هكذا يستخدم مودي تدمير مساجد المسلمين في الهند لتعزيز شعبيته
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا أعدع فيليب شيرويل تحدث فيه عن رؤية رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي للهند الهندوسية والتي تقوم على المساجد المدمرة.
في كانون الثاني/ يناير افتتح رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي المعبد الجديد الذي أقيم على أنقاض مسجد بابري في أيوديا. وقد حول مودي المعبد الجديد إلى عنصر أساسي في حملته الإنتخابية فيما يحاول أنصاره عمل نفس الشيء في فراناسي.
وأشار إلى أن مودي زعم منذ صعوده السريع إلى السلطة أن الإله "ما غانجا"، إله الأنهار استدعاه لكي يمثل فراناسي، المدينة الأقدس لدى الهندوس في البرلمان.
ولاحقا رش على نفسه الماء المقدسة من نهر الغانج قبل أن يتقدم بالأوراق الرسمية للترشح كنائب في البرلمان عن مدينة فراناسي، حيث وقّت ترشيحه بتكهنات من المنجمين والكتب المقدسة لتعظيم أهمية المناسبة.
وصلى مودي الذي يعتبره أنصاره أعظم رئيس وزراء يمر على الهند، ويصفه نقاده بالديماغوجي والطائفي، الليلة التي سبقت تقديمه طلب الترشيح في أهم معبد بالمدينة بعدما تلقاه بحر من أنصاره الذين ارتدوا زيا بلون الزعفران ورشوه ببتيلات الورد وعزف الأبواق وصوت الطبول النشاز.
بحسب تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية فإن الهدف من هذه الأفعال الرمزية لحملته هي إرسال رسالة أبعد من دائرته الانتخابية، حيث يبدو انتصاره مؤكدا في آخر يوم من الاقتراع في 1 حزيران/يونيو.
ومع تجاوز الإنتخابات مرحلة النصف في فترة تصويت على مدى 44 يوما، هناك حس بالعصبية داخل حزبه "بهارتيا جاناتا" الهندوسي المتطرف من أنهم لن يحصلوا على فوز ساحق طالما توقعوه.
وكان مركز الاستعراض الانتخابي على مدى يومين في فراناسي، هي مسيرة شوارع تدفقت إليها الحشود والأنصار الذي يرتدون قبعة مودي ويلوحون بعلم "بهارتيا جاناتا" وكلها مزينة بلون الزعفران، شعار القوميين الهندوس ولم تمنعهم الشمس الحارقة التي وصلت درجتها إلى 40 درجة مئوية. واتخذ العرض طريق الحج الذي يسلكه الحجاج الهندوس عبر العصور وانتهت في معبد كاشي فيشنواث المكرس للرب شيفا، أقوى الألهة في الدين الهندوسي، إله الخلق وقاتل الشياطين.
وفي طريقه إلى فيشنواث، مر رئيس الوزراء بأسلاك حديدية عالية تفصل المجمع الهندوسي عن قباب ومنارات مسجد غيانفابي الذي يعود إلى القرن السابع عشر.
وقد تحول المسجد إلى ساحة معركة قضائية بين الهندوس الذي يشكلون غالبية سكان الهند، 1.4 مليار نسمة والمسلمين الذين يمثلون نسبة 14 بالمئة. ويطالب الهندوس بهدم المسجد ويزعمون أن امبراطورا مغوليا مسلما بناه على أنقاض معبد هندوسي. وتعكس الدعوى القضائية الأحداث التي جرت على بعد 130 ميلا في أيوديا حيث أفتتح مودي معبد رام الذي أقيم على أنقاض مسجد مزقه المتطرفون الهندوس في عام 1992. وقد استخدم مودي أيوديا في حملته الانتخابية حيث أشار للمسلمين بأنهم "متسللون" في رسالته الإحيائية للقومية الهندوسية.
وفي الطريق إلى فراناسي، أكد عدد من أنصاره عن ثقتهم بأن المحاكم ستحقق ما حققه الرعاع قبل ثلاثة عقود. وبعد ثلاثة أيام من افتتاح معبد أيوديا، سمح قاض للهندوس بالصلاة في قبو مسجد غيانفابي الأرضي.
