المصري الحاصل على جائزة أفضل عالم رياضيات بالصين 2023: كنت أسير ٣ كيلو للوصول إلى مدرستي
تاريخ النشر: 1st, August 2023 GMT
«والدي صاحب الفضل الأول، أول من حببني في الرياضيات، قبل أن ابدأ الدراسة كان يعلمني في المنزل الحساب البسيط من جمع وطرح، والخطوة الثانية كانت في المدرسة منحني المدرسين إحساس كبير بأنني عبقري رياضيات، في رأيي هذا سبب نجاحي الثقة التي منحني إياها كل من حولي».. دكتور محمود عبدالعاطي عالم الرياضيات.
أخبار متعلقة
مستشار بأكاديمية ناصر: المصريون مازالوا يحققون الإنجازات رغم الوضع العالمي الصعب
جامعة سوهاج: 17 مجلة علمية بالجامعة تحصل على أعلى التقييمات للمجلات المصرية
خبير أثري يكشف تفاصيل ترشيح 4 قطع مصرية ضمن الاكتشافات الخارقة عالميا
حصل العالم المصري الدكتور محمود عبدالعاطي، على جائزة أفضل علماء الرياضيات في العالم لعام 2023، والتي تأتي تحت اسم Qin-Jiu-Shao التي تحمل اسم العالم الصيني شاو الذي استطاع تقديم نظريات كبرى في التحليل الرياضي استطاعت إيجاد حلول لعدد من المشكلات المعقدة.
عالم الرياضيات الدكتور محمود عبد العاطي
الدكتور محمود عبدالعاطي، جاء من أقصى الصعيد بالتحديد من محافظة سوهاج، منذ طفولته وكان شغفه الأول الرياضيات التي عشقها ووصل معها إلى حد التوحد، وخلال سنوات عمله التي امتدت لعقود أن ينتج العديد من الأوراق البحثية فضلا عن النظريات العلمية الهامة، إذ جاء في خطاب المؤسسة لاختيارها منح جائزتها السنوية لـ«عبدالعاطي»: «منحت الجائزة هذا العام لواحد من أهم علماء الرياضيات في العالم وذلك، لمساهماته الأساسية في الخوارزميات الكمومية، والبصريات الكمومية، وابتكار واحد من أهم المؤثرات الرياضية في العالم والمعروف على نطاق واسع باسم يانغ عبدالعاطي كارلو».
يقول دكتور عبدالعاطي في حديثه لـ «المصري اليوم»: «كنت عاشقا للرياضيات منذ نعومة أظافري، لكن إيمان وحلم والدي هو من دفعني لاستكمال الطريق الذي رسمه لي، وفي الحقيقة خلال تلك الرحلة عشقت الرياضيات وتوحدت معها».
اعتاد الطفل محمود عبدالعاطي أن يسير قرابة الثلاث كيلومترات ذهابا ومثلهم إيابا خلال رحلته التعليمية، يقول في حديثه: «أنا من مواليد قرية الخيضر في محافظة سوهاج، ولسوء الحظ لم يكن في قريتي أنذاك مدرسة، وكانت المدرسة الابتدائية والإعدادية في قرية الشيخ شبل وهي تبعد قرابة الثلاث كيلومترات، وكنت مضطر يوميا أن أسير تلك المسافة مرتين».
خرج محمود من قرية أغلبية من فيها لم يكمل تعليمه، بل البعض لم يبدأ حتى يستكمل مساره التعليمي، لكن العائلة كانت خير دافع وحصن منيع حتى لا يخسر شغفه، يقول دكتور عبدالعاطي: «عائلتي كانت خير حليف لي في حياتي العلمية والمهنية، والدي منحني كل شيء وكان يعتبرني أنا وشقيقي إرثه الخاص، وكان يزرع فينا أن العلم، والعلم وحده ما يمنح الإنسان قيمة للحياة».
مثله كمثل العديد من الذين تلقوا تعليمهم في مصر، وخانهم التنسيق الخاص بالثانوية العامة، إذ درس دكتور محمود في كلية العلوم قسم الرياضيات، والتي لم تكن اختياراته الأولى، ولكن القدر هو من اختار: «الحقيقة إن التنسيق لم يكن في صالحي، كنت ادرس بنظام العلمي رياضة، وكنت أمني النفس بالدخول لكية الهندسة لكن مجموعي لم يؤهلني فكان الاختيار لكلية العلوم، ولم أدخل في نوبة اكتئاب، بل رأيتها فرصة للتخصص أكثر فأكثر، وحصلت على تقدير امتياز على مدار دراستي وتم تعيين معيدا بالجامعة».
