خرائط وصور جوية تظهر حال المناطق التي نزح إليها سكان رفح
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
فر مئات الآلاف من سكان غزة من منطقة رفح الجنوبية خلال الأسبوع الماضي، بعد أن وسعت إسرائيل أوامر الإجلاء وسط استمرار القصف والقتال العنيف هناك، وتوجه العديد منهم إلى المنطقة التي حددها الإسرائيليون على أنها "منطقة إنسانية" رغم أنها مكتظة وتفتقر إلى الخدمات الطبية الكافية، وفق تقرير من صحيفة "نيويورك تايمز".
وتنقل الصحيفة أن الخرائط وتحليل صور الأقمار الاصطناعية تظهران أن المنطقة المتواجدة على طول الساحل مكتظة أصلا، وكثيرا ما تتضرر من الضربات.
وعلى مدى أشهر، هددت إسرائيل بغزو شامل لمعبر رفح لاستهداف حماس، على الرغم من تحذيرات المسؤولين في المجال الإنساني، فضلا عن حلفائها، بشأن الخسائر الكارثية المحتملة على المدنيين.
وتشن إسرائيل عمليات عسكرية في شرق رفح منذ الأسبوع الماضي، وتصفها بأنها "محدودة"، على الرغم من أنها كثفت الضغط في الأيام الأخيرة.
وقال مسؤولو الصحة إن العشرات من سكان غزة قتلوا في الضربات الإسرائيلية في رفح منذ 6 مايو، وذكرت الأمم المتحدة أن أحد موظفيها توفي أيضا وهو أول موظف دولي بالأمم المتحدة يقتل منذ بدء الحرب. وقدرت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء أن نحو 450 ألف شخص فروا من رفح.
وقبل الحرب، كانت رفح موطنا لأقل من 300 ألف شخص. وبعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، وشن إسرائيل هجوما يهدف إلى تفكيك الحركة. أجبر القتال أكثر من مليوني من سكان غزة على الفرار وانتهى المطاف بالعديد منهم في رفح التي تحولت الآن إلى نقطة محورية في الحملة الإسرائيلية.
وقالت إسرائيل إن رفح هي آخر معقل لحماس، مع وجود عدة كتائب متحصنة في أنفاق أسفل المدينة.
في الأسبوع الماضي، استولت إسرائيل على الجانب الغزي من معبر رفح الحدودي مع مصر بعد أن أطلقت حماس صواريخ من المنطقة وقتلت أربعة جنود إسرائيليين.
وتظهر صور الأقمار الاصطناعية الملتقطة بعد توغل 6 مايو أضرارا جديدة واسعة النطاق لحقت بالأجزاء الشرقية من رفح.
ومن 5 إلى 7 مايو، تم تدمير أكثر من 400 مبنى في منطقة الإخلاء، وفقا لتحليل صور الأقمار الاصطناعية من قبل صحيفة نيويورك تايمز.
ويقول العاملون في المجال الإنساني إن هذه المناطق تحتوي على الأرجح على ذخائر غير منفجرة من الحرب.
وكان للتوغل الإسرائيلي عواقب وخيمة على العاملين في المجال الطبي والمرضى، كما يقول الأطباء والجماعات الإنسانية. وقد أغلق مستشفى أبو يوسف النجار، الواقع في شرق رفح، إغلاقا كاملا.
ويضطر مئات الآلاف من الفلسطينيين الآن إلى الاعتماد على مستشفيين رئيسيين آخرين فقط في رفح لا يزالان يعملان جزئيا، فضلا عن بعض العيادات الصغيرة والمستشفيات الميدانية المؤقتة. وقالت إسرائيل إنها تدير أيضا بعض المستشفيات الميدانية فيما اعتبرته منطقة إنسانية على طول ساحل غزة.
كما أدى الاستيلاء على معبر رفح ومحدودية الوصول إلى معبر كرم أبو سالم إلى تفاقم نقص الوقود، مما يعرض العمليات الإنسانية، بما في ذلك المستشفيات، لخطر الانهيار الوشيك، وفقا لمظمات الإغاثة الدولية.
