الخلافات الزوجية.. أثرٌ مباشر على نفسية الأطفال وسلوكهم
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
حب الزوجين لبعضهما البعض هو سر عافية الأطفال وسلامتهم الجسدية والنفسية، بل والدرع الحصينة ضد أي مشاكل نفسية، وإن أفضل شيء تستطيع الأم أن تقدمه لأولادها هو أن تحب أباهم والعكس صحيح، بينما تعتبر الخلافات الزوجية قادرة على إيذاء عملية تطور عقل الطفل، حيث تبدأ الآثار السلبية من الشهور الأولى، ويستمر مداها لعمرٍ طويلٍ.
تتسبب المشكلات الزوجية الحادة في إصابة الطفل بالقلق والتوتر، ما يقلل من قضاء الوالدين وقتاً كافياً وجيداً مع الأطفال، وإن اجتمعا مع الصغار، لا يتعاملان معهم بدفء ومودة؛ لأن الغضب والإزعاج يكون مسيطراً على كليهما، ويعتبر وجود الأطفال وسط جو الخلافات الحادة التي تقع بين الأب والأم، من الأمور التي تؤثر على سلامتهم الجسدية والنفسية، وتجعلهم عرضة للإصابة بالاكتئاب، كما أنها تتعارض مع التطور الطبيعي والصحي لهم. فقد يؤدي مناخ التوتر الذي يعيش فيه الطفل في منزل اعتاد فيه الوالدان على الشجار إلى ضعف تحصيله الدراسي والمعرفي، ويجد صعوبة أكبر في تنظيم انتباهه وعواطفه، ومع الخلافات تتزايد لدى الطفل فرص التعامل بعدوانية مع الآخرين، وقد يواجه صعوبة في الحفاظ على علاقات صحية مع المحيطين به عندما يكونون أكبر سناً. ويعتبر الشعور بعدم الثقة بالنفس من أبرز المشاعر السلبية التي يكتسبها الطفل من هذه الخلافات، كما يشعر الأبناء أيضاً بالغضب والانفعال والعصبية الشديدة مع الدخول في نوبات من الهلع والخوف، وقد يصابون بالتبول اللاإرادي أيضاً، وهذه تعد من أكبر المشكلات الجسدية التي يصاب بها الأبناء.
تؤثر المشاكل والخلافات الأسرية على المستوى الدراسي للطفل؛ بسبب التفكير طوال الوقت في أحداث المشكلة وتفاصيلها، فيصاب بحالة من العنف الشديد تجاه الآخرين، ولا يستطيع التواصل مع أصدقائه ومدرسيه، ويصل الأمر لعدم احترامهم أيضاً. وقد تطرقت الدكتورة فرح الخياط لموضوع العنف والعصبية بين الازواج أمام الأطفال باستشارة الإختصاصي الدكتور حسين محمود، مدير مركز الدراسات لتنمية الأسرة والطفل. تتابعون الحوار في الفيديو أدناه، والحلقة الكاملة من "بيوتيك" عبر النقر هنا. View this post on Instagram
A post shared by Alsumaria TV-قناة السومرية (@alsumariatv)
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان تطالب بدعم تشريعات حماية الأطفال
عقدت لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، برئاسة النائب طارق رضوان، اجتماعًا مهمًا أمس؛ لبحث تعزيز حقوق الطفل من خلال التركيز على حماية حقوق الأطفال، بما في ذلك الحماية من العنف والاستغلال والتمييز، وضمان حقوق التعليم والرعاية الصحية.
وحضر الاجتماع الدكتورة سحر السنباطي، رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة.
وطالب النائب طارق رضوان، رئيس لجنة حقوق الإنسان، بدعم التشريعات المتعلقة بحقوق المجلس القومي للطفولة والأمومة، من حيث مراجعة التشريعات الوطنية المتعلقة بحماية حقوق الطفل والأمومة، وضمان توافقها مع الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية حقوق الطفل؛ ومن ناحية أخرى، العمل على إصدار أو تعديل القوانين التي تضمن حماية الأطفال من الاستغلال والعنف والإهمال.
وأكدت الدكتورة سحر السنباطي، خلال عرضها أمام اللجنة، أن المجلس القومي للطفولة والأمومة يُعد من المؤسسات الرئيسية التي تُعنى بحماية حقوق الأطفال وتعزيز رفاهيتهم، حيث يلتزم المجلس بتنفيذ استراتيجيات شاملة تهدف إلى ضمان تحقيق حقوق الطفل كما نصت عليها المواثيق الدولية، وأبرزها اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة.
وأشارت «السنباطي» إلى دور المجلس في حماية حقوق الطفل من العنف والاستغلال، حيث يلعب المجلس دورًا حيويًا في حماية الأطفال من جميع أشكال العنف، سواء كان نفسيًا أو جسديًا أو جنسيًا، وكذلك من الاستغلال الاقتصادي والإتجار بالبشر، وإنشاء آليات مثل خط نجدة الطفل، حيث يُمكن للأطفال أو ذويهم الإبلاغ عن أي انتهاكات أو مخاطر تهدد حياتهم أو سلامتهم؛ كما يعمل المجلس على تطوير برامج التوعية المجتمعية للتصدي للممارسات الضارة، مثل الزواج المبكر وعمالة الأطفال.
وقالت إن المجلس القومي للطفولة والأمومة يلعب دورًا مهمًا في مكافحة التمييز، حيث يهتم المجلس بتعزيز المساواة وعدم التمييز بين الأطفال، سواء كان ذلك بسبب الجنس أو الدين أو الخلفية الاجتماعية، من خلال تنفيذ برامج تعليمية وإعلامية تُعزز قيم التسامح والاندماج، مع التركيز على الفئات الأكثر ضعفًا مثل الأطفال ذوي الإعاقة وأطفال الشوارع.
ولفتت إلى دور المجلس في الحفاظ على حقوق التعليم، حيث يُعد التعليم من الحقوق الأساسية التي يركز عليها المجلس؛ فمن خلال التعاون مع وزارات التعليم ومنظمات المجتمع المدني، يتم العمل على ضمان توفير فرص تعليمية شاملة ومجانية للأطفال، مع تحسين جودة التعليم ومحاربة ظاهرة التسرب من المدارس؛ كما يُشرف المجلس على مبادرات تهدف إلى نشر التعليم في المناطق النائية وتقديم الدعم للأطفال الأكثر احتياجًا.
وأشارت إلى تعزيز الرعاية الصحية للأطفال، حيث يشدد المجلس على أهمية تقديم خدمات صحية شاملة للأطفال لضمان نموهم السليم؛ فيقوم المجلس بتطوير برامج تُركز على مكافحة سوء التغذية، وتعزيز صحة الأم والطفل، والتوعية بأهمية التطعيمات الدورية؛ كما يُعنى بتوفير خدمات الصحة النفسية والدعم للأطفال الذين يعانون من آثار العنف أو التحديات النفسية والاجتماعية.