بعد تحول في تكتيكات حماس.. مخاوف إسرائيلية من حرب أبدية
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
أبرزت صحيفة "وول ستريت جورنال" مخاوف إسرائيل الحالية بسبب عدم قدرتها على هزيمة حركة حماس رغم مرور سبعة أشهر على الحرب في غزة، ما قد يؤدي إلى حرب عصابات تستمر إلى الأبد.
وسلطت الصحيفة الضوء على قدرات الحركة، التي تصنفها الولايات المتحدة إرهابية، والمتمثلة في شبكة أنفاقها وخلاياها الصغيرة من المسلحين ونفوذها الاجتماعي الواسع، وهي العناصر التي لا تستخدمها من أجل البقاء فحسب، بل أيضًا لمجابهة القوات الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن جندي احتياطي إسرائيلي من فرقة الكوماندوز 98 التي تقاتل حاليا في جباليا، قوله إن حماس تهاجم بشكل أكثر عدوانية، وتطلق المزيد من القذائف المضادة للدبابات على الجنود الذين يحتمون في المنازل وعلى المركبات العسكرية الإسرائيلية يوميا.
ووفقا للصحيفة، استخدمت حماس أنفاقها ومسلحيها ومخزوناتها من الأسلحة للعودة إلى قوة حرب العصابات المقاتلة، وذلك بعد أن كانت هذه الحركة تحكم قطاع غزة منذ فوزها في الانتخابات البرلمانية في عام 2006.
حماس استخدمت أنفاقها ومسلحيها ومخزوناتها من الأسلحة للعودة إلى قوة حرب العصابات المقاتلةوترى الصحيفة أن هذا التحول يعكس جزئياً العودة إلى جذور الجماعة كمجموعة نظمت المعارضة للاحتلال العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى في الثمانينيات. وفي الحرب الحالية، يعني ذلك استخدام تكتيكات الكر والفر والعمل في مجموعات أصغر من المسلحين، وفقًا لما قاله محللون أمنيون وشهود في غزة لـ"وول ستريت جورنال".
وأوضحت الصحيفة أن شبكة الأنفاق أثبتت أنها أكثر اتساعا مما كان متوقعا، وتشكل تحديا خاصا للجيش الإسرائيلي، الذي حاول تطهيرها باستخدام المتفجرات بعد أن حاول في وقت سابق إغراقها بمياه البحر.
ووفقا للصحيفة، تمثل قدرة حماس على الصمود مشكلة استراتيجية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الذي يقول إن الهدف الرئيسي للحرب هو التدمير الكامل للحركة.
وقال نتانياهو، الاثنين، "لن نتوقف حتى نتسبب في انهيار نظام حماس الإرهابي. سننتقم ممن ارتكبوا الهجوم حتى آخر واحد منهم"، في إشارة إلى هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، بحسب التقديرات الإسرائيلية.
وبررت الصحيفة سبب تزايد المخاوف داخل إسرائيل، بما في ذلك داخل المؤسسة الأمنية، بأن الحكومة الإسرائيلية ليس لديها خطة ذات مصداقية للحلول محل حماس، وأن الإنجازات التي حققها الجيش سوف تتضاءل.
وقال شهود للصحيفة إنه مع قيام الجيش الإسرائيلي بنقل الدبابات والقوات إلى رفح، التي وصفها بأنها المعقل الأخير لحماس، شنت الحركة سلسلة من هجمات الكر والفر على القوات الإسرائيلية في شمال غزة.
ووفقا للصحيفة، تحولت المناطق التي كانت هادئة نسبيا إلى ساحات قتال بعد أن أعلنت إسرائيل، الثلاثاء، أنها استدعت دباباتها لدعمها في المعارك مع عشرات المسلحين وقصفت أكثر من 100 هدف من الجو، بما في ذلك هدف وصفته بغرفة حرب تابعة لحماس في وسط غزة.
وعودة حماس إلى الشارع الفلسطيني ظهرت خلال الأيام الماضية عندما تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو يظهر فيها أشخاص ملثمون يعتدون على آخرين بقطاع غزة.
