ورم وعائي يقع بالقرب من الجزء الخلفي لدماغ البريطانية ألكسيس بوجان، عرّض حياتها للخطر، حتى تمكن الأطباء من إزالته خلال عملية جراحية استمرت 10 ساعات في شهر أغسطس الماضي، لتكتشف أنها رغم تخلصها من الورم الذي كان يضغط على جذع دماغها بسبب تشابكه مع الأوعية الدموية والأعصاب الدقيقة، أن عضلات لسانها وأحبالها الصوتية تضررت من العملية، لكن لحسن الحظ كان هناك حلا للمشكلة بعد بضعة أشهر.

تجربة الحديث مجددا

الذكاء الاصطناعي جاء لإنقاذ الفتاة ذات الـ21 عاما من الخرس الإجباري، ففي شهر أبريل الماضي، حصلت «بوجان» على نسخة من صوتها أنشأها الذكاء الاصطناعي، ويمكن استخدامها بسهولة من خلال تطبيق على هاتفها، فبمجرد أن تكتب ما تريد قوله على الهاتف، يقوم التطبيق فورا بقراءة كلماتها بصوت عالٍ أقرب ما يكون إلى نبرة صوتها الذي فقدته.

وبحسب حديثها لصحيفة «نيويورك بوست»، فالذكاء الاصطناعي ساعدها على التحدث وجعْل أحبائها يفهمون ما تقوله بعدما شعرت أنها فقدت جزءًا من هويتها بعد العملية الجراحية التي خضعت إليها لإزالة ورم سرطاني من الدماغ.

كيف يعمل تطبيق الذكاء الاصطناعي؟

بمساعدة مقاطع فيديو لها عندما كانت في سن المراهقة، يستطيع التطبيق محاكاة صوتها الملتقط من غنائها وحديثها في المشروعات المدرسية التي كانت تُكلف بها سابقاً، الأمر الذي بجعل ألكسيس بوجان من أوائل الأشخاص الذين استخدموا محرك الصوت الجديد الخاص بـ«Open AI» لاستعادة الصوت المفقود، ويعتقد الأطباء في مستشفى «رود آيلاند» أن تلك التقنية الحديثة تسلط الضوء على الاستخدامات المفيدة للذكاء الاصطناعي والتي تفوق مخاطره.

وخلال حديثهم لوكالة «أسوشييتد برس» عبّر الأطباء عن أملهم في أن تقود حالة «بوجان» الأبحاث العلمية نحو مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الجلطات الدماغية أو سرطان الحلق أو غيرها من أمراض الأعصاب.

محاولات استعادة الصوت المفقود

ليست هذه المرة الأولى التي يُستخدم فيها الذكاء الاصطناعي لاستعادة الصوت، فبحسب تقرير نشرته شبكة «CBS» الأمريكية، تمكن فريق بحثي من جامعة «سانفر إنسيسكو» في أواخر العام الماضي، من مساعدة امرأة أربعينية تدعى «آن» بعدما فقدت النطق لمدة 18 سنة بسبب جلطة دماغية تعرضت لها، وعن طريق تثبيت قطعة إلكترونية تحوي 253 قطبا على سطح دماغ المريضة وتحديداً بالمنطقة المسئولة عن تحويل الكلمات لإشارات يجري إرسالها إلى الفك واللسان والحلق، تمكنت «آن» من التحدث مرةً أخرى بعدما درب الفريق البحثي نظام الجهاز ليلتقط الكلمات التي تعيدها المرأة الأربعينية في ذهنها عدة مرات عبر الأقطاب الكهربائية.

ورغم صعوبة هذه المحاولة، فأنها فتحت آفاقاً جديدة لتطوير التقنية في المستقبل، ويبدو أن الذكاء الاصطناعي هو الحل الأكثر سهولة ودقة حتى هذه اللحظة.

 

فقدان النطق بعد العمليات الجراحية

عندما يعاني المريض من ورم سرطاني في جزء من الدماغ، يكون من الضروري إزالته جراحياً، الأمر الذي يحتاج إلى كثير من الحرص والدقة عند إجراء العملية لتجنب إحداث تلف في منطقة الدماغ التي تؤثر على الكلام والحركة، غير إنه في بعض الأحيان يكون من الصعب على الطبيب تلافي التعرض لهذه المناطق عند التدخل الجراحي خاصةً عندما يكون حجم الورم كبيراً، وذلك بحسب الدكتور محمد فؤاد استشاري جراحة المخ والأعصاب الذي أوضح خلال حديثه لـ«الوطن» أن ثمة حالات مرضية أخرى تستدعي الجراحة في منطقة الدماغ مثل الصرع وتلف الأعصاب والتعرض للحوادث.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السرطان الدماغ الورم السرطاني النطق التحدث الذكاء الاصطناعي بريطانية الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