كانت مسيرته العلمية ناجحة إلى حد كبير، خلال سنوات عمله أنتج العشرات من الأوراق البحثية، وكان ترشحه لجائزة Qin-Jiu-Shao على خلفية ابتكاره واحدًا من أهم المؤثرات الرياضية في العالم والمعروف على نطاق واسع باسم يانغ عبدالعاطي كارلو، والتي شارك فيها مع إثنين أخرين أحدهم صيني والأخر إيطالي، وتم تسجيل براءة الاختراع في الولايات المتحدة الأمريكية.
يشغل محمود عبدالعاطي منصب مدير مركز العلاقات الدولية بجامعة سوهاج، وأستاذ المعلوماتية والأمن السيبراني بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، بالإضافة إلى حصوله على أعلى الدرجات العلمية في مجال تخصصه مثل درجة دكتوراه العلوم D. Sc. في المعلوماتية الكمية، والدكتوراه في ميكانيكا الكم والرياضيات التطبيقية.
عالم الرياضيات الدكتور محمود عبد العاطي
يحكي «عبدالعاطي» عن علاقته بالعالم الراحل الدكتور، صاحب جائزة نوبل في العلوم، قائلا: «خلال وجودي بألمانيا للحصول على درجة الدكتوراة صادف وجود الدكتور أحمد زويل هناك أيضا، لم يكن حينها وصل إلى الشهرة الواسعة إذ لم يكن حينها حصل على جائزة نوبل، وقادتني تلك الصدفة لبدء صداقة طويلة مع الدكتور زويل، ومن ثم اعتمد على وأخرون في تأسيس مدينة زويل، فكان بمثابة الرفيق والأب الروحي والمثال والقدوة لكثير من العلماء المصريين»
أما عن كواليس فوزه بالجائزة يشرح «عبدالعاطي» كيفية فوزه: «تم ترشيح اسمي من قِبل عدد من العلماء من بين ٥ دول، وقامت اللجنة بتصفية كل المتقدمين واختيار الأفضل من بينهم، وكان أحد أهم شروط الجائزة أن يكون سبق للعالم أن أنتج نظرية أو وضع ابتكارا جديدا وهام، وهو ما جعلني مؤهل لنيل تلك الجائزة لأنني أنتجت قرابة الـ ٢٥٠ ورقة بحثية وبراءة اختراع على مدار مسيرتي العملية».
عالم الرياضيات الدكتور محمود عبد العاطي
تمحورت براءة الاختراع التي حملت اسم «يانغ عبدالعاطي كارلو» عن الخوارزميات الكمومية والبصريات الكمومية، وهو تخصص دقيق وغير منتشر بشكل كبير، يمني «عبدالعاطي» النفس بأن يحقق غيره العديد من الخطوات الناجحة خاصة أنه متواصل بشكل دائم مع طلبة وباحثين لديهم من الإمكانيات مخزون كبير، يقول عن ذلك: «لدينا عقولة لو أتيحت له الفرصة والمناخ المناسب لتربعوا على عرش العلوم بمختلف مجالات، نحتاج لمزيد من الاهتمام بالبحث العلمي وأن نسهل عملية تسجيل براءات الاختراع بضوابط علمية محددة صارمة لكن دون الخضوع للروتين العام».
عالم الرياضيات محمود عبد العاطي الدكتور محمود عبد العاطي محمود عبدالعاطي
المصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين زي النهاردة فی العالم لم یکن
إقرأ أيضاً:
حلوان التكنولوجية تحصد جائزة أفضل الأبحاث في المؤتمر التكنولوجي الدولي
شهدت فعاليات المؤتمر التكنولوجي الدولي الثاني، الذي جمع نخبة من العلماء والباحثين والمهندسين من مختلف دول العالم، عرض أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجالات الصناعة، والذكاء الاصطناعي، والطاقة، والهندسة التطبيقية.
وجاءت جامعة حلوان التكنولوجية الدولية هذا العام لتؤكد مكانتها العلمية المرموقة، من خلال مشاركة فاعلة ومتميزة، على رأسها الدكتور أحمد سويدان، منسق برنامج الميكاترونكس بالجامعة، حيث مثّل الجامعة ببحث علمي متميز حظي بإشادة واسعة من الحضور واللجنة العلمية على حد سواء.