ملثمون يطلقون النار ويعذبون شبابا بغزة.. أين صور الفيديو وماذا حدث؟ تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، مقاطع فيديو يظهر فيها أشخاص ملثمون يعتدون على آخرين بقطاع غزة.ولذلك أشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن النتيجة الطبيعية لكل ما يحدث هي أن إسرائيل تبدو بعيدة عن تحقيق هدف نتانياهو المتمثل في تحقيق النصر الكامل على حماس.
وأوضحت الصحيفة أنه سواء واصلت إسرائيل هجوماً واسع النطاق على رفح أم لا، فمن المرجح أن تبقى حماس على قيد الحياة وتستمر في مناطق أخرى من القطاع، وفقاً لما نقلته الصحيفة عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين حاليين وسابقين، وتقديرات استخباراتية أميركية.
ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق للصحيفة على عودة ظهور حماس في غزة.
وما يزيد من التحديات، بحسب الصحيفة، أن زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، الذي أمر بهجمات 7 أكتوبر، تمكن من الصمود في وجه الهجوم الإسرائيلي من خلال الاختباء في أنفاق الحركة تحت غزة.
وبما يعكس اعتقاد الحركة بأنها قادرة على النجاة من الحرب على المدى الطويل، ذكرت "وول ستريت جورنال" أن السنوار نقل رسائل إلى الوسطاء في محادثات وقف إطلاق النار مفادها أن حماس مستعدة للمعركة في رفح وأن اعتقاد نتانياهو بأنه قادر على تفكيك حماس هو اعتقاد ساذج.
ونقلت الصحيفة عن مفاوض عربي قوله عن السنوار: "لقد أراد دائمًا أن يظهر أن حماس لا تزال في القيادة وأنهم لم يتخلوا عن ساحة المعركة ويمكنهم الاستمرار لأشهر، إن لم يكن لسنوات".
وشنت إسرائيل هجوما على غزة أسفر عن مقتل أكثر من 35 ألف شخص في غزة منذ بداية الحرب، معظمهم من المدنيين، بحسب مسؤولين فلسطينيين.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وول ستریت جورنال فی غزة
إقرأ أيضاً:
صحيفة إسرائيلية: مواقف نتنياهو قد تفجر صفقة الأسرى في المرحلة الأولى
حذرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية من أن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد يفجرها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من المرحلة الأولى، بسبب إصراره على الاستمرار في الحرب، فضلا عن العقبات الكثيرة التي تعترض إتمامها في مرحلتيها الثانية والثالثة، على طريق تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وفي مقاله بالصحيفة يكشف الصحفي المختص في الشؤون العسكرية والأمنية رونين بيرغمان، نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن الموقف الحقيقي لنتنياهو سيضع الكثير من العقبات أمام إتمام صفقة إطلاق النار، بسبب صعوبة التوفيق بين التزاماته في الصفقة وتعهداته لأقصى اليمين في حكومته.
ويكشف بيرغمان عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى مطلع على تفاصيل الصفقة وتطوراتها على الأرض، أنه في ظل التفاصيل المخفية للاتفاق، يبدو أن المفاوضات حول المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى لن تنفجر فقط بعد انتهاء المرحلة الأولى، بل قد تنفجر قبل ذلك بكثير.
وحسب المصدر، فإن حماس قد تدرك في حالة استمرار تعنت نتنياهو أنه لن تكون هناك مرحلة ثانية، مما يفقد الحركة الدافع لاستكمال المرحلة الأولى، ويعيق الوصول إلى اليوم الثاني والأربعين، إذ من المفترض إطلاق سراح حوالي نصف المحتجزين الإسرائيليين الأحياء في غزة.
إعلانويشير في هذا السياق إلى أن نتنياهو يقدم روايات متناقضة لحكومته في محاولة للتوفيق بين ما وافق عليه وما أقسم ألا يوافق عليه، مثل الانسحاب من مناطق إستراتيجية كممر نتساريم ومحور فيلادلفيا.
