بوابة الوفد:
2024-09-09@06:55:09 GMT

شرق أوسط بلا إسرائيل!

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

على وقع مرورنا أمس بالذكرى المشئومة لقيام دولة إسرائيل فى 15 مايو منذ نحو 76 عاما، وعلى وقع ما يشهده المرء حاليا من حرب ضارية على غزة يعتبرها البعض أقرب إلى نكبة ثانية مثل نكبة 48 ربما يكون السؤال الذى يدور بخلد البعض هو: هل يمكن تخيل شرق أوسط بدون إسرائيل والتى تعد أُس البلاء وسبب نكبة المنطقة منذ نشأتها حتى الآن؟ ماذا لو لم تقم تلك الدولة وأصبحنا فى شرق أوسط بلا إسرائيل؟ وماذا لو أن الدول التى حرصت على قيامها لم تنجر إلى هذه المهمة وأصبحنا نعيش فى منطقة عربية خالصة تنتمى إلى أطر حضارية مشتركة لغة ودينا وتاريخا؟ الإجابة ربما تكون غريبة ومذهلة وإن كانت النتيجة فى تصورى أنه من المؤكد أن المنطقة كان ينتظرها مستقبل أفضل بكثير مما نحن عليه الآن.

حتى هذا الخيال يصر الرئيس الأمريكى بايدن على أن يحرمنا منه وأن يصحبنا معه غصبا عنا، فى الاتجاه المعاكس ليضيف بعد اعلانه فخر بلاده بكونها من اوائل اصدقاء إسرائيل أن أمريكا وإسرائيل عملتا على خلق شرق أوسط أكثر ازدهارا وسلما، وهو أمر يكذبه الواقع ويشير إلى زيفه وأن الأمر على الأرض على العكس تماما.

على هدى مثل هذه الفكرة دعونا نتصور شكل الشرق الأوسط بدون إسرائيل؟ مبدئيا يمكن القول إنه من المؤكد أن المنطقة كانت ستنعم بالاستقرار وتراجع اسباب التوتر، وسيعم السلام والأمن بشكل ربما تكون معه مكانا نموذجيا. طبعا لن يختفى الصراع بين وحدات دول المنطقة ولكنه سيكون فى حدوده الدنيا فضلا عن محدودية نتائجه وتأثيراته. سبب هذا التصور هو أنك لو حاولت تخيل أسباب التوتر فى المنطقة فستجد أن إسرائيل القاسم المشترك الأعظم فى مشاكل بل وكوارث المنطقة. 

لو لم تكن هناك اسرائيل لما قامت حرب 48 ولما قامت حرب 56 ولما شهدنا حربى 67 و73 ولتفرغت دول المنطقة لعمليات التنمية. غياب اسرائيل عن الوجود أو بمعنى أصح عدم خروجها إلى الحياة كان يعنى توجه جهود زعماء المنطقة إلى تحقيق الرخاء والرفاهية لشعوبهم. لم يكن ليتطلب الوضع توجيه الجزء الأكبر من ميزانيات الدول العربية خاصة دول المواجهة للمجهود الحربى والدخول فى سباق تسلح قد يكون بلا معنى. 

غياب إسرائيل على سبيل المثال ربما كان من الممكن أن يجعل من دولة مركزية مثل مصر قوة إقليمية كبرى فى المنطقة، ولأتاح لزعيم مثل عبد الناصر وغيره أن يركز جهوده على النهوض بالبلاد. لو لم تقم إسرائيل لربما احتل لبنان مكانة سويسرا الشرق بدلا من ان يتحول ليصبح دولة فاشلة. وربما أدى عدم قيام الدولة العبرية إلى ازدهار دولة فلسطين واحتلالها مكانة متقدمة بين الأمم ولكان من المؤكد عدم خسارتها تلك الأعداد الهائلة من أبنائها الذين راحوا ضحية عمليات الصراع على ذلك النحو من حرب الإبادة التى يواجهها فلسطينيو غزة. 

ربما لو لم تقم إسرائيل لتمتعت الدول العربية أو القطاع الأكبر منها بنظم حكم ديمقراطية ولتراجعت قبضة النظم الاستبدادية باعتبار أن تأثيرات الصراع مع إسرائيل وقد جثمت على أنفاس العرب جعلت هَم العرب الأول هو مواجهة إسرائيل على قاعدة أنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة! ربما لو لم تقم إسرائيل لتراجعت سيطرة الغرب على الأوضاع فى الدول العربية فى ظل تراجع الحاجة إلى ذلك الغرب

هذه ليست سوى تصورات بسيطة لملامح اجتهاد بشأن تأثير تلك الدولة اللقيطة على حياتنا العربية وهو أثر لو تعلمون، أو بالأحرى كما تعلمون- للأسف- عظيم!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات د مصطفى عبدالرازق شرق أوسط إسرائيل المهمة الاتجاه المعاكس شرق أوسط

