#سواليف

نجح #طلاب #الجامعات_الأمريكية في تحقيق انتصار كبير على #اللوبي_الإسرائيلي في الولايات المتحدة، واستطاعت اعتصامات التضامن مع #غزة نقل الاحتجاجات ضد الحرب إلى قلب الحياة اليومية للأمريكيين، ولفتت الانتباه إلى فساد الطبقة السياسية التي يصنعها اللوبي في الكونغرس، وانحيازها المطلق للاحتلال الذي يرتكب جريمة إبادة ضد الشعب الفلسطيني بالأسلحة الأمريكية.

يشعر اللوبي الصهيوني في #أمريكا بالخوف من اتساع دائرة #الاحتجاجات ضد العدوان الإسرائيلي، لما يترتب على ذلك من إعادة تقديم للقضية الفلسطينية بشكل منصف، وهزيمة الرواية الكاذبة التي يروجها أنصار إسرائيل الأمريكيون منذ تأسيس الكيان في 1948؛ لذا حاولت شبكات اللوبي تشويه التحركات الاحتجاجية في الميادين والشوارع واتهام الرافضين للحرب بتأييد حماس التي يتهمونها بالإرهاب!

عندما انتقلت الاحتجاجات إلى الجامعات شعر اللوبي الصهيوني بالفزع، فتم استدعاء رؤساء الجامعات والتحقيق معهم في الكونغرس لتخويفهم والضغط عليهم، وطلبوا منهم التضييق على التظاهرات والسعي لمنعها، لكن عندما بدأ الطلاب ينصبون خيام الاعتصام جنّ جنون اللوبي؛ فهذه النقلة العملية تحول حركة الاحتجاج من مؤقتة متحركة في الشارع إلى الثبات على الأرض في قلب الجامعات الكبرى، ودخول الطلاب بما يمثلونه من قوة وحماسة إلى ساحة المواجهة.

مقالات ذات صلة  مهم من الامانة لمن دفع غرامة المسقفات والمعارف 2024/05/15

الوصفة المصرية لقمع الاعتصامات

لم تتردد النخبة السياسية التي يديرها اللوبي الإسرائيلي في الانقلاب على قيم الديمقراطية وحرية التعبير، فقررت استخدام العنف والقسوة لإخماد التحركات الطلابية، فطبقوا الوصفة المصرية لقمع الاعتصامات، واستجابت لهم نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا فكانت سببا في إشعال ثورة طلابية في كل الولايات الأمريكية، فمشاهد فضّ الاعتصام وعنف الشرطة في كولومبيا أثارت الغضب في كل الجامعات، وانتشرت الاعتصامات، وكلما فضوا اعتصاما يتم الإعلان عن اثنين بدلا منه.

أعلن الطلاب رفضهم للإبادة التي يرتكبها الاحتلال في غزة وطالبوا بوقف الحرب، وطالبوا إدارات الجامعات بسحب الاستثمارات في الشركات الإسرائيلية، ووقف التعامل مع الشركات التي تمد إسرائيل بالسلاح، وركز طلاب الجامعات والمعاهد التكنولوجية على قطع برامج التعاون مع جيش الاحتلال خاصة تلك المرتبطة بصناعة المسيّرات التي تستخدم في قتل الفلسطينيين.

هدم رواية اللوبي عن فلسطين

كان واضحا أن أنصار إسرائيل أشد عداوة للاعتصامات وما يدعو إليه الطلاب لأنها تقوض جهودهم التي بذلوها عبر عقود، فالمطالب تدين الكيان الصهيوني وتعني أن “إسرائيل مجرمة” أمام الرأي العام، وهذا يعد نصرا للفلسطينيين لا يحتمل اللوبي تبعاته، كما أن هذا ضد معتقداتهم التي ترى أن إسرائيل مقدسة، وضد معتقدات المحافظين الذين يظنون أن تجميع اليهود في إسرائيل وإشعال الحروب يسرع خطة الرب ونزول المسيح للمرة الثانية، لذا ضغطوا في اتجاه القمع والفضّ والاعتقال، لكن نتج عن هذه السياسة عكس ما كانوا يتمنون.

لم يقبل الأساتذة وأعضاء هيئة التدريس ما يجري في جامعاتهم، واعتبروا أن العدوان على الاعتصامات السلمية تهديد خطير غير مسبوق لحرية التعبير، واستفزهم بطش الشرطة بتلاميذهم فانضموا هم أيضا إلى الاعتصامات، ودافعوا عنها ووقفوا ضد الإدارات التي تسير في طريق القمع، وأيضا انضمت المجتمعات المحلية وأهالي الطلاب، والنقابات العمالية، وحتى طلاب الثانويات نظموا مسيرات التضامن من المدارس إلى الجامعات، فبدأ الكونغرس يستدعي مديري المدارس ويحقق معهم؛ مما زاد من الغضب الشعبي.

رغم اعتقال أكثر من 3 آلاف من الطلاب وأساتذة الجامعات؛ فإن غزة تحولت إلى القضية الرئيسية التي تشغل الرأي العام الأمريكي، وأصبح العلم الفلسطيني يرفرف في كل مكان، ولمزيد من التحدي يردد الطلاب الهتافات التي تغيظ اللوبي الصهيوني مثل “الانتفاضة” و”فلسطين حرة” و”لا للإبادة الجماعية” وتحولت الكوفية الفلسطينية إلى الرمز الأكثر شهرة في كل الاعتصامات والفعاليات، ويصرّ بعض الطلاب على الظهور بهيئة المتحدث باسم القسام “أبو عبيدة” دون اكتراث بهجوم السياسيين والاتهام بمعاداة السامية الذي يردده الإعلام المسيطر عليه صهيونيًّا.

لقد صمد الطلاب وأصرّوا على الاستمرار، وانتقلوا من الدفاع إلى الهجوم، فنقلوا الاعتصامات إلى بوابات السجون التي يحتجر بها المعتقلون، ونظموا التظاهرات أمام منازل رؤساء الجامعات وبعