هذه المرة يتدخل بحياة الطلاب.. الذكاء الاصطناعي يتنبأ بمستقبلهم الجامعي
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
أكدت دراسة جديدة أن تقنيات الذكاء الاصطناعي قادر على التنبؤ بمسارات الطلاب الأكاديمية في المستقبل.. فهل يمكن الاعتماد عليها؟ وقال باحثان من جامعة كولومبيا إن "تقنيات جديدة قادرة على تحليل بيانات الطالب والتنبؤ بمساراته الأكاديمية المستقبلية".
وتبين أن الذكاء الاصطناعي قادر على تحليل كتابات الطلاب في مقالات القبول الجامعي وتقديم توقعات دقيقة بشأن الجامعة المناسبة لهم.
وأظهرت الدراسة أن "الطلاب الذين يقومون بربط مفاهيم مختلفة بشكل منطقي في مقالاتهم يميلون إلى الحصول على درجات أعلى في الكلية".
وتشير هذه الدراسة إلى أن "استخدام التكنولوجيا الذكية في تحليل بيانات الطلاب يمكن أن يساهم في تحسين التنبؤ بمسارات التعليم الجامعي وتقديم الدعم اللازم للطلاب".
وفي هذا الخصوص، قال الخبير في الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا وأمن المعلومات شغالي جعفر في تصريحات صحفية: "يُعتبر التنبؤ بمستقبل الطالب الجامعي عملية مبنية على أسس تحليلية، تتم من خلال تزويد النموذج الخوارزمي بالتحليلات والبيانات الخاصة بكل طالب طيلة مسارهم الأكاديمي".
وأضاف: "وجود ورقة بحثية تقوم بدراسة البيانات وتحليلها والتنبؤ المساري كل طالب، ولا يمكن استخدام هذه الورقة البحثية للأغراض الشخصية، على النحو المتبع مع تقنية شات جي بي تي، ولا ينبغي للجميع الانجراف وراء الذكاء الاصطناعي كبديل للاختيار الشخصي في القرارات المصيرية".
وأشار جعفر الى ان "الخدمات التجارية هي من تقوم باستخدام عملية التنبؤ بالمستقبل الجامعي وليست الجامعات، وبلغت نماذج الذكاء الاصطناعي مستوى نضوج يجعل المستخدمين يشعرون بالرضا حيال استخدامها، ولضمان الحصول على إرشادات دقيقة، من الضروري توفر وتجميع البيانات الأولية والصحيحة وتنظيفها بما يتوافق مع المعطيات العامة للعينة قيد الدراسة".
وبين: "لضمان توفير معلومات صحيحة ودقيقة، من الضروري تقديم بيانات ومدخلات موثوقة ودقيقة، وإذا كان هدفك من الحصول على شهادة أكاديمية هو الاندماج بنجاح في سوق العمل، فعليك مراعاة عدة جوانب مهمة. ينبغي أن تفهم جيدًا متطلبات سوق العمل الحالي، وتتعرف على المجالات التي يمكن أن تسهم فيها بفعالية، فضلاً عن تحديد الوظائف الأكثر طلباً والتي من خلالها يمكنك تحقيق تميز مهني".
وختم جعفر: "يساعد الذكاء الاصطناعي في دراسة التراكمات البيانية الكبيرة من أجل المساعدة في اختيار التوجيه المناسب و فرصة العمل المناسبة".
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
لماذا كتبتُ بيان شفافية حول الذكاء الاصطناعي لكتابي؟
«من أين تجد الوقت؟» - لسنوات طويلة، عندما كنتُ أُعلن لأصدقائي عن صدور كتاب جديد لي، كنتُ أستقبل هذا السؤال كوسام فخر.
خلال الأشهر الماضية، أثناء الترويج لكتابي الجديد عن الذكاء الاصطناعي «إلهيّ الملامح* (God-Like)، حاولتُ ألّا أسمع في الكلمات ذاتها نبرة اتهام خفيّة: «من أين تجد الوقت؟» -أي أنّك لا بدّ استعنتَ بـ ChatGPT، أليس كذلك؟
الواقع أنّ مقاومة المساعدة من الذكاء الاصطناعي أصبحت أصعب فأصعب. مُعالج الكلمات الذي أستخدمه صار يعرض عليّ صياغة الفقرة التالية، أو تنقيح التي سبقتها.
عملي في مؤسسة بحثيّة تستكشف آثار الذكاء الاصطناعي في سوق العمل البريطاني يجعلني أقرأ يوميا عن تبعات هذه الثورة التقنيّة على كل مهنة تقريبا. وفي الصناعات الإبداعيّة، يَظهر الأثر بالفعل بصورة هائلة.
لهذا السبب، وبعد أن انتهيتُ من الكتاب، أدركتُ أنّ أصدقائي كانوا مُحقّين: يجب أن أواجه السؤال الحتمي مباشرة وأُقدّم إفصاحا كاملا. احتجتُ إلى «بيان شفافية حول الذكاء الاصطناعي» يُطبع في صدر كتابي.
