بغداد اليوم - بغداد

بعد سنوات من الصرخات التي يطلقها اصحاب الشاحنات والتقارير ومقاطع الفيديو المسجلة "بسرية تامة" التي توثق عمليات الابتزاز والاتاوات التي تفرضها السيطرات الامنية الخارجية على طرق مرور شاحنات البضائع والسلع، تمكن اصحاب الشاحنات اخيرا من ايصال صوتهم، وقاد ذلك الى اعتراف نيابي حكومي بـ"فضيحة الاتاوات" التي تفرضها السيطرات التي تحولت بدورها الى "نقاط استثمار" يدفع فيها الضباط اموالا طائلة للتعيين فيها.

ومنذ مطلع ايار الجاري، حشد العديد من اصحاب الشاحنات للاعتصام وقطع الطرق في 15 ايار، وبالفعل شهدت العديد من الطرق السريعة والرئيسية في العراق اليوم الاربعاء "اعتصام الشاحنات" التي اقدمت على غلق عدة طرق بينها طريق السليمانية طاسلوجة، وطريق حلة بغداد، وطريق ام قصر سفوان، فيما قادت هذه الاحتجاجات الى احتكاكات مع القوات الامنية.

وجاءت هذه الاعتصامات تحت مطلب واحد مشترك، وهو الاحتجاج على عمليات الابتزاز والاتاوات التي يضطر سائقو الشاحنات وناقلي البضائع لدفعها الى السيطرات الداخلية، فيما تحولت هذه السيطرات الى "نقاط استثمار" يدفع فيها بعض الضباط اموالا طائلة مقابل ان يتم تعيينهم للعمل في هذه السيطرات لما يحصلون عليه من اموال من الاتاوات التي يتقاضوها من قبل اصحاب الشاحنات.

واقرت لجنة الامن النيابية اليوم الاربعاء (15 ايار 2024)، بوجود عمليات ابتزاز وفرض اتاوات في السيطرات الخارجية.

وقال عضو اللجنة وعد القدو في حديث لـ"بغداد اليوم"، انه "التقى بالعشرات من سائقي الشاحنات المتظاهرين على الطرق الخارجية بين نينوى وبغداد من اجل الاستماع لمطالبهم حيال ما يعانونه من ضغوط وتصرفات في بعض السيطرات اثناء تنقلاتهم لنقل الحمولات".

واضاف، انه "لمسنا منذ اكثر من عامين وجود جباية غير قانونية وابتزاز وهناك من يدفع الاموال لبعض المسؤولين لبقاء السيطرات وهذه نقاط خطيرة وحساسة تمت مكاشفة القائد العام للقوات المسلحة بها في لقاء مباشر بالإضافة الى طرح الامر امام الوزراء والجهات الامنية ومنها العمليات المشتركة".

واشار الى "ضرورة اعادة النظر بوضع السيطرات الخارجية وصياغته وفق مسارات تخدم الامن ولا يمكن القبول بأن تبقى عمليات الجباية غير القانونية او حالات الابتزاز من قبل البعض مستمرة"، مؤكدا بان "اعادة خارطة انتشار السيطرات والتحقيق في كل الضغوط التي يتعرض لها سائقي الشاحنات خطوة بالاتجاه الصحيح".

ويوم امس اعلنت خلية الاعلام الامني، عن اجتماع برئاسة مستشار السوداني لشؤون المنافذ والكمارك مع بعض اصحاب الشاحنات وتم الخروج بعدة قرارات من بينها اقتصار التفتيش على سيطرات مداخل المدن فقط وعدم ايقاف الشاحنات للتفتيش في السيطرات الداخلية، فضلا عن تحديد خطوط سير الشاحنات القادمة بالبضائع من شمال العراق.

وترتفع أسعار الاتاوات طرديًا مع الشاحنات المحملة ببضائع قد تكون ممنوعة او عليها نوع من التقييد، وفي احد الامثلة على ذلك، ارتفعت الاتاوات لعبور شاحنة الكحول من 3 الاف الى 50 الف دولار، بعد تشريع قانون حظر تصنيع وشراء الكحول في مارس 2023، بحسب تقرير نشره الميدل ايست اي.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

شومان: أئمة المذاهب الفقهية تعكس روح التعاون والاحترام التي يجب أن تسود بيننا اليوم

قال  الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إن  الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يقود جهودا عالمية بارزة في مجال الحوار الإسلامي الإسلامي، وقد حظيت دعوته لهذا الحوار في البحرين قبل عامين بقبول وترحيب كبير من مختلِف المدارس الإسلامية ومن المقرر أن تعقد أولى جلسات هذا الحوار الشهر المقبل.

وخلال ندوة نظمها جَنَاح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بعنوان «نحو حوار إسلامي إسلامي»، دعا المسلمين جميعًا أن يستلهموا من نهج النبي ﷺ في تعامله مع المخالفين في الدين، وأنه إن كان نبينا قد قبل التعامل والتعايش مع المخالف في الدين، فنحن أولى بالتواصل بيننا كمسلمين، وأن نقبل التنوع والاختلاف، وفي هذا الجانب تقع مسؤولية كبيرة على عاتق المؤسسات الدينية، التي ينبغي أن تسعى لإرساء قيم التعايش وقبول الآخر، اقتداءً برسول الله ﷺ وتعاليم شريعتنا السمحة.

