استشهد فجر اليوم الفلسطيني هاشم غزال، الملقب بـ "الأب الروحي للصم والبكم في غزة"، وزوجته إثر غارة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، على منزله في غزة، فيما أصيب بعض أبنائه وجميعهم من ذوي الإعاقة السمعية.

وأعلنت مصادر طبية أن ابنتا غزال، نداء ووعد، اللتان أصيبتا في الغارة، بحاجة لرعاية صحية عاجلة.


وينحدر غزال من أسرة من الصم، حيث ولد هو وإخوته فاقدين للسمع، وتوفي والده وهو بعمر 3 سنوات، وأخذت والدته مسؤولية رعايته وتنشئته، وتزوج وأنجب 9 أبناء.



وعاش غزال الملقب بـ "الأب الروحي للصم" و"ملك الصمت" بين شتلات زرعها في حديقة منزله الصغير شرق غزة ليسقيها بما تبقى من الماء الذي جلبه بعد طابور صباحيّ مرهق ومحفوف بالمخاطر.

عاش غزال بإعاقته السمعية، هو أولاده وأخوته وسط هاجس دائم باحتمالية الموت، وخطر الإصابة المنزوع من احتمالية النجاة والقدرة على المناشدة في أيّ قصفٍ او حتى الاستماع الى أصوات الصواريخ.
Hashem Ghazal, born in Gaza City in 1966 with a hearing disability, was a skilled carpenter, husband, and father to 9 children.

He worked with Atfaluna Society for Deaf Children since 1994. He delivered a Ted Talk titled "Let the fingers do the talk" and was nicknamed the… pic.twitter.com/eIUbRTfMFU — TIMES OF GAZA (@Timesofgaza) May 13, 2024
عمل الأب الروحي للصم، مديرًا لقسم المهن في جمعية "أطفالنا" للصم، عرف عنه الإتقان في العمل، واحتضان المواهب، يوجّهها ويتوجها بمعارضٍ فنية يزورها العرب والعجم.


خسرَ هاشم خلال العدوان كل ما يملك، من عمله في جمعية "أطفالنا" للصم التي دمّرها الاحتلال في منطقة الرمال، وكتن يقاطع الطعام أسبوعًا كاملًا، حدادًا عليها، "فهي دخله الوحيد وكلّ حياته" كما كان يقول، وفقد الكثير من وزنه، وصار يهتم بزراعة الأشتال أمام منزله المدمّر الذي فقد فيه كل ما يملك حتى ملابسه كانت بحسب زوجته مستعارة بسبب تدمير الحرب لمنزله، كان يحلم بانتهاء الحرب وإجراء عملية إعادة الإعمار سريعًا بعد أن دمّر الاحتلال قطاع غزة بالكامل.

رسالة الصم بعد فقدان الأب الروحي لهم هاشم غزال pic.twitter.com/FMHggolqiu — إسماعيل الغول - Ismail Alghoul (@ismail_gh2) May 14, 2024
ولعلّ الصعوبة التي تواجهها "أم هيثم" زوجة غزال مع كل قصفٍ قريب هي عملية إخلاء أبنائها، في وقت يقتضي اقتضاب التحذير بإشارة فلا تستطيع أن الاكتفاء بصرخة إنذارٍ للهروب كبقية الأسر.

قال هاشم قبل ارتقاءه شهيدا أن الأمر يزداد صعوبة وقسوته لو لم تكن زوجته الناطقة بينهم والتي تقاسمت معهم التعب والأمل، وأرشدتهم في عملية الإخلاء وجاورتهم في صلاة الجماعة، كما شاركتهم تجارب اختراع الطعام في ظلّ شحّ المكونات.