ومن المقرر أن تبدأ المحادثات المتعلقة بالمرحلة الثانية (ب) الاثنين المقبل، بعد 16 يوما من بدء المرحلة الأولى (أ)، وفقا للاتفاق بين الطرفين، إلا أن المصدر الأمني يعبّر عن قلقه من أن الصعوبات السياسية لن تسمح لنتنياهو بالتوقيع على الصفقة، حتى لو كان مهتما بذلك.
وينقل الكاتب عن مصدره قوله إن "القرارات في المرحلة الثانية ستكون أكثر مصيرية، وستتعارض بشكل صارخ مع ما وعدت به الحكومة، وهذا يضع نتنياهو في موقف صعب، حيث يتعيّن عليه الموازنة بين الضغوط الداخلية والتزاماته في المفاوضات".
على الجانب الآخر، يتفاءل بعض المسؤولين الإسرائيليين، خاصة في الدائرة المقربة من وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، بإمكانية التوصل إلى اتفاق شامل، يفضي إلى التطبيع مع دول في المنطقة، وإدخال قوة متعددة الجنسيات إلى قطاع غزة لمنع عودة حماس إلى السلطة، بالإضافة إلى تمويل إعادة إعمار القطاع، وفق المصدر.
ويعول ديرمر /على أن هذه الخطوة قد تكون بداية التطبيع مع دول عربية كما حدث باتفاقيات أبراهام، مع التوقعات بأن يكون ذلك محور الاجتماع المرتقب بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في 4 فبراير/شباط المقبل.
إلا أن المصدر الأمني يشكك في إمكانية حدوث هذه التطورات، ويؤكد أن "حماس عادت للسيطرة على غزة، ومن الصعب تخيل أن قادتها في الداخل سيسمحون بعناصر أجنبية تهدد هيمنتهم".
المخاطر الخمسةوفي محاولة لتحليل مصير الصفقة، يلخص بيرغمان المخاطر الرئيسية لعقد المرحلة الثانية، من خلال محادثات أجراها مع مسؤولين إسرائيليين وكبار المسؤولين في الدول الوسيطة، بالتالي:
إعلانانفجار المرحلة الأولى:
وفقا للاتفاق، من المقرر أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية في اليوم الـ16 من تنفيذ المرحلة الأولى، وتستمر حتى اليوم الـ35.
وخلال تلك المدة، يتعيّن على الأطراف الحفاظ على وقف إطلاق النار واستمرار الإجراءات المتفق عليها. ومع ذلك، قد يؤدي عدم إحراز تقدم ملموس في المفاوضات إلى تفسيرات متباينة بين الطرفين، مما قد يدفع حماس إلى اتهام إسرائيل بخرق الاتفاق ووقف إطلاق سراح الأسرى المتبقين في المرحلة الأولى.
وقف الحربيشترط الاتفاق إعلان نهاية الحرب قبل تبادل الأسرى والمحتجزين الأحياء بقطاع غزة في المرحلة الثانية، وهو ما يشكّل "لغما أرضيا" قد يفجر المفاوضات، حسب المصدر.
ويشرح الصحفي الإسرائيلي ذلك بالقول "يتطلب الانتقال إلى المرحلة الثانية إعلانا رسميا بإنهاء العمليات العسكرية والعدائية بين الجانبين، على أن يتم ذلك قبل تبادل الأسرى المتبقين".
وهذا الشرط يشكل تحديا كبيرا، خاصة في ظل التوترات المستمرة وعدم الثقة المتبادلة، في حين ترى بعض الأطراف في إسرائيل أن إعلان وقف الحرب قبل استعادة جميع الأسرى يشكّل مخاطرة أمنية، في حين تصر حماس على هذا الشرط "ضمانة لالتزام إسرائيل بالاتفاق".
الاتفاق "المفقود"يلفت بيرغمان إلى عقبة أخرى تتمثل في ما يراه عدم وجود اتفاق واضح حول تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة، بالإضافة إلى غياب مفاتيح محددة لتبادل الأسرى العسكريين الأحياء بالأسرى الفلسطينيين في المرحلة الثانية، وهو "الأمر الذي يعقّد الوضع".
