وزير الثقافة الفلسطيني لـ"اليوم 24": في الحروب نعيش ونموت.. والكتابة هي كل ما يحفظ الذاكرة
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
قال وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف، « إن للكتابة مهام مختلفة ولا تكون من أجل المتعة فقط، مشددا على أن الكتابة في زمن الحرب تكون مكلفة جدا ».
في حديث مع « اليوم 24″، الأربعاء، على هامش تقديم كتابه حول « يوميات الحرب في غزة » بالمعرض الدولي للكتاب، مضى الوزير الفلسطيني يحكي معاناته مع الكتابة عندما قضى 90 يوما عالقا في غزة حيث باغثته الحرب وهو في زيارة لأهله في القطاع.
يشدد الوزير على أنه « حتى وإن كانت الكتابة عملية شاقة ومركبة ومعقدة خلال الحرب، فإنها السبيل الوحيد لحفظ الذاكرة »، مشيرا إلى أن « الكتابة هي ديوان عن حياة الناس، لكن في الحرب هي أداة لحفظ الذاكرة ».
وخلال ندوة تقديم كتابه، التي حضرتها شخصيات ثقافية وأكاديمية بالإضافة إلى السفير الفلسطيني في الرباط، قال الوزير الفلسطيني، « اليوم ذكرى النكبة، ومن المهم أن نتذكر أن النكبة جريمة مستمرة لم تتوقف يوميا، واستمرار لما جرى منذ 67 سنة، ودائما الاحتلال الاسرائيلي ارتكب جرائم إبادة في حق الشعب الفلسطيني ».
وأضاف أبو سيف، « الحرب اندلعت وأنا في جباليا، وبالضبط في يوم التراث الوطني الفلسطيني، الذي نخلده في يوم 7 أكتوبر من كل سنة »، مشيرا إلى أنه لا يملك الجرأة على قراءة الكتاب، لوجود تفاصيل تؤلمني، مضياف، « إنها تعني أسرتي وأقاربي، أذكرهم في بداية الكتاب ثم يختفون تباعا بعد ذلك لأنهم يستشهدون ».
يذكر أن وزير الثقافة الفلسطيني كان شاهدا على بعض فظائع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث فقد ما يزيد عن 130 فردا من عائلته، قبل أن يعود إلى رام الله، وهو واحد من ثلاثة وزراء في الحكومة الفلسطينية التي تتخذ من رام الله مقراً، يتحدّرون من قطاع غزة، وله 14 شقيقاً وشقيقة كانوا يعيشون في أنحاء مختلفة من القطاع.
كلمات دلالية المغرب ثقافة حرب غزة معرض وزيرالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب ثقافة حرب غزة معرض وزير
إقرأ أيضاً:
معرض جدة للكتاب يسلط الضوء على علاقة الفن بالفلسفة والقراءة المتخصصة والكتابة الروائية
جدة – صالح الخزمري
شهد معرض جدة للكتاب على مدى أيامه السابقة، مع اقتراب ختام فعالياته لهذا العام، إقبالاً كبيراً من الزوار وضيوف البرنامج الثقافي، الذين تفاعلوا مع فعاليات ثرية، شملت ندوات وورش عمل وأمسيات شعرية وحديث كتاب.
هذا التفاعل أسهم في إبراز المعرض بوصفه منصة ثقافية، تجمع بين الأدب والفن والفكر، وسط حضور مميز لأسماء بارزة من داخل المملكة وخارجها.
ووسط أجواء ثرية بالإبداع والتفكير النقدي، سلَّط معرض جدة للكتاب 2024 الضوء على العلاقة المتشابكة بين الفن والفلسفة من خلال ورشة عمل مميزة قدَّمها الدكتور بدر الدين مصطفى.
الورشة التي كانت جزءاً من البرنامج الثقافي للمعرض جمعت تحت سقفها نخبة من الفنانين التشكيليين المهتمين بالمجال الأدبي والفلسفي، وصُنَّاع الأفلام، في نقاش فكري ممتع وملهم.
وفي حديثه أشار الدكتور مصطفى إلى أن الفلسفة تُعنى بفهم العالم عبر التفكير النقدي والتحليل العقلي المجرد. وأوضح أن القوانين التي تحكم المجتمع هي ذاتها التي تُشكِّل لغته وإدراكاته ومفاهيمه وقيمه وفنونه، وقال: “على ضوء هذه القوانين برزت ثقافتنا مثالاً على وجود نظام متكامل، وجميع معارفنا وفنوننا تدين لهذا النظام”.
