واشنطن- فاجأ السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الأميركيين بتصريحات صادمة قارن فيها العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة بقرار الولايات المتحدة إسقاط قنابل ذرية على اليابان في الحرب العالمية الثانية، وذلك خلال مقابلة مع برنامج "قابل الصحافة" على شبكة إن بي سي الإخبارية.

وقال غراهام "عندما واجهنا الدمار كأمة بعد هجوم بيرل هاربور، وقاتلنا الألمان واليابانيين، قررنا إنهاء الحرب بقصف هيروشيما وناغازاكي بالأسلحة النووية، وكان هذا هو القرار الصحيح".

وطالب السيناتور بتزويد إسرائيل بالقنابل التي يحتاجونها لإنهاء الحرب، فهم -على حد قوله- لا يمكنهم تحمل الخسارة، لذا "افعلي كل ما عليك فعله للحفاظ على الدولة اليهودية".

واستخدم غراهام، وهو مؤيد قوي لإسرائيل، ويتمتع بعضوية اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، هذا التشبيه عدة مرات أثناء إدانته للرئيس جو بايدن لتهديده بحجب قنابل ضخمة تزن ألفي رطل عن إسرائيل إذا شنت عملية عسكرية في رفح، المكتظة بأكثر من مليون نازح من مختلف أنحاء القطاع، إضافة لسكانها المقدر عددهم بأكثر من 300 ألف شخص.

غضب وانتقادات

وأثارت كلمات غراهام ردود فعل غاضبة من قبل كثير من المنظمات والمعلقين، في حين التزم البيت الأبيض الصمت.

وأشارت حركة "كود بينك"، وهي حركة نسوية بدأت في أميركا عام 2002 رفضا لقرار اجتياح العراق، إلى الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين في الكليات والجامعات الأميركية، وقالت "من المعيب أن يتمكن عضو مجلس الشيوخ الحالي من الدعوة -في بث تلفزيوني مباشر- لقصف غزة بالسلاح النووي، في وقت يرى أن الطلاب الذين يحتجون على الإبادة الجماعية يشكلون تهديدا. ليندسي غراهام تلقى مليونا و580 ألف دولار من أيباك ليقول هذه الكلام".

كما تمت مشاركة تعليقات السيناتور على نطاق واسع على منصة إكس، من خلال عرض مقاطع فيديو قصيرة تستغرق حوالي 30 ثانية. وأعاد المحامي والمعلق السياسي جورج كونواي تغريدة الفيديو وكتب "السيناتور ليندسي غراهام عار علينا".

تاريخ من التحريض

ولدى غراهام تاريخ من التصريحات التحريضية حول منطقة الشرق الأوسط، ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي، حث غراهام إدارة بايدن على تفجير أجزاء من إيران ومحوها من الخريطة خلال مقابلة على قناة فوكس الإخبارية، قال فيها "لقد كنت أقول منذ 6 أشهر.. اضرب إيران. لديهم حقول نفط في العراء، ولديهم مقر الحرس الثوري الذي يمكنكم رؤيته من الفضاء. امحها من الخريطة".

ووصفت الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية تصريحات غراهام بأنها "غير مقبولة على الإطلاق"، وحذرت من أن "أي استخدام للأسلحة النووية لن ينهي الحرب، ولن يؤدي إلا إلى القتل الجماعي، والمعاناة الهائلة لمئات الآلاف من الناس".

وشددت الحملة على أن "هجوما نوويا على غزة سيكون كارثيا مع عواقب لا يمكن تصورها، حتى على الإسرائيليين، ذلك أن الإشعاع النووي لا يحترم الحدود، وأن الأسلحة النووية غير قانونية بموجب القانون الدولي، ويجب عدم استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية في الحرب".

غراهام وترامب في حديقة البيت الأبيض خلال لقاء قبل أعوام (رويترز) علاقة مثيرة للجدل

وعلى الرغم من تصنيف غراهام بين صقور الحزب الجمهوري في مجال السياسة الخارجية، فإن التيار التقليدي الغالب في الحزب لا يدعم توجهات غراهام المتطرفة، وإن كان يوافق على ضرورة تقديم الدعم الكامل لإسرائيل.