ويقول إن "الاتفاق المعقد والخطير" فرضه نتنياهو على الأطراف لاعتباراته السياسية، لا سيما مع شركائه اليمينيين، ليؤكد لهم أنه لن يكون مستعدا للمضي قدما إلا باتفاق له مرحلة أولى "إنسانية" لا تشمل إنهاء الحرب، "وقد أدى ذلك إلى عدم وجود اتفاق بشأن تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق".
إعلانويقول "حتى الآن، لا يوجد اتفاق مفصل يُحدد معايير وشروط تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة، لافتا إلى أن هذا الغموض يفتح المجال أمام تفسيرات وتأويلات مختلفة، مما يزيد صعوبة التوصل إلى تفاهمات مشتركة.
ويضرب الكاتب لذلك مثلا بإمكانية أن تختلف الأطراف حول تعريف "الأسرى العسكريين" و"المدنيين"، وكذلك حول عدد ونوعية الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم في هذه المرحلة.
محور فيلادلفياويشكّل الانسحاب من محور فيلادلفيا، الذي سبق أن أكد نتنياهو عدم تخلي إسرائيل عنه نهائيا، وبات وعده ذلك يمثل تحديا سياسيا كبيرا له، حسبما يرى المسؤولون الأمنيون الذين استند إليهم بيرغمان.
ويذكّر بيرغمان بأن "نتنياهو وعد مرارا وتكرارا بأن إسرائيل، تحت أي ظرف من الظروف، لن تغادر طريق فيلادلفيا وممر نتساريم على الرغم من الضغوط الهائلة، وفي الوقت نفسه، أصر هو ورجاله على فحص جميع العائدين إلى الشمال على الأقل.
ويوضح الصحفي أن الأمر هذا انتهى في نهاية المطاف، بانسحاب إسرائيل من ممر نتساريم، واكتفت فقط بفحص العائدين بالسيارات، مع أن المؤسسة الأمنية "لديها شكوك كبيرة حول فعالية هذا الفحص الذي تقوم به شركات أمنية، وإمكانية الاستمرار فيها لفترة طويلة".
ويرى الصحفي الإسرائيلي -المختص بالشؤون العسكرية والأمنية- أن استمرار إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا خلال فترة وقف إطلاق النار يثير جدلا واسعا.
ففي حين ترى إسرائيل أن التواجد في هذا المحور ضروري لأمنها، تعتبر حماس هذا الإصرار خرقا للاتفاق، وقد اقترح الوسطاء حلا وسطا يقضي بانسحاب إسرائيل من المحور بعد فترة محددة، إلا أن هذا المقترح واجه تعديلات واعتراضات من أطراف مختلفة، مما يزيد من تعقيد الموقف".
مستقبل قطاع غزةويلخص الصحفي الإسرائيلي هذه المعضلة بالقول إن رفض إسرائيل التفاوض على "اليوم التالي" قد يؤدي إما إلى "نظام عسكري إسرائيلي في غزة أو عودة حماس إلى السلطة".
إعلانوينقل عن المصادر الأمنية تقديرها بأن "هذه القضية تشكل إحدى القضايا الجوهرية بمستقبل قطاع غزة بعد تنفيذ الصفقة، إذ في حين تسعى بعض الأطراف إلى إدخال قوة متعددة إلى القطاع لضمان عدم عودة حماس إلى السلطة، ترى حماس في ذلك تهديدا لسيطرتها".
وبعد استعراض بيرغمان هذه العقبات، فإنه يرى في نهاية تقريره أن الصفقة هشة ومعرضة للانهيار في أي لحظة، خاصة مع تناقضات نتنياهو السياسية واستمرار تمسك حماس بمواقفها، ليخلص إلى القول إن "مصير الرهائن وحل الصراع في غزة معلق بخيوط دبلوماسية رفيعة قد تنقطع في أي لحظة".