وخلال الأسبوع الماضي، وصلت مساعدات قليلة جدا وكميات محدودة فقط من الوقود، إلى جنوب غزة، وفقا لمسؤولي الأمم المتحدة. وقد دخلت كميات صغيرة من المساعدات إلى غزة عند معبر إيريز في الشمال، على الرغم من استمرار القتال في جباليا وعلى مشارف مدينة غزة هذا الأسبوع
ويستمر عشرات آلآف المدنيين في الفرار، الأربعاء، من مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة التي يقصفها الجيش الإسرائيلي ويهددها بهجوم بري واسع النطاق تزامنا مع أحياء الفلسطينيين ذكرى النكبة مع قيام دولة إسرائيل في العام 1948.
أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أنه منذ إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لسكان أحياء رفح الشرقية في السادس من مايو "تقدر الأونروا أن ما يقرب من 450 ألف شخص نزحوا قسرا من رفح" من دون أن تحدد إلى أين توجهوا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الأسبوع الماضی
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: مغازلة إسرائيل للأقليات تهور بناء على تجارب الماضي
شدد تقرير نشرته مجلة "إيكونوميست" على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تعمل على "مغازلة" الأقليات في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن "الجائزة تبدو مغرية لإسرائيل".
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن "العمال الفلسطينيين من الأراضي المحتلة منعوا من العمل في إسرائيل بعد السابع من تشرين الأول /أكتوبر عام 2023"، مشيرة إلى أن "أشجار الزيتون غير المقطوفة تعفنت، وتوقفت الرافعات عن العمل فوق مواقع البناء التي كان يعمل بها فلسطينيون".
أما الآن، وعلى الحدود السورية، فتتطلع دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى حشد من العمالة الرخيصة المتعطشة للعمل.
وقال وزير الزراعة في حكومة الاحتلال آفي ديختر، إنه سيكشف قريبا عن "مشروع تجريبي" لجلب عمال زراعيين دروز من سوريا للعمل في الأراضي التي تديرها إسرائيل.
ونقلت المجلة عن محمود شنان، وهو محام درزي وضابط سابق في الجيش الإسرائيلي يعمل على بناء مركز تراث درزي في إسرائيل بالقرب من الحدود اللبنانية: "سيكونون بدائل راغبة".
ووفقا لتقرير، فإن إسرائيل لا تسعى فقط إلى تحقيق مكاسب اقتصادية بعد سقوط بشار الأسد في سوريا وكبح طموحات إيران الإقليمية، بل أصبحت الآن قوة منتصرة تسعى إلى بناء تحالفات قديمة وجديدة.
حتى قبل تغيير النظام في سوريا، كان وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، غدعون ساعر، قد أشار إلى الدروز السوريين والجماعات الكردية المختلفة كحصن منيع ضد الأغلبية العربية السنية في المنطقة التي هللت عندما اخترق إسلاميو حماس الحدود الإسرائيلية مع غزة.
وتتباهى وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي بأن المساعدات الإسرائيلية للأقليات في المنطقة تتدفق بالفعل عبر حدود إسرائيل. ويشير المحلل الإسرائيلي، أوري غرينوت، إلى أن هذا يشمل الأسلحة.
وتحدث ساعر عن ترسيخ "تحالفات طبيعية" مع خليط الأقليات العرقية في المنطقة. ويرى التوسعيون الإسرائيليون الأكثر طموحا وجود إسفين يضم أكثر من 100 مليون شخص من الأقليات، بما في ذلك الأذريون والبربر والشركس والأكراد واليزيديون، ينتظرون اتباع قيادة إسرائيل.
ويعتقد دان ديكر من مركز القدس للشؤون السياسية، وهو مركز أبحاث إسرائيلي، أن هذه المجموعات يمكن أن تكون بمثابة نقاط انطلاق لبسط نفوذ إسرائيل من شمال غرب أفريقيا إلى إيران.
وبعد سلسلة من العمليات الميدانية، ينعم بعض الإسرائيليين بالقوة الجديدة لبلادهم. ويعكسون أنه في القرن التاسع عشر، تبنت العديد من الدول الأوروبية أقليات الشرق الأوسط، بما في ذلك اليهود، لتكوين نفوذ استعماري، تماما كما بسط حكام إيران نفوذهم مؤخرا من خلال تحويل الأقلية الشيعية المسلمة في المنطقة إلى وكلاء، مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، وفقا للتقرير.
