توصلت دراسة حديثة إلى أن الأفراد الذين لديهم خلايا دهنية كبيرة يميلون إلى فقدان الوزن بمرور الوقت، في حين أن أولئك الذين لديهم خلايا دهنية صغيرة يكتسبون الوزن، وأنه من الممكن التنبؤ بما إذا كان شخص ما سيكتسب الوزن بناء على حجم الخلايا الدهنية لديه.

وأجرى الدراسة باحثون من معهد كارولينسكا في ستوكهولم في السويد، وقدمت نتائجها في المؤتمر الأوروبي للسمنة (the European Congress on Obesity) في البندقية بإيطاليا، والذي يعقد في الفترة ما بين 12-15 مايو/ أيار الحالي، وكتب عنها موقع يوريك أليرت (Eurek Alert).

من المعروف أن حجم الخلايا الدهنية وعددها يحدد كتلة الدهون (مقدار الدهون في جسم الشخص). لكن تأثيرها على المدى البعيد على تغير وزن الجسم غير معروف.

لاستكشاف هذا الأمر بشكل أكبر، قام البروفيسور بيتر أرنر، من قسم الطب الباطني، في معهد كارولينسكا، والدكتور دانيال بي أندرسون، من قسم الغدد الصماء، في مستشفى جامعة كارولينسكا هودينج، وزملاؤهما بقياس حجم الخلايا الدهنية، وعددها في دهون البطن لـ260 شخصا (30% منهم كانوا من الرجال) بمتوسط عمر 44 عاما ومتوسط مؤشر كتلة جسم 32.

وبعد مرور ما متوسطه 15 عاما تم فحص المشاركين مرة أخرى وتم قياس وزن الجسم واحتساب مؤشر كتلة الجسم وإجمالي الدهون في الجسم. تم استبعاد الأفراد الذين خضعوا لجراحة السمنة أو يتلقون أدوية مضادة للسمنة من الدراسة (وعددهم يساوي 69 شخصا).

كان حجم الخلايا الدهنية الأولية وعددها مرتبطين بشكل كبير بالتغيرات في جميع المقاييس الثلاثة مع مرور الوقت: وزن الجسم، ومؤشر كتلة الجسم، وإجمالي دهون الجسم.

وارتبط وجود عدد كبير من الخلايا الدهنية الكبيرة بانخفاض في المقاييس الثلاثة، في حين ارتبط وجود عدد قليل من الخلايا الدهنية الصغيرة، بزيادة في الوزن ومؤشر كتلة الجسم ودهون الجسم. وكان هذا هو الحال سواء كان الأفراد يعانون من السمنة أو لا.

كان لتأثير حجم الخلايا الدهنية وعددها تأثير مضاف حيث فسرتا معا 32-35% من الاختلافات في التغير في وزن الجسم ومؤشر كتلة الجسم ودهون الجسم مع مرور الوقت.

وتم ربط وجود الخلايا الدهنية الكبيرة بفقدان الوزن في المستقبل والخلايا الدهنية الصغيرة بزيادة الوزن في المستقبل.

كيف فسر الباحثون نتائجهم؟

يقول البروفيسور أرنر "لا يمكننا إلا أن نتكهن بالسبب الذي يجعل حجم الخلايا الدهنية لدى الشخص يتنبأ بوزنه المستقبلي. ينخفض وزن الجسم عندما يتجاوز استهلاك الطاقة المتناولة ويحرق الجسم الدهون للتعويض. تشير نتائجنا إلى أن فقدان الخلايا الدهنية الكبيرة له تأثير أكبر على الوزن من فقدان الخلايا الصغيرة. ويوضح أن الأمر يشبه إلى حد ما وجود غرفة مملوءة إلى الأعلى بعدد قليل من البالونات الكبيرة أو العديد من البالونات الصغيرة. من الأسهل توفير مساحة فارغة في الغرفة عن طريق إخراج الهواء من البالونات الكبيرة بدلا من البالونات الصغيرة".

أما لماذا وجود خلايا صغيرة قد يجعل زيادة الوزن أسهل فيجيب البروفيسور أرنر أنه على العكس من ذلك، من الأسهل ملء الغرفة إذا زاد حجم البالونات الصغيرة قليلا، مقارنة بوجود عدد قليل من البالونات الكبيرة وملؤها فقط بعض الشيء.

