دعوات لمقاطعة اللحوم والدواجن بعد الأسماك.. المقاطعة سلاح المصريين لمواجهة جشع التجار
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
كانت مبادرة «خليه يعفن» مجرد محاولة من أهالى بورسعيد للتصدى لجشع تجار الأسماك، حتى أصبحت شرارة الحرب على أباطرة الأسواق فى جميع المحافظات ليس فقط على تجار السمك بل على الجزارين وبائعى الدواجن.
وحصلت مبادرة «خليه يعفن» على دعم كبير من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعى التى انتقلت إلى الشارع وأصبحت حديث المواطنين فى المواصلات ومقرات أعمالهم، وهو ما أثر على الأسعار إذ انخفضت أسعار الأسماك بنسب متفاوتة فى عدد من المحافظات التى أعلنت انضمامها للمبادرة مثل الإسكندرية والإسماعيلية بالإضافة إلى بور سعيد.
ومع اقتراب عيد الأضحى، دشن عدد كبير من المواطنين منشورات على منصات التواصل الاجتماعى، حملة «خليها تعفن» لمقاطعة شراء اللحوم فى محاولة لإجبار الجزارين على خفض أسعارها بعد تسجيلها 450 جنيهاً للكيلو و500 جنيه فى بعض المناطق الراقية.
وأوضح محمود العسقلانى، رئيس جمعية «مواطنون ضد الغلاء»، أن ممارسات الجشع من قبل تجار الأسماك والدواجن واللحوم زادت خلال الأسابيع الماضية دون مبرر ولأسباب لا يعلمها سواهم.
وأشار «العسقلانى» إلى أن أقوى سلاح لمواجهة جشع التجار ليس فقط فى الحملات التموينية على الأسواق بل تكمن فى حملات المقاطعة التى بدأت من بورسعيد وجنت مثارها وخفض تجار السمك سعر الكيلو للنصف تقريبا.
وأضاف «العسقلانى» أن استمرار حملات المقاطعة للأسماك شجعت الكثير من المواطنين على تدشين حملات مقاطعة للحوم والدواجن وحتى البيض، فيما خرجت حملات تدعو لخفض قيمة ساندوتش الفول والطعمية بسبب خفض أسعار السلع الأساسية التى تعتمد عليها محلات الفلافل.
ودعا رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء المواطنين باستمرار حملات المقاطعة لكل سلعة ترتفع أسعارها دون مبرر، حتى يتسنى للمواطنين الشعور بما سعت له الحكومة خلال الفترة الماضية، وتابع: «الحكومة بذلت جهداً كبيراً فى خفض الأسعار وبالفعل تم خفض أسعار البيض والزيت والخضراوات والدقيق والعيش, وغيرها بعد الإفراج الجمركى عن الأعلاف فلماذا لا يتم خفض أسعار الدواجن واللحوم؟».
نجاح أى حملة مقاطعة دائماً ما يتوقف على صمود السيدات فى منازلهن وقدرتهن على إيجاد بدائل للحوم والاستغناء التام عن تلك السلعة التى أرهقت كثيراً من المواطنين، وأكدت العديد من السيدات أن لديهن القدرة على التخلى عنها لأسابيع طويلة.
هويدا إحدى السيدات اللاتى تقيمن فى القاهرة وتعود أصولها إلى إحدى محافظات الوجه البحرى لذلك فهى تعتمد على الطيور التى تربيها فى منزلها لتناولها بدلاً من اللحوم، قالت: «مفيش أحلى من طيور البيت اللى بتربيها الست بنفسها وعارفه وضامنة بتاكل إيه».
وإذا كانت هويدا تستطيع تربية الطيور المنزلية فهناك الآلاف غيرها لا تستطعن ذلك، وهؤلاء لديهن حلول أخرى حيث أكدت حنان أنها تعتمد على البقوليات التى تحتوى نفس العناصر الغذائية فى اللحوم مثل العدس والبصارة والفول.