تطبيق جديد يحمي الأعمال الفنية من الذكاء الاصطناعي

في العام 2008، قال كاتب السيناريو إد بينيت-كولز إنه مرّ بـ"لحظة انهيار" في مسيرته المهنية، بعدما قرأ مقالا عن نجاح الذكاء الاصطناعي في كتابة أول سيناريو تنتجه هذه التكنولوجيا.
لكن بعد قرابة عقدين، ابتكر وصديقه كاتب الأغاني جيمي هارتمان، تطبيقا قائما على تقنية "بلوكتشاين"، يأملان بأن يمكّن الكتّاب والفنانين وغيرهم من امتلاك أعمالهم وحمايتها.
يقول هارتمان إنّ "الذكاء الاصطناعي اقتحم حياتنا وبدأ يسيطر على وظائف كثيرين"، مضيفا أن التطبيق الذي ابتكره وصديقه يرفض هذا الوضع ويؤكد أنّ العمل ملك لصاحبه.
ويتابع "هذا عمل بشري، ونحن من نحدد قيمته، لأننا نملكه".
يُهدد الذكاء الاصطناعي، الذي يتطوّر باستمرار، الملكية الفكرية وسبل العيش في مختلف المجالات الإبداعية.
ويرمي التطبيق، الذي طوّره إد بينيت-كولز وجيمي هارتمان ويحمل اسم "ايه آر كاي" ARK، إلى تسجيل ملكية الأفكار والعمل، من الفكرة الأولية إلى المنتج النهائي. فعلى سبيل المثال، يُمكن للشخص تسجيل مقتطف تجريبي لأغنية بمجرد تحميل الملف، على ما يوضح مبتكرا التطبيق.
تتضمّن الخصائص اتفاقات عدم إفصاح، والتحقق القائم على تقنية "بلوكتشاين"، وإجراءات أمان بيومترية تؤكد أن الملف ملك للفنان الذي حمّله.
ويُمكن للمتعاونين أيضا تسجيل مساهماتهم الخاصة طوال فترة العملية الابتكارية.
يقول بينيت كولز إنّ تطبيق "ايه آر كاي يتحدى فكرة أن المنتج النهائي هو الشيء الوحيد الجدير بالقيمة".
ويشير هارتمان إلى أن الهدف هو الحفاظ على "عملية إبداع وابتكار بشري، وعزلها لحاميتها وكسب لقمة العيش منها".
يقول مبتكرا "ايه ار كاي" إنّهما قررا أن يكون التطبيق قائما على تقنية "بلوكتشين"، أي تخزين البيانات في سجل رقمي، لأنها لامركزية.
ويقول بينيت-كولز "لمنح المبتكر استقلالية وسيادة على ملكيته الفكرية والتحكم في مصيره، ينبغي أن تكون التقنية لامركزية".
ويوضحان أن مستخدمي التطبيق سيدفعون ثمن "ايه آر كاي" بحسب هيكلية متدرجة، إذ تُحدّد مستويات الأسعار وفقا لحاجات استخدام التخزين.
ويشير كاتب السيناريو إلى أنّهما يسعيان إلى أن يكون التطبيق بمثابة "تسجيل على بلوكتشاين" أو "عقد ذكي"، واصفا إياه بأنه "آلية توافق".
ويقول هارتمان إنّ "حقوق الطباعة والنشر مبدأ جيد جدا، طالما يمكنك إثباته ودعمه".
ويضيف "لماذا لا نحرز تقدما في مجال حقوق الطباعة والنشر، لناحية طريقة إثباتها؟ نعتقد أننا توصلنا إلى حل".
ويؤكد الفنانان أن المجالين اللذين يعملان فيهما كانا بطيئين جدا في الاستجابة للانتشار السريع للذكاء الاصطناعي.
ويشير بينيت-كولز إلى أنّ جزءا كبيرا من الاستجابة ينبغي أن يبدأ بـ"لحظات انهيار" يواجهها الفنانون، مشابهة لما مر به قبل سنوات.
ويقول "من هناك، يمكنهم النهوض وتحديد ما يمكن فعله"، مضيفا "كيف يمكننا الحفاظ على ما نحب القيام به، وما هو مهم بالنسبة إلينا؟".

أخبار ذات صلة «الذكاء الاصطناعي» يصدم ريال مدريد ويدعم برشلونة! الذكاء الاصطناعي العام (AGI) الخطوة التالية لقطاع التكنولوجيا..ما المخاطر؟! المصدر: آ ف ب

مقالات مشابهة

  • تطبيق جديد يحمي الأعمال الفنية من الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي العام (AGI) الخطوة التالية لقطاع التكنولوجيا..ما المخاطر؟!
  • خدعة أبريل التي صدّقها الذكاء الاصطناعي
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • لن يكون الرئيس الوحيد الذي يزورها.. إيمانويل ماكرون في جامعة القاهرة غدا
  • بيل غيتس يكشف عن 3 مهن ستصمد في وجه الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي جريمة معلوماتية!
  • تقرير أممي يحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي على الوظائف
  • غيتس يحدد المهن التي ستبقى خارج سيطرة الذكاء الاصطناعي
  • الصين ترد على رسوم ترامب بأغاني وفيديوهات من إنتاج الذكاء الاصطناعي