عائلة الأستاذ هاشم غزال الذي قتل هو وزوجته بغارة إسرائيلية وأصيب باقي أفراد العائلة بجروح متفاوته

العائلة فقدت المعيل، ولا وهم من ذوي الاحتياجات الخاصة وهم بحاجة لرعاية صحية عاجلة وأيضا بحاجة لإجلاء عاجل لمعالجة الجروح التي أصيبت بها نداء ووعد

وعد أصيبت بكسور في يديها وفقدت… pic.twitter.com/h4g8YHgNA9 — إسماعيل الغول - Ismail Alghoul (@ismail_gh2) May 14, 2024
واشتدّت قسوة العدوان على عائلة غزال خلال فترة المجاعة التي ضربت شمال قطاع غزة، حيث اضطرت العائلة لعجن أكل الدواب، وتناول حشائش الأراضي المفتوحة، وفي ذلك تقول "أم هيثم": "مع الجوع كنّا نأكل أي شيء نلاقيه في الأرض المقابلة لبيتنا".

أصبح هاشم حبيسًا قهريًا للمنزل بفعل مخاوف العدوان، الأمر الذي دفعه للاهتمام بحديقة منزله التي باتت ملاذه للهروب من مرارة الواقع، وانقلبت حياة هاشم وأسرته، فبات يتحمّل مسؤولية أعمال البيت، يمارس الزراعة، يشارك في إشعال النار وصنع خبز الصاج.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية هاشم غزال الاحتلال الاحتلال هاشم غزال المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

زكريا الزبيدي حرا.. التنين الفلسطيني الذي هزم الصياد

لم يكن في مخيلة وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن غفير، الذي تباهى بإعادة اعتقال أسرى "نفق الحرية" عام 2021، أن يأتي اليوم الذي يُفتح فيه باب الزنزانة لزكريا الزبيدي، ليعود حراً إلى مدينة جنين، بقرار فرضته المقاومة الفلسطينية.

وتحرر اليوم الخميس زكريا الزبيدي أحد أبرز قادة "كتائب شهداء الأقصى" بالضفة الغربية، ضمن الدفعة الثالثة من المرحلة الأولى لصفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية في غزة.

وخرج ابن جنين من السجن، في وقت تتعرض فيه المدينة ومخيمها لعدوان إسرائيلي متواصل منذ 10 أيام، مخلفة شهداء وجرحى ودمارا هائلا بالمنازل، شمالي الضفة الغربية.

وأطلق سراح الزبيدي إضافة إلى 109 أسرى فلسطينيين آخرين مقابل أسيرتين إسرائيليتين هما أربيل يهود وآجام بيرغر إضافة إلى أسير ثالث وهو غادي موزيس، وفق ما أعلن متحدث كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أبو عبيدة مساء الأربعاء.​​​​​​​

والزبيدي (49 عاما) عضو سابق في المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وهو من أبرز الأسماء الفلسطينية بالسجون الإسرائيلية، ومن خلال أطروحته للماجستير، يفضل تسمية نفسه بـ"التنين الذي يهزم الصياد".

نجح الزبيدي بتنفيذ فرار "أسطوري"من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد التحصين عام 2021 (رويترز) هروب أسطوري

وفي 6 سبتمبر/ أيلول 2021 نجح الزبيدي في الهروب من زنزانته برفقة 5 من رفاقه في الأسر، من سجن جلبوع شديد التحصين عبر نفق حفروه، وأعيد اعتقالهم بعد أيام. في عملية وصفت حينها بـ"الأسطورية".

إعلان

واعتقل جيش الاحتلال الزبيدي عام 2019، ووصفه مسؤول كبير بالمخابرات الإسرائيلية، بـ"قط الشوارع الذي وقع أخيرا في المصيدة".

لم يصدر حكم بحقه حين اعتقل، ولكن صدر ضده حكم بالسجن 5 سنوات على هروبه عبر النفق، أما بقية التهم ومنها إطلاق نار على مواقع إسرائيلية لم يصدر أحكام ضده بشأنها.

وللقيادي الفلسطيني تاريخ طويل في مقاومة الاحتلال، حيث قضى سنوات من عمره داخل السجون الإسرائيلية.

وفي عام 2007 سلّم الزبيدي إضافة إلى مجموعة فلسطينيين سلاحه للسلطة الفلسطينية بموجب اتفاق مع الاحتلال وحصل على "عفو إسرائيلي".

