أكد الدكتور محمد سعفان وزير القوى العاملة السابق، أن هناك تطورا هائلا سيحدث في نوعية وشكل الوظائف خلال العقدين القادمين، مشيرا إلى أنها سوف تتغير بشكل كبير نظراً للتطور التكنولوجي الهائل في عملية الإنتاج، مما يتطلب مواجهة ذلك بالتدريب علي وظائف المستقبل للاستمرار في خفض معدلات البطالة وزيادة معدلات الإنتاج، كذلك تغيير فكر الشباب نحو التعليم الفني والمهني، خاصة في ظل اهتمام الدولة المصرية بتطوير التعليم الفني والتدريب المهني، وانتهاج رؤية استراتيجية وطنية لإصلاح وتطوير التعليم الفنى لفتح آفاق جديدة فى سوق العمل من خلال عدة محاور، أهمها خلق عوامل جذب الطلاب إلى التعليم الفني، مع توعية المجتمع بأهمية الخريجين منه ودورهم الحيوي في الارتقاء بالاقتصاد الوطني.

جاء ذلك في كلمته خلال الندوة التي نظمتها جامعة بدر حول "التنمية المستدامة وسوق العمل في المستقبل"، والتعرف على مشكلات الطلاب وآرائهم في تطوير عملية التشغيل، وفرص العمل الجديدة التي يحتاجها سوق العمل علي مهن المستقبل، وأهمية التدريب أثناء فترة الدراسة على مهن فنية تعمل على تشجيعهم لتقبل ثقافة العمل الحر والاطلاع على الأفكار الحديثة لريادة الأعمال، والاستفادة من قدراتهم العقلية والإبداعية واستغلال طاقتهم وحثهم على الابتكار، وذلك من خلال إقامة المسابقات العلمية بين طلاب الجامعة.

محمد سعفان يوجه الشباب للعمل والتدريب المستمر

نظم الندوة الدكتور أشرف الشيحي، رئيس جامعة بدر، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق، وحاضر فيها الدكتور محمد سعفان وزير القوي العاملة السابق، والمهندس محمد قبطان منسق عام مبادرة "هنجملها" وأمين مجلس أمناء المؤسسة، بحضور عمداء وأساتذة وطلاب الجامعة.

في مستهل اللقاء أعرب الدكتور الشيحي عن سعادته بحضور الوزير محمد سعفان لعرض فكرة المتطور في عملية التشغيل علي مهن المستقبل، وسوق العمل وعلاقته بالتنمية المستدامة للطلاب، ووصفهم بأنهم أحسن ثمرة ليأهلوا أنفسهم لسوق العمل خاصة وأن هناك تخصصات لا يحتاجها سوق العمل الحالي، وهناك مجالات أخرى تتيح لأبنائها فرص عمل جيدة ومثمرة في سوق المستقبل، فضلا عن ضرورة حصول الطلاب علي مجموعة من الدورات التدريبية لكي يقوموا بالأعمال الجديدة في سوق عمل المستقبل.

وأشار الدكتور أشرف الشيحي إلي أن هناك مُسابقة لأفضل جامعة صديقة للبيئة للعام الجامعي 2024/2025، بهدف تحفيز الجامعات المصرية على التحول إلى جامعات صديقة للبيئة، وتعزيز الالتزام بمعايير الاستدامة البيئية، وذلك في إطار جهود الدولة المصرية للتحول إلى الاقتصاد الأخضر، وتحقيق التنمية المُستدامة، منوها إلي أن الدكتور حسن القلا رئيس مجلس أمناء جامعة بدر يرعى هذه المسابقة التي تهدف إلى تحويل الجامعات المصرية إلى جامعات خضراء صديقة للبيئة.

في بداية حواره مع الطلاب، قال الدكتور محمد سعفان وزير القوى العاملة السابق، إن الهدف من الندوة هو الشباب رجال الغد، ورموز اليوم وعلامات المستقبل الواعد، فهم لهم دور كبير في بناء المجتمع والنهوض بالوطن، مؤكدا أنه لطالما تحدث عن أن الجامعة في كل محافظة هي المنارة التي تضيء الطريق لكل أفراد المجتمع المتواجدة فيه.

