بوابة الوفد:
2025-01-30@02:34:29 GMT

لا تكن نيوتن!

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

في الآونة الأخيرة، اصطدمت كثيرًا بالواقع الأليم الذي نعيشه بتوجيهات تحريضية ضد التفكير والتدبر، حتى أصبح العلم والتأمل الفكري سُبة يتبارى الكثيرون في السخرية من أصحابه، والتحقير من شأنه دون سبب منطقي واضح. 

مؤخرًا، انتشرت الدعوات ضد طريقة تفكير العالم إسحاق نيوتن، وتبادل رواد مواقع التواصل الاجتماعي السخرية منه في الحكاية المتداولة حول كيفية اكتشافه قانون الجاذبية حين سقطت عليه تفاحة أثناء جلوسه أسفل شجرة في عام 1687، ما دعاه للتدبر هذا التساقط حتى وصل إلى هذا القانون الهام.

 

ادعى البعض أن نيوتن اكتشف قانون الجاذبية بالصدفة، بينما سخر آخرون منه لأنه بدلًا من أن يشكر الله - عز وجل- على رزقه بالتفاحة ويأكلها، فإنه تعمق في التفكير حول سبب التساقط وآليته حتى توصل إلى قاعدة علمية ما زالت تدرس حتى اليوم. 

"لا تكن نيوتن" تلك العبارة التي تداولها الكثير مؤخرًا مصحوبة بأمنيات لو أنه قد تناول التفاحة دون أن يتدبر ويتأمل بها حتى يصل لقانون الجاذبية، وربما الشيء الأخطر أن من يتناول مثل تلك الدعوات من فئة الشباب وطلاب المدارس. 

لا يجب أن ننظر إلى تلك المنشورات على أنها دعابة ومزاح بين فئة الشباب، ولا يجب أبدًا أن تمر دون تحليل حقيقي من متخصصين حول الأسباب الحقيقية التي دفعتهم للضجر من التفكير والتدبر، واللهث وراء الشهوات والعلوم السريعة الجاهزة. 

علينا جميعًا أن نشعر بالخزي بأن الجيل الصاعد يتعامل مع التفكير على أنه شيء يدعو للتنمر والسخرية، ولنحاسب أنفسنا جميعًا عن هذا الحال الذي وصلنا إليه بأن يكره طالب العلم التعلم والتفكير والإبداع، ويميل إلى الاستسلام لإشباع الرغبات واللهث وراء الألعاب المدمرّة وتعزيز النمط الاستهلاكي. 

للأسف، أشم رائحة الحرب الباردة من كثرة ترديد تلك الدعاوي الشيطانية في صورة دعابة، لكنها في الحقيقة تتسلل إلى الوجدان وتدخل في تشكيل الشخصية خاصة مع الجيل الجديد الصاعد، الذي نشأ دون توعية حقيقية بقيمة العلم والتعلم، وأهمية التفكير والتدبر، الجيل الذي ترعرع وسط الوجبات السريعة سواء الغذائية أو العلمية. 

في الحقيقة، إن ما دعا نيوتن إلى التفكير هو تدربه على التعلم والتأمل والرغبة في البحث عن الحقيقة، ومعرفة أصل الأشياء، وحرصه على تقديم علم نافع للبشرية، فلو كان قد اكتفى حين إذ بإرضاء شهوته والاعتماد على رد الفعل "العادي" بأكل التفاحة لما كنا قد توصلنا إلى قانون الجاذبية. 

عزيزي طالب العلم، إن لم تجد من يدربك على التفكير فلتدرب نفسك بنفسك، ولا تستسلم لتلك المحاولات البغيضة لوأد طاقات الشباب وقتل العقول، وتحويلهم إلى آلات تتلقى معلومات دون أية معالجة، ولا تترك نفسك تنجرف وراء الألعاب غير النافعة، والمسلسلات التافهة، والأغاني الهابطة، والفكر الاستهلاكي، والهروب من التفكير العلمي السليم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نيوتن السخرية نرمين عشرة

إقرأ أيضاً:

حكم الإيمان بالغيبيات بالشرع الشريف والسنة

قالت دار الإفتاء المصرية إن الإسلام هو كلمة الله الأخيرة للعالمين، وهو العهد الأخير الذي عهد به الله إلى خلقه، ولذلك فهو يصلح لكل الأسقف المعرفية، ويتناغم مع جميع الحقائق العلمية.