وعقب ذلك عمل الزبيدي في "المسرح"، وانشغل في إعداد دراسة ماجستير في العلوم السياسية، حملت عنوان "التنين والصياد"، تصف علاقته مع إسرائيل.

وبحسب تقارير فلسطينية فإن إسرائيل هدمت منزل الزبيدي 3 مرات.

اعتقل جيش الاحتلال الزبيدي منذ طفولته عدة مرات وظل مطاردا لسنوات (رويترز) من هو الزبيدي؟

ولد زكريا بمخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، وله 7 إخوة، تربى يتيم الأب، وفي 2002 قتلت القوات الإسرائيلية والدته سميرة وشقيقه طه.

وفي 15 مايو/ أيار الماضي، استشهد نجل زكريا، داوود في مستشفى "رمبام" في حيفا شمال إسرائيل، متأثرا بجراح أصيب بها في اشتباكات مسلحة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنين.

وفي سبتمبر/ أيلول 2024 قتلت إسرائيل نجله محمد مع عدد من المقاومين في غارة جوية بمدينة طوباس شمال الضفة الغربية.

كما أصيب زكريا بعمر 13 عاما بالرصاص خلال مشاركته في رجم القوات الإسرائيلية بالحجارة، واعتقل للمرة الأولى بعمر 15 عاما، وسجن 6 أشهر.

بعدها اعتقل بتهمة إلقاء عبوات حارقة على القوات الإسرائيلية، وحكم بالسجن 4 سنوات ونصف سنة.

في 2001، ومع اندلاع انتفاضة الأقصى (2000 ـ 2005)، بات الزبيدي قائدا عسكريا لـ"كتائب شهداء الأقصى" في حينه.

إعلان

وقاد الزبيدي المجموعات المسلحة، وقيل عنه في وسائل الإعلام الإسرائيلية إنه "الحاكم الفعلي لجنين".

وعام 2002، وإبان إعادة الجيش الإسرائيلي احتلال الضفة الغربية، شن معركة ضارية في مخيم جنين، أسفرت عن استشهاد 52 فلسطينيا، ومقتل 23 جنديا، وخلفت المعركة دمارا كبيرا في منازل الفلسطينيين.

تعرض الزبيدي لعدة محاولات اغتيال من قبل الاحتلال الإسرائيلي (رويترز) محاولات اغتيال

استطاع الزبيدي أن ينجو 4 مرات من محاولات اغتيال، أبرزها في 2004، حيث قتلت القوات الإسرائيلية 5 فلسطينيين، بينهم طفل (14 عاما)، بعد استهداف مركبة كان يُعتقد أن الزبيدي فيها.

وفي العام ذاته، اقتحمت قوة إسرائيلية خاصة مخيم جنين لتصفية الزبيدي، لكنها اشتبكت مع مقاومين، ما أدى إلى استشهاد 9 فلسطينيين، وتمكّن زكريا من الفرار.

عام 2005، كُشف كمين لقوات إسرائيلية خاصة قرب منزل تحصن فيه الزبيدي، وفي 2006، حاول الاحتلال اعتقاله غير أنه فشل وتمكن زكريا من الفرار.

عفو وإعادة اعتقال

شكلت وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، نقطة تحول في عمل المقاومة المسلحة، حيث أعلن الرئيس الجديد في حينه محمود عباس، حل كتائب "شهداء الأقصى"، والبدء بفتح مسار سياسي مع إسرائيل.

وفي 15 يوليو/ تموز 2007، أعلنت إسرائيل عفوا عن مسلحي "كتائب شهداء الأقصى"، بينهم الزبيدي بناء على اتفاق مع السلطة الفلسطينية سلم مسلحون سلاحهم للسلطة.

وعن ذلك يقول الزبيدي في مقابلة تلفزيونية حينها "هم (الإسرائيليون) يعلمون أنني أوقفت العمل المسلح بناء على قرار لإعطاء فرصة للعمل السياسي لذلك حصلت على العفو".

