يمانيون// كتابات// يحيى صالح الحَمامي

.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

هذا هو

الحق لا يعود إلا بالقوة.. فعلى مر التاريخ لم تنجح الحلول السياسية ولا الدبلوماسية فى تحرير أى وطن.. تحرير الأوطان المغتصبة لا يكون إلا بالجهاد والتضحيات وخلاف ذلك مضيعة للوقت ونوع من العبث الذى لا جدوى منه ولا فائدة فيه.. مشهد تسلم أسرى الصهاينة خاصة العسكريين منهم مشهد سيسجله التاريخ بأحرف من نور للأجيال القادمة لتدرك ثمرة التضحيات لتحرير الأوطان وأن لتحرير الأوطان ثمناً لا بد أن يدفع وتضحيات لا بد أن تقدم.. مشهد تسليم أسرى العدو ضمن صفقة تبادل الأسرى أرسل العديد من الإشارات ودلل على الكثير من الحقائق للعدو قبل الصديق، للقاصى قبل الدانى، وبشهادة الصهاينة أنفسهم أنه نصر للمستضعفين على عدوهم مهما كانت قوته وجبروته.. فلا تهنوا ولا تحزنوا أيها القوم تصديقاً للآية الكريمة «ولا تهنوا ولا تحزنوا فأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين» أى لا تضعفوا بالذى نالكم من عدوكم من قتل وجراح وتدمير وإبادة فأنتم بإذن ربكم المنتصرون.. نجحتم أيها الأبطال فى تحرير الآلاف من أسراكم وكانوا قد فقدوا الأمل فى أن يروا النور بعد أن زج بهم عدوهم فى زنازينه من عشرات السنين.. نجحتم فى إعادة قضيتكم إلى الساحة بعد أن ظن العدو أنها تلاشت ولن تعود.. مشاهد تسليم أسرى الصهاينة أثبتت أن السيادة لا تمنح وإنما تفرض بالقوة، وتنتزع بعزم الرجال، توقيع رسمي بين ممثل حماس وممثل منظمة الصليب الأحمر الدولية لتسليم وتسلم الأسيرات الإسرائيليات مشهد له ما له من دلالات.. مشهد تسليم أسرى العدو وفى خلفيته لافتة كتب عليها ‏«المقاتلون الفلسطينيون من أجل الحرية ينتصرون، انتصار المستضعفين على الصهيونازيين»» مشهد سيظل عالقاً فى الأذهان لأجيال وأجيال.. رأى مجرمو الحرب فى إسرائيل وعلى رأسهم نتنياهو صورهم وهى تحت أقدام أبطال المقاومة تداس بالنعال من أسراهم ومن أبطال المقاومة على مسرح تسليم الأسرى وفى قلب ميدان فلسطين وسط غزة وفى يوم السبت الذى له قدسية خاصة لدى الصهاينة، مشهد إذلال للعدو وقادته.. تقول المخرجة الإسرائيلية عينات فايتسمان تعليقاً على مشهد الإفراج عن الأسيرات المجندات: يا للإخراج! الديكورات، الملابس، الإعداد المسرحى.. هكذا يتم إخراج الانتصار المطلق..
من وضع خطة التسليم يظهر عبقرية لا تقل عن عبقرية القادة العسكريين. هذه عقلية شخص دخل المعركة وهو متأكد من النصر، فجهز كل شيء ليظهر بهذا الشكل المسرحي المتقن..وكما يقول أهل غزة: من فاته زمن المختار- أى عمر المختار- فقد عاش عصر السنوار..عاشت فلسطين حرة مستقلة وعاصمتها القدس.
‏حماس أهانت المحتل مرة بالطوفان، ومرة بالصمود، ومرة بتسليم الأسرى، كل خطوة محسوبة أماكن التسليم، زي الأسيرات، كل شىء مصمم لغرس سهم فى قلب المجتمع الإسرائيلى، ومن حيث أرادوا أن يكسروا المقاومة انكسروا هم وأصبحوا عبرة..‏ مشهد تسليم المجندات الإسرائيليات أوجع الصهاينة الذين اعتبروه مشهداً مهيناً وساخراً من جيش الاحتلال، فقد ألبستهن كتائب القسام الزي العسكري وصعدن إلى المنصة يحملن شهادات الإفراج، وقمن بإلقاء التحية على أبطال المقاومة والجماهير المحتشدة فى الميدان، ومجاهدى القسام يحملون بنادق «التافور الإسرائيلية» التى غنموها من القوات الصهيونية، مشهد ذل وإذلال للعدو وقادته.. تحرير الأوطان لا يكون إلا بالتضحيات والمقاومة والصمود، فالصهاينة وداعموهم لا يؤمنون إلا بلغة القوة يا أولى الألباب.
[email protected]

مقالات مشابهة

  • ليلى عز العرب تنجو من حادث سير مروع وتواصل تصوير "عايشة الدور" مع دنيا سمير غانم
  • وسع مائدتك.. مبادرة جديدة لتخيف معاناة أهل غزة
  • مشهد العودة
  • الألعاب الافتراضية تجسد الرقص العماني في معرض القاهرة للكتاب| شاهد
  • تفاقم معاناة نزلاء الإصلاحية المركزية بعد ايقاف مخصصاتها في شبوة
  • الحراك الثوري الجنوبي يرفض سياسة الإذلال والتعذيب المفروضة في عدن
  • مسلسل إقامة جبرية الحلقة 7.. هنا الزاهد تحاول قتل صابرين بدواء سام
  • هذا هو
  • اليوسف: إنشاء محكمة للاستثمار والتجارة نقلة نوعية تجسد الرؤية السامية للعدالة الناجزة
  • معاناة قاسية.. نازحون فلسطينيون يبيتون ليلتهم في العراء