مذكرات مجدي يعقوب.. أعلنت الدار المصرية اللبنانية صدور كتابها المترجم عن الإنجليزية، تحت عنوان «مذكرات مجدي يعقوب.. جرَّاح خارج السرب»، من ترجمة أحمد شافعي.

الفصل السابع عشر من مذكرات مجدي يعقوب

تحت عنوان «مساعدة قانونية»، يبدأ الفصل السابع عشر من مذكرات مجدي يعقوب مع أحد المرضى البارزين الذين أحيلوا إلى وحدة القلب في مستشفى هيرفيلد، وكان محام معروف بـ سبايك، لم يكن «يعقوب» يعرف الكثير عن سبايك ونطاق نفوذه، ثم تبين أن اللقاء والاتصال بينهما حمل الحظ السعيد لكليهما.

في ذلك الوقت كان مستقبل هيرفيلد مضطربا، ولم يكن وضع «سبايك الصحي» أحسن حالا، وأجرى له «يعقوب» جراحة مستعملا عددا من التقنيات الجديدة، وصفها بحماسة بالغة كأنه مدرب كرة قدم يستعرض تكتيكاته.

وفي المقابل طلب يعقوب من سبايك أن يلقي سلسلة محاضرات على زملائه حول مسألة الأخلاقيات، وكانت الصفقة جيدة لأن «سبايك» عاش حتى بلغ التسعين، وكان معروفا على المستوى الأكثر رسمية باسم سيسيل مونتاكوت كلوثير، ولد في ليفربول ودرس القانون في أوكسفورد، ثم أصبح قاضيا بارزا.

واكتسب لقب«سبايك» أثناء خدمته بمصر في الحرب العالمية الثانية، إذ قارنه زملاؤه بشخصية في فيلم أمريكي، وكان فردا في فيلم الإشارة الملكي وخدم في العلمين في أواخر 1942م، وفي عشية المعركة الكبيرة، تم توجيهه في عربة لاسلكي لإجراء اتصالات من مواقع غير معينة باستعمال لكنات إنجليزية واسكتلندية لمخادعة العدو ثم نما لديه شغف بالطيران، بدافع من نزهة قام بها مع طيار أمريكي، وفي وقت تال تم توجيهه إلى واشنطن لتأهيله طيارا، وهناك التقى الممثلة ماي ويست التي قالت إنها سوف تبعث ابنها إلى إنجلترا عسى أن ينطق الإنجليزية مثل سبايك.

غلاف مذكرات مجدي يعقوب

وأعجب «يعقوب» بـ «سبايك » منذ اللحظة الأولى للقائهما، وكان من مظاهر صداقتهما الدائمة تلك النقاشات الفكرية الحية التي فاضلا فيها بين الأخلاق والقانون وما لكل منهما من مزايا وعيوب، وبحلول عام 1976 طلبت حكومة حزب العمال من «سبايك» أن يصبح عضوا في المفوضية الملكية لهيئة الصحية الوطنية المسؤولة عن تقرير مستقبل الخدمة الصحية، ومستقبل مستشفى هيرفيلد مثلما تبين بعد ذلك.

وكان «سبايك» أثناء مرضه قد لاحظ العمل في وحدة القلب بمستشفى هيرفيلد فتكونت لديه وجهات نظر قوية بشأن المستشفى دونها في مذكرة من صفحتين وتداولها المسؤولون عن تحديد مستقبل الخدمة الصحية، وهي محفوظة في الأرشيف الوطني، ويقدم النص المطبوع في صفحتي المذكرة أفكارا عميقة حول إدارة هيئة الصحة الوطنية ونظرة المخططين لها، والعقبات التي واجهها «يعقوب» وحجم منجزاته، ولم يشر إليه بالاسم إلا أن هوية الجراح كانت واضحة، وفي تعليقاته قال «سبايك» إنه ما من سبب للقول بأن قصة هيرفيلد لن تتكرر في تخصصات أخرى يسيطر فيها أشخاص ملهمون.

ولم يعلم يعقوب بمذكرة كلوثير ولم يرى نسخة من الوثيقة حتى عام 2021، بعد إحدى عشرة سنة من وفاة كاتبها، غير أنه عرف في الرجل شخصا يعتز بقيم مماثلة لقيمه، ولمس فيه أنه قد يناصر مستشفاه الحبيب، وقال عنه «يعقوب»:« لقد كان «سبايك» عبقريا ملتزما وشجاعا، ويتبع نظاما أخلاقيا صارما، ما كنت أعثر على خير منه للنضال من أجل قضيتنا».

