قال الكاتب الصحفي أحمد الطاهري، رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة، إنّ مصر تعد قلب العروبة النابض، والمبدأ المصري الثابت هو ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أكثر من مشاركة بالقمم العربية السابقة، وهو مبدأ أن الأمن القومي العربي كل لا يتجزأ.

مصر تطلع بدورها تجاه أشقائها العرب

أضاف خلال تصريحات على شاشة «إكسترا نيوز»، أنّ مصر تطلع بدورها تجاه أشقائها العرب، وتقوم بما تحمله من مسؤولية تاريخية وقومية وأخلاقية، وهو ما ثبت في الأزمة الفلسطينية، وقبلها في الأزمتين السودانية واليمنية.

ماذا لو لم تقم مصر بما قامت به منذ 7 أكتوبر حتى الآن؟

وتساءل: «ماذا لو لم تقم مصر بما قامت به منذ السابع من أكتوبر حتى الآن؟ هل كان حديث اليوم عن القضية الفلسطينية؟ هل كان حديث اليوم عن الشعب الفلسطيني؟ هل كانت هناك مساعدات إنسانية تدخل للشعب الفلسطيني المكلوم؟ هل كان المجتمع الدولي سيغير بوصلته مثلما حدث في تصويت الجمعية العامة؟ هل كانت الإدارة الأمريكية ستعيد بوصلة اتزانها في موقفها وتصريحاتها وتحجب عددا من الأسلحة على إسرائيل خشية من توسيع العملية العسكرية في رفح؟».

وتابع: «لن نقول ماذا قدمت مصر؟ لكن دعونا نقل ماذا لو لم تقدم مصر؟ ما قدمته منذ السابع من أكتوبر وحتى هذه اللحظة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدور المصري القضية الفلسطينية فلسطين رفح رفح الفلسطينية القمة العربية

إقرأ أيضاً:

علبة أحمد سعيد من صوت العرب إلى ضجيج أحمد موسى

حين انطلقت الإذاعة المصرية بجملتها المرتبكة الأولى: "آلو آلو.. هنا الإذاعة"، كانت مجرد تجربة ناشئة تابعة لوزارة المواصلات، لكن مع مرور الوقت، ومع تحويلها إلى هيئة مستقلة، أصبحت قوة ناعمة لا تُضاهى. وجاء إطلاق إذاعة "صوت العرب" عام 1953 ليشكل نقلة نوعية، حيث تحولت إلى مشروع ثوري يحمل رسالة تحررية عابرة للحدود، تخشاه القوى الاستعمارية كما حدث في الجزائر، حين منع الاحتلال الفرنسي بيع أجهزة الراديو التي تلتقط بثها.

في ذروة مجدها، دعمت "صوت العرب" حركات التحرر بإطلاق إذاعات مخصصة، مثل إذاعة الجزائر التي بدأت بثها من القاهرة عام 1967 لدعم الثورة ضد الاستعمار الفرنسي، وإذاعة فلسطين التي انطلقت عام 1960 كأول منصة إذاعية تعبّر عن معاناة الشعب الفلسطيني. كما لعبت الإذاعة دورا بارزا في دعم نضال المغرب ضد الاستعمار الفرنسي، إذ ساهمت حملاتها في عودة السلطان محمد الخامس من المنفى ورفع الحماية الفرنسية عن البلاد، وهو ما دفع السلطان إلى الإشادة بدورها، واصفا إياها بالبشير الذي ألهم شعبه للثورة ونيل الاستقلال. ولم يقتصر دور الإذاعة على الوطن العربي، بل امتد إلى دعم نضالات الشعوب الأفريقية، لتصبح رمزا للتحرر والوحدة.

قاد هذا المشروع أحمد سعيد، الذي لم يكن مجرد مذيع، بل رمزا لمرحلة استثنائية في تاريخ الإعلام العربي، حيث نجح في جعل صوته رمزا للقومية والتحرر حتى عُرفت أجهزة الراديو في الشوارع الشعبية بـ"علبة أحمد سعيد"، وكان صوته يمثل الأمل والتحرر في آن واحد، بينما كانت شخصيته تخترق السياسة الدولية إلى حد رفض البرلمان البريطاني وجوده في وفد مصري عام 1965 بسبب تأثيره في الرأي العام، متهما إياه بالتحريض على الجنود البريطانيين.