حكم سداد الديون المتراكمة على الجمعية الخيرية من أموال الزكاةحكم بيع قائمة بأرقام الهواتف لمساعدة الآخرين في التواصل مع أصحابها.. دار الافتاء توضح

وأشار الدكتور عباس شومان في قضية الحوار الإسلامي الإسلامي إلى نموذج يقتدى به في الاختلاف والاحترام، وهو نموذج العلماء المسلمين الأوائل، الذين أسسوا المدارس الفقهية المختلفة بروح من الاحترام المتبادل والمحبة والتقدير، دون أن يكون هناك صراع أو تعصب بينهم. على سبيل المثال، مدارس أهل السنة الأربعة (الحنفية المالكية الشافعية والحنبلية) نشأت على أيدي أئمة عظام كانوا يتبادلون الاحترام فيما بينهم. والإمام الشافعي كان يُجل الإمام أبا حنيفة رغم أنه لم يلتقِ به، إذ وُلد الشافعي في العام نفسه الذي تُوفي فيه أبو حنيفة (150 هـ). وقد تعلم الشافعي على يد تلاميذ الإمام أبي حنيفة، خاصةً الإمام محمد بن الحسن الشيباني.

وأضاف أن الإمام الشافعي كان يقول عن الإمام أبي حنيفة: «كل الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه». وقد بلغ من احترام الشافعي لأبي حنيفة أنه حين صلى العشاء في بلد دفن فيها أبو حنيفة، صلى الوتر ثلاث ركعات متصلة، على مذهب أبي حنيفة، وعندما سُئل عن ذلك، أجاب: «استحييت أن أخالف الإمام في حضرته».

 وتابع: الإمام أحمد بن حنبل، كان من تلاميذ الإمام الشافعي، ورغم ذلك أسس لنفسه مذهبًا فقهيًا مستقلًا. وكان الإمام أحمد يُجل الشافعي احترامًا كبيرًا، حتى إنه قال: «ما نسيت مرة بعد موت الشافعي أن أدعو له في صلاة من صلواتي».

وأكد أن هذه العلاقة المميزة بين أئمة المذاهب تعكس روح التعاون والاحترام التي يجب أن تسود بين المسلمين اليوم. وليس المقصود من هذا الحديث التركيز على المذاهب الفقهية تحديدًا، وإنما ضرب مثال على إمكانية التعايش والتوافق بين المختلفين، سواء في المذاهب الفقهية أو العقائدية، بل وحتى في الدين نفسه. يقول الله تعالى في كتابه: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، ويقول: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}. وهذه الآيات تبين أن الإنسان له حرية الاختيار؛ فمن شاء أن يؤمن فله ذلك، ومن شاء أن يكفر فهو حر في اختياره، مع أن الكفر لا يساوي الإيمان في القيمة أو المآل، لكن الشريعة الإسلامية منحت الإنسان حرية اختيار طريقه، سواء كان الإسلام أو غيره.

وفي ختام حديثه، أشار إلى أنه رغم وضوح هذه المبادئ في شريعتنا، إلا أننا لم نقبل تعدد الأديان أو نمارس التعايش الحقيقي الذي يفرضه ديننا. على سبيل المثال، عند دخول النبي ﷺ المدينة المنورة، وجدها تضم قبائل يهودية كثيرة، ولم يُطردوا أو يُقصوا، بل عقد معهم معاهدات سلام واتفاقيات تضمن حقوقهم طالما التزموا بعدم العداء؛ وعندما نقضوا العهد، عوقبوا على نقضهم وليس لاختلافهم الديني. فإذا كان هذا التعايش بين المسلمين وغير المسلمين مقبولًا ومطبقًا في شريعتنا، فمن باب أولى أن يكون التعايش بين المسلمين أنفسهم واقعًا ملموسًا. داعيا إلى عدم الانقسام بين المسلمين ونبذ الخلافات التي نراها اليوم بين سُني وشيعي، وسلفي وأشعري، وماتريدي ومعتزلي، بل وحتى داخل المذهب الواحد نجد الفُرقة والتنازع.

مقالات مشابهة

  • "ترامب يفضح دون قصد مخططا للحد من إنجاب سكان غزة".. فيديو
  • المفوضية تحدد آخر موعد للانضمام لمشروع «شركاء من أجل الانتخابات»
  • اعتصام لمالكي الشاحنات العمومية في مرفأ بيروت
  • 500 مليون يورو سنويا تكلفة أضرار سرقة المتاجر في النمسا
  • بعد 24 ساعة ... تحذير عاجل لأصحاب عداد الكهرباء القديم قبل قطع التيار
  • ضباط أمريكيون: المعركة البحرية مع اليمن أكثر كثافة وخطورة منذ الحرب العالمية الثانية
  • دخول 193 شاحنة مساعدات في غزة خلال معبري العوجة وكرم أبو سالم اليوم
  • فيديو: أغرب مطاردة بين سيارة شرطة وكرسي متحرك
  • عاجل:- أمين عام الأمم المتحدة يدعو إسرائيل لسحب قرار وقف عمليات "أونروا" في القدس
  • شومان: أئمة المذاهب الفقهية تعكس روح التعاون والاحترام التي يجب أن تسود بيننا اليوم