قلق إسرائيلي من تشاؤم إزاء مستقبل الدولة: ذاهبة نحو الهاوية
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
يبدي الإسرائيليون تشاؤماً أكثر من ذي قبل حول مستقبل كيانهم، ويرجع ذلك أساساً إلى الوضع الأمني المتدهور، فضلا عن الفجوة الكبيرة بين العلمانيين والمتدينين.
شموئيل روزنر المشرف على إجراء عدد من الاستطلاعات في معهد "سياسة الشعب اليهودي"، أكد أن "حالة الحرب في غزة، وربما عوامل أخرى، تؤثر على مستوى التفاؤل والتشاؤم العام للمستقبل بالنسبة للإسرائيليين، وبالمقارنة مع المعطيات التي تم جمعها في كانون الثاني/ يناير الماضي، أي قبل أقل من ستة أشهر، فإن هناك انخفاضا ملحوظا في مستوى التفاؤل لدى الجمهور اليهودي، لاسيما فيما يتعلق بمستقبل "الدولة" من 48 بالمئة إلى 37 بالمئة، فيما ارتفعت نسبة المتشائمين بشأن مستقبلها من 21 بالمئة إلى 30 بالمئة".
وأضاف في مقال نشره موقع "نيوز ون"، وترجمته "عربي21" أنه "في درجة مرجحة على مقياس التشاؤم والتفاؤل، فقد انخفضت درجة الدولة من 7.3 إلى 6.3، وهذا انخفاض كبير، فضلا عن كون الجمهور الإسرائيلي في عمومه بدأ يفقد الثقة في قدرة الدولة على كسب الحرب الدائرة في غزة، رغم أنه كان يعتقد، ولا يزال، أنها حرب مهمة، وربما حتى وجودية، لكن فقدان الثقة في القدرة على الانتصار ينعكس بالضرورة على توقع المستقبل المتشائم".
وأوضح انه "في كانون الثاني/ يناير الماضي، وضع 74 بالمئة من اليهود توقعاتهم العامة في نطاق التفاؤل، لكن نسبتهم انخفضت هذا الشهر إلى 62 بالمئة، وبالتالي فإن الاتجاه العام يذهب نحو الانخفاض، ويخفي وراءه تيارات مختلفة الاتجاه، لكن المعدل الإسرائيلي العام آخذ في الانخفاض، لأن هناك المزيد من الإسرائيليين الذين أصبحوا أكثر تشاؤماً، رغم أن هناك فجوات كبيرة بين المجموعات السكانية المختلفة حسب الانتماء القومي: اليهود والعرب، والأيديولوجي: اليمين، الوسط، اليسار، الديني: العلماني، التقليدي، الديني، وهذه الفجوات مثيرة للقلق لأنها قد تكون معبرة عن قراءة مختلفة للواقع، وبالتالي ستؤدي أيضًا إلى وصفات سياسية مختلفة".
وأكد أن "النتائج الطبيعية لهذه الاستطلاعات تعني بأن المتشائمين قد يريدون تغيير شكل الدولة باتجاههم، وإلا فإن المستقبل سيكون سيئا ومريرا، أما موقف المتفائلين فهو أكثر تعقيداً، لأنهم يرغبون بالاستمرار في السياسة الحالية، على افتراض أنها لا تؤدي إلى الهاوية، بل إلى القمة، مع وجود احتمال آخر أيضا وهو أن يرى الجانبان الإسرائيليان واقعا مماثلا، رغم أن المتشائم يفترض أن السياسة الإسرائيلية لن تتغير، وبالتالي فإن المستقبل سيكون مريرا، بينما المتفائل في المقابل يفترض أن السياسة ستتغير، وبالتالي فإن المستقبل سيكون جيداً في كلتا الحالتين، مما يؤكد ان الفجوة واضحة".
وشرح قائلا إن "الفجوات تبدو أكثر اتساعا بين اليهود العلمانيين والمتدينين، لأن هذه المجموعات لديها الاختلافات الأكثر وضوحا على أساس مستوى التدين، فالتقليديون أقل تفاؤلاً من المتدينين، لكنهم أكثر تفاؤلاً من العلمانيين، كما أن المتدينين المتطرفين أقل تفاؤلاً من المتدينين، لكنهم أكثر تفاؤلاً من العلمانيين، وهنا يمكن اكتشاف خلاصة لافتة مفادها أن المتدينين اليهود أكثر تفاؤلاً بشأن مستقبل الدولة بنسبة 44 بالمئة، أما العلمانيين فنسبة تفاؤلهم لا تتجاوز 14 بالمئة، مما يعني أننا أمام فجوة تقترب من ثلاثين بالمئة، وهذه فجوة كبيرة جداً".