مذكرات مجدي يعقوب.. جراح خراج السرب

جدير بالذكر أن الكتاب من تأليف اثنين من أبرع صحفيي «التايمز»، هما سيمون بيرسن وفيونا جورمان، حيث أجريا حوارات مطولة مع يعقوب، واستمر عملهما نحو 3 سنوات، حتى أنهيا الكتاب، لتصدر نسخته الإنجليزية عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وبرعاية من مكتبة الإسكندرية.

اقرأ أيضاً«الولد والقرد».. الفصل السادس عشر من مذكرات مجدي يعقوب

«أياد سحرية».. الفصل الخامس عشر من مذكرات مجدي يعقوب

اجتياز الحدود.. الفصل الرابع عشر من مذكرات مجدي يعقوب

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مجدي يعقوب الدكتور مجدي يعقوب التايمز مذكرات مجدي يعقوب دار المصرية اللبنانية عشر من مذکرات مجدی یعقوب

إقرأ أيضاً:

مذكرات المنصوري تكشف تفاصيل طلب بزيز و باز “كريمة” من الحسن الثاني

زنقة 20 | الرباط

أصدر المكلف بمهمة بالديوان الملكي بنعلي المنصوري، مؤخرا، مذكراته التي عنونها بـ “خطواتي على درب الزمن”.

بنعلي المنصوري هو مكلف بمهمة بالديوان الملكي برتبة وزير ، وهو شقيق ميمون المنصوري القائد السابق للحرس الملكي ، ومصطفى المنصوري سفير المملكة الحالي بالسعودية.

المنصوري بنعلي، شغل عددا من المناصب الحكومية خلال عهد الحسن الثاني منها وزير السياحة في حكومة أحمد عصمان، ووزيرا للشؤون الإدارية والوظيفة العمومية، ثم وزيرا للنقل، قبل إلحاقه بالديوان الملكي في عهد الملك الراحل الحسن الثاني وهي المهمة التي ما زال يتقلدها حتى الآن.

بنعلي المنصوري، يكشف في مذكراته التي ينشرها موقع Rue20 على فترات، قصة حصول الكوميديين الحسين بنياز “باز” أحمد السنوسي “بزيز”، على رخصة نقل من الملك الراحل الحسن الثاني.

و يقول المنصوري في مذكراته : ” ذات مرة، أتيحت لهذين الممثلين تقديم بعض عروضهم الساخرة أمام الملك الحسن الثاني. ولما كان الجو مناسبا وطابع الانشراح يسود هذا الحفل، تقدم الفكاهيان “بزیز» و «باز» بطلب إلى جلالة الملك، للحصول على رخصة نقل بين المدن بواسطة الحافلة. أعطيت التعليمات الملكية للوزير المعني لتمكين المعنيين . من تلك الرخصة. غير أن هذا الطلب لم يتحقق على أرض الواقع، وطال انتظار «بزیز» و «باز»، دون أن يحصلا على المطلوب. حاولا الاتصال بالوزارة، وفي كل مرة يكون الجواب بالانتظار. كما حاولا الحصول على موعد مع الوزير ولم يفلحا في الأمر. وبعد حوالي سنة من الانتظار، أخبر الفكاهيان مولاي عبد الله المكلف، وطلبا منه رفع الأمر إلى جلالة الملك بعدم توصلهما بالرخصة التي وعدوا بها.”

و يضيف المنصوري : “في أول شهر بعد تعييني وزيراً للنقل، ستكون أول مكالمة هاتفية من ملك البلاد، تتعلق برخصة النقل الخاصة بالفكاهين بزيز و «باز» ! حدثني جلالة الملك في هذا الموضوع، وأخبرني بأنه تحدث مع الوزير السابق بخصوص هذه الرخصة. ووعدتُ جلالة الملك باتخاذ اللازم في أقرب وقت، وطلبت منه أن يرسل لي المعنيان بالأمر بعد يومين. قمت بالتحريات اللازمة، فوجدت أن ملف رخصة بزيز و باز محمد داخل دواليب الوزارة! تابعت الأمر بالسرعة التي تسمح بتمكين المعنيين من رخصتهما في الوقت الذي حددته الجلالته ! كانت لجنة النقل لتسليم الرخص تتكون من ممثلي عدة وزارات، ولا تجتمع إلا بعد التوصل بعدد معين من الملفات ! أي أن الأمر قد يطول مرة أخرى، وهذا الملف عرف تأخراً، ووراءه تعليمات ملكية! لذلك طلبت من الكاتب العام لوزارة النقل، الذي كان يترأس لجنة النقل لتسليم الرخص، نيابة عنّي، أن يوقع رخصة النقل المسجلة في اسم بزيز» و «باز»، في انتظار تقديم الملف للجنة النقل للموافقة عليه خلال اجتماعها المقبل”.

