وول ستريت جورنال: إسرائيل تورطت في “حرب أبدية” في غزة
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
#سواليف
كشف تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، الأربعاء، أن إسرائيل تورطت في معركة طويلة مع حركة حماس التي تتبع أسلوب حرب العصابات بشكل يجعلها غير قابلة للهزيمة ويؤدي لاستمرار القتال إلى الأبد.
التقرير أوضح أن حماس تهاجم إسرائيل بعنف، وتطلق المزيد من الأسلحة المضادة للدبابات على الجنود الذين يحتمون في المنازل وعلى المركبات العسكرية الإسرائيلية يوميا، حسبما قال جندي احتياطي إسرائيلي من فرقة الكوماندوز 98 التي تقاتل حاليا في جباليا.
المعضلة الإستراتيجية
مقالات ذات صلة وزير خارجية إيرلندا: سنعترف بدولة فلسطين قبل نهاية مايو الجاري 2024/05/15وتمثل قدرة حماس على الصمود معضلة استراتيجية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يقول إن الهدف الرئيسي للحرب هو التدمير الكامل للحركة.
وتكشف الصحيفة عن تزايد المخاوف داخل إسرائيل، بما في ذلك داخل المؤسسة الأمنية، من أن تل أبيب ليس لديها خطة ذات مصداقية لإيجاد بديل لحماس، وأن ما وصفتها بالإنجازات التي حققها الجيش سوف تتضاءل.
ومع قيام الجيش الإسرائيلي بنقل الدبابات والقوات إلى رفح، التي وصفها بأنها المعقل الأخير لحماس، شنت الفصائل الفلسطينية سلسلة من هجمات الكر والفر على قواته في شمال غزة.
وتحولت المناطق التي كانت هادئة نسبيا إلى ساحات قتال بعد أن قالت إسرائيل يوم الثلاثاء إنها استدعت دباباتها لدعمها في المعارك مع عشرات المسلحين، وقصفت أكثر من 100 هدف من الجو، بما في ذلك هدف وصفته بغرفة حرب تابعة لحماس في وسط غزة.
حماس بعيدة عن الهزيمة
وقال جوست هلترمان، رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، وهي منظمة تعمل على حل الصراعات: “إن حماس موجودة في كل مكان في غزة، وبعيدة كل البعد عن الهزيمة”.
التقرير نقل عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين حاليين وسابقين، وتقديرات استخباراتية أميركية أن إسرائيل تبدو بعيدة عن تحقيق هدف نتنياهو المتمثل في تحقيق النصر الكامل، وسواء واصلت مهاجمة رفح على نطاق واسع أم لا، فمن المرجح أن تبقى حماس وتستمر في مناطق أخرى من القطاع.
ومما يزيد من التحديات أن زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، تمكن من الصمود في وجه الهجوم الإسرائيلي من خلال الاختباء في أنفاق الحركة تحت غزة.
وقد أثبتت شبكة الأنفاق أنها أكثر اتساعا مما كان متوقعا، وتشكل تحديا خاصا للجيش الإسرائيلي، الذي حاول تطهيرها باستخدام المتفجرات بعد أن حاول في وقت سابق إغراقها بمياه البحر.
وبما يعكس اعتقاد الحركة بأنها قادرة على النجاة من الحرب على المدى الطويل، نقل السنوار رسائل إلى الوسطاء في محادثات وقف إطلاق النار مفادها أن حماس مستعدة للمعركة في رفح وأن اعتقاد نتنياهو بقدرته على تفكيكها هو اعتقاد ساذج.
وقال مفاوض عربي عن السنوار: “لقد أراد دائما أن يظهر أن حماس لا تزال في القيادة وأنهم لم يتخلوا عن ساحة المعركة ويمكنهم الاستمرار لأشهر، إن لم يكن لسنوات”.
حرب العصابات
استخدمت حماس أنفاقها ومقاتليها ومخزوناتها من الأسلحة للعودة إلى حرب العصابات، واستخدام تكتيكات الكر والفر والعمل في مجموعات أصغر من المقاتلين، وفقًا لمحللين أمنيين وشهود في غزة.
وكانت جباليا واحدة من المناطق التي أرسلت فيها إسرائيل قوات في الأيام الأخيرة لمواجهة مقاتلي حماس، وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق إنه كسر الهياكل القيادية للحركة في جميع أنحاء شمال غزة.
لكن مسؤولين أميركيين عبروا عن قلقهم بشأن حاجة الجيش الإسرائيلي للعودة إلى الشمال، مشيرين إلى أن إدارة بايدن سعت منذ فترة طويلة إلى خطة حكم ما بعد الحرب.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي إن تجدد القتال يظهر أن الجيش لم يفعل ما يكفي من أجل الفلسطينيين الذين يعيشون هناك، مما أعطى المجال لحماس والمسلحين الآخرين للعودة.
