تزامناً مع مرور 76 عاماً على «نكبة فلسطين»، الحدث الأكثر قسوة فى التاريخ الحديث، يواصل الفلسطينيون معركتهم القانونية للحصول على حقوقهم التاريخية والمشروعة، وفى مقدمتها الحق فى الاعتراف بدولتهم المستقلة، وتمثلت الجولة الأخيرة من هذه المعركة، فى التصويت الذى أجرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن حصول فلسطين على عضوية كاملة بالمنظمة الدولية ووكالتها، وجاء القرار التاريخى بموافقة 143 دولة، فى مقابل معارضة 9 دول فقط، فيما امتنعت 25 دولة عن التصويت، ليعيد قرار الجمعية العامة ملف عضوية فلسطين إلى مجلس الأمن مرة أخرى.

الدكتور محمد أبوسمرة، مؤرخ ورئيس تيار الاستقلال الفلسطينى، أكد أنه على الرغم من أن عام 1948 هو عام النكبة، فإن المؤامرة الغربية على فلسطين بدأت فى منتصف القرن التاسع عشر، بمساعدة اليهود، من خلال الهجرة الاستيطانية والتسلل التدريجى إلى فلسطين، وإقامة أول مستعمرة للصهاينة فى فلسطين، والتى حملت اسماً عبرياً «بتاح تيكفا»، أي «الوردة المتفتحة»، وظل الغرب يواصل مؤامراته ضد فلسطين والعالم العربى والإسلامى، حتى تمكن الاحتلال الإسرائيلى من السيطرة على معظم الأراضى العربية.

وقال المؤرخ الفلسطينى إنه منذ ذلك الحين، عمل الاحتلال البريطانى على توفير كافة أشكال الدعم للمستوطنين على أرض فلسطين، لارتكاب أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطينى، فى كافة أماكن وجوده فى فلسطين التاريخية، من أجل إرغامهم ودفعهم للهجرة من قراهم وبلداتهم ومدنهم ومزارعهم وأملاكهم ومن وطنهم.

وأضاف «أبوسمرة» أنه منذ منتصف القرن التاسع عشر، مرت فلسطين بالكثير من النكبات والكوارث والمصائب، لكن المرحلة الأكثر صعوبةً وقسوةً وظلماً وقهراً هى المرحلة الحالية، أى منذ عملية «طوفان الأقصى» يوم السابع من أكتوبر الماضى، وحتى اللحظة، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلى حرب الإبادة على الشعب الفلسطينى للشهر الثامن على التوالى.

والتى نتج عنها تدمير أكثر من 80% من مبانى ومساكن وعمارات قطاع غزة، وجميع مساجده وجامعاته ومدارسه ومؤسساته وكنائسه وأماكنه التاريخية والحضارية والتراثية، فضلاً عن استشهاد وإصابة مئات الآلاف من الفلسطينيين، وتشريد ونزوح أكثر من مليون فلسطينى من سكان القطاع، ومحو أكثر من 10 آلاف عائلة من السجل المدنى، وإلقاء أكثر من 150 ألف طن من المتفجرات والقنابل والصواريخ المدمرة على القطاع، أى ما يوازى 15 قنبلة نووية، فى حرب تطهير عرقى وإبادة جماعية واضحة.

وقال الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولى، إن الجهود المصرية الحثيثة بعد حرب عام 1973، أدت لاستصدار قرار مجلس الأمن رقم 338، الذى يؤكد تطبيق القرار 242، الداعى لانسحاب إسرائيل من الأراضى المحتلة، كما ظلت مصر تقدم كل أشكال الدعم القانونى للدفع باتجاه حصول فلسطين على صفة دولة مراقب فى الأمم المتحدة عام 2012.