وأكد وزير القوى العاملة السابق، أن التنمية المستدامة هي التي تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة علي تلبية احتياجاتها الخاصة، قائلا: من هنا تستند التنمية المستدامة إلي مفهوم مواءمة التنمية الاجتماعية والاقتصادية مع الأولويات البيئية من أجل الحد من التدهور البيئي الحالي وتغير المناخ مع الحفاظ علي الموارد الطبيعية قدر الإمكان بما لا يتعدي قدرتها على التجدد من أجل مستقبل الأجيال القادمة، مشيرا إلى أن هناك 17 هدفا و169 غاية للتنمية المستدامة، المقصود منها أن تصبح حزمة من الالتزامات للدول والمجتمعات وحتى الأفراد لمعالجة القضايا الحاسمة للجنس البشري.

طلاب جامعة بدر خلال ندوة الدكتور محمد سعفان

وأكد وزير القوى العاملة السابق ضرورة العمل على حصر المهن والحرف اليدوية بجميع المحافظات، وإنشاء قاعدة بيانات بها حتى يتسنى تنمية مهارات تلك الفئة من خلال برامج تدريبية متخصصة ومتطورة، وعمل منظومة متكاملة من خلال إنشاء منصة أو تطبيق إلكتروني لتسويق منتجاتها في جميع أنحاء العالم.

ونوه سعفان إلي أن وزارة القوي العاملة في السابق كانت تستهدف تدريب نحو 100 ألف خريج وفني، من خلال 4 منح تدريبية للفنيين وخريجي الكليات مجانا، فضلا عن الإعداد لتدريب نحو 300 شاب ذو كفاءة عالية بالتعاون مع عدد من الشركات الأجنبية، وذلك لتأهيلهم ليصبحوا مدربين، ومن ثم يتم استخدامهم في تدريب باقي الشباب من المتدربين، حيث يتم استخدام هؤلاء المدربين في تدريب المتدربين أون لاين.

وقال، إنه أطلق خلال السنوات الماضية 27 وحدة تدريب متنقلة لتدريب الشباب بالمحافظات على مهن الخياطة، وتركيبات الكهرباء، والسباكة، بالقري والنجوع لتكون بجوار منازل الشباب توفيرا للوقت والجهد للانتقال إلي مراكز التدريب الثابتة، وذلك من خلال مبادرة "مهنتك مستقبلك".

وثيقة التوجيهات الاستراتيجية للاقتصاد المصري خلال المرحلة المقبلة

وكشف وزير القوي العاملة السابق محمد سعفان، عن أن وثيقة التوجيهات الاستراتيجية للاقتصاد المصري خلال المرحلة المقبلة "2024/2030" والتي سيتم طرحها للحوارات الوطنية الشاملة تنفيذا للتوجيهات الرئاسية، تضمنت فيما يتعلق بقطاع العمالة والتشغيل توفير ما يتراوح بين 7 إلى 8 ملايين فرصة عمل مـن بينهـا 5 ملايين فرصــة عمــل بالداخل، و3 ملايين فرصــة عمــل بالخــارج.

وقال، إن الدولة المصرية نجحت في الخفض المتوالي لمعدلات البطالة رغم تعقد المشهد العالمي وفي ظل الأزمات الدولية التي ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي، فقد عكفت الدولة المصرية على وضع البرامج القومية لمواجهة البطالة، إدراكاً منها للأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والتنموية المتشابكة مع تلك القضية، مشيرا إلي أن معدل البطالة في عام 2013 كان 13.2% وترجع ليصل في الربع الأخير من 2023 إلي 6.9%، كاشفا أن هذا الانخفاض جاء بسبب الاستراتيجية التي تنتجها الدولة المصرية في الآونة الأخيرة والقيادة السياسية الواعية، والمشروعات القومية في مختلف أنحاء البلاد، التي وضعتها الدولة نصب أعينها عند انتهاجها استراتيجية التنمية المستدامة 2030.