ويقول كونورس نيكولاس، وهو مساعد سابق للسيناتور الجمهوري، "يجادل البعض بأن ليندسي غراهام هو أسوأ عضو في مجلس الشيوخ الأميركي. وأنا أجد صعوبة في قول أي شيء إيجابي عنه. ومنذ وفاة صديقه، السيناتور جون ماكين، أصبح غراهام شخصا مضطربا، ويفعل ما يُرضي ترامب، ويهاجم بلا توقف وسائل الإعلام والديمقراطيين".

وعقب ترشح غراهام للرئاسة في انتخابات 2016، اعترف علنا بأنه صوت ضد الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات العامة لعام 2016. ووصف غراهام ترامب بالقول إنه "شخص متعصب دينيا ينشر الشر وكراهية الأجانب، ويستغل الدين".

وفي الشهر نفسه الذي انسحب فيه غراهام من السباق، قال لشبكة (سي إن إن) "هل تعرف كيف تجعل أميركا عظيمة مرة أخرى؟ قل لدونالد ترامب أن يذهب إلى الجحيم، إنه لا يمثل حزبي. إنه لا يمثل القيم التي يناضل من أجلها الرجال والنساء الذين يرتدون الزي العسكري".

لكن غراهام أصبح بعد فوز ترامب بانتخابات 2016 أحد أكثر المقربين منه في الحزب الجمهوري بأكمله. ومنذ خسارة ترامب انتخابات عام 2020، احتضن غراهام الرئيس السابق إلى درجة أذهلت حلفاء ترامب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات لیندسی غراهام

إقرأ أيضاً:

مشروع قرار أميركي بشأن أوكرانيا وترامب يجدد انتقاداته لزيلينسكي

قال مصدر دبلوماسي للجزيرة إن الولايات المتحدة قدمت مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا، منافسا لمشروع قرار آخر قدمته كييف مدعوم أوروبيا، فيما أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الجمعة، أنه يريد وقفا لإطلاق النار في أوكرانيا وصفقة لإنهاء الحرب، وإن روسيا تريد ذلك.

 

ويدعو المشروع الأميركي إلى "نهاية سريعة" للنزاع في أوكرانيا من دون أي إشارة إلى وحدة أراضيها، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية.

 

النص الذي أُعدّ بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا، يقابله نص أعدته كييف، ويأتي قبل تصويت مرتقب الاثنين. ووصف السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا مشروع القرار الأميركي بأنه "فكرة سديدة".

 

ويشدد مشروع القرار الأوكراني المدعوم أوروبيا على ضرورة مضاعفة الجهود الدبلوماسية من أجل وضع حد للحرب في هذا العام، ويشير إلى مبادرات دول أعضاء عدة طرحت رؤيتها لاتفاق سلام شامل ومستدام.

 

ويكرّر النص أيضا المطالب السابقة للجمعية العامة في ما يتّصل بالانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات الروسية ووقف الهجمات الروسية ضد أوكرانيا. وحظيت نصوص سابقة بهذا الصدد بأكثر من 140 صوتا مؤيدا من بين الأعضاء البالغ عددهم 193.

 

تصريحات ترامب

 

يأتي ذلك فيما جدد ترامب انتقاداته للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقال إن حضوره مفاوضات إنهاء الحرب مع روسيا "ليس ضروريا"، مشيرا إلى أن أوكرانيا لا تمتلك نقاط قوة تستخدمها في التفاوض.

 

وأضاف ترامب خلال حدث جمع حكام ولايات أميركية في البيت الأبيض أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني بحاجة إلى العمل معا، وأشار إلى أنه أجرى محادثات جيدة للغاية مع بوتين، و"لم تكن محادثاتي جيدة مع أوكرانيا. ليست لديهم أي أوراق، لكنهم يتظاهرون بالقوة، غير أننا لن نسمح باستمرار هذا الأمر".

