حب الزوجين لبعضهما البعض هو سر عافية الأطفال وسلامتهم الجسدية والنفسية، بل والدرع الحصينة ضد أي مشاكل نفسية، وإن أفضل شيء تستطيع الأم أن تقدمه لأولادها هو أن تحب أباهم والعكس صحيح، بينما تعتبر الخلافات الزوجية قادرة على إيذاء عملية تطور عقل الطفل، حيث تبدأ الآثار السلبية من الشهور الأولى، ويستمر مداها لعمرٍ طويلٍ.

سواء كان العنف ضد الوالدين أو أحد أفراد الأسرة أو أنفسهم، تظهر الأبحاث أن الآثار المباشرة وغير المباشرة للعنف المنزلي والعائلي على الأطفال يمكن أن تكون خطيرة. إنه يؤثر على نمو عقولهم وعلاقاتهم وإحساسهم بالعالم كمكان آمن وقدرتهم على الوثوق بالآخرين القريبين منهم طوال حياتهم. يمكن أن يتعرض الأطفال من جميع الأعمار لصدمات نفسية وجسدية.   آثار جسيمة على الأطفال تشير الدراسات إلى أن الأبناء على اختلاف أعمارهم، سواء الرضع الذين لا تتجاوز أعمارهم 6 أشهر، أو كانوا بالغين في سن المراهقة، يتأثرون بالخلافات الزوجية التي تنشأ أمامهم بين الأب والأم، والتي قد تتضمن صراخاً أو إهانات أو ضرباً واعتداء، فالنزاعات المستمرة بين الآباء والأمهات تحد من شعور الأطفال بالأمن والاستقرار الأسري؛ لأنهم يتخوفون دائماً من إمكانية اختفاء أحد الوالدين بوقوع الطلاق، كما أنهم يفتقدون الشعور بالحياة الطبيعية؛ بسبب كثرة نشوب الخلافات في المنزل.

تتسبب المشكلات الزوجية الحادة في إصابة الطفل بالقلق والتوتر، ما يقلل من قضاء الوالدين وقتاً كافياً وجيداً مع الأطفال، وإن اجتمعا مع الصغار، لا يتعاملان معهم بدفء ومودة؛ لأن الغضب والإزعاج يكون مسيطراً على كليهما، ويعتبر وجود الأطفال وسط جو الخلافات الحادة التي تقع بين الأب والأم، من الأمور التي تؤثر على سلامتهم الجسدية والنفسية، وتجعلهم عرضة للإصابة بالاكتئاب، كما أنها تتعارض مع التطور الطبيعي والصحي لهم.   فقد يؤدي مناخ التوتر الذي يعيش فيه الطفل في منزل اعتاد فيه الوالدان على الشجار إلى ضعف تحصيله الدراسي والمعرفي، ويجد صعوبة أكبر في تنظيم انتباهه وعواطفه، ومع الخلافات تتزايد لدى الطفل فرص التعامل بعدوانية مع الآخرين، وقد يواجه صعوبة في الحفاظ على علاقات صحية مع المحيطين به عندما يكونون أكبر سناً.   ويعتبر الشعور بعدم الثقة بالنفس من أبرز المشاعر السلبية التي يكتسبها الطفل من هذه الخلافات، كما يشعر الأبناء أيضاً بالغضب والانفعال والعصبية الشديدة مع الدخول في نوبات من الهلع والخوف، وقد يصابون بالتبول اللاإرادي أيضاً، وهذه تعد من أكبر المشكلات الجسدية التي يصاب بها الأبناء.

تؤثر المشاكل والخلافات الأسرية على المستوى الدراسي للطفل؛ بسبب التفكير طوال الوقت في أحداث المشكلة وتفاصيلها، فيصاب بحالة من العنف الشديد تجاه الآخرين، ولا يستطيع التواصل مع أصدقائه ومدرسيه، ويصل الأمر لعدم احترامهم أيضاً. وقد تطرقت الدكتورة فرح الخياط لموضوع العنف والعصبية بين الازواج أمام الأطفال باستشارة الإختصاصي الدكتور حسين محمود، مدير مركز الدراسات لتنمية الأسرة والطفل. تتابعون الحوار في الفيديو أدناه، والحلقة الكاملة من "بيوتيك" عبر النقر هنا.   View this post on Instagram      

A post shared by Alsumaria TV-قناة السومرية (@alsumariatv)





المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

عادات سيئة تجلب التعاسة في الحياة الزوجية.. تجنبيها سيدتي

لا شك في أن الحياة الزوجية تحتاج إلى تضحيات يومية وبذل مجهود باستمرار من أجل الحفاظ عليها سعيدة ومستقرة.