ويرى المسؤولون الإسرائيليون أن حماس تعيد تأكيد نفوذها من خلال أجهزة الشرطة والدفاع المدني الخاضعة لسيطرة وزارة الداخلية التي تقودها حماس لنسنمر أيضا كحركة اجتماعية.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف أن حماس فی غزة
إقرأ أيضاً:
باراك: “إسرائيل” على حافة الهاوية.. الداخل الصهيوني يتآكل ودعوات للعصيان المدني
الثورة / محمد هاشم
مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة وتمادي حكومة الإرهابي بنيامين نتنياهو في جرائم الإبادة الجماعية، تتسع التصدعات والخلافات في الداخل الصهيوني وسط تصاعد الدعوات لإيقاف الحرب وإبرام صفقة تبادل تعيد الأسرى الصهاينة إلى عائلاتهم .
وتتعرض سياسة نتنياهو الإجرامية لحملة انتقادات متنامية من قبل سياسيين وعسكريين صهاينة، والذين يؤكدون أن مواصلة نتنياهو لمغامراته في غزة دون إعطاء اعتبار للخسائر الفادحة التي يُمنى بها جيش الاحتلال ما هي إلا هروب للأمام ولأهداف شخصية وسياسية تصب في صالح نتنياهو نفسه.
وفي هذا الإطار، قال رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي الأسبق “إيهود باراك”، إن بنيامين نتنياهو قد أعلن الحرب على إسرائيل، ويعبث بمقدّراتها ويخلق ضررا فادحا بمكانتها وصورتها.
وفي حديث للإذاعة العبرية الرسمية أمس، وجّه باراك إصبع الاتهام مجددا لنتنياهو بخلط الأوراق، واتهمه بأنه يهرب إلى الأمام استبعادا للجنة تحقيق رسمية لا بد أن تقام فور توقف الحرب.
وتابع: “إسرائيل” فعلا على حافة هاوية وديمقراطيتها ومكانتها الدولية بخطر، ونتنياهو هو المسؤول عن النزيف”.
وقال باراك أيضا إنه يتفق بكل كلمة مع رئيس الشاباك الأسبق عامي أيالون في دعوته للعصيان المدني.
إلى ذلك، اعتبر الجنرال الإسرائيلي” المتقاعد إسحاق بريك أن الدمار الحاصل في قطاع غزة هدفه إعطاء انطباع بـ”انتصار لم يتحقق” للجيش “الإسرائيلي”.
جاء ذلك في مقال نشره بريك أمس الأحد بصحيفة “معاريف” العبرية تحت عنوان “هذا هو السبب وراء عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على هزيمة حماس”.
ويعتبر بريك أحد أبرز ضباط سلاح المدرعات سابقا، وشغل منصب قائد الكليات العسكرية.
وقال: “حماس بالآلاف موجودة في مدينة الأنفاق تحت الأرض، تقاتل ضد الجيش الإسرائيلي كحرب عصابات وليس بشكل مباشر، تخرج في الغالب من الأنفاق في الليل في مجموعات صغيرة، وتزرع العبوات الناسفة والفخاخ على الطرق وفي المنازل، ثم تعود إلى الأنفاق مرة أخرى”.
وأشار بريك إلى أنه “خلال عام ونصف، تم تفجير أقل من 10 % من الأنفاق في قطاع غزة”.
وتابع: “لهذا السبب فإن الجيش غير قادر على هزيمة حماس، كما أن حماس تضررت بنسبة أقل بعشرات في المئة مما أعلنه الجيش، واليوم عادت حماس إلى حجمها الطبيعي”.
ورأى بريك في مقالته أن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير “نصب لنفسه فخا” عندما أعلن أن بإمكانه هزيمة حماس دون أن يكون فعليا قادرا على ذلك.
واضاف “الآن يواجه زامير موقفا يتوجب عليه فيه الإيفاء بتعهداته، دون أن تكون لديه القدرة على تحقيق ذلك”.
واعتبر بريك أنه كان على زامير أن يعرض حقيقة أن “الجيش الإسرائيلي يجب أن يخضع لإعادة بناء فورية وأنه في حالته الحالية غير قادر على النجاح في هزيمة حماس وإقامة حكم عسكري في قطاع غزة، كما لم يتمكن من القيام بذلك خلال العام ونصف العام الماضيين”.
وخلص بريك إلى أن “الجيش الإسرائيلي غير قادر في حالته المزرية على تدمير حماس وإطلاق سراح الأسرى تحت الضغط العسكري”.