الفعاليات الثقافية المختلفة
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
سارة البريكية
sara_albreiki@hotmail.com
رغم أننا نعيش في بلد واحد، وتحت سماء واحدة، وفوق أرض واحدة، نرى ونُشاهد العديد من الفعاليات الثقافية إنْ كانت داخل البلد أم خارجها، وفي الوقت نفسه نُلاحظ حجم المشهد ومدى عُمق العلاقات بين صاحب الدعوة والمدعو، وأنَّ العلاقات هي المتسيِّدة في الموقف، وأن لا إبداعك ولا جهدك ولا وجودك ولا عطاءك يشفع لك ليكون اسمك ضمن قائمة المشاركين أو حتى عضوا ربما في لجان التحكيم، أو شاعرا وكاتبا وأديبا يشار إليه بالبنان.
عندما يغيب الحس والوعي الثقافي والأدبي، ونبدأ مرحلة جديدة ومختلفة قوامها إبراز الشخص البارز وإخفاء الشخص الذي يحاول الظهور بإمكانياته المحدودة، والتي تُمكنه من أن يبقى على قيد حياة الشعر والأدب والثقافة، وأتساءل: لماذا لا نأخذ بأيدي هؤلاء المبدعين إن كانوا كتابًا وشعراءً وفنانين ورسَّامين ومصوِّرين؟ لماذا لا يتم تقديم هؤلاء الشخصيات للعالم وللمجتمع الثقافي؟ لماذا نعتمد على أسماء معينة وكأنَّ أرضنا قاحلة، ولكن إذا ما التفتنا يُمنة ويُسرة، رأينا هذا الوطن مليئًا بالأسماء الجميلة القديمة والحديثة، لكنها أسماء خجولة لم تجد من يأخذ بيدها ويشجِّعها ويقف وراءها حتى تبقى مستمرة بالعطاء.
نحن نَئِد الموهبة ونحن نصنع جوًّا من التكرار وجوًّا مُملًّا من إعادة المشهد، رغم اختلاف الأماكن، وإن وصلنا لهذه المرحلة، فعلى الشعر والأدب والفن السلام.
كُنت أتمنَّى لو أنَّ هناك هيئة مختصة، وكل اختصاصاتها التطوير والبناء في المجال الثقافي والأدبي والفني، وأن لا يُرمى كل العمل على وزارة الثقافة؛ فهناك رؤى وأفكار جديدة، وهناك تطلعات للتطوير والإبداع، وهناك الكثير من التطلعات التي قد لا يسعني ذكرها، لكن هل من أذن صاغية؟!!
إنَّ المشهد الثقافي الذي نراه لا يُبشِّر بخير، فنحن نعود إلى الوراء، بعكس الحقبة الزمنية الماضية أيام المهرجانات الشعرية والملتقيات الثقافية والأمسيات المختلفة والندوات والمحاضرات التي تُعنى بالثقافة والأدب والتاريخ والتراث العربي والعماني.
كانت عُمان قبلة للشعراء، وفي مرحلة ما كان هناك تكريم للمبدعين، وعطاء لا محدود، وبطبيعته فإنَّ الشاعر والفنان والمبدع وصاحب الحس الفني والإبداعي خجول وحساس، وان لم نأخذ بيده فقد تحمله العزة بالنفس ويختفي مثلما ظهر، وإن لم تكن هناك مؤسسات خاصة مدعومة من قبل الحكومة للاهتمام بهذه الفئة فهذه الفئة ستختفي، وسنفقد المبدعين تباعا، فليس الجميع يحمل نفس الشغف، وليس الجميع قادرًا على أن يعطي فوق المستطاع، وليس الجميع قادرًا على أن يستمر، إن لم يجد هناك دافعًا وتشجيعًا وحفاوة ووقفة صادقة وعطاءً.