واختتم الوزير كلامة مطالبا الطلاب أن يكون شعارهم خلال المرحلة القادمة هو البذل والجهد والعطاء كي نرتقي بكافة مؤشرات الدولة المصرية ونصل بها إلى ما نصبو إليه ونحلم به، مؤكد أن ما يرفع شأنكم وشأن بلدكم هو الإخلاص في العمل، هذه الكلمة التي تحمل الكثير من المعاني النفسية باعتبارها أعظم ما يتصفون به، فالإخلاص جهدٌ يُبذل وليس ادعاءً يذكر كي نصل إلى ما نرنو إليه جميعًا من مستقبل زاهر لوطننا الغالي الحبيب المحفوظ دائمًا بإذن الله.

ومن جانبه دعا المهندس محمد قبطان، عمداء الكليات إلى دعم مبادرة "هنجملها"، وتشجيع الطلاب على المشاركة بها، وتنمية وعيهم نحو الحفاظ على البيئة، من خلال استغلال المناطق الفارغة بحرم الجامعة، والإفادة منها فى زرع الأشجار المثمرة، وذلك يسهم فى زيادة المسطحات الخضراء بالجامعة، والحفاظ على البيئة ومواردها الطبيعية.

وأكد "قبطان" أن المبادرة تعكس جهود الدولة المصرية للتعامل مع قضية تغير المناخ، والحفاظ على البيئة، ورفع الوعي البيئي لدى جميع فئات المجتمع، لتحقيق وتطبيق نظم الاستدامة البيئية واستراتيجية مصر لتغيير المناخ 2050، داعيًا كافة طلاب الجامعة إلى المشاركة فى غرس الأشجار المثمرة، للوصول إلى حرم جامعي، صحي، وخالي من الملوثات، وأهدي الجامعة من خلال مؤسسة "هنجملها" 500 شجرة مثمرة لزراعتها.

في ختام الندوة وجه الدكتور الشيحي الشكر، للوزير محمد سعفان، ولكافة القائمين على مبادرة "هنجملها"، لجهودهم الحثيثة فى العمل على توفير بيئة نظيفة، ونشر الوعي البيئي لدى المواطنين، والحد من التغيرات المناخية، وتفعيل دور المشاركة المجتمعية، لتحقيق التنمية المستدامة، رؤية مصر ٢٠٣٠.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وظائف جامعة بدر التنمیة المستدامة الدولة المصریة جامعة بدر سوق العمل أن هناک من خلال إلی أن

إقرأ أيضاً:

مركز المعلومات يكشف: الذكاء الاصطناعي يهدد ملايين الوظائف عالميًا.. وهذه أبرزها

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً جديداً حول "الذكاء الاصطناعي ومستقبل العمل"، تناول خلاله التحولات التي تشهدها أسواق العمل العالمية، من انخفاض معدلات البطالة إلى زيادة أعداد العاملين، بالإضافة إلى استعراض تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف التقليدية، وزيادة الطلب على المهارات الرقمية، كما تطرق إلى الوظائف التي يُتوقع أن يحل محلها الذكاء الاصطناعي، وتلك التي يصعب استبدالها.

أشار التحليل إلى أن عام 2025 بدأ وسط تحولات مستمرة في أسواق العمل العالمية؛ حيث أثرت جائحة كوفيد-19، وارتفاع تكاليف المعيشة، وتزايد الصراعات الجيوسياسية، بالإضافة إلى فرض حالة الطوارئ المناخية والركود الاقتصادي، في الديناميكيات العالمية للتوظيف المدفوع بالتكنولوجيا، وتشير البيانات الاقتصادية إلى أن معدل البطالة العالمي وصل إلى أدنى مستوى له منذ عام 1991، حيث بلغ 4.9% في عام 2024. وعلى الرغم من ذلك، تشهد الدول ذات الدخل المنخفض زيادةً في معدل البطالة من 5.1% في عام 2022 إلى 5.3% في عام 2024.

تناول التحليل تطور أعداد العاملين في العالم خلال الفترة من 2014 إلى 2024، حيث بلغ إجمالي القوى العاملة في العالم 3.1 مليارات عامل في عام 2014، مسجلًا أدنى مستوى خلال هذه الفترة. ثم شهد عدد العاملين نموًّا حتى عام 2019، حيث بلغ 3.29 مليارات عامل. ومع ظهور جائحة كوفيد-19، انخفض عدد العاملين إلى 3.22 مليارات عامل في عام 2020، بنسبة انخفاض بلغت 2%. ومع ذلك، عاد العدد للنمو مرة أخرى حتى وصل إلى 3.51 مليارات عامل في عام 2024، مسجلًا زيادة قدرها 0.86% مقارنة بعام 2023، الذي بلغ فيه عدد العاملين 3.48 مليارات عامل.

