خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

مُنذ عهد طويل بدأه السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وعُمان مذكورة ومعروفة، ومشهود لها بالحضارة والبسالة والعزة والكرامة، والتاريخ العماني يمتاز بالأصالة والمجد والسؤدد. وقد قال السلطان قابوس -تغمده الله بواسع رحمته- في أحد أحاديثه المتلفزة: "أود أن أرى عمان ولها علاقات جيدة مع كل دول العالم"، وفعلا تحقَّق الوعد الصادق.

ففي وقت قصير حَدَث ذلك لنا، وبعد أن عُهِدَ بالحكم إلى مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وهو في حالة انشغال دائم ولم يهدأ له بال، فهو وحرمه المصون وأنجاله في حراك مستمر، وفي جهد مضنٍ متواصل، يُيمِّمون تارة نحو شرق الأرض، وتارة أخرى صوب غربها وشمالها وجنوبها. يحضرون باسم عُمان في عدد من المحافل واللقاءات والمحطات الرسمية المهمة، ويكاد لا يمر شهر إلا ويحط الموكب الميمون، في دوله من دول العالم، سواء لحضور مؤتمرات أو اجتماعات أو زيارات رسمية، مما يجعل اسم عمان يُتداول ويُذكر وينتشر.

ومنذ أيام، كانت عمان حديث الأشقاء في أرض الكنانة والمحبة والعروبة، مصر أم الدنيا، أرض النيل وأبو الهول والحضارة والشعب الطيب، وذلك خلال زيارة السيدة الجليلة إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة، والتي أُعِدَّ لها برنامج حافل، تعرَّفت من خلاله على الكثير مما تحويه وتضمًّه مصر. وتناولتْ وسائل الإعلام المصرية هذه الزيارة وأثرها بإفراد مساحات عبر صفحاتها وبرامجها وقنواتها، عمَّا يمكن أن تُحدثه هذه الزيارة من تمتين العلاقات بين مصر وعُمان. إنَّ جمهورية مصر العربية غنية عن التعريف بأهلها وناسها وما قدَّمته لدول الخليج من تعاون مستمر، تمثَّل في أوجه كثيرة؛ منها: تواجد المعلمين والأطباء والمهندسين، ومن هم في مختلف التخصصات، منذ نشأة الخليج وطوال فترات نموه وتطوره وازدهاره. وأستذكر هنا بالخير كلَّ من علمنا في سبعينيات القرن الماضي، والذين كان جلهم مصريين مع إخوانهم من المعلمين من دول عربية مختلفة؛ فمصر كانت ولا تزال تسهم في دعم الخليج بنماذج مشرفة من أهلها وأبنائها، أسهموا حتى اليوم وما زالوا، في تنمية بلادنا وتعزيز اقتصادها بما يلبي حاجة بلداننا ومجتمعاتنا، فجزاهم الله عنا خير الجزاء.

فزيارة السيدة الجليلة كانت طيبة، وفتحت ذكريات جميلة بين البلدين الشقيقين، وعززت كذلك مستوى العلاقات ومتانتها وتجددها، وذهبت إلى أبعد من ذلك في كل ما من شأنها منفعة البلدين. ومن جانبه، حل السيد ذي يزن وزير الثقافة والرياضة والشباب منذ أيام، ضيفا على معرض الدوحة الدولي للكتاب، بمشاركة سلطنة عُمان في دورته الـ33، وكان لهذه المشاركة صداها الواسع، على اعتبار أنَّ سموه هو الذي افتتح المعرض.

وكان لحضور صاحب السمو السيد ذي يزن هيبة ووقار، فحضورُ جعل اسم عمان أيضا حاضرا وبقوة ومتواجدا ومشاركًا بهذه التظاهرة التي ضمَّت مشاركات من دول العالم المختلفة، وهذا عامل مهم يُسهم في التعريف بالسلطنة في تلك الاقطاب والدول والمحافل؛ لأن المشاركين في هذه المعارض والمناسبات، سيتحدثون في بلدانهم وبينهم عن عُمان وعن الدول المشاركة والحضور الرسمي، وهذا الجانب أيضا فيه شيء من الترويج والدعاية لبلدنا الحببب.

