حياة بائسة لـ30% من المتزوجات مع أزواجهن.. العنف الأسري يفتك بالمجتمع المصرى.. أستاذة اجتماع: عوامل ثقافية واجتماعية ونفسية تهدد الأسر.. خبير أمنى: صدرت قوانين عديدة لمواجهة هذه الجرائم
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
العنف الأسري ظاهرة اجتماعية خطيرة تهدد تماسك المجتمع المصري وتعيق تقدمه يعرف العنف الأسري بأنه أي سلوك عنيف يمارس ضد أفراد الأسرة من قبل أحد أفرادها، بهدف السيطرة أو الإيذاء أو إلحاق الضرر بهم. ويشمل العنف الأسري أشكالا مختلفة، منها العنف الجسدي والنفسي والجنسي والاقتصادي.
من جانبها قالت الدكتورة عزة كامل أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة : يتنامى العنف الاسرى في المجتمع المصرى لوجود عدة عوامل ثقافية واجتماعية ونفسية.
وأوضحت الـ"البوابة نيوز" وهى أن العوامل الثقافية: شيوع ثقافة العنف في المجتمع ، وسيطرة الذكورية والأفكار النمطية حول أدوار الرجل والمرأة في الأسرة، وضعف الوعي بقضايا حقوق الإنسان والعنف الأسري.
وأشارت عزة كامل الى أن العوامل الاجتماعية: الفقر والبطالة، والإدمان على المخدرات والكحول، والزواج المبكر، ونقص الدعم الاجتماعي موضحة أن العوامل النفسية تشمل : الاضطرابات النفسية لدى المعتدي والتعرض للعنف في الطفولة.
آثار العنف الأسريوأضافت : تتزايد مخاطر هذا العنف بتزايد آثاره والتى تنقسم الى :
آثار على الضحية: إصابات جسدية ونفسية، واضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة، ومشاكل في العلاقات الاجتماعية وصعوبات في العمل والدراسة، والانتحار في بعض الحالات.
آثار على الأسرة: تفكك الأسرة وإهمال الأطفال وتعريض الأطفال للعنف.
آثار على المجتمع: زيادة معدلات الجريمة، وانخفاض الإنتاجية، واضطرابات اجتماعية ونفسية.
جهود مكافحة العنف الأسري في مصر
وقال الخبير الأمني اللواء محمود الرشيدي :صدرت في مصر قوانين عديدة للحد من العنف الاسرى هى : قانون العقوبات المصري رقم 58 لسنة 1937 وقانون رقم 109 لسنة 2008 بشأن مكافحة ختان الإناث وقانون رقم 16 لسنة 2021 بشأن مكافحة العنف ضد المرأة
واضاف الرشيدي لـ"البوابة نيوز" : توجد في مصر مؤسسات تقوم على حماية الاسرة من تيارات العنف التي تزايدت في الآونة الاخيرة مثل: المجلس القومي للمرأة، ووزارة التضامن الاجتماعي، ووزارة الداخلية والنائب العام المنظمات غير الحكومية.
الخطوات الوقائية:
وأردف :المهم هو العمل الدائم على نشر الوعي بقضايا حقوق الإنسان والعنف الأسري، وتغيير الأفكار النمطية حول أدوار الرجل والمرأة في الأسرة وتعزيز الدعم الاجتماعي للضحايا وتوفير العلاج النفسي للمعتدين والضحايا ،وسن قوانين أكثر صرامة لمكافحة العنف الأسري.
إحصائيات حول العنف الأسري في مصر
30% من السيدات المتزوجات تعرضن للعنف من قبل أزواجهن خلال 12 شهرًا.
25%من السيدات المتزوجات تعرضن للعنف النفسي من قبل الزوج.
29% من السيدات المتزوجات تعرضن للعنف الجسدي من قبل الزوج.
20% من السيدات المتزوجات تعرضن للعنف الجنسي من قبل الزوج.
(المصدر: الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2023/2024)
دراسة المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية لعام2023/2024:
رصدت الدراسة 211 حالة عنف ضد النساء موزعة على معظم محافظات الجمهورية
المفوضية المصرية للحقوق والحريات لعام 2021:
سجلت 235 واقعة عنف أسري خلال عام 2022.
تعرضت 249 أنثى لواقعة اعتداء من أحد أقاربها.
تم حصر 129 واقعة اعتداء على الزوجات.
سجلت محافظة القاهرة أعلى معدلات في وقائع عنف أسري.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: العنف الأسرى العنف الأسري المجتمع المصري الجرائم الأسرية العنف الأسری فی مصر من قبل
إقرأ أيضاً:
العرفان والحق.. ليسوا بغرماء .. صمتنا يفتك بنا أكثر مما يفعل الرصاص
Keep my ass, I mind yours
من المفاهيم الضمنية التي يبدو أنها مسئولة عن واحدة من عقدنا الإجتماعية، هي الإعتقاد بأن التعتيم والإمساك عن الشهادة بالحق يمكن أن تعد واحدة من أوجه الإحسان ورد الجميل لمن نعتقد بأن له أيادٍ سابقات علينا.
