نكبة فلسطين.. الخيانة والقمة العربية
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
بالأمس كانت الذكرى 76 لنكبة فلسطين، واليوم تنعقد القمة العربية فى البحرين..
وثنائية النكبة والقمة تكررت كثيرا منذ عام 1946، والذى شهد أول قمة عربية، وكانت فلسطين هى القضية المحورية على جدول أعمالها، وفى ختامها أعلنت جميع الدول المشاركة فيها، (وهي: مصر، وسوريا، والعراق، والسعودية، واليمن، ولبنان) التشاور والتعاون والعمل قلبا واحدا ويدا واحدة، والوقوف أمام الصهيونية، بوصفها خطرا لا يداهم فلسطين وحسب، وإنما جميع البلاد العربية والإسلامية.
كان هذا الكلام منذ 78 عاما، ووقتها لم يكن فى فلسطين سوى عصابات صهيونية، وبعد عامين فقط من هذا القرار، استولى الصهاينة على جزء كبير من الأراضى الفلسطينية، وانهزمت الجيوش العربية!.. أتدرون ما السبب الرئيسى فى ذلك؟.. إنها الخيانة
خيانات بلا حدود تعرضت لها الجيوش العربية التى خاضت حرب 1948 لنصرة فلسطين.. خيانات من أفراد ومسئولين وملوك وقادة جيوش، وجواسيس ودبلوماسيين أجانب..
وصلت الخيانات لدرجة تسريب الخطط العسكرية وعتاد الجيوش العربية وتحركاتها فى فلسطين، إلى العصابات الصهيونية!
أما المفاجأة التى أكدتها مذكرات كثير من العسكريين فهى أن دخول الجيوش العربية إلى فلسطين فى مايو 1948 منح الصهاينة فرصة ذهبية لكسب مزيد من تعاطف ودعم كل من بريطانيا والولايات المتحدة، فحصلت تل أبيب منهما على أموال ضخمة وأسلحة متطورة، بينما كانت الجيوش العربية تعانى من مشاكل تنظيمية وتسليحية.
ولك أن تتخيل أن الجيش المصرى وقتها لم يكن لديه أسلحة كافية لخوض معركة فى فلسطين وقبل يومين فقط من تحرك الجيش إلى فلسطين للقتال، تم تشكيل لجنة تجوب الصحراء الغربية لجمع بقايا الأسلحة التى خلفتها الحرب العالمية الثانية وإرسالها إلى القوات المصرية المحاربة فى فلسطين!
وأمام هذا الحال تمكنت العصابات الصهيونية من احتلال مزيد من الأراضى الفلسطينية وهزيمة كل الجيوش العربية!
والمثير للريبة أن أغلب المحللين يتفقون على أن صدور قرار مشاركة الجيش المصرى فى حرب فلسطين عام 1948 لم يكن مدروسا عسكريا ولا اقتصاديا ولا سياسيا، وإنما تم استجابة للمظاهرات الشعبية الغاضبة، أى أنه فى الأساس كان قرارا بناء على رغبة الجماهير، وقرار مصيرى مثل هذا لا يمكن أن يصدره إلا جاهل أو خائن!
والحقيقة أن كل الأحداث الرئيسية فى القضية الفلسطينية تظل منها رأس الخيانة، فمثلا لصالح من ينقسم الفلسطينيون إلى جبهات وجماعات متفرقة ومختلفة ومتحاربة أحيانا؟.. أليس هذا إما جهل أو خيانة حتى ما تم فى 7 أكتوبر الماضى نفسه، يراه البعض أنه كان من نوعية أعمال الجهل أو التهور أو الخيانة، ودللوا على ذلك بأنه تسبب فى وقوع خسائر تفوق فى أغلبها خسائر النكبة الأولى قبل 76 عاما..
ففى النكبة الفلسطينية الأولى قبل 76 عاما دمر الإسرائيليون 531 قرية ومدينة فلسطينية، وقتلوا ما يزيد على 15 ألف فلسطينى، وهجروا 800 ألف فلسطينى.
