غنى عن البيان أن إعلان دولة إسرائيل على الأرض الفلسطينية كان فى التاسع والعشرين من نوفمبر عام 47 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، بناء على جهود وتوجيهات بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية باعتبارهما قوتين عظميين حققتا الانتصار فى الحرب العالمية الثانية، الأمر الذى استغلته الصهيونية العالمية وتلقفته العصابات اليهودية فى فلسطين للاستيلاء على أكبر قدر من الأراضى الفلسطينية من خلال المذابح والمجازر التى ارتكبتها وعمليات التطهير العرقى للأسر والعائلات وقبائل البدو ومصادرة أراضيهم ومنازلهم وأملاكهم تحت أعين وبصر ومساعدة سلطة الاحتلال البريطانى فى هذا الوقت والتى سميت- بالنكبة- بعد أن تم تشريد وتهجير حوالى مليون فلسطينى فى الداخل والخارج فى هذا الوقت فى كبر جريمة عنصرية عرفها التاريخ، وتغيير معالم المدن والقرى الفلسطينية ومحو أسمائها العربية وتحويلها إلى مدن يهودية وبأسماء عبرية وخلق مجتمعات جديدة تتسم بالطابع الأوروبى ونشطت الصهيونية العالمية وبغطاء ومساعدة بريطانية أمريكية لتقديم أكبر قدر من المساعدات العسكرية والسياسية والمالية إلى هذا الكيان والدفع بأكبر عدد من اليهود للهجرة إلى إسرائيل سواء من دول الغرب أو غيرها.
المفارقة الجديدة فى ظل نظام عالمى فاسد، أن مندوب إسرائيل فى الأمم المتحدة جلعاد أردان، وقف قبل أيام على منبر المنظمة التى خلقت له دولة من عدم، ليعلن وبكل وقاحة سقوط هذه المنظمة الدولية، ويقوم بتمزيق ميثاق منظمة الأمم المتحدة من خلال آلة يحملها، ولم يقف عند هذا الحد، بل وصف مندوبى دول العالم بفقد أبصارهم وعقولهم، وأن ما تقوم به المنظمة هو وقاحة وعار، بعد أن وصف على حد تعبيره المقاومة الفلسطينية بالنازيين المعاصرين مستدعيًا من الذاكرة حادثة الهلوكست فى ألمانيا التى تشكل أكبر تجارة رابحة للاسرائيليين على مدار التاريخ، وتبتز بها العالم سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا وإعلاميًا.. التبجح الإسرائيلى وصل مداه فى جلسة الأمم المتحدة قبل أيام للتصويت على قرار لتوصية مجلس الأمن لنيل فلسطين العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة، وجاء بأغلبية كبيرة وموافقة 143 دولة ورفض 9 دول على رأسها أمريكا وإسرائيل وامتناع 25 دولة على التصويت.. أما المفارقة الثانية التى تكشف عن الفساد الدولى الصارخ فهى أن المسرحية الهزلية التى قام بها مندوب الكيان الصهيونى جاءت فى نفس التوقيت الذى تمارس فيه حكومته المتطرفة وجيشه أكبر عملية تطهير عرقى من خلال حرب عنصرية إجرامية فى حق شعب محتل طبقًا لكل القرارات الدولية وقتلت حوالى 35 ألفًا من النساء والأطفال وأصابت حوالى مائة ألف آخرين.
حفظ الله مصر
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صواريخ إعلان دولة إسرائيل الأرض الفلسطينية الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يشدد على ضرورة تنفيذ القرارات الأممية لإنهاء الاحتلال
أكد مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، ضرورة التزام دول العالم بتنفيذ القرارات الأممية لإنهاء الاحتلال وليس فقط اعتمادها، مشيرا إلى أن كل الجهود السياسية والدبلوماسية التي تقوم بها القيادة الفلسطينية في المحافل الدولية هدفها الأول وقف العدوان الإسرائيلي.
وقال منصور، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، إن ما تطرحه إسرائيل في الأروقة الأممية تعارضه أغلب دول العالم، لأن قادة الاحتلال أياديهم ملطخة بالدماء، مشيرا إلى أن مجلس الأمن تبنى قرار 2735 الذي ينص على وقف فوري وكامل لإطلاق النار، ولكن إسرائيل لم تلتزم بذلك.
وأضاف منصور، أن إسرائيل تتصرف كأنها فوق القانون بسبب الغطاء الذي توفره لها دولة عظمى، مشددا على أن القدس عاصمة دولة فلسطين، وحسب القانون الدولي لا يحق لإسرائيل ضمها، وهي في صلب الجهد الدولي.
وتابع مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا تحظى بدعم دولي كبير، وأن ولايتها مستمدة من الجمعية العامة، ولا أحد يستطيع إلغاءها أو استبدالها، موضحا أن إسرائيل تهاجم الوكالة وتتطاول على الأمين العام للأمم المتحدة وكافة المؤسسات الدولية، وهذا يستدعي إعادة النظر في عضويتها.
اقرأ أيضاًاليمن يرحب بقرار أممي بشأن التزامات إسرائيل المتعلقة بأنشطة الأمم المتحدة في فلسطين
الأمم المتحدة تعرب عن صدمتها إزاء حادث الدهس بسوق ماجديبورج في ألمانيا
الأمم المتحدة تطلب رأي محكمة العدل الدولية حول الممارسات الإسرائيلية في فلسطين