وأشارت السيدة إلى أن هذه الأطعمة بها عناصر غذائية كثيرة، خاصة إذا تم تحضير الباذنجان بجوار العدس والبصارة لما يحتويه من حديد.
«الست الشاطرة مبتغلبش».. هكذا استهلت سيدة خمسينية حديثها، وقالت إن المواد البروتينية المتوافرة فى اللحوم والدواجن والأسماك يمكن تقديمها فى مأكولات أخرى على السفرة، منها البيض والعدس والبصارة والتونة والباذنجان وغيرها من المأكولات المفيدة للجسم.
قالت وسام منير، استشارى العلاقات الأسرية، إن المرأة كلمة السر فى نجاح مبادرات المقاطعة بجميع انواعها سواء دواجن أولحوم أو بيض وخلافه، وهى قادرة على توفير مستلزمات الأسرة دون هذه المنتجات دون أن يشعروا بالاحتياج.
وأضافت استشارى العلاقات الأسرية، أن المرأة على مر التاريخ كانت سنداً للحكومة فى قراراتها وكثيراً ما خرجت فى مسيرات وانتفاضات، واليوم تعلم جيداً المسئولية الاجتماعية عليها فى خفض الأسعار ولهذا تغيرت ثقافة الشراء لديها، وأصبحت تقتصر على المتطلبات الأساسية فقط، وأكيد لأنها واجهت صعوبات فى البداية للاستغناء عن اللحوم ولكنها استطاعت أن توفر متطلبات منزلها بعيداً عن سلع هؤلاء التجار الجشعين.
وأشارت استشارى العلاقات الأسرية إلى أن أفراد الأسرة عليهم معاونة الأم فى مسئولياتها وعدم تحميلها فوق طاقتها حال خلو المائدة من اللحوم، وتجنب المشاجرات قدر المستطاع، وتابعت: «مفيهاش حاجة لما نقعد أسبوعين من غير لحمة».
«الست الشاطرة مش بتغلب».. تستكمل استشارى العلاقات الأسرية حديثها منوهة بأن ربة المنزل تعلم جيداً المأكولات التى تحتوى على المواد البروتينية فى اللحوم والدواجن وتستطيع أن توفرها فى منزلها لأفراد الأسرة.
من ناحية أخرى أكدت الدكتورة انتصار سعد، مدرس كيمياء حيوية وتغذية بكلية البنات جامعة عين شمس، إنه من الصعب على جسم الإنسان الاستغناء عن المصادر البروتينية مثل اللحوم والدواجن والأسماك لفترة طويلة، ولكن يمكنه الاستغناء عنها لفترة محددة حتى نجاح المبادرة، مشيرة إلى أن الجسم الطبيعى لا يستطيع الاستغناء عن اللحوم الأساسية أكثر من شهر وخلال هذه المدة لابد من الحصول على مصادر البروتين الأخرى كالبيض والفول والعدس واللبن والجبن.
وأشارت أستاذة التغذية إلى أن بدائل البروتينات الحيوانية تختلف تماماً فى تركيبها ومحتواها ولهذا لا بد من التنوع فى المأكولات بينها، فهناك ما يسمى بـ«الحديد الهينى» الذى لا يأتى سوى من الدواجن واللحوم والكبدة، ولهذا الجسم لا يستطيع الاستغناء عنها لأكثر من شهر.
وأوضحت أن القمح والذرة والأرز يحتوى على أحماض أمينية بكميات قليلة، ولهذا لا بد من تناول العدس معها، مشيرة إلى أن الكشرى يعد وجبة متكاملة فيها العديد من الأحماض الأمينية.
محمد جبريل، المتحدث باسم أصحاب المحلات والمطاعم التجارية بالجيزة، قال إن الحكومة قامت بمجهود لتثبيت سعر الدولار والقضاء على السوق السوداء وانتظر المواطنون انفراجة فى الأسعار ولكن لم يحدث.
وأضاف: نشاهد كل يوم فى برامج التليفزيون وعلى «فيسبوك» حملات للمقاطعة حتى إن بعض المواطنين كتبوا فى منشورات على الفيسبوك أن الأسعار نزلت على التليفزيون وفى القنوات الفضائية فقط.