وأضفى مصطفى بُعداً عملياً على الورشة من خلال عرض مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية، بما في ذلك الرسومات والصور والأفلام، وناقش كيفية تناول الفلسفة لهذه الأعمال لخلق مفاهيم متعددة، وعلَّق: “الفن دائمًا مجال للتأويل؛ إذ تتعدد وجهات النظر حوله. لا يمكننا محاكمة الفن فلسفياً، ولكن من المشروع قراءة الفن من زاوية فلسفية”.
* فيما استعرضت ورشة عمل “القراءة المتخصصة” الأسس التي تجعل من القراءة المتخصصة أداة فعالة لتطوير الفكر والمعرفة.
وركزت الورشة على أربعة عوامل رئيسية، هي: التأسيس، والتركيز، والتراكم، والتكامل، التي تقود القارئ إلى خلاصة التجربة الفكرية.
وأوضح المتحدث في الورشة عبدالرحمن الطارقي أن القراءة ليست مجرد نشاط اعتيادي، بل هي فعل وجودي، يعكس حالة من الانبعاث الفكري.
وأشار إلى دور القراءة الدقيقة في فك رموز النصوص، والوصول إلى أعماقها، مستشهدًا بمقولات الجاحظ التي تؤكد أن القراءة تجربة تفاعلية مع النصوص.
وأضاف الطارقي بأن فهم النصوص يتطلب توظيف المعارف السابقة؛ إذ تصبح القراءة مهارة لغوية، تسهم في بناء بيئة معرفية متكاملة. كما أشار إلى أن الكتابة منذ نشأتها، كانت وسيلة للتطور الفكري، موضحًا أن الكتب الجيدة لا تكتفي بإشباع فضول القارئ، بل تفتح أمامه أبواب تساؤلات جديدة، تعزز البحث المستمر.
وأكَّد أن القراءة المتخصصة تُعد بوابة لفهم أعمق للعالم والعلوم المختلفة؛ إذ تجمع بين تحليل المعرفة المكتسبة وإضافة أبعاد جديدة من خلال التساؤل والبحث، ولفت إلى أن هذه العملية تُفضي إلى تكامل فكري يدفع القارئ إلى استكشاف المزيد.
* وكشفت ندوة (من الهواية إلى الاحتراف: الكتابة الروائية) عن تجارب ملهمة لثلاثة كُتَّاب: رزان العيسى، وغدير هوساوي، وناصر السنان، الذين شاركوا قصصهم عن مواجهة التحديات وتحقيق النجاح بدعم الحاضنات الأدبية.
وقد أجمع المشاركون على أهمية الورش الإبداعية والإرشاد الشخصي في صقل مواهبهم وتوجيههم نحو الاحتراف.
وأوضحت رزان العيسى أن البدايات كانت متعثرة، لكنها تمكنت من تجاوز الصعوبات بفضل الدعم المستمر والرغبة في التطوير، مؤكدة أن الإصرار كان المفتاح للوصول إلى مراحل متقدمة في الكتابة.
أما غدير هوساوي فقد أشارت إلى أن شغفها بالكتابة بدأ منذ الطفولة؛ إذ كانت حصص التعبير المدرسي نافذة لاكتشاف موهبتها، مؤكدة أن القراءة وتوسيع آفاق البحث كان لهما دور كبير في تطوير قدراتها الأدبية.
من جانبه، تحدث ناصر السنان عن التحدي الذي واجهه في تحقيق التوازن بين حياته المهنية كونه مهندساً وحياته الأسرية وشغفه بالكتابة، مشيرًا إلى أنه كان يضطر للاستيقاظ مبكراً لكتابة رواياته.
وأكَّد السنان أن الحاضنة الأدبية لعبت دوراً كبيراً في تطوير شخصيات رواياته وأفكارها، بفضل الإرشاد المستمر والمراجعات التفصيلية.
وأجمعت هوساوي والسنان على أن الدعم الذي قدمته الحاضنات الأدبية كان حاسماً في تخطي التحديات وتحقيق التقدم؛ إذ عمل المرشدون معهم خطوة بخطوة لتطوير أفكارهم وتخطيط رواياتهم بشكل احترافي.