وخلص الباحثون إلى أن حجم الخلايا الدهنية له تأثير قوي على التغيرات طويلة المدى في وزن الجسم. وبالتالي، فإن قياس حجم الخلايا الدهنية في وقت مبكر من الحياة يمكن أن يكون مهما لإدارة الوزن في وقت لاحق من الحياة.

ومع ذلك، هناك مزايا لوجود خلايا دهنية صغيرة. إذ يقول البروفيسور أرنر "من المعروف أن الأشخاص الذين لديهم خلايا دهنية صغيرة يتمتعون بأيض أفضل من الأشخاص الذين لديهم نفس الوزن، ولكن لديهم خلايا دهنية كبيرة ووضح أن هذا يعني أنه إذا زاد وزن شخص لديه خلايا دهنية صغيرة، فقد لا يزيد ذلك من خطر الإصابة بأمراض مثل مرض السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم بقدر ما لو كان لديه خلايا دهنية كبيرة".

والأيض (Metabolism) هو العمليات التي يقوم بها الجسم للحصول على الطاقة أو صنع الطاقة من الغذاء الذي يتناوله.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات من البالونات الذین لدیهم کتلة الجسم وزن الجسم

إقرأ أيضاً:

أغرب اكتشاف طبي في 2024: القلب له أدمغة صغيرة

كان يُعتقد منذ فترة طويلة أن القلب يتم التحكم فيه فقط بواسطة الجهاز العصبي اللاإرادي، الذي ينقل الإشارات من الدماغ، وكانت الشبكة العصبية للقلب، والتي توجد في الطبقات السطحية لجداره، تعتبر بنية بسيطة تنقل الإشارات من الدماغ، لكنْ أبحاث حديثة نشرت أواخر العام الحالي وجدت ما هو أبعد من ذلك.

حيث أظهرت دراسة من معهد كارولينسكا السويدي وجامعة كولومبيا الأمريكية، أن القلب لديه دماغ صغير، أي نظامه العصبي الخاص الذي يتحكم في ضربات القلب.

ووفق “ساينس دايلي”، يعد اكتشاف العلماء أن القلب لديه نظامه العصبي المعقد أمراً بالغ الأهمية للتحكم في إيقاعه.

و”يلعب هذا “الدماغ الصغير” دوراً رئيسياً في الحفاظ على ضربات القلب والتحكم فيها، على غرار الطريقة التي ينظم بها الدماغ الوظائف الإيقاعية مثل الحركة والتنفس”، كما يوضح كونستانتينوس أمباتزيس، الباحث الرئيسي في قسم علوم الأعصاب بمعهد كارولينسكا، والذي قاد الدراسة.

وحدد الباحثون عدة أنواع من الخلايا العصبية في القلب لها وظائف مختلفة، بما في ذلك مجموعة صغيرة من الخلايا العصبية ذات خصائص تنظيم ضربات القلب.

ويتحدى هذا الاكتشاف النظرة الحالية حول كيفية التحكم في ضربات القلب، والتي قد يكون لها آثار سريرية من خلال تطوير علاجات جديدة.

وأجريت الدراسة على سمكة الزيبرا، وهو نموذج حيواني يظهر تشابهاً قوياً مع معدل ضربات قلب الإنسان ووظيفة القلب بشكل عام.

وتمكن الباحثون من رسم خريطة لتركيب وتنظيم ووظيفة الخلايا العصبية داخل القلب باستخدام مجموعة من الأساليب، مثل: تسلسل الحمض النووي الريبي أحادي الخلية، والدراسات التشريحية، والتقنيات الكهربية الفيزيولوجية.

مقالات مشابهة

  • “تتجه مباشرة إلى الجحيم”.. ضابط في “CIA” يتنبأ بمصير أوكرانيا
  • طرق مثالية للحفاظ على وزنك بعد الرجيم دون عناء.. دليل صحي شامل
  • أغرب اكتشاف طبي في 2024: القلب له أدمغة صغيرة
  • بعد فقدان صدارة الدوري الإسباني.. برشلونة يعلن إصابة نجمه
  • أغرب خبر طبي في 2024: القلب له أدمغة صغيرة
  • بتنسيق أمني بين بغداد وكوردستان.. مقتل 150 داعشياً بينهم قيادات وتفكيك خلايا نائمة
  • حزب بايدن في مفترق طرق.. بين أزمة الثقة واستراتيجيات المستقبل
  • قتلى في تحطم طائرة صغيرة بالبرازيل
  • قرار عاجل بشأن أخطر خلايا تهريب الدولار خارج مصر
  • علاج ياباني يقدم بديلاً لأطقم الأسنان والغرسات