لكن هناك بعض العادات التي تبدو بسيطة، ولكنها تحوّل الحياة الزوجية تدريجيا إلى كتلة من التعاسة والمشاكل.

سيدتي أنتِ بحاجة إلى معرفة هذه العادات حتى تتجنبيها، وإذا كنتِ تمارسين إحداها، عليكِ مراجعة نفسك والتوقف عنها فورا:

1 المقارنة بالآخرين

المقارنة هي سبب السخط والتعاسة، بالتأكيد يمتلك الآخرون أشياء في حياتهم الزوجية تفتقدينها أنتِ. أو يتفوق الرجل الذي تقارنين زوجك به بصفات ومميزات ليست موجودة في زوجك.

ولكن المقارنة تجعلكِ تركزين على الناقص فقط وتنسيك الميزات، ما يصيبك بالسخط وتشعرين بالاستياء تجاه زوجك وحياتك الزوجية.

لذلك تخلصي من عادة المقارنة السخيفة، وركزي على الايجابيات، واشعري بالامتنان لما تمتلكين حتى تحصلي على الرضى وتغمركِ السعادة.

2 تجاهل احتياجات زوجك

كما تحبين أن يستمع زوجك لرغباتك ويحترمها ويعمل على تلبيتها، فهو أيضاً في المقابل له احتياجات ورغبات.

وينتظر منكِ الاستماع لها وتقديرها وبذل مجهود لتلبيتها، فإن قابلتِ احتياجاته بالاستنكار والإهمال والتجاهل.

بالتأكيد لن يكون سعيداً، وقد يقابل ذلك بإهمالك وتجاهل احتياجاتك، ما ينعكس على حياتكما بالتعاسة والمشاكل.

3 إهمال التواصل

مع مرور سنوات من الزواج، قد تتعاملين مع زوجك على أنه أمر مسلّم به، فتهملين التواصل معه باعتبار أنكِ تعرفينه جيداً.

ولكن قد يخلق هذا فجوة بينكما تزداد مع الوقت، وتعيدكما غريبين، أنتِ بحاجة إلى العمل على استمرار التواصل مع زوجك.

والتفكير كل فترة في تغيير شكل التواصل بينكما وتطويره حسب تغير ظروفكما، ونضوج شخصياتكما.

4 انتظار المقابل

الحياة الزوجية علاقة مشاركة ومنفعة متبادلة، ولكن الأمر لا يمكن قياسه مثل المعادلات الرياضية.

فلا يمكنكِ تقديم خدمة لزوجك، والانتظار حتى يقدم المقابل لكِ بخدمة مساوية لها، الحياة الزوجية لا يمكن قياسها بهذه الطريقة.

يجب أن تتحلّي بالمرونة، وتقدّمي الأشياء له لأنكِ تحبينه فقط، لا لأنكِ في انتظار المقابل، ومن المؤكد أنه سيلاحظ عطائك ويثني عليك.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • «بعد ظهورها بفستان أبيض».. آمال ماهر تحسم الجدل حول دخولها عش الزوجية من جديد
  • أحمد موسى يكشف تفاصيل أكبر مؤامرة على الدولة المصرية.. بث مباشر
  • عادات سيئة تجلب التعاسة في الحياة الزوجية.. تجنبيها سيدتي
  • مدير الدفاع المدني في الساحل السوري: الألغام التي زرعها النظام البائد أكبر عائق نواجهه لإخماد الحرائق في ريف اللاذقية الشمالي
  • «صحتي في غذائي» و«احلم بمهنتك».. مبادرات لـ الأطفال بجناح الأزهر بـ معرض الكتاب
  • استقالة تكشف تصدعات داخل الانتقالي
  • “مبادرة واعد” تجذب الأطفال وأسرهم في مهرجان جامعة الحدود الشمالية الصيفي
  • التبول اللا إرادي واضطرابات الأكل والكوابيس الأبرز.. سلوكيات تنذر بتعرض طفلك للتحرش
  • استشارية:الحوار الأسري الدافئ والاحتواء العاطفي خط الدفاع الأول لحماية الطفل
  • استشارية صحة نفسية: البيدوفيليا مرض عصبي سلوكي يستهدف براءة الأطفال