قبل أيام حدث أن شاركت خبرا لمسلحين من المقاومة الشعبية وهم ينتهكون أحد منازل المدنيين في الخرطوم وأعتبرت أن الخطوة لا تبشر بخير إذ لن تتغير أقدار الناس ومصائرهم حتى في أعقاب خروج الدعم السريع. الأمر الذي جعلني هدفا لكثير من التقريع من الأصدقاء الذين هاجموني لدوافع مختلفة من بينها إستهجانهم لمصدر الخبر.
لكن ما أنا بصدده هنا هو تقريع شنه علي أحد الأصدقاء الأقارب، كان من خلاله يستنكر كوني أتناول بالنقد أناسا، كانت لهم عليّ أيادٍ في سابق الأيام وان "داري ولحم أكتافي" والقول له.. تعود لهم..
ما فهمته من هذه المداخلة أن الرجل يفترض أن المعتدين ينتمون لشرائح الإسلاميين الذين كانت لبعضهم علي فضائل.. لست هنا لأن أنكر ذلك، فأنا حدث لي أن عملت في مؤسسات تابعة لأحد المصارف التي كانت محسوبة على الإسلاميين، لكنني كنت أجيرا في تلك المؤسسات تارة، أو متعاقدا معها كمدير منشأة تارة أخرى. لم أكن مالكا أو مساهما فيها، كما أن ما نلته منها من أجر ومصلحة من مدرائها وملاكها كان مقابل عملي فيها.. لأ أريد أن أعدد الأسماء لكن رؤسائي ذلك الوقت كانوا رجالا أفاضل وعفيفين، رغم إمتناني لهم، لكن ربما تعذر علي تصنيف علاقة عمل كتلك أنها باب من أبواب الإحسان..
كان صديقي، وفق ما تبين لي أنه بما يعتقده قد إنهال عليّ من النعم والإحسان، قد كان ينتظر مني أن أكون آخر من عليه أن يُذكّرهم، أي الإسلاميين، بعللهم وأخطائهم إذا أخطأوا وأن أكون آخر من ينتقدهم على إنتهاك جنوه في حق الآخرين.. بإعتبار أن في صمتي عن الشهادة بذلك العدوان أو استنكاره إنما ينضوي تحت ما كان ينتظره مني من عرفان واعتراف بالفضل والإمتنان، على نعم وفضائل كانت قد سبقت.
إن هذه القناعات وأمثالها هي ما يقف وراء التستر والكتمان الكبير على أخطاء فادحةٍ صاحبت تجربة حكم الإسلاميين في عهد الإنقاذ.. لدرجة تراكمت فيها تلك العلل وتسببت مجتمعة في إضعاف صولتهم وإنفلات الأمر من بين أيديهم. حتى بدأ التذمر في أنفسهم وفي أوساط عضوية حزبهم قبل أن يتحول الأمر إلى مظاهرات غاضبة إنتظمت الشوارع في معظم مدن السودان.
لو أن الإحسان يقف حائلا أمام الجهر بما نحسبه حقا، لما بلّغ موسى ربيب فرعون رسالته، ولما أعلن النبي معارضا في وجه عمه أبي طالب أنه "يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر على يساري على ان أترك هذا الأمر، ما تركته حتى يظهره الله، أو أهلك دونه".
ليس من الفطنة إعتبار الصمت عن الحق بابا من أبواب رد الجميل، لأن كاتم الشهادة آثم، وشاهد الزور آثم، وأن شهادتك فيما تعلم من الحق ليست تفضلا، إنما هي حقٌ وواجبٌ عليك، لا يعفيك منها إن ذهبت شهادتك على حساب من تدين لهم بالولاء والإحسان والعرفان ورد الجميل.. أو لم تذهب، الأمر سيّان..
واحدة من الواجبات الواقعة على أفراد المؤسسات المدنية والأمنية على السواء أن يصدعوا بالحق وأن يشهدوا به دون أن يضاروا بشهاداتهم في ذلك، مثلما فعل يوما النقيب شرطة أبو زيد الذي حدث أن دفع لقاء قول الحق ثمنا باهظا كلّفه رزقه وحريته كليهما. بالطبع أن يتم ذلك وفق لوائح تنظمه لكنها لا تقف عائقا في وجهه دون إخلال بالإنضباط. إن إمتناع منسوبيها عن الإنحياز للحق والجهر به، أحال تلك المؤسسات من ناحية مفاهيمية على الأقل إلى أوثان. لدرجةٍ دفعت بثلاثمائة ضابط من جهاز الشرطة في عهد الإنقاذ أن يتقدموا بإستقالاتهم دفعةً واحدة، ممانعةً واستكبارا على إيقاع حكم العدالة والقصاص على زميل لهم أطلق الرصاص ليردي عوضية عجبنا صريعة أمام باب دارها ثم تمادى ومنع الآخرين من أن يمدوا لها يد العون.. لقد قال المولى جلّ وعلا ضمن موجبات ما أنزله من البلاء على بني إسرائيل أنهم "كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه"..
ربما لو أن الإنقاذ تواضع فيها الإسلاميون وإستمعوا للحق دون استكبار وتحرّوه في أقوال ضحاياهم ممن كانوا يُنكِلُّونَ بهم بحسبانهم خصوما لله، ربما لو فعلوا ذلك لحكمونا ألف عام، ولأكلوا من بين أيديهم ومن فوقهم.
إنتهى..
Email: nagibabiker@gmail.com