حكم الإيمان بالغيبيات

وأضافت الإفتاء أن المسلمون يعتقدون أن الوحي هو كتاب الله المسطور، وأن الكون هو كتابه المنظور، وكلاهما صدر من عند الله؛ الوحي من عالم الأمر، والكون من عالم الخلق، وما كان من عند الله تعالى لا يختلف ولا يتناقض؛ ولذلك قال الله تعالى: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: 54]، ومن هنا كان للمعرفة في الإسلام مصدران هما: الوحي، والوجود، وليس الوحي فقط.

وأوضحت أن الإسلام يقرر أن العلم لا يعرف الكلمة الأخيرة؛ حيث يقول تعالى: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: 76]، ويقرر أن المؤمن بهذا الدين ينبغي أن يكون في بحث دائم عن الحقائق، وإذا وجدها فهو أحق الناس بها؛ حيث يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الكَلِمَةُ الحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا» "سنن الترمذي".

كما أن الإسلام دين علمي يشتمل على قواعد الفهم وأسس الاستنباط ومناهج التطبيق، كما أنه يتسق مع المفاهيم العقلية؛ لأن العقل من خلق الله تعالى، فهو يؤمن بكل وسائل العلم المختلفة ما دام أنها توصل إلى اليقين، فإذا حصل اليقين فهو مقدم على النتائج الظنية، ولكنه في نفس الأمر لا يقصر العلم على التجريبيات فقط، بل يتعداها إلى كل ما من شأنه أن يؤدي إلى نتيجة صحيحة حتى لو لم تكن حسية، ويعتقد المسلمون أن الإيمان بالغيب لا يخالف العقل؛ لأنه جاء بما يفوق العقل، ولم يأتِ بما يستحيل في العقل.

وأكدت الإفتاء أن هناك فارقًا بين المستحيل العقلي وهو الجمع بين النقيضين، وبين الأمر الخارق للعادة وهو معجزات الرسل مثلًا.

فالإسلام يشكل منظومةً متكاملةً بين العلم والإيمان، تبدأ من دلالة هذا الكون على وجود الله تعالى، وأنه لم يخلقهم عبثًا، بل أرسل إليهم الرسل وأنزل عليهم الوحي الذي يطبقون به مراده من الخلق، ثم ختم هؤلاء الرسل بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وجعل لرسله من المعجزات والخوارق شديدة الوضوح ومن النصر والتأييد ما يقيم به الحجة والدليل على أنهم من عند الله.

 

مقالات مشابهة

  • حكم الإيمان بالغيبيات بالشرع الشريف والسنة
  • رئيس الهيئة العامة للكتاب: أعمال مصطفى ناصف تعلمنا كيفية التفكير بشكل نقدي
  • تعليم قنا تختتم فعاليات دورةأساليب التفكير وصناعة القراربمعلمين نجع حمادى
  • وكيل تعليم قنا يشهد ختام دورة أساليب التفكير بنجع حمادي
  • مكتبة مصر العامة باسيوط تنظم فعاليات جلسات أنماط التفكير
  • مكتبة مصر العامة بأسيوط تواصل تنظيم فعاليات جلسات أنماط التفكير الإبداعي
  • جلالة السلطان والشيخ تميم يعقدان جلسة مباحثات رسيمة بقصر العلم
  • مدبولي: مصر مرت بالفترة الأصعب وحان وقت التفكير في مرحلة انطلاق حقيقي
  • العلوم والتقانة والقناعات الراسخة
  • برلماني يطالب بالاصطفاف خلف القيادة السياسية لمقاومة التفكير المضلل لتهجير الفلسطينيين