ودعم انضمامها للمعاهدات الدولية الرئيسية، ما يمهد الطريق أمام عدد من التطورات القانونية المهمة، منها فتح المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاً رسمياً فى جرائم الحرب المرتكبة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة منذ عام 2014، وكذلك إقامة دعوى من قبل دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، أمام محكمة العدل الدولية، العام الماضى، بتهمة انتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها فى قطاع غزة، وانضمام عدد من الدول لهذه الدعوى، بما فيها مصر وليبيا، كما أنها تؤيد بقوة إحالة الوضع فى الأراضى المحتلة للمحكمة الجنائية الدولية، وتبنت مؤخراً خطوة مهمة بالتدخل فى دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، أمام محكمة العدل الدولية. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين غزة الاحتلال إسرائيل النكبة مصر القمة العربية الـ33 أکثر من

إقرأ أيضاً:

بيئة أكثر استقرارًا.. محلل اقتصادي: تطبيق سياسة «مرونة سعر صرف الدولار» خطوة مهمة

تمثل مرونة سعر الصرف الخيار الأفضل للمرحلة الحالية من أجل تحفيز الاقتصاد المصري وتوفير بيئة أكثر استقرارًا. 

وعلى الرغم من التحديات التي قد تترتب على تقلبات سعر الدولار، إلا أن السماح بسعر مرن يتيح للبنك المركزي القدرة على ضبط الأسواق وفقًا للعرض والطلب، بما يخدم الاستقرار الاقتصادي في المدى الطويل.

تثبيت سعر الصرف والاقتصاد المصري

من جانبه قال المحلل الاقتصادي إسلام الأمين، إن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بشأن التوقعات المتعلقة بتحركات سعر صرف الدولار، تؤكد أهمية فهم الحقائق الاقتصادية بعيدًا عن الشائعات المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضاف «الأمين» في تصريحات خاصة لـ «صدى البلد»، أن تطبيق سياسة مرونة سعر الصرف يمثل خطوة مهمة نحو الحفاظ على استقرار الاقتصاد المصري.

وأوضح الأمين أن تثبيت سعر الصرف في الماضي كان أحد الأخطاء التي تسببت في عدة مشكلات اقتصادية، مثل نقص العُملات الأجنبية وارتفاع معدلات التضخم. وأضاف أن مرونة سعر الصرف تساهم في تجنب هذه المشكلات، إذ تتيح للأسعار التكيف مع التغيرات الاقتصادية المحلية والدولية، مما يؤدي إلى بيئة اقتصادية أكثر استقرارًا.

وفي سياق حديثه عن المستقبل الاقتصادي، أشار «الأمين» إلى أن الفترة المقبلة ستشهد زيادة كبيرة في تدفقات الاستثمارات إلى مصر، وهو ما سينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني، مشيدًا بجهود الحكومة لضمان مرونة سعر الصرف، مما يسمح بتقلبات سعر الدولار بناءً على آليات العرض والطلب داخل البنوك الرسمية، بعيدًا عن تأثيرات السوق السوداء. 

مقالات مشابهة

  • تحفيز الدماغ يعيد الأمل: اكتشاف سويسري يمهد الطريق لعلاج الشلل
  • ارتبط بالقضية الفلسطينية.. رحيل المخرج العراقي قيس الزبيدي أحد رموز السينما الوثائقية العربية
  • بنية اقتصادية مزدهرة ومستدامة عززت مكانتها بين أكثر دول العالم تقدمًا دولة الإمارات تحتفل بعيد الاتحاد الـ 53 .. عقود من الإنجازات في جميع المجالات مراحل مهمة من التطور والعمل التنموي ومراكز متقدمة في التنافسية العالمية
  • الذهب العالمي يواصل الانخفاض وسط ترقب لبيانات مهمة
  • قانونية مستقبل وطن: مؤتمر دعم غزة يعكس جهود مصر لمواجهة الكارثة الإنسانية في فلسطين
  • قانونية مستقبل وطن: مؤتمر دعم غزة يعكس جهود مصر في دعم القضية الفلسطينية
  • الرئاسة الفلسطينية: فلسطين وشعبها متضامنون مع الشعب السوري
  • بيئة أكثر استقرارًا.. محلل اقتصادي: تطبيق سياسة «مرونة سعر صرف الدولار» خطوة مهمة
  • ما قانونية تقديم نتنياهو استئنافا إلى الجنائية الدولية ضد مذكرة اعتقاله؟
  • محمد بن زايد وبشار الأسد يبحثان هاتفياً التطورات على الساحة السورية