أشار التحليل إلى أنه بناءً على الاستطلاع الذي أجرته شركة برايس ووتر هاوس كوبرز (PWC) البريطانية على 4702 رئيس تنفيذي في 105 دول حول العالم، فقد أظهرت النتائج أن 25% من الشركات في قطاعات مختلفة كانت تستعد لشطب نحو 5% أو أكثر من الوظائف لديها في عام 2024 بسبب تأثيرات الذكاء الاصطناعي. وكشفت نتائج الاستطلاع أن 32% من الرؤساء التنفيذيين في قطاع الإعلام والترفيه أشاروا إلى خططهم للاستغناء عن وظائف خلال عام 2024.

كما تشير تقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل نحو 85 مليون وظيفة بحلول عام 2025، وفي الإطار ذاته، أوضحت شركة فريثينك freethink- الداعمة لتقنيات الذكاء الاصطناعي- أنه: "يمكن أتمتة 65% من وظائف البيع بالتجزئة بحلول عام 2025، نتيجة التقدم التكنولوجي وارتفاع التكاليف والأجور، وانخفاض الإنفاق الاستهلاكي".

وعلى الجانب الآخر، من المُتوقع نمو الطلب على عدد من الوظائف التي ترتبط بالتكنولوجيا بوتيرة أسرع بحلول عام 2030، وبحسب الاستطلاع الذي أشار إليه المنتدى الاقتصادي العالمي في تقرير مستقبل الوظائف - الصادر عام 2025 - لآراء أكثر من 1000 صاحب عمل في عام 2024، والذين يمثلون نحو 14 مليون عامل في 55 دولة حول العالم، فتأتي وظيفة متخصص البيانات الضخمة على رأس 15 وظيفة سيزيد الطلب عليها، ثم وظيفة مهندس التكنولوجيا المالية، ثم متخصص الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، ومن بين هذه الوظائف أيضًا: (مطور البرمجيات والتطبيقات، ومتخصص إدارة الأمن، ومتخصص مستودعات البيانات، ومتخصص المركبات ذاتية القيادة والكهربائية، ومصمم واجهة وتجربة المستخدم "UI/UX"، وسائق خدمات التوصيل، ومتخصص إنترنت الأشياء، ومحلل وعالم البيانات، ومهندس البيئة، ومحلل أمن المعلومات، ومهندس Devops، ومهندس الطاقة المتجددة).

أوضح التحليل أن تقرير بنك جولدمان ساكس يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يحل محل 300 مليون وظيفة بدوام كامل، مما قد يؤدي إلى زيادة القيمة السنوية الإجمالية للسلع والخدمات المنتجة عالميًّا بنسبة 7%. ومن المتوقع أيضًا أن يكون ثلثا الوظائف في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا أكثر عرضة للأتمتة. ومن أبرز الوظائف الأكثر عرضة للأتمتة ما يلي:

- ممثلو خدمة العملاء: لم تعد أغلب تعاملات خدمة العملاء البشرية تتم عبر الهاتف مع موظف بشري يراقب الخطوط، ففي بعض الأحيان تكون استفسارات العملاء ومشكلاتهم متكررة، ولا يتطلب الرد على هذه الاستفسارات ذكاءً عاطفيًّا أو اجتماعيًّا عاليًا، وبالتالي يُمكن الإجابة عن الأسئلة الشائعة بشكل آلي. ووفقًا لدراسات جارتنر، فمن المتوقع استخدام 25% من عمليات خدمة العملاء بواسطة روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بحلول عام 2027، مما يقلل الطلب على موظفي خدمة العملاء البشريين بشكل كبير.

- موظفو الحسابات: تستخدم العديد من الشركات الآن الأتمتة والذكاء الاصطناعي في عملياتها المحاسبية، بحيث توفر خدمات المحاسبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي نظامًا أكثر مرونة وفاعلية، وأقل تكلفة من دفع راتب لموظف يقوم بنفس الوظيفة، وسيضمن الذكاء الاصطناعي جمع البيانات وتخزينها وتحليلها بشكل صحيح.