و يشير المنصوري إلى أن ” رخصة النقل أصبحت جاهزة في أربعة وعشرين ساعة (24 ساعة)، وهي رخصة الحافلة نقل عمومي بين مدينتي طنجة ومراكش. فاتصلت بالسيد مولاي عبد الله المكلف وهو من العائلة الملكية ومن المقربين من الملك الحسن الثاني، وكان هو المُشرف على دعوة الفنانين إلى القصر الملكي في بعض الفنانين لحل مشاكلهم الخاصة. وهو من يلجأ إليه . وطلبت منه أن يبعث لي الفكاهيين إلى الوزارة، في يوم الغد، على الساعة الحادية عشرة صباحاً. وخلال استقبالي لهما، سألتهما بطريقة ودية عن سبب زيارتهما، وهل لديهما مشكل ما له علاقة بهذه الوزارة ؟ كنتُ أُلقي هذه الأسئلة، متظاهراً بعدم علمي بملف رخصتهما ! فأخبراني بأنه لأول مرة، يحظيان باستقبال من طرف وزير، في مدة لم تتجاوز أربعاً وعشرين ساعة، وأن هذا الاستقبال، طال انتظاره مدة قاربت سنة وازداد اندهاشهما حينما فاجأتهما بتسليمهما الرخصة المنتظرة.”

و يضيف المنصوري في مذكراته : “لم يُصدِّقا ما حصل ! وفي غمرة حديثنا، انهالت علي أسئلتهما: متى سنعود لأخذ الرخصة الأصلية ؟! اعتقاداً منهما أن ما تسلماء ليس سوى نسخة أولى أو ما يشبه وصلاً ! وأضاف أحدهما: هل سيطول الانتظار مرة أخرى قبل الحصول على الأصل ؟ وبطريقتهما الفكاهية الساخرة أخبراني بأنهما لم يتوقعا الحصول على رخصتهما بهذه السرعة، وأن المدة قد تطول، مع تسويف يُدخل ملفهما في متاهة جديدة، كما حصل في السابق ! فجاء جوابي ،واضحاً بأن ما بين أيديهما الآن، هي رخصة أصلية، يمكن استغلالها حالاً، فور خروجهما من مكتبي”.

و يقول المنصوري ، أنه على أساس هذا الحدث، ” ألف الفكاهيان «بزيز» و «باز» مونولوجاً اسكيتش بعنوان المكتب (13) يحكي عن واقعة في الإدارة المغربية، يوم ذهب أحد المواطنين إلى مكتب في إحدى الإدارات وصادف أن الموظف المسؤول كان حديث التعيين، فمكن المواطن من الحصول على الوثيقة المطلوبة بسرعة. لكن ذلك المواطن لم يصدق، وساوره الشك في صدقية الوثيقة، بل أبدى استعداده للرجوع بعد أيام حتى يتسنى للإدارة تهييء المطلوب، فهو لم يتعود هذا السلوك من الإدارة المغربية، وبطابع ساخر وفكاهي في نفس الوقت، قام المواطن بتقديم النصائح للموظف، وأخبره كيف يتعامل مع طلبات المواطنين بالتماطل والتسويف (وسير واجي)، وكل ذلك في مواقف تكشف عن مفارقات، وطيها نقد للإدارة المغربية، وسيرها البيروقراطي البطيء”.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي والهوية.. محاور في فيلم "وكان مساء وكان صباح، يوماً واحداً" بمهرجان الإسماعيلية
  • عرض الفيلم المصري كان مساء وكان صباح يوما واحدا بمهرجان الإسماعيلية.. اليوم
  • هل تنجح مساعي آير بودز برو 2 في التحول إلى أجهزة مساعدة صوتية؟
  • مذكرات المنصوري تكشف تفاصيل طلب بزيز و باز “كريمة” من الحسن الثاني
  • رئيس جماعة مولاي يعقوب يقدم استقالته بسبب قلة الموارد
  • تفعيل مذكرات التفاهم مع الدول
  • خبير متخصص يؤشر مخالفة قانونية في قبول استقالة علي المؤيد
  • قانونية البرلمان العراقي: الأمر الولائي لا يُلغي القوانين الجدلية
  • رفض عرض مغري من دولة عربية.. ما لا تعرفه عن السير مجدي يعقوب
  • 10 جنيهات تكتب الفصل الأخير في حياة “مجدي” بسبب مسح سيارة