بحثتُ في الإنترنت متوقعا أن أجد نموذجا جاهزا؛ فلم أجد شيئا. فكان عليّ أن أضع قالبا بنفسي. قرّرتُ أن يشمل الإفصاح أربع نقاط رئيسيّة:
1- هل وُلد أي نصّ باستخدام الذكاء الاصطناعي؟
2- هل جرى تحسين أي نصّ عبر الذكاء الاصطناعي؟ - مثل اقتراحات «غرامرلي» لإعادة ترتيب الجمل.
3- هل اقترح الذكاء الاصطناعي أي نص؟ ـ على غرار طلب مخطَّط من ChatGPT أو استكمال فقرة استنادا إلى ما سبق.
4- هل صُحِّح النصّ بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ وإذا كان كذلك، فهل قُبلت الاقتراحات اللغوية أم رُفضت بعد مراجعة بشرية؟
بالنسبة لكتابي، جاءت الإجابات: 1) لا، 2) لا، 3) لا، 4) نعم – مع اتخاذ قرارات يدوية بشأن ما أقبله أو أرفضه من تصحيحات إملائية ونحويّة. أعترف بأنّ هذا النموذج ليس كاملا، لكنّي أقدّمه أساسا يمكن تطويره، على غرار رخصة «كرييتف كومونز» في عالم الحقوق الرقمية.
أردتُ أن أضمّنه لتعزيز نقاش صريح حول الأدوات التي يستخدمها الناس، لا سيّما أنّ الأبحاث تبيّن أنّ كثيرا من استعمالات الذكاء الاصطناعي تتمّ خِفية. ومع تصاعد ضغط العمل، يخشى البعض إبلاغ رؤسائهم أو زملائهم أنّهم يعتمدون أدوات تُسرِّع بعض المهام وتمنحهم فسحة للتنفّس.. وربّما وقتا للإبداع. فإذا كان ما يدّعيه إيلون ماسك صحيحًا ـ بأنّ الذكاء الاصطناعي سيُحلّ «مشكلة العمل» ويُحرّرنا لنزدهر ونبدع ـ فنحن بحاجة إلى الشفافية منذ الآن.
لكن، بصفتي كاتبا يعتزّ بمهنته، أردتُ كذلك بيان الشفافية بسبب لقاء ترك في نفسي قلقا عميقا. اجتمعتُ مع شخص يعمل لدى جهة تنظّم ورشا وملتقيات للكتابة، وسألتُه: كيف تفكّرون في التعامل مع شبح الكتابة التوليدية؟ فأجاب: «أوه، لا نرى أنّ علينا القلق من ذلك».
وأنا أعتقد أنّنا بحاجة ماسّة للقلق. إلى أن نمتلك آلية حقيقية لاختبار أصل النص ـ وهو أمر بالغ الصعوبة ـ نحتاج على الأقل وسيلة تُمكّن الكتّاب من بناء الثقة في أعمالهم بالإفصاح عن الأدوات التي استخدموها.
ولكي أكون واضحا: هذه الأدوات مدهشة ويمكن أن تُصبح شرارة شراكة إبداعيّة. ففي أغسطس 2021 نشرت فاوهيـني فـارا مقالة في مجلة The Believer كتبتها بمساعدة نسخة مبكرة من ChatGPT، فجاءت قطعة عميقة ومبتكرة عن وفاة شقيقتها. بيان الشفافية الخاص بها سيختلف عن بياني، لكن ذلك لا ينتقص من عملها، بل يفتح أفقا لإمكانات خَلّاقة جديدة.
عندما نستثمر وقتا في قراءة كتاب، فإنّنا ندخل علاقة ثقة مع الكاتب. والحقيقة أنّ قلّة من أصحاب شركات التقنية تلاعبوا بفعل بروميثيوس ومنحوا هدية اللغة للآلات مجانًا، وهو ما قوّض تلك الثقة التاريخيّة. لا أشك أنّ ذكاء اصطناعيا سيؤلّف عمّا قريب كتابًا «رائعًا» – لكن هل سيهتمّ أحد؟ سيكون التصفيق فاتِرًا. سيُشبه ألماسة مختبرية بلا شوائب: حيلة مُتقنة، نعم، لكنها ليست فنا.
في هذا الواقع الجديد، يقع على عاتق الكُتّاب أن يُثَبّتوا ثقة القارئ في «أصالة جواهرهم» عبر الشفافية حيال الكيفيّة التي نُقّبت بها تلك الجواهر. تجاهُل السؤال بدعوى أنّ الكتابة حِرفة نبيلة لا تستدعي إجراءات ثقة هو، برأيي، سذاجة خالصة.
كما أشرح في كتابي، فإنّ الذكاء الاصطناعي ـ شأنه شأن القنبلة الذرية ـ ابتكار بشري فائق القوّة، لا خيار لنا إلا تعلّم التعايش معه. أن نكون صريحين بما في ترسانتنا خطوة صغيرة لتجنّب سباق تسلّح أدبيّ لا يجرّ إلا إلى الارتياب والانقسام.
كيستر بروين كاتب ورئيس قسم الاتصالات في معهد مستقبل العمل.
عن الجارديان البريطانية
تم ترجمة النص باستخدام الذكاء الاصطناعي