- موظفو إدخال البيانات: يُمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي معالجة كميات هائلة من البيانات المُنظمة بسرعة ودقة، مما يقلل من الحاجة إلى العنصر البشري، فلا تعمل هذه الأنظمة على تقليل الأخطاء فحسب، بل إنها تدير أعباء العمل بشكل أكثر فاعلية، ووفقًا لدراسة أجرتها شركة ماكينزي، فإنه يُمكن أتمتة 38% من مهام إدخال البيانات بحلول عام 2030

- المدققون اللغويون: أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي مثل Grammarly وبرامج معالجة اللغة الأخرى أكثر دقة في اكتشاف الأخطاء الإملائية والنحوية؛ حيث تستطيع هذه الأنظمة معالجة مجموعة من البيانات الضخمة، والقيام بدور المُدققين البشريين، لذا فمن المُتوقع أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من أداء 90% من مهام التدقيق اللغوي بحلول عام 2030.

- عمال التصنيع: تعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي والروبوتات على أتمتة العديد من المهام اليدوية الخاصة بعملية التصنيع، فيمكن للروبوتات التي تعمل بتقنية التعلم الآلي، العمل بشكل أسرع دقة وعلى مدار الساعة دون الحاجة إلى فترات راحة، كما يشير المنتدى الاقتصادي العالمي، إلى أنه من المقرر أن يستمر هذا التوجه، مع توقع انخفاض بنسبة 30% في أدوار التصنيع البشري بحلول عام 2030.

- حراس الأمن: تتناقص الحاجة إلى حراس الأمن البشريين، بسبب تزايد فاعلية أنظمة الذكاء الاصطناعي، والتي تتضمن تقنيات التعرف على الوجه وتحليل السلوك لمراقبة مناطق واسعة، وتتمتع هذه الأنظمة بالقدرة على مراقبة البيئة بشكل مستمر، وتحديد المخالفات، وإخطار السلطات المعنية، لذلك فمن المُتوقع أن ينخفض الطلب على أفراد الأمن البشر بشكل كبير في السنوات القادمة.

أشار التحليل إلى أنه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل الكثير من الوظائف سالفة الذكر، فإن هناك بعض الوظائف التي يقوم بها الأشخاص في سوق العمل المفتوحة، لن يحل الذكاء الاصطناعي محلها، ومن هذه الوظائف:

- المعلمون: على الرغم من التوسع في آليات التعليم الإلكتروني والتعلم عن بُعد، فإن المعلم يمثل نقطة مرجعية للكثيرين، وفي بعض الأحيان، نتأثر بمعلم معين لنا في السنوات السابقة، فعلى سبيل المثال بعض قراراتنا الأكاديمية تعتمد جزئيًّا على مدى إلهام معلم معين لنا، لذلك فمن الصعب أن يحظى الطلاب بتجربة تدريس رقمية كاملة في المستقبل.

- القضاة والمحامون: نظرًا لتمتع هذه المناصب بعنصر قوي من التفاوض وتحليل القضايا، فيتطلب الأمر مجموعة معينة من المهارات للتمكن من التنقل عبر الأنظمة القانونية المعقدة والمرافعة دفاعًا عن حق العميل في المحكمة، والنظر للأمر في جميع الجوانب المختلفة، وهذا لا يتمتع به إلا القضاة والمحامون.

- المديرون والرؤساء التنفيذيون: ترتبط عملية إدارة فرق العمل داخل المنظمة بالقيادة، وهي ليست مجرد مجموعة من السلوكيات التي يُمكن معالجتها، لذلك يُعد الرئيس التنفيذي مسؤولًا عن مشاركة المهام والمسؤوليات مع فريق العمل، لذلك لا يشعر المستثمرون بالراحة في الاستثمار في شركة تديرها الروبوتات.