 

وشدّد ترامب، في مقابلة أجرتها معه محطة فوكس، على أن زيلينسكي "يعقد اجتماعات منذ 3 سنوات ولم يتم إنجاز أي شيء"، وأضاف "لا أعتقد أن هناك أهمية كبيرة لحضوره في الاجتماعات".

 

وتأتي التصريحات الجديدة لترامب بعد انتقادات حادة وجّهها للرئيس الأوكراني استدعت ردود فعل من كييف، وأثارت صدمة لدى حلفائه الأوروبيين، في أعقاب زيارة أجراها المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى أوكرانيا كيث كيلوغ، بدا أنها أسهمت في تهدئة الأوضاع.

 

وقال زيلينسكي إنه أجرى مع كيلوغ محادثات "بناءة"، خصوصا في ما يتّصل بالضمانات الأمنية لأوكرانيا.

 

والجمعة أكّد المبعوث الأميركي أنه أجرى مباحثات "إيجابية" مع زيلينسكي "القائد الشجاع والمحاصَر لبلد في حرب".

 

من جانبها، جدّدت الحكومة الألمانية بعد مكالمة بين زيلينسكي والمستشار أولاف شولتس، التأكيد الجمعة على أن كييف وبرلين اتفقتا على "وجوب أن تحضر أوكرانيا المفاوضات، وأن تناقش القضايا الأمنية في أوروبا بالاشتراك مع الأوروبيين".

 

وقال المستشار الألماني خلال تجمّع انتخابي في دورتموند "لن نتخلى عن أوكرانيا، ولن نتّخذ قرارات عنها. سنحرص على أن يقرّر هذا البلد بنفسه من يحكمه".

 

بدورها شدّدت جنوب أفريقيا، التي استضافت اجتماعا لمجموعة العشرين، لم تُمثل فيه الولايات المتحدة، على أعلى مستوى، الجمعة، على أن المفاوضات بشأن أوكرانيا يجب أن تشمل "كل الأطراف".

 

استياء ترامب

 

تأتي انتقادات ترامب الجديدة للرئيس الأوكراني في وقت تتزايد فيه الضغوط لإقناع كييف بالتعاون مع الولايات المتحدة، خصوصا في ما يتّصل باستغلال المعادن النادرة الإستراتيجية الأوكرانية.

 

وفي هذا السياق قال ترامب، الجمعة، إن الولايات المتحدة تقترب من توقيع اتفاقية المعادن مع أوكرانيا، مشيرا إلى أن الأموال الأميركية المقدمة لأوكرانيا تفوق الأموال الأوروبية بثلاثة أضعاف.

 

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر أن الولايات المتحدة وأوكرانيا قد توقعان اتفاقا بشأن المعادن اليوم السبت.

 

من جهته قال زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو على شبكة للتواصل الاجتماعي، إن "الفرق الأوكرانية والأميركية تعمل على مشروع اتفاق بين حكومتينا (…) آمل التوصل إلى نتيجة، نتيجة عادلة"

 

في بداية فبراير/شباط، أعلن الرئيس الأميركي أنّه يريد التفاوض على اتفاق مع أوكرانيا للحصول على حق الوصول إلى 50 في المئة من معادنها الإستراتيجية، مقابل المساعدات الأميركية التي تمّ تقديمها.

 

ورفض زيلينسكي الطرح الأميركي، مشيرا إلى أنّه لا يتطرق للضمانات الأمنية التي تسعى بلاده منذ 3 أعوام للحصول عليها في مواجهة الغزو الروسي. لكنه ترك الباب مفتوحا أمام "استثمارات" أميركية في هذا المجال.

 

وأمس الجمعة أكد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز قرب توقيع الاتفاق. وقال والتز خلال تجمّع نظّمه محافظون قرب واشنطن إن "الرئيس زيلينسكي سيوقّع هذا الاتفاق، وسترون ذلك في المدى القصير، وهو أمر جيد بالنسبة لأوكرانيا".