في الآونة الأخيرة غابت الأسماء الشعرية النسائية عن الواجهة في أحد المهرجانات التي تنظمها إحدى الولايات، وهذا إنْ دل فإنما يدل على عدم اهتمام وتقدير لاسم المرأة الشاعرة والكاتبة، وتهميش مُتعمَّد لهذه الأسماء الثقافية المبدعة والكبيرة، ومن هنا نُطالب الجهات المعنية بإنشاء مهرجان الشعر النسائي بدورات متعاقبة، ويكون مصحوبًا بفعاليات ثقافية وفنية وإبداعية لكي تظهر الشاعرة العمانية، وتتواجد بشكل يخدم الساحة الثقافية النسائية، ورغم أننا لا نرى اختلافًا بين الشعر النسائي أو الذكوري، إلا أنَّ بعض الفئات أحبت تهميش الشاعرات المجيدات والمناضلات اللائي خدمن الساحة الشعرية سنوات طويلة، ويأتي متسلق ليقول: "لا توجد شاعرات في عمان"!!!
ومن هنا، نطالب بإنشاء مؤسسة أدبية ثقافية تُعنى بالاهتمام بالأدب والثقافة والشعر والفنون، تكون لها اختصاصاتها، وما تسعى إليه هو خدمة الحركة الثقافية والأدبية في السلطنة بشكل خاص، والخليج بشكل عام، ونحن قادرون على أن نعمل ونطور ونبدع ونعطي في المجال الذي نحبه.
حفظ الله عمان وجلالة السلطان، وأبقاه داعما كبيرا للثقافة والأدب.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
القائمة القصيرة لجائزة ساويرس الثقافية في دورتها العشرين
أعلن مجلس أمناء "جائزة ساويرس الثقافية"، القوائم القصيرة لشباب الأدباء وكتاب السيناريو، عن أعمالهم التي استقرت عليها آراء أعضاء لجان تحكيم الدورة العشرين.
وتأتي هذه الخطوة كتتويج لمسيرة الجائزة على مدار عشرين عاماً، حيث أصبحت منصة هامة لتكريم المبدعين ودعم المواهب الواعدة.
جمعت القوائم القصيرة لهذه الدورة النصوص الأكثر تميزا في فروع الرواية، المجموعة القصصية، والسيناريو السينمائي لشباب الكتاب والأدباء.
وقد خضعت الأعمال لفحص دقيق من لجان تحكيم مستقلة تضم نخبة من الأدباء والنقاد والمبدعين، لضمان تحقيق أعلى معايير الشفافية والموضوعية في اختيار النصوص الأكثر استحقاقاً.
شملت القائمة القصيرة لأفضل عمل روائي فرع شباب الأدباء التالي: دينا علي عن رواية "في صيف 88" (روافد للنشر والتوزيع)، سيد عمر عن رواية "الصبي" (دار مزيج)، محمد حمامة عن رواية "الأولى لجيجي" (دار المحروسة)، محمد عبد العال عن رواية "أبشاق الغزال" (الكنزي للنشر والتوزيع)، وهبة أحمد حسب عن رواية "فريدة وسيدي المظلوم" (دار المحروسة).
أما القائمة القصيرة لأفضل مجموعة قصصية فرع شباب الأدباء، فقد ضمت: آية طنطاوي عن مجموعة "احتمالات لا نهائية للغياب" (دار العين للنشر)، تيسير النجار عن مجموعة "لا أسمع صوتي" (الهيئة المصرية العامة للكتاب)، محمد البرمي عن مجموعة "يجذب المعادن ويحب الكلاب" (دار الكتب خان)، محمد العتر عن مجموعة "قلق لا يمكن تفويته" (دار المحروسة)، ومحمود يوسف عن مجموعة "الراقص مع الماريونت" (دار روافد للنشر).
وأخيراً، شملت القائمة القصيرة لأفضل سيناريو فرع شباب الكتاب، عمرو ممدوح زكريا عن سيناريو "دي قطتك"، كريم نصر عن سيناريو "أبطال نص الليل"، منار شهاب عن سيناريو "سيدة الأرق"، مهاب طارق عن سيناريو "العرض الأخير"، وهشام عبد الحميد عن سيناريو "المدير".
تلقت المسابقة خلال هذه الدورة أكثر من 1000 استمارة تقديم في مختلف فروع الجائزة.
ويبلغ مجموع الجوائز التي تضم فروع الرواية، والقصة القصيرة، والسيناريو السينمائي، والنص المسرحي، والنقد الأدبي والسرديات الأدبية، وأدب الطفل أكثر من 3 ملايين جنيه مصري شامل جائزة الترجمة للرواية الفائزة بالمركز الأول - فرع شباب الأدباء.