وبعد 4 سنوات، أعلنت إسرائيل في 29 ديسمبر/ كانون الأول 2011، إلغاء العفو عن الزبيدي، رغم تأكيده أنه لم ينتهك أيا من شروطه.

بقي زكريا بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، مقر القيادة الفلسطينية، حتى اعتقاله من قبل قوات إسرائيلية بتاريخ 27 يناير/ كانون الثاني 2019.

إعلان

واتهمت إسرائيل الزبيدي والمحامي الفلسطيني طارق برغوث في حينه بالتورط في "أنشطة تحريضية جديدة".

وآنذاك، وصف الضابط السابق في "الشاباك" الإسرائيلي يتسحاق إيلان الزبيدي، بأنه "قط شواع، لطالما حاولنا الإمساك به لكنه أفلت من أيدينا، والآن أعيد اعتقاله لانخراطه مرة أخرى في أنشطة إرهابية".

تسلم الزبيدي قيادة كتائب "شهداء الأقصى" في جنين خلال الانتفاضة الثانية (الفرنسية) التنين

حصل الزبيدي على الثانوية العامة، ودرجة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية، رغم حياة المطاردة والمقاومة والاعتقال، وحضّر لرسالة ماجستير في جامعة بيرزيت الفلسطينية، تحت عنوان "الصياد والتنين.. المطاردة في التجربة الفلسطينية من عام 1968-2018".

وتقمّص الزبيدي شخصية "التنين" المستمد من أسطورة قديمة، تكون فيها الغلبة للتنين على الصياد، بعد مطاردة طويلة وصعبة، في إشارة إلى تجربته الشخصية مع الاحتلال.

وفي أطروحة الماجستير، تطرق زكريا إلى رحلة هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وربطها بالواقع الفلسطيني.

وفي هذا الشأن، يقول صديقه جمال حويل، "زكريا كأنه خطط للهرب من السجن قبل دخوله، عبر وصف رحلة الهجرة النبوية بواقع الحال الفلسطيني للخروج من مأزقه".

وعن عدم قدرة زكريا على إتمام رسالة الماجستير، يقول حويل "اليوم استطاع زكريا أن ينهي رسالته، بتجربة عملية (من خلال فراره من السجن)، حتى تكون رسالة للأجيال القادمة".

ويسترجع حويل ذكرياته مع الزبيدي، وخاصة في معركة جنين 2002، حيث يقول "نفدت الذخيرة معنا، قلت وقتها لزكريا انتهت اللعبة، قال لي لم تنتهِ، نحن من يكتب لها النهاية، رفض الاستسلام، واختبأ بين الركام حتى انسحاب الجيش الإسرائيلي، ونجا".​​​​​​​

وبعد سنوات من الأسر والمطاردة، يعود الزبيدي إلى جنين حراً ، ليجد المخيم كما عهده: يقاوم ولا ينحني.

مقالات مشابهة

  • حيدر يتفقد الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي في صور والقرى الحدودية
  • حركة فتح: اعتقال ماهر النمورة لن يسكت صوتنا في الدفاع عن الشعب الفلسطيني
  • فلسطين.. قوات الاحتلال تعتقل شابا بعد اقتحام منزله غرب رام الله
  • أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
  • غزة: الشرطة تدعو المواطنين لإعادة أي ممتلكات حصلوا عليها خلال فترة العدوان
  • كل شيء في مقابل حريتي | نانسي عجرم ترد على أنباء طلاقها من فادي هاشم
  • زكريا الزبيدي حرا.. التنين الفلسطيني الذي هزم الصياد
  • الاحتلال يغتال فلسطينيا بنابلس ويواصل التهجير في طولكرم
  • فلسطيني يوثق مشاهد العودة إلى منزله في شمال غزة.. ماذا حدث؟
  • الاحتلال يغتال أسيرا محررا في نابلس.. والقسام تنعى شهداء طمون (شاهد)