 

وكان ترامب وزيلينسكي قد تبادلا هجمات شخصية غير مسبوقة بعد المحادثات الروسية الأميركية التي جرت في السعودية الثلاثاء، وهي الأولى على مستوى وزراء الخارجية منذ 3 سنوات.

 

منذ ذلك الحين، تصاعدت التوترات بين كييف وواشنطن بشكل حاد. واتهم ترامب زيلينسكي بأنّه "ديكتاتور"، بينما بدأ تقاربا مفاجئا مع الكرملين، ما يشكّل منعطفا خطيرا بالنسبة لأوكرانيا التي كانت مزوّدا رئيسيا للمساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا.

 

والخميس، قال والتز "من الواضح أنّ الرئيس ترامب مستاء للغاية من الرئيس زيلينسكي.. ومن أنّه لم يكن على استعداد للاستفادة من الفرصة التي منحناه إياها".

 

غير أنّ مسؤولا أوكرانيا كبيرا أفاد، الجمعة، بأنّ البلدين "يواصلان" التفاوض بشأن إبرام اتفاق حول المعادن الأوكرانية الإستراتيجية.

 

وبعد محادثة هاتفية مع الرئيس البولندي أندريه دودا، شدّد زيلينسكي، الجمعة، على أن الحوار مع واشنطن مستمر، وقال في منشور له على إكس "لا يمكن تحقيق سلام قوي ودائم إلا من خلال الوحدة".

 

ودعا الرئيس البولندي، المقرب من حزب القانون والعدالة القومي المعارض، نظيره الأوكراني إلى "التعاون" مع ترامب.

 

وفي مواجهة شراسة الانتقادات الصادرة عن البيت الأبيض، تلقّى زيلينسكي دعم الاتحاد الأوروبي والكثير من القادة الأوروبيين، ومن المتوقع وصول بعضهم إلى كييف للمشاركة في إحياء ذكرى الغزو، الاثنين.

 

ويزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واشنطن، الاثنين، للقاء ترامب.

 

الموقف الروسي

 

والجمعة، جدّد المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف التأكيد على أنّ الرئيس الروسي "منفتح" على محادثات سلام.

 

وقال "لدينا أهدافنا المرتبطة بأمننا القومي ومصالحنا الوطنية، ونحن مستعدون لتحقيقها عبر مفاوضات سلام".

 

وتطالب روسيا خصوصا بأن تتنازل كييف عن 4 مناطق أوكرانية أعلنت موسكو ضمّها، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، وبأن لا تنضم أوكرانيا أبدا إلى حلف شمال الأطلسي.

 

وتُعتبر هذه الشروط غير مقبولة بالنسبة للسلطات الأوكرانية التي تطالب حلفاءها بضمانات أمنية قوية تردع روسيا عن غزوها مجددا.

 

وكان ترامب اعتبر في 12 فبراير/شباط أنّ انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي لن يكون "واقعيا".

 

 


مقالات مشابهة

  • مشروع قرار أميركي بشأن أوكرانيا وترامب يجدد انتقاداته لزيلينسكي
  • أميركي يهودي ينضم للمقاومة وترامب يبكي الأوروبيين
  • إدارة ترامب تفصل مسؤولين عن الأسلحة النووية بالخطأ
  • كاتب أميركي: ترامب يشكل نظاما عالميا جديدا يخيف الحلفاء
  • مستشار أميركي: إحباط ترامب من زيلينسكي "متعدد الجوانب"
  • موجة استقالات تعصف بمكتب سيناتور ديمقراطي بالولايات المتحدة بسبب إسرائيل
  • كيف انقلب ترامب على زيلينسكي خلال 48 ساعة؟
  • رجل عصابات أميركي: أنا الذي قتلت كينيدي
  • محلل سياسي: زيارة الرئيس السيسي لإسبانيا شهدت استقبالًا حافلًا من الجالية المصرية| فيديو
  • الإدارة الأمريكية ترغب أن يتضمن الاتفاق مع الصين أمن الأسلحة النووية.. تفاصيل