إقرأ أيضاً:

الخيارات الاستراتيجية للدول العربية في ظل تهديدات الحرب العالمية الثالثة

 

سلطان بن سالم العيسائي**
تُنذر حجم الاضطرابات والحروب التي تهز أجزاء كثيرة من العالم؛ بأن احتمالات اندلاع شرارة الحرب العالمية الثالثة قائمة بالفعل، وقد لا يكون مُهماً معرفة من أين ستبدأ هذه الحرب؟ وما هي التحالفات الجديدة التي بدأت ملامحها تتشكل بناءً على الجيوسياسية؟ ورغم تباين آراء الخبراء بشأن مدى تأثير عملية التوغل العسكرية التي أقدمت عليها القوات الأوكرانية في إقليم كورسك الروسي الحدودي، وبعمق وصل في بعض التقديرات إلى أكثر من 30 كيلومترا داخل روسيا؛  إلا أن السباق على التسلح والمناورة والتجنيد يتزامن مع  بؤر الصراعات المشتعلة والمتشابكة تُنذر بمواجهة كونية لا مفر منها.
والشرق الأوسط شهد صراعات متعددة على مر العقود أثرت على الاستقرار الإقليمي والدولي؛ لذلك ينبغي على الدول العربية أن لا تتفاجأ بمثل هذه الأزمات، كالأزمات الاقتصادية العالمية التي أدت إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي وأثرت في الاستثمارات المحلية والأجنبية، وجائحة كورونا التي أفرزت كساد اقتصادي احتاج إلى فترة طويلة للتعافي منه.
ويُمكن تحقيق مجموعة من الإجراءات الاستباقية بالنسبة لدول العالم العربي والعالم الثالث، وإعادة ترتيب أوراقها من خلال إعادة تقييم السياسات والاستراتيجيات الحالية، وبناء شراكات وعلاقات قوية مع القوى الاقتصادية والتجارية التي يُمكن أن تكون بديلة، واستخدام القنوات الدبلوماسية لتعزيز التواصل وتحقيق هذه الشراكات، وتفعيل دور اللجان والمنظمات الاقليمية العربية مثل: المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لجامعة الدول العربية، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، واللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي (الكومسيك)، ودور مجلس التعاون الخليجي، ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية وغيرها.
وكذلك الإسراع في إبرام اتفاقيات الأمن الإقليمي، وتطوير اتفاقيات أمنية وتعاون عسكري بين دول الجوار لتعزيز الأمن المشترك، واتفاقيات التكامل الاقتصادي لتقليل الاعتماد على القوى الكبرى، وتطوير القدرة الدفاعية من خلال البحث عن التوازن، وتعزيز الدفاعات العسكرية بشكل يهدف إلى الردع دون التسبب في سباق تسلح قد يؤدي إلى تصعيد النزاعات، وإجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع الدول الصديقة لتحسين التنسيق وتعزيز الثقة.
ومن الإجراءات الاستباقية المهمة أيضاً، التحضير لحالات الطوارئ من خلال وضع خطط طوارئ لمواجهة الأزمات والتخفيف من تأثيرات الأزمات المحتملة، وتطوير استراتيجيات للتعاون الإنساني مع الدول الأخرى لتقديم المساعدات في حالات الطوارئ، وتعزيز الأمن السيبراني لحماية البنية التحتية من الهجمات الإلكترونية، وإنشاء مراكز تحكم وتبادل المعلومات حول التهديدات المحتملة، والأهم من ذلك كله هو تعزيز برامج السلام والتسامح الدولي، والتسوية السلمية للنزاعات الدولية.

Sultan52053@gmail.com
باحث دكتوراه بجامعة صحار، ورئيس قسم التعلم مدى الحياة بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة **

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تزعزع أمن المنطقة
  • اليمن يتسلم رئاسة الدورة 162 لمجلس الجامعة العربية
  • اليمن يتسلم رئاسة جامعة الدول العربية ويدعو لوقف ”الإرهاب الإسرائيلي” وحكومة الاحتلال ”الفاشية المتطرفة”
  • مندوب اليمن بالجامعة العربية: حان الوقت لكسر دائرة إفلات إسرائيل من العقاب
  • اليمن تتسلم رئاسة مجلس جامعة الدول العربية وتعلن موقفًا بشأن فلسطين ومصر
  • الحكم على المتهم بقتل 3 مصريين في إحدى الدول العربية اليوم
  • الخيارات الاستراتيجية للدول العربية في ظل تهديدات الحرب العالمية الثالثة
  • وزير الصحة يعلن اختيار مصر مقرا للوكالة العربية للدواء
  • اختيار مصر مقرا للوكالة العربية للدواء (وعد)
  • وزير الصحة يعلن اختيار مصر مقرا للوكالة العربية للدواء «وعد»