- علماء النفس والأطباء النفسيون: على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يُقدم فوائد عديدة في مجال الرعاية الصحية النفسية، فإنه لا يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تحل محل الأطباء النفسيين بالكامل، خاصةً في التعامل مع الحالات المُعقدة، وتقديم التفاعلات العاطفية؛ كما تعد اللمسة الإنسانية ضرورية، خاصةً عندما يتعلق الأمر بدعم الأشخاص لتحقيق النجاح في حياتهم، ويعتمد الاختيار بين الذكاء الاصطناعي والأطباء النفسيين حسب طبيعة المشكلة التي يعاني منها المريض.

- الجراحون: تتمتع تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تستخدم في غرفة العمليات، بالقدرة على تحديد الخطوات التشريحية في العمليات الجراحية، وتقليل الأخطاء البشرية، وعلى الرغم من ذلك، فمن الصعب أن تحل تقنيات الذكاء الاصطناعي محل الجراحين، لأنها مجرد وسيلة لتعزيز الرعاية المُقدمة للمرضى، كما أنه يتطلب من الجراح التواصل مع المريض، وهو ما لم تقدر عليه أنظمة الذكاء الاصطناعي.

أشار التحليل إلى أن التطورات المتسارعة تُمثل جرس إنذار بشأن ضرورة خلق وظائف جديدة بمعدلات أكبر من ذي قبل، لذا يجب التفكير من الآن في ابتكار مجالات عمل جديدة. ووفقًا لما ذكرته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم التابعة لحكومة دبي، فإنه بعد مائة عام ستختفي مليار وظيفة من وظائف العصر الحالي، وستشكل وظائف مجالات تطبيقات الهواتف المحمولة 47% من المهن المستقبلية. كما أنه لن يكون هناك سائقو أجرة، ولا محطات انتظار للسيارات، ولا محطات وقود، ولكن ستُوجد بدائل يطورها مستشرفو المستقبل من صناع التكنولوجيا الحديثة.

والجدير بالذكر أنه من المتوقع أن يتغير مستقبل صناعة السيارات في العالم، حيث سيتجه الكثيرون نحو السيارات الكهربائية. وخلال الفترة من 2030 إلى 2035، من المتوقع حدوث تغييرات في القيادة على الطرق الرئيسة والسريعة، مع اختفاء أماكن انتظار السيارات في مناطق المطارات. كما تعتزم شركة إيرباص إنتاج ما يُعرف بـ "التاكسي بلا سائق" بحلول عام 2030، مما سيوفر مليارات الدولارات ويقلل الحوادث المرورية والخسائر في الأرواح التي تصل إلى 20 مليون شخص سنويًّا في العالم.

في ضوء التحولات العميقة التي تشهدها سوق العمل العالمية نتيجة لتقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، أشار التحليل في ختامه إلى أهمية تبني الأفراد والشركات على حد سواء استراتيجيات مرنة لمواكبة هذه التغيرات. ومن خلال الابتكار والتطوير المستمر للمهارات الرقمية، يمكننا الاستفادة من الفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي لتحقيق نمو اقتصادي مستدام وخلق وظائف جديدة. وسيتعين على الجميع، من القادة في القطاعات المختلفة إلى العاملين في شتى المجالات، أن يعملوا معًا لبناء مستقبل مهني يعكس تطور التكنولوجيا ويسهم في رفاهية المجتمعات العالمية.

مقالات مشابهة

  • استعدادات نوعية لأسبوع دبي للذكاء الاصطناعي 2025
  • محافظ مطروح: توفير 68 فرصة عمل للشباب خلال شهر مارس الماضي
  • تفاصيل جلسة "مستقبل الوظائف وسوق العمل" بالمؤتمر الدولي للتعليم التكنولوجي
  • جامعة الحكمة نظمت معرض الوظائف: مواكبة الطالب أكاديميا حتى انخراطه في سوق العمل
  • توفير ( 68 ) فرصة عمل للشباب خلال شهر بمطروح
  • مركز المعلومات يكشف: الذكاء الاصطناعي يهدد ملايين الوظائف عالميًا.. وهذه أبرزها
  • «معلومات الوزراء» يوضح تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل
  • معلومات الوزراء يوضح تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل
  • بالصور ... أبطال العمل سامح حسين وهبة مجدي.. احتفال صناع فيلم استنساخ بالعرض الخاص وسط حضور جماهيري كبير
  • رئيس المخابرات المصرية يبحث مع البرهان العمل المشترك لإنهاء الحرب السودانية