبطال بما يتجاوز الترميز المعروف وما شابهه، فلدينا أحداث قاسية مرت بأشخاص يتحولون بداية من البطل الرئيسي ائتلاف مرورا برفيق المهاود الكاتب المهادن للنظام في الدولة العربية التي هاجر إليها المصريون الافتراضيون ـ حسب الرواية ـ عقب تضييق «القلم السياسي» عليهم، لكن الكتابة الصادقة، حسب ثابت، تقود صاحبها مهما طال تاريخه في مهادنة السلطات للصدام المميت الذي قضى على المهاود في النهاية، كما أننا أمام مأساوية حياة السيد محمود أبو العز وابنه شفيق، عانى أبو العز الأب من محدودية القدرات وكبر وعناد ساقاه لترويج رسوم قاسية النقد للملك، ومحاولة التعجيل بصدام حركة «الغد المزهر» به، بلغ تمكن الفكرة منه التعجيل بدفع ابنه لنيرانها بتوزيع المنشورات التي تحمل رسوماته، ثم الهروب معا عبر الصحارى دون احتياط، ما أدى لوفاة ابنه، عاش بعده متوهما أنه فعل الصواب وأن الآخرين حتى في الدولة البعيدة سيكافئونه على نضاله ما أدى لصدامه بالجميع، كذلك جاء محمد معروف المعافر على النقيض من سابقه، مقاوما أخضر الفطرة، قوي النفس، لكن الاتهامات المخجلة بسرقة تافهة طاردته حتى فقد زوجته وأبناءه في حادث وهم يحاولون زيارته في محبسه، لتبقى سامرة فاضل السهيل، ابنة رجل قفز على المبادئ ونال الحظوة من الجميع، أجاد جني الثمار وبقيت ابنته تحديا في الغربة، أمام بطل الرواية حتى إنه يحدث نفسه عنها قائلا: «طرقت سامرة بابك في غفلة من أجل لحظة عابرة، فظننتها تريد البقاء لديك للأبد، دون أن تدرك أنكما رفقاء محطة سفر نائية غريبة في أقصى مجاهل وألغاز النفس البشرية؛ فعاود البحث عن «زيتونة» توسطك بدلا من الاستسلام لمستقبلهم المعتم الذي إن وافيتهم ولحقت بهم فيه، أضاعوا شفافيتك ونقاءك وكتاباتك، وكلها – لو تدري – أثمن ما فيك!».

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي

إقرأ أيضاً:

الجزيرة تكشف حملة إسرائيلية للتشكيك في رواية أسير فلسطيني

حظيت مشاهد مصورة للأسير الفلسطيني المحرر إبراهيم الشاويش بانتشار واسع عبر المنصات، وذلك بعد ما ظهر فيها آثار التعذيب والتجويع في السجون الإسرائيلية، فيما كشفت وحدة "سند" -التابعة لشبكة الجزيرة- محاولات حسابات إسرائيلية تضليل الجمهور بشأن القصة.

وتحدث الشاويش -في شهادته المتداولة- عن التعذيب الذي تعرض له خلال فترة اعتقاله، حيث عُذب بالكهرباء والكلاب، وغيرها من الوسائل التي تستخدمها إسرائيل.

Priceless example of Hamas info ops today. Just as with the 7th October rapes, they realise how badly they were hurt by the images of emaciated hostages yesterday.

So the pro-Hamas info campaign is in overdrive. This guy is 1) a cancer patient and 2) wasn’t on the prisoner… https://t.co/p9Re404Dbt

— Andrew Fox (@Mr_Andrew_Fox) February 9, 2025

وتفاعلت المنصات حول العالم مع مقطع الأسير الفلسطيني المحرر، وقارنت صورته قبل الاعتقال وبعده، منددين باستمرار الاعتداءات على الأسرى الفلسطينيين دون أي تحرك عالمي.

في المقابل، أطلقت الحسابات الإسرائيلية حملة كبيرة للتشكيك في صحة القصة، ونفي الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في حق الأسرى الفلسطينيين.

إعلان

وقامت الحملة على إنكار أن إبراهيم الشاويش كان أسيرا لدى الاحتلال الإسرائيلي، فيما قال البعض إنه كان أسيرا لكنه مصاب بسرطان المعدة، وقد عولج داخل إسرائيل.

This is Ibrahim Al-Shawish, a Palestinian teacher who was finally freed today after 16 months of captivity without charge. He endured daily torture and starvation, leaving him physically crippled and psychologically shattered.

Israel still holds over 3,000 Palestinian hostages,… pic.twitter.com/wnbM8XRUfM

— Kashif Chaudhry (@KashifMD) February 9, 2025

ورصدت وحدة "سند" حسابات إسرائيلية حرصت على الرد على كل التغريدات التي تفاعلت مع مشاهد الأسير الفلسطيني المحرر، مستخدمين روابط ومعلومات مضللة، ومدعين بأن القصة بأكملها مزيفة.

واستغلت بعض الحسابات رابطا لأسماء 736 أسيرا فلسطينيا من الأسماء المفرج عنها في المرحلة الأولى، للتأكيد على أن الاسم المذكور ليس موجودا في قائمة المفرج عنهم.

لكن الرابط الذي تتداوله الصفحات الإسرائيلية، يخص فقط الأسرى المحكوم عليهم، ولا علاقة له بأسرى قطاع غزة، والذين يعدون بالآلاف، ويخرجون تباعا خلال أيام التبادل.

وبفحص قائمة المفرج عنهم من أسرى غزة التي نشرتها هيئة شؤون الأسرى، فإن اسم إبراهيم الشاويش كان موجودا في القائمة التي أفرج عنها أول أمس السبت.

واعتقل الشاويش -وهو معلم بإحدى مدارس بيت حانون الثانوية- في 10 ديسمبر/كانون الأول 2023، من أحد مراكز الإيواء في شمال غزة.

مقالات مشابهة

  • مناقشة رواية «غافة العذبة» في «بحر الثقافة»
  • يظن نفسه صاحب شخصية.. أكرم توفيق يثير الجدل برسالة خاصة عبر انستجرام
  • الوظيفة والموظفون في عالم نجيب محفوظ.. علي التركي يقدم عرضًا لدرة إبداعات الراحل مصطفى بيومي.. دراسة نقدية أدبية وتوثيق تاريخي نادر لأحوال الحكومة المصرية في 100 عام
  • ترامب والملك عبد الله الثاني يستعدان لاجتماع متوتر بشأن مستقبل غزة
  • مصطفي بيومي.. الرجل الذي عاش بالكلمات ومات وحيدًا
  • كيف ربحت صنعاء حرب الرواية ضد واشنطن؟
  • الجزيرة تكشف حملة إسرائيلية للتشكيك في رواية أسير فلسطيني
  • مناقشة رواية من سلسلة إبداعات التفرغ بالمجلس الأعلى للثقافة
  • صدور الطبعة الثانية من رواية “جثة البئر” لـ وائل السيد
  • «الكيلاني» تزور عدداً من المؤسسات المعنية بـ«الطفولة» في تونس