وحذر من أن "الجنود الذين يخوضون المعركة في غزة والشمال لضمان مستقبل جيد للدولة، إذا لم يعتقدوا أن أمامها هذا المستقبل الجيد، فقد يطرحون السؤال حول سبب السير في المعركة أصلا، وكذلك رواد الأعمال الباحثين عن الاستثمارات في الدولة، إذا اعتقدوا أن مستقبل الدولة لن يجلب لهم الأرباح، لأنها تواجه حالة من التخبط والتراجع، فسيستثمرون في مكان آخر".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال متدينون صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
العمران المصري يتجه نحو مستقبل أكثر استدامة.. خبراء: النمو السكاني التحدي الأبرز.. وتغير المناخ أصبح المتحكم في التخطيط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يحل علينا اليوم العالمي للعمران في الوقت الذي تشهد فيه مصر نهضة عمرانية تعكس التزامها بتحقيق التنمية المستدامة وتوفير بيئة معيشية أفضل لمواطنيها حيث حدث بالبلاد تحولات كبيرة في القطاع العمراني، ما أسهم في تحقيق نمو اقتصادي واضح وتوفير فرص عمل جديدة، وذلك بشهادة الخبراء والمتخصصين. ويأتي هذا في سياق التوجهات العالمية نحو تحقيق المدن المستدامة، حيث تمثل مصر نموذجًا يحتذى به في المنطقة.
وتؤكد النائبة الدكتورة نهال المغربل، عضو لجنة الإسكان والإدارة المحلية بمجلس الشيوخ، أن مصر قطعت شوطًا كبيرًا في تطوير سياسات حضرية وطنية متكاملة، تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، خاصة الهدف الحادي عشر المتعلق بالمدن المستدامة والاقتصاد الحضري.
أهمية العمران
تقول النائبة الدكتورة نهال المغربل لـ " البوابة نيوز " ، عضو لجنة الإسكان والإدارة المحلية بمجلس الشيوخ، أهنىء مصر والعالم بيوم العمران وبهذه المناسبة اؤكد أن مصر تشهد نهضة عمرانية ونموًّا اقتصاديًّا، مما يوفر الكثير من فرص العمل وتحسين جودة الحياة، وقالت: «الدستور يكفل للمواطن الحق في السكن، والأمم المتحدة في عام 2015 أعلنت أهداف التنمية المستدامة، وأن الهدف الحادي عشر يتناول المدن المستدامة والاقتصاد الحضري والحوكمة وكيفية إدارة العمران.
وأوضحت "المغربل " أن هيئة التخطيط العمراني بذلت جهدًا كبيرًا في إنتاج سياسة حضرية وطنية تمثل تنسيقًا بين كل الأطراف المعنية بمجال العمران.
وأضافت " المغربل " إن توفير المأوى والحماية للإنسان من العوامل الطبيعية المختلفة، مثل الحرارة والبرد والأمطار والرياح، وتسهيل الحياة اليومية من خلال توفير البنية التحتية اللازمة، مثل الطرق والمواصلات وشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء، ودعم النشاط الاقتصادي حيث يوفر الفضاء اللازم للمصانع والشركات والمؤسسات التجارية، وتعزيز التفاعل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، من خلال توفير الأماكن العامة والحدائق والمتنزهات، والتعبير عن الهوية الثقافية حيث تعكس المباني والمنشآت العمرانية هوية المجتمع وتراثه الثقافي، وا الحفاظ على البيئة من خلال استخدام المواد الطبيعية وتقليل التلوث.
أبعاد العمران:
وأردفت : إن العمران المادي يتمدد بنجاح فى مصر و يشمل البنية التحتية للمدن والمباني والمنشآت ، والعمران الاجتماعي ويتعلق بتنظيم المجتمع وتوفير الخدمات الاجتماعية، والعمران الاقتصادي الذى يرتبط بالأنشطة الاقتصادية التي تدعم العمران ، والعمران الثقافي الذى يعبر عن الهوية الثقافية للمجتمع.
التحديات التي تواجه العمران:
وتابعت : إن النمو السكاني السريع فى مصر والعالم يعتبر التحدى الاكبر الذى يضغط ضغطًا كبيرًا على الموارد الطبيعية والبنية التحتية، والتغير المناخي كذلك يؤثر على تصميم وتشييد المباني والمدن، والتفاوت الاجتماعي الذى يؤدي إلى عدم المساواة في توزيع الموارد والخدمات.
مستقبل العمران:
وفى ذات السياق قالت الدكتورة منى سمير راضي لـ " البوابة نيوز " رئيس المهنيين المحترفين بالهابيتات في الأمم المتحدة : بمناسبة الاحتفال بيوم العمران ، يتجه مستقبل العمران فى مصر نحو المزيد من الاستدامة والذكاء، حيث يتم استخدام التكنولوجيا الحديثة لتطوير مدن أكثر كفاءة ومرونة و تشمل هذه التوجهات المدن الذكية التى تعتمد على التكنولوجيا لربط مختلف الأنظمة والخدمات وتحسين جودة الحياة للمواطنين، و البناء الأخضر الذى يركز على استخدام المواد الطبيعية وتقليل استهلاك الطاقة والمياه، والتخطيط العمراني الشامل حيث يشارك فيه جميع أصحاب المصلحة في اتخاذ القرارات المتعلقة بتطوير المدن، إن العمران هو عملية ديناميكية تتطور باستمرار، وتلعب دورًا حاسمًا في تشكيل المجتمعات والحضارات.