والختام كان مسكًا، بزيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى دولة الكويت الشقيقة، والتي استبشر بها الشعب الكويتي الشقيق وعبَّر عن سروره من خلال ما شاهدناه وسمعناه وروي لنا من إبداء مظاهر الحب والترحيب تجاه عُمان وسلطانها وشعبها.

فزيارة جلالته -أبقاه الله- إلى دولة الكويت، تحدَّث عنها القاصي والداني، وكل مقيم على أرضها، وهذا أيضا يفتح العيون والأذهان والأسماع إلى عُمان.

ولا شك أنَّ الناس فيما بينهم يتسامرون ويتحدثون عن الإنجازات والأعمال والجهود التي تُبذل؛ سواء في عمان أو في دول كثيرة تَظْهَر للعلن وللناس؛ فهذا الحديث والذكر الجميل والمستمر عن عُمان، يفتح أمامها فرصًا كثيرة لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية والعربية والسياحية، ويجعلها مَقْصِدا للوفود السياحية والزائرة.. تولَّى الله عمان وأهلها وسائر بلدان الإسلام والمسلمين برعايته وعنايته، وحفظها من كل سوء وشر ومكروه، والله يحفظ المسيرة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بالصور.. جلالة السلطان في مقدمة مودعي الأمير تميم بن حمد

مسقط- العمانية

ودّع حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم - حفظهُ اللهُ ورعاهُ- أخاه حضرةَ صاحبِ السُّموّ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أميـر دولة قطر الشقيقة لدى مغادرته المطار السُّلطانيَّ الخاصّ اليوم، بعد زيارة "دولةٍ" لسلطنة عُمان استغرقت يومين، وقد تمنّى جلالةُ السُّلطان لأخيه سُموّ الأمير ووفده المرافق سفرًا آمنًا، تحفّهم عناية الرحمن، وصولًا إلى بلادهم العزيزة.

كما كان في الوداع بمعيَّة جلالةِ السُّلطان -أيّدهُ اللهُ-  صاحبُ السُّمو السّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، ومعالي السّيد خالد بن هلال البوسعيدي وزيرُ ديوان البلاط السُّلطاني، ومعالي الفريق أوّل سُلطان بن محمد النعماني وزيرُ المكتب السُّلطاني، ومعالي السّيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزيرُ الداخلية، ومعالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزيرُ الخارجية، وسعادة السّفير السّيد عمّار بن عبد الله البوسعيدي سفير سلطنة عُمان المعتمدُ لدى دولة قطر.

وفي ختام الزيارة تلقى جلالة السُّلطان المعظم - حفظه الله ورعاه- برقية شكر من أخيه سمو الشيخ الأمير، أعرب خلالها عن خالص الشكر والتقدير على ما قوبل به والوفد المرافق من حفاوة وتكريم طوال هذه الزيارة، التي سُعد خلالها بالتباحث مع جلالة السُّلطان حول القضايا التي تهم البلدين الشقيقين والسبل الكفيلة بدعم وتعزيز العلاقات الأخوية الوطيدة في مختلف المجالات، مؤكدًا سموه الحرص والعزم المشترك على مواصلة تطويرها وترسيخها لما فيه خير ومصلحة شعبي البلدين.







 

 

مقالات مشابهة

  • إطلاق مشروع وادي زها بمدينة السلطان هيثم في عمان
  • ندوة بمعرض القاهرة للكتاب تناقش شبح الحرب العالمية الثالثة ومستقبل النظام الدولي
  • درجة حرارة المحيطات ترتفع بنسبة 400% أسرع مما كانت عليه عام 1980
  • معرض القاهرة للكتاب يناقش شبح الحرب العالمية الثالثة ومستقبل النظام الدولي
  • ما هنالك.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمانيين
  • بالصور.. جلالة السلطان في مقدمة مودعي الأمير تميم بن حمد
  • جلالة السلطان يعزّي خادم الحرمين الشريفين
  • بالصور.. جلالة السلطان يُقيم مأدبة عشاء تكريمًا لأمير قطر
  • «أحمد عمر هاشم»: الإسراء والمعراج معجزة كبرى ودعوة للثبات على الحق مهما كانت التحديات
  • علي زين: مواجهة الرأس الأخضر كانت صعبة.. والفوز كان الأهم