واستكمل المتحدث باسم أصحاب المطاعم: أن اتجار رفعوا الأسعار فور ارتفاع سعر الدولار، ولكن بعد أن استقرت أسعار العملة الأجنبية وجدنا أن الأسعار لم تنخفض.
وأكد «جبريل»: أن غياب دور الأحزاب السياسية والرقابة على الأسعار هو السبب فى ممارسات التجار الجشعين، وتابع: «على سبيل المثال تم خفض سعر الدقيق لكن نشاهد الآن أفران العيش الفينو تبيع كما يحلو لها، حتى وصل سعر رغيف العيش الفينو إلى 3 جنيهات فى بعض الأماكن».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أسعار الأسماك الإسكندرية بور سعيد عيد الأضحي مواطنون ضد الغلاء
إقرأ أيضاً:
حملات تموينية ورقابية على أسواق الوادي الجديد قبل حلول شهر رمضان
كثفت الأجهزة التنفيذية بمحافظة الوادي الجديد، بالتعاون مع مديرية التموين ومباحث التموين والطب البيطري والصحة حملاتها الرقابية على الأسواق والمنافذ استعدادًا لاستقبال شهر رمضان المبارك، وذلك لضمان استقرار الأسعار ومكافحة أي محاولات لاحتكار السلع أو التلاعب بها والتأكد من سلامتها.
يأتي ذلك تحت رعاية اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، بالتعاون مع ضياء متولي، وكيل وزارة التموين والتجارة الخارجية، والدكتور عصام الكومي، مدير عام الطب البيطري بالمحافظة، والدكتور شريف صبحي، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة.
وأكد اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، أن الحملات تستهدف التفتيش على محلات بيع المواد الغذائية، وأسواق الخضر والفاكهة، ومنافذ بيع اللحوم والدواجن، للتأكد من جودة المنتجات وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي قبيل حلول شهر رمضان المبارك، بالإضافة إلى مراقبة مدى التزام التجار بالأسعار المحددة ومنع أي تجاوزات قد تؤثر على المواطنين.
وشدد محافظ الوادي الجديد على ضرورة تكثيف الرقابة خلال الفترة المقبلة، مع اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين، مشيرًا إلى أهمية توفير السلع الأساسية بكميات كافية لتلبية احتياجات المواطنين خلال الشهر الكريم، خاصةً من خلال المنافذ الحكومية والمجمعات الاستهلاكية.
وتأتي هذه الحملات في إطار جهود المحافظة لضبط الأسواق، والحفاظ على استقرار الأسعار، وضمان وصول السلع إلى المواطنين بجودة عالية وأسعار مناسبة، في ظل توقعات بزيادة الإقبال على الشراء مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
وتشهد الأسواق بمحافظة الوادي الجديد، حالة من الاستعدادات المكثفة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، حيث يرتفع الطلب على السلع الغذائية الأساسية مثل اللحوم والدواجن والخضروات والفواكه، إلى جانب المنتجات التموينية كالسكر والزيت والأرز.
في هذا السياق، تعمل الأجهزة التنفيذية والجهات الرقابية على تكثيف جهودها لضبط الأسواق ومكافحة أي محاولات لرفع الأسعار أو احتكار السلع، خاصة في ظل زيادة الإقبال على الشراء خلال هذه الفترة.
وتحرص مديرية التموين بالمحافظة، بالتعاون مع الجهات المعنية، على مراقبة الأسواق بشكل دوري للتأكد من توافر السلع بكميات مناسبة وجودة عالية، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المخالفين.
كما يتم متابعة المخزون الاستراتيجي للسلع الأساسية، لضمان استمرارية الإمدادات ومنع حدوث أي نقص قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
وتُركز الحملات الرقابية أيضًا على التفتيش على المخابز والمنافذ التموينية، لضمان توافر الخبز المدعم والسلع التموينية بأسعار مناسبة للمواطنين.