وقالت المجلة إن طموح إسرائيل في السعي إلى تحالفات إقليمية ليس بالأمر الجديد. فقد أقام الصهاينة الأوائل علاقات وثيقة مع المزارعين المسيحيين الموارنة في لبنان، الذين - كما يقال - كان من الممكن سماعهم وهم يرعون ماشيتهم باللغة اليديشية. وبعد عام 1948، اقترح ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء الاحتلال، "بريت" - وهي كلمة عبرية توراتية تعني "عهدا" - مع أقليات المنطقة لمواجهة القومية العربية التي عززها السنة إلى حد كبير.
ودافع إيغال ألون، وهو جنرال إسرائيلي، عن تحالف مع الدروز لتوسيع نطاق نفوذ إسرائيل إلى جنوب سوريا. كان هناك جنرال إسرائيلي آخر قاد المتمردين الأكراد في العراق. وسعت رئيسة وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابقة، غولدا مائير، إلى استمالة المسيحيين في السودان لمواجهة النفوذ المصري.
وأشارت المجلة إلى أن بعض الأقليات قد ترى فوائد في التحالف مع إسرائيل اليوم. فسوريا يحكمها الآن زعيم سابق لتنظيم القاعدة. ويدرك العديد من العمال السوريين، الذين أصبحوا معدمين بعد الحرب الأهلية، أنهم يستطيعون كسب أضعاف ما يكسبونه في إسرائيل.
وللدروز أيضا جاذبية روحية على حد قول المجلة، فالعديد من أقدس المزارات الدرزية موجودة في إسرائيل. ولأول مرة منذ عقود، عبر شيوخ الدروز ذوو القبعات الحمراء والبيضاء مؤخرا من سوريا للعبادة في قبر النبي شعيب، نبيهم، المعروف أيضا باسم يثرون التوراتي، حمو موسى، على تلة تطل على بحر الجليل.
ويميل الدروز في إسرائيل إلى مناصرة قضية الأقليات الإقليمية. يقول موفق طريف، الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل، الذي بدأ في تلقي طلبات عمل من الدروز السوريين: "جميع الأقليات قلقة من الإرهابيين الجهاديين المتطرفين وتريد الحماية". وأضاف ناشط درزي إسرائيلي آخر: "إذا كانوا سيحموننا، فليكن لهم إسرائيل موسعة".
ومع ذلك، يتذكر العديد من الإسرائيليين أن ما يبدأ غرورا في المنطقة غالبا ما ينتهي بالإذلال. عندما زحفت إسرائيل إلى لبنان عام 1982 ، نصبت مسيحيا مارونيا رئيسا، وتوقعت إبرام معاهدة سلام. لكنه اغتيل، وتزايدت المقاومة لإسرائيل، واضطرت إسرائيل إلى الانسحاب.
وسرعان ما بدأت الأقلية الشيعية التي رحبت بإسرائيل في إلقاء القنابل اليدوية. يقول ديختر، الذي كان آنذاك ضابط مخابرات متمركزا في مدينة صيدا الساحلية اللبنانية: "لم يلعبوا الدور المتوقع منهم".
وبالمثل، سلّحت إسرائيل الشيعة الزيديين في اليمن في الستينيات؛ والآن يهتف أحفادهم الحوثيون "الموت لإسرائيل" ويطلقون عليها الصواريخ الباليستية.
ويمكن أن تتدهور التحالفات في لمح البصر. وتخلت إسرائيل عن أصدقائها الأكراد في السبعينيات بعد أن عرض شاه إيران وجنرالات تركيا شروطا أفضل. (في عام 1999، ساعد عملاء إسرائيليون الأتراك في القبض على الزعيم الكردي عبد الله أوجلان).
وفي عام 2000، تخلت إسرائيل عن جيش لبنان الجنوبي، وهو ميليشيا من الأقليات كانت تدعمها عبر حدودها الشمالية، على الرغم من أنها عرضت الجنسية على بعض أعضائها وعائلاتهم.
ووفقا للمجلة فإن بعض الدروز حذرين. وعلى الرغم من أن إسرائيل استولت على مرتفعات الجولان من سوريا قبل نصف قرن، إلا أن معظم الدروز هناك ما زالوا يترددون في قبول الجنسية الإسرائيلية. حتى إن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، وعد بحماية الدروز والمسيحيين في ضواحي جنوب دمشق، حيث يتركز الكثير منهم. ويقترح وزير ماليته، بتسلئيل سموتريتش، الاستيلاء على المدينة بأكملها. وإذا كان الماضي دليلا، فقد يتبين أن هذا تهور.