التطور التاريخي للمدن والتخطيط العمراني
وتكمل دكتورة "منى" إن الحديث عن التطور التاريخي للمدن والتخطيط العمراني هو رحلة طويلة و شاقة ويحتاج لوقت ولكننا اختصارا نقول : تعكس المبانى تطور الحضارات وتغير احتياجات الإنسان على مر العصور، من القرى الصغيرة إلى المدن الضخمة، تطورت مفاهيم التخطيط العمراني بشكل كبير، متأثرة بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية.
المراحل الرئيسية في تطور التخطيط العمراني:
وأوضحت التقسيم : المرحلة الأولى ( المدن القديمة ) المدن الحضارية الأولى التى ظهرت في وديان الأنهار، مثل وادي النيل والفرات، وكانت تتميز بتخطيط بسيط نسبيًا، وتركزت حول المعابد والقصور ، الحضارات القديمة مثل الحضارة المصرية والرومانية واليونانية شهدت تطورات كبيرة في التخطيط العمراني، حيث ظهرت شبكات الطرق والميادين والأسواق، وتم بناء المباني العامة الضخمة.
المرحلة الثانية ( العصور الوسطى ) المدن المحصنة التى سيطرت المدن المحصنة على المشهد العمراني في العصور الوسطى، حيث كانت الأسوار والحصون تحمي المدن من الغزاة، والتخطيط العضوي حيث كان التخطيط العمراني في العصور الوسطى يتسم بالنمو العضوي، حيث كانت المدن تتوسع تدريجيًا حول النواة الأصلية.
المرحلة الثالثة (عصر النهضة ) العودة إلى التخطيط الكلاسيكي حيث شهد عصر النهضة عودة الاهتمام بالتخطيط العمراني الكلاسيكي، مع التركيز على التناسق والجمال ، وظهور الميادين الواسعة: تم بناء الميادين الواسعة والشوارع المستقيمة في العديد من المدن الأوروبية.
المرحلة الرابعة (الثورة الصناعية) المدن الصناعية: أدت الثورة الصناعية إلى نمو المدن بشكل كبير، وظهور الأحياء الصناعية والسكنية، والتخطيط غير المنظم غالبا ما كان التخطيط العمراني في هذه الفترة غير منظم، مما أدى إلى ظهور العديد من المشكلات، مثل التلوث والازدحام.
المرحلة الخامسة ( القرن العشرين وما بعد): حركة المدن الحديثة التى ظهرت ودعت إلى تخطيط مدن أكثر عقلانية وفعالية، والتخطيط الشامل حيث بدأ الاهتمام بالتخطيط الشامل الذي يجمع بين الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، والمدن الذكية فمع تطور التكنولوجيا، ظهر مفهوم المدن الذكية التي تعتمد على التكنولوجيا لربط مختلف الأنظمة وتحسين
العوامل المؤثرة في تطور التخطيط العمراني:
وعن العوامل المؤثرة في تطور التخطيط العمراني قالت الدكتورة نهال المغربل لـ " البوابة نيوز ":ان العوامل الاجتماعية مثل النمو السكاني والتغيرات في أنماط الحياة ، والعوامل الاقتصادية مثل التطور الصناعي والتجارة والعوامل الثقافية مثل القيم والمعتقدات السائدة العوامل التكنولوجية مثل ظهور مواد بناء جديدة ووسائل نقل جديدة.
التحديات المعاصرة في التخطيط العمراني:
وتكمل : وحول التحديات المعاصرة في التخطيط العمراني قالت : ان التغير المناخي يمثل تحديًا كبيرًا للتخطيط العمراني، حيث يتعين على المدن التكيف مع ارتفاع مستوى سطح البحر والأحداث المناخية المتطرفة،والنمو السكاني ومثل ضغطًا كبيرًا على الموارد والبنية التحتية، والتفاوت الاجتماعي الذى يؤدي إلى ظهور مدن مقسمة، حيث يعيش الأغنياء في أحياء فاخرة والفقراء في أحياء فقيرة.
وتؤكد : ان المستقبل يتجه للحديث فى التخطيط العمراني نحو المزيد من الاستدامة والذكاء، حيث يتم استخدام التكنولوجيا الحديثة لتطوير مدن أكثر كفاءة ومرونة، و تشمل هذه التوجهات: المدن الذكية التى تعتمد على التكنولوجيا لربط مختلف الأنظمة وتحسين جودة الحياة للمواطنين، والبناء الأخضر الذى يركز على استخدام المواد الطبيعية وتقليل استهلاك الطاقة والمياه، التخطيط العمراني الشامل و يشارك فيه جميع أصحاب المصلحة في اتخاذ القرارات المتعلقة بتطوير المدن.