أما فى العدوان الأخير المتواصل منذ 7 أكتوبر الماضى فقتل الصهاينة 35 ألفا و173 شهيدا، و79ألفا و62 مصابا، ودمرا كل قرى ومدن غزة، فنسفوا حوالى 69 ألف وحدة سكنية فيما تضررت 290ألف وحدة سكنية أخرى، كما دمروا البنى الأساسية للمياه والكهرباء والقطاع الصحى، وفوق هذا يسعى الصهاينة إلى تهجير أكثر من مليون فلسطينى إلى خارج فلسطين.
والآن أنظار كل الشعوب العربية متعلقة بما سيصدره القادة العرب من قرارات فى قمتهم التى تنطلق اليوم فى البحرين.. ملايين العرب يتمنون أن تكون قرارات تلك القمة على مستوى الفترة المصيرية والفاصلة التى تعيشها المنطقة العربية..
الشعوب العربية تنتظر قرارات قوية وواضحة يعلن فيها كل القادة العرب اتحاد كل الدول العربية لإنقاذ فلسطين من أنياب الصهاينة، وأن يلوح رؤساء وملوك الدول العربية بمقاطعة شاملة وكاملة لكل الدول التى تساند العدوان الإسرائيلى على غزة.. وأن يتفق القادة العرب على وضع خطة لتحقيق وحدة عربية شاملة يتم تطبيقها عبر بضع سنوات، ليكون كل العرب وحدة واحدة مثلما فعلت دول أوربا.
ملايين العرب تنتظر من القمة العربية قرارات تقول للعالم كله إن العرب أمة عظيمة، وإنهم لن يقبلوا استمرار العدوان على فلسطين العربية، ولن يقبلوا إلا أن يعيشوا فى بلادهم كراما أسيادا.. فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كلمات نكبة فلسطين الخيانة القمة العربية الجیوش العربیة فى فلسطین
إقرأ أيضاً:
الحوثيون: مستعدون لأي اتجاه تذهب اليه المعركة مع الصهاينة
بغداد اليوم- متابعة
اكد سفير حكومة حركة أنصار الله اليمنية (الحوثيين) في ايران محمد إبراهيم الديلمي، اليوم الاحد (22 كانون الأول 2024)، أن اليمن مستعد لأي اتجاه تذهب اليه المعركة ضد الكيان الصهيوني.
وقال الديلمي في مقابلة مع التلفزيون الإيراني تابعته "بغداد اليوم"، إن "اليمن دخل المعركة ضد الكيان الصهيوني وهو يدرك عواقب وخطورة هذه المعركة"، مشيراً إلى أن "الجهاد في سبيل الله لا يأتي بلا ثمن ولهذا لا نخشى الأخطار والتهديدات".
وأوضح "لسنا من يخاف في مواجهة الصعوبات، واليوم انتصرت قصة الفلسطينيين في العالم، ويخبرنا العالم أننا نسير على الطريق الصحيح وهذا انتصار مهم"، مشدداً "علينا أن نعزز تواجدنا في محور المقاومة حتى تنهي إسرائيل حصار غزة".
واعتبر الديلمي أن "اليمن ساحة المقاومة الرئيسية ضد المخطط الصهيوني والأمريكي، وبغض النظر عن الطريقة التي تسير بها المعركة، فنحن جاهزون"، لافتاً الى أن "العدو الصهيوني يحاول استقطاب منافقي اليمن ومرتزقة الداخل إلى جانبه واستفزاز السعودية والإمارات مرة أخرى للهجوم وبغض النظر عن الطريقة التي تسير بها المعركة، فنحن جاهزون لها والنصر قريب".
وأفادت مصادر إخبارية عن قصف جوي على أهداف في صنعاء العاصمة اليمنية وسماع أصوات انفجارات مدوية، مساء السبت، فيما أعلنت إذاعة النظام الصهيوني أن الهجوم على صنعاء، لم ينفذه جيش الاسرائيلي.
فيما ذكرت تقارير لوسائل إعلام عربية، أن الغارات الجوية على جنوب صنعاء نفذتها القوات الأمريكية والبريطانية.
وكانت إسرائيل قد أعلنت صباح الخميس الماضي، عن شن هجمات على اليمن بذريعة استهداف القوة العسكرية للحوثيين بسبب مواصلتها مهاجمة أهداف إسرائيلية.