وقد شهد المؤتمر تقديم المئات من الأبحاث العلمية من مختلف المؤسسات والجامعات الدولية، وبلغ عدد الأبحاث المقدمة نحو 150 بحثًا، لكن البحث المقدم من جامعة حلوان التكنولوجية الدولية نجح في التميز بينها، حيث تم اختياره ضمن أفضل ثلاثة أبحاث علمية مقدمة في المؤتمر، في إنجاز يُعد فخرًا للجامعة وللمنظومة التعليمية المصرية، ويبرهن على الريادة الأكاديمية والبحثية للجامعة في محافل الابتكار الدولي.
تناول البحث المقدم، الذي حمل عنوان (التحلية الشمسية الهجينة باستخدام مقطر شمسى أنبوبى مدرج مع طبقة تبريد مركزات مكافئة) "Hybrid solar desalination using tubular solar still integrated with film cooling and different water depth"، تطوير تقنية مستدامة لتحلية مياه البحر تعتمد على الطاقة الشمسية، وذلك من خلال دمج تقنيات متقدمة تعمل على رفع كفاءة التحلية وخفض تكلفتها، بهدف توفير المياه الآمنة للمجتمعات الريفية والنائية.
وقد لاقى البحث إشادة كبيرة من قبل المشاركين، حيث أثنوا على ما تضمنه من عناصر الأصالة والابتكار، إضافة إلى إمكانية التطبيق العملي في البيئات ذات الاحتياجات المائية المرتفعة. كما نال إعجاب لجنة التحكيم الدولية التي أجمعت على تميزه، ما يؤكد مدى جدية واحترافية العمل البحثي الذي تبنته الجامعة.
وقد عبّر الدكتور السيد قنديل، رئيس جامعة حلوان التكنولوجية الدولية، عن فخره واعتزازه بهذا الإنجاز المتميز، مؤكدًا أن الجامعة تضع البحث العلمي في مقدمة أولوياتها، وتسعى دائمًا إلى دعم الباحثين المتميزين، وتوفير بيئة محفزة للابتكار والإبداع العلمي.
وأضاف أن هذا التتويج يمثل انعكاسًا حقيقيًا للجهود التي تُبذل على كافة المستويات للنهوض بالتعليم التكنولوجي في مصر، وجعل الجامعة مركزًا إقليميًا للتميز.
كما أعرب الدكتور حسام رفاعي، نائب رئيس جامعة حلوان لشئون التعليم والطلاب، عن فخره الكبير بما حققته الجامعة من تميز على المستوى البحثي والعلمي. وأكد أن هذا الفوز يعكس الجهود المستمرة التي تبذلها الجامعة لتوفير بيئة تعليمية تدعم الإبداع والابتكار، وتحفز الطلاب على المشاركة الفعّالة في الأنشطة العلمية والبحثية.
وأضاف أن هذه الإنجازات تساهم بشكل كبير في تحسين جودة التعليم التكنولوجي في مصر، وتعزز من قدرة الطلاب على التفاعل مع التحديات الحديثة التي تواجه الصناعة.
كما أشار إلى أن الجامعة ستستمر في دعم الطلاب المبدعين وتعزيز فرصهم لتحقيق المزيد من النجاحات على المستوى المحلي والدولي.
ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد بنداري، المشرف الأكاديمي، أن هذا الإنجاز هو ثمرة عمل جماعي وجهد دؤوب من فريق البرنامج، مدعومًا بتوجيهات مستمرة من إدارة الجامعة التي لم تدخر جهدًا في دعم الكوادر البحثية. وأوضح أن الفوز بهذا التقدير الدولي سيمنح دفعة قوية نحو المزيد من الأبحاث التطبيقية التي تلبي احتياجات الصناعة وتُسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية.
واختُتم المؤتمر بتكريم الدكتور أحمد سويدان، وتقديم درع التميز لجامعة حلوان التكنولوجية الدولية تقديرًا لهذا الإنجاز المشرّف، الذي يُضاف إلى سجل الجامعة الحافل بالنجاحات في مجالات البحث والابتكار العلمي.
كما شهد المؤتمر عرضًا لعدد من المشاريع الطلابية المتميزة التي نالت إعجاب جميع الزائرين، لما تميزت به من إبداع وابتكار في معالجة تحديات تكنولوجية معاصرة. وقد تم تكريم الطلاب المشاركين بمنحهم شهادات تقدير، تكريمًا لما قدموه من مشروعات نوعية تعكس مستوى التأهيل العملي والبحثي بجامعة حلوان التكنولوجية الدولية، وتعزز من قدرة طلابها على الإسهام الفعّال في تطوير حلول تطبيقية تخدم المجتمع والصناعة.