وقال فيفك، البائع المتجول الشاب والذي يبيع أيقونات هندوسية: "لا شك، سيتم تدمير المسجد بقرار من المحكمة واستبداله بمعبد"، وأضاف: "هو موقع قديم لمعبدنا، كانت فراناسي تعج بالحياة بعد افتتاح معبد الرب رام وقد جاء دورنا الآن".
وقال المحامي سانجيف شوساري، إن هدم المسجد هو "مطلب عام" و"مودي هو أعظم رئيس وزراء للهند، ونحن أمة هندوسية وجعلنا فخورين بأننا هندوس". ورحب مودي باستقباله في المدينة التي يطلق عليها كاشي، وهو اسمها القديم وأصبح متداولا بين القوميين الهندوس لأنه يعيد الأيام قبل المغول والبريطانيين.
ويعتبر الحج إلى فراناسي حلم المؤمنين الهندوس حيث يعني الاستحمام في مياه النهر تطهيرا من الذنوب والموت فيها تحررا من دورة الولادة الجديدة أو موكشا. وتشهد المحارق الجنائزية "غاتس" او الدرجات الحجرية المصطفة على ضفاف النهر على اسم المدينة بأنها "مدينة الموتى".
وتعود الحياة في الليل إلى الدرجات حيث يصطف الناس لحضور طقس أرتي والذي يقدس النهر عندما يلوح الكهنة بالنار ويطلقون الأناشيد الدينية ويدقون الطبول ويقرعون الأجراس. وهي تذكير بأن المدينة كما قال الكاتب الأمريكي مارك توين في 1896 بأنها "أقدم من التاريخ وأقدم من التقاليد وأقدم حتى من الأسطورة"، وهي تعبيرات استخدمها مودي في حملته الانتخابية السابقة.
وعلى خلفية هذا التاريخ تدور المعركة على المسجد، حيث يقول سيد محمد ياسين، الأمين العام لمسجد جيانفابي بأنه يقاتل على 30 جبهة في المحاكم المحلية إلى المحكمة العليا في نيودلهي.
وهناك حالات أخرى في شمال الهند لهدم مساجد مغولية يزعم أنها بنيت على معابد قديمة، رغم القانون الذي يحمي أماكن العبادة التي كانت موجودة قبل الاستقلال عام 1947.
وقال ياسين: "يريدون السيطرة على المسجد ويستخدمون المحاكم لعمل هذا" و"كمسلمين نتلقى أحكاما لا عدالة فيها، وديني في هذا البلد يتحطم"، وأضاف أن "مودي هو من وضع الأجندة ضد المسلمين، ومن هم في السلطة يعتقدون أن هذه هي الطريقة للبقاء في الحكم، ولكنهم يمزقون النسيج الاجتماعي لبلدنا وأخشى أن يخرج الأمر يوما عن السيطرة".
وبعد افتتاح معبد أيوديا سار الشبان الهندوس بدراجاتهم النارية وهم يهتفون أمام بيوت المسلمين في فراناسي "دفعة أخيرة، حطموا مسجد غيانفابي".
وفي حفلة دينية في نيسان/ أبريل حمل رجل دين سيفا خارج المسجد وهتف "كاشي هي التالية".
وفي الوقت الحالي يجب أن يمر المسلمون وسط إجراءات أمنية مشددة للصلاة في المسجد، وحوله مشاريع مودي مثل ممر معبد كاشي فيشواناث وهو ممر يسهل على الحجاج الهندوس الوصول من المعبد إلى نهر الغانج، وعندما افتتح عام 2021 اعتبره مودي بأنه "بعث للحضارة الهندية المجيدة".
وكان واضحا في خلاف المعبد- المسجد رغبة مودي بتحويل الهند من دولة علمانية إلى هندوسية. وكان ممر كاشي دفعة للحكومة كي تروج للسياحة الدينية التي جذبت أكثر من 70 مليون زائر، وبزيادة عشرة أضعاف عن 2019.
وفي ولاية أوتار براديش الواسعة يعتبر الممر الأكثر زيارة، مع أن تاج محل في أغرا هو الأكثر جذبا للسياح الأجانب، لكنه لا يعتبر أولوية لحكومة "بهارتيا جاناتا" لأنه معمار يذكر بأيام المغول.
