بوابة الوفد:
2025-04-27@00:57:13 GMT

لا تكن نيوتن!

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

في الآونة الأخيرة، اصطدمت كثيرًا بالواقع الأليم الذي نعيشه بتوجيهات تحريضية ضد التفكير والتدبر، حتى أصبح العلم والتأمل الفكري سُبة يتبارى الكثيرون في السخرية من أصحابه، والتحقير من شأنه دون سبب منطقي واضح. 

مؤخرًا، انتشرت الدعوات ضد طريقة تفكير العالم إسحاق نيوتن، وتبادل رواد مواقع التواصل الاجتماعي السخرية منه في الحكاية المتداولة حول كيفية اكتشافه قانون الجاذبية حين سقطت عليه تفاحة أثناء جلوسه أسفل شجرة في عام 1687، ما دعاه للتدبر هذا التساقط حتى وصل إلى هذا القانون الهام.

 

ادعى البعض أن نيوتن اكتشف قانون الجاذبية بالصدفة، بينما سخر آخرون منه لأنه بدلًا من أن يشكر الله - عز وجل- على رزقه بالتفاحة ويأكلها، فإنه تعمق في التفكير حول سبب التساقط وآليته حتى توصل إلى قاعدة علمية ما زالت تدرس حتى اليوم. 

"لا تكن نيوتن" تلك العبارة التي تداولها الكثير مؤخرًا مصحوبة بأمنيات لو أنه قد تناول التفاحة دون أن يتدبر ويتأمل بها حتى يصل لقانون الجاذبية، وربما الشيء الأخطر أن من يتناول مثل تلك الدعوات من فئة الشباب وطلاب المدارس. 

لا يجب أن ننظر إلى تلك المنشورات على أنها دعابة ومزاح بين فئة الشباب، ولا يجب أبدًا أن تمر دون تحليل حقيقي من متخصصين حول الأسباب الحقيقية التي دفعتهم للضجر من التفكير والتدبر، واللهث وراء الشهوات والعلوم السريعة الجاهزة. 

علينا جميعًا أن نشعر بالخزي بأن الجيل الصاعد يتعامل مع التفكير على أنه شيء يدعو للتنمر والسخرية، ولنحاسب أنفسنا جميعًا عن هذا الحال الذي وصلنا إليه بأن يكره طالب العلم التعلم والتفكير والإبداع، ويميل إلى الاستسلام لإشباع الرغبات واللهث وراء الألعاب المدمرّة وتعزيز النمط الاستهلاكي. 

للأسف، أشم رائحة الحرب الباردة من كثرة ترديد تلك الدعاوي الشيطانية في صورة دعابة، لكنها في الحقيقة تتسلل إلى الوجدان وتدخل في تشكيل الشخصية خاصة مع الجيل الجديد الصاعد، الذي نشأ دون توعية حقيقية بقيمة العلم والتعلم، وأهمية التفكير والتدبر، الجيل الذي ترعرع وسط الوجبات السريعة سواء الغذائية أو العلمية. 

في الحقيقة، إن ما دعا نيوتن إلى التفكير هو تدربه على التعلم والتأمل والرغبة في البحث عن الحقيقة، ومعرفة أصل الأشياء، وحرصه على تقديم علم نافع للبشرية، فلو كان قد اكتفى حين إذ بإرضاء شهوته والاعتماد على رد الفعل "العادي" بأكل التفاحة لما كنا قد توصلنا إلى قانون الجاذبية. 

عزيزي طالب العلم، إن لم تجد من يدربك على التفكير فلتدرب نفسك بنفسك، ولا تستسلم لتلك المحاولات البغيضة لوأد طاقات الشباب وقتل العقول، وتحويلهم إلى آلات تتلقى معلومات دون أية معالجة، ولا تترك نفسك تنجرف وراء الألعاب غير النافعة، والمسلسلات التافهة، والأغاني الهابطة، والفكر الاستهلاكي، والهروب من التفكير العلمي السليم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نيوتن السخرية نرمين عشرة

إقرأ أيضاً:

سلطان عُمان يستقبل حاكم الشارقة في قصر العلم

استقبل صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان الشقيقة، صباح اليوم الخميس، في قصر العلم بالعاصمة العُمانية مسقط، أخاه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة.
ورحب جلالة السلطان هيثم بن طارق، في بداية اللقاء، بصاحب السمو حاكم الشارقة والوفد المرافق له، مؤكداً عمق العلاقات المتجذرة التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان وشعبيهما الشقيقين.
ونقل صاحب السمو حاكم الشارقة، تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى أخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، وتمنياته للسلطنة وللشعب العُماني الشقيق المزيد من التقدم والازدهار.
وأشاد جلالة السلطان هيثم بن طارق بجهود صاحب السمو حاكم الشارقة في مختلف المجالات الثقافية، ومبادرات سموه التي تسهم في حفظ الإرث الثقافي والهوية العربية وتوثيق تاريخها، مثمناً جلالته المنجز التاريخي الجديد لصاحب السمو حاكم الشارقة «البرتغاليون في بحر عُمان، أحداث في حوليات من 1497م إلى 1757م»، والذي يعد إضافة نوعية وإثراءً قيماً للمكتبة العربية والعالمية.
من جانبه قدم صاحب السمو حاكم الشارقة الشكر والتقدير إلى صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، على كرم الضيافة وحفاوة الترحيب، مشيداً بالنهضة التي تشهدها سلطنة عُمان الشقيقة في ظل قيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق.
حضر اللقاء الوفد المرافق لصاحب السمو حاكم الشارقة، الذي يضم: الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، ومعالي محمد بن نخيرة الظاهري، سفير الدولة لدى سلطنة عُمان الشقيقة، وعبدالله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة، وأحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، ومحمد عبيد الزعابي، رئيس دائرة التشريفات والضيافة، ومحمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون.
كما حضره من الجانب العُماني: معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي، وزير ديوان البلاط السلطاني، ومعالي الدكتور حمد بن سعيد العوفي، رئيس المكتب الخاص لجلالة سلطان عُمان.
وغادر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، العاصمة العُمانية مسقط، حيث كان في وداع سموه معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي، وزير ديوان البلاط السلطاني، ومعالي محمد بن نخيرة الظاهري، سفير الدولة لدى سلطنة عُمان الشقيقة.

أخبار ذات صلة حاكم الشارقة يصل إلى سلطنة عُمان سلطان القاسمي يفتتح الدورة الـ16 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • بهدوء.. شوبير ينصح مسئولي الأهلي بضرورة التفكير قبل اتخاذ أي قرار
  • عمدة مونبولييه الفرنسية يرفع العلم الوطني من قلب الصحراء المغربية
  • نيويورك .. رفع العلم السوري أمام مبنى الأمم المتحدة
  • فيديو.. رفع العلم السوري الجديد في الأمم المتحدة
  • علماء: أدوات اللغة تسهّل الفهم والاستنباط
  • 25 أبريل.. يوم رفرف فيه العلم المصري على الأرض الطاهرة
  • الشناوي: علينا الحذر أمام أورلاندو والتأهل أولويتنا قبل التفكير في اللقب
  • سلطان عُمان يستقبل حاكم الشارقة في قصر العلم
  • تأملات قرآنية
  • جلالة السُّلطان يستقبل حاكم إمارة الشارقة بقصر العلم العامر