لكن كما صنع أحمد سعيد أسطورته بصوته ورسائله، بدأ سقوطها مع نكسة يونيو 1967. وتحولت "صوت العرب" إلى منصة للتضليل، تبث بيانات عن انتصارات وهمية، مثل: "سندخل القدس عصرا"، و"فتحنا باب الحجز لحفل أم كلثوم في تل أبيب الخميس القادم". اعتذر لاحقا أحمد سعيد قائلا: "كنت أقرأ ما يصلني من بيانات رسمية"، لكن ذلك الاعتراف لم ينقذ الإعلام المصري من انحدار المصداقية. وكان شهادة على حقيقة أن الإعلام أداة في يد السلطة.

يمكنك أن تنتقد أحمد سعيد، أو تلتمس له العذر، لكنه بلا شك كان صوتا يحمل قضية ومشروعا. ولا يمكن مقارنة أحمد سعيد بأي وجه من وجوه الإعلام المصري الحالي، لكنه يبقى جزءا من بداية التحول الذي انتهى بأحمد موسى، وهنا نرى الفارق الحقيقي؛ أحمد سعيد كان صوتا صنعه مشروع قومي، بينما أحمد موسى هو منتج طبيعي لغياب المشروع ولأزمان المسخ. موسى ليس إعلاميا بقدر ما هو ظاهرة شعبوية، تنطق بالجهل والاستقطاب والتحريض، وإذا كان الإعلام المصري في بداياته يتبع وزارة المواصلات، فإن الإعلام الحالي بقيادة أحمد موسى يبدو وكأنه يتبع وزارة الصرف الصحي.

الإعلام المصري الذي كان يوما صوت العرب جميعا، يحمل همومهم ويدافع عن قضاياهم، أصبح اليوم أداة تُعاديهم، فأحمد موسى، بوق النظام الحديث، جسّد هذا الانحراف بعدائه الصريح للشعوب العربية. الفلسطيني بالنسبة له "إرهابي"، حيث وصف المقاومة الفلسطينية وحركة حماس بأنها خطر على الأمن القومي المصري، واتهمها بالتآمر على الدولة المصرية. والسوري عند موسى ليس ثائرا يبحث عن الحرية، بل "تكفيري إرهابي" يدمّر وطنه. أما الجزائري، فقد دعا موسى صراحة إلى قتله خلال الأزمة التي أعقبت مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر عام 2010، حين استغل خلافا رياضيا لتحويله إلى عداء شعبي مقيت، في موقف يعكس استعداء فجا لشعب وقف يوما بجانب مصر في معاركها الكبرى، هذا التحول الكبير في الخطاب الإعلامي المصري يعكس تراجع الدور الريادي لمصر في خدمة قضايا الأمة والتحرر، وغياب الرؤية الاستراتيجية للأنظمة المتعاقبة على حكم مصر.

على النقيض، استطاعت قنوات مثل "الجزيرة" أن تحتكر أكثر من نصف مشاهدات العالم العربي، لأنها تبنت قضايا الشعوب وعبّرت عن همومهم، فالفارق ليس في التكنولوجيا، ولا في الزمن، بل في الروح التي كانت تدفع إعلاما يقاوم الاستعمار إلى إعلام يخدم الاستبداد.

هبط الإعلام المصري من قمة المجد، حين كان "صوت العرب" رمزا للوحدة والتحرر، إلى قاع الانحدار، حين صار صوتا للكراهية والعدوان. وبين إذاعة الجزائر في القاهرة عام 1967، وتحريض أحمد موسى على الجزائر عام 2010، تكمن قصة انحدار مؤلمة من إعلام يحمل رسالة أمة إلى إعلام يهدد وحدتها.

مقالات مشابهة

  • خبير شؤون إسرائيلية: السابع من أكتوبر خطوة للتغيير في دولة الاحتلال
  • رئيس دفاع النواب: حديث الرئيس عن تضحيات رجال الداخلية تقديراً لهم
  • جنين.. قلب المقاومة النابض بالضفة في مواجهة "الجدار الحديدي"
  • الجيش الإسرائيلي يواجه تبعات فشل السابع من أكتوبر: استقالات تعصف بالقيادة وهاليفي يتحمل المسؤولية
  • احسم موقفك تجاه الشريك.. حظك اليوم برج الأسد الثلاثاء 21 يناير 2025
  • مصر شريان الحياة للشعب الفلسطيني.. ماذا قالت الصحف العالمية من أمام معبر رفح؟
  • عطوان :ماذا يعني تجاهل “أبو عبيدة” جميع القادة العرب باستثناء اليمن؟
  • علبة أحمد سعيد من صوت العرب إلى ضجيج أحمد موسى
  • لسكان أكتوبر.. مواعيد عمل مكتب الجوازات بمول العرب
  • معزوفة اليوم السابع.. جديد الروائي الأردني جلال برجس