وهناك في فراناسي من انتقد تدمير المواقع القديمة والبيوت والمعابد الهندوسية لفتح المجال أمام بناء الممر والذي يبدو بشاشاته الإعلانية ومحلاته مثل مركز تسوق لا روح له. لكن فترة مودي كنائب عن المدينة جلبت الكثير من المنافع للسكان، مثل تجديد المطار وبناء الطرق والمستشفيات وتنظيف ماء النهر، إلى جانب أنه يمثل الإحياء الهندوسي. وهذه هي الصورة التي يروج لها الحزب الحاكم حيث تهيمن صورة مودي على اليافطات المنتشرة في الشوارع السريعة وأكياس تقديم المساعدات للفقراء.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الهندي مودي الهندوسية المسلمون الهند مسلمون مودي هندوس سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
سلاح الجو الأوكراني يُعلن تدمير 65 مُسيرَة روسية
أعلن سلاح الجو الأوكراني، اليوم الثلاثاء، تدميره لـ 65 مسيرة من أصل 100 أطلقتها روسيا على مناطق أوكرانية خلال الليلة الماضية.
اقرأ أيضاً: صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى
وجاء الإعلان الأوكراني في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية التي أحدثت خسائر كبيرة في صفوف البلدين المُتحاربين.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أصدرت، يوم الأحد الماضي ، بياناً أكدت فيه أن وحدات من مجموعة قوات "الوسط" قامت بالسيطرة على بلدة زيليونويه في دونيتسك بأوكرانيا.
ونقلت وسائل إعلام روسية تأكيد وزارة الدفاع على خسارة أوكرانيا 1470 عسكرياً خلال اليوم الماضي فقط.
وقال بيان وزارة الدفاع الروسية :"حسنت تشكيلات مجموعة قوات "الغرب" وضعها التكتيكي وألحقت بالقوات الأوكرانية في خاركوف ودونيتسك خسائر تجاوزت 390 عسكريا".
وأضاف :"سيطرت تشكيلات مجموعة قوات "الجنوب" على خطوط أكثر ملاءمة في دونيتسك، حيث بلغت خسائر القوات الأوكرانية نحو 200 جندي".
وتابع البيان :"واصلت تشكيلات مجموعة قوات "الشرق" تقدمها في عمق دفاعات العدو، وألحقت خسائر بالقوات الأوكرانية في دونيتسك، حيث فاقت الخسائر الأوكرانية 150 جندياً".
وأضاف :"ألحقت مجموعة قوات "دنيبر" خسائر بالقوات والمعدات الأوكرانية فيزابوروجيه وخيرسون، وبلغت خسائر العدو هناك نحو 40 عسكرياً".
وأكمل البيان :"تعرضت مرافق للطاقة يستخدمها الجيش والمجمع الصناعي العسكري في أوكرانيا للتخريب، بنية تحتية للمطارات العسكرية، وورش إنتاج ومستودعات تخزين للطائرات والزوارق المسيرة، ومواقع للتدريب على استخدامها القتالي".
وأردف :" حدثت خسائرة في تجمعات للقوات والمعدات العسكرية للجيش الأوكراني في 153 منطقة، كما إسقاط 3 صواريخ من أنظمة HIMARS الأمريكية و68 طائرة بدون طيار.
اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022 عندما شنت روسيا غزوًا واسع النطاق على أوكرانيا، بعد سنوات من التوترات المتصاعدة بين البلدين. بدأت الأزمة منذ 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم ودعمت الانفصاليين في دونيتسك ولوهانسك بشرق أوكرانيا. تصاعدت حدة النزاع بسبب قضايا سياسية وجغرافية، أبرزها رغبة أوكرانيا في التقارب مع الغرب والانضمام إلى حلف الناتو، وهو ما اعتبرته روسيا تهديدًا لأمنها القومي. الحرب تسببت في دمار واسع، أزمة إنسانية كبرى، وملايين النازحين، كما أثرت على الاقتصاد العالمي وأثارت توترات دولية، مع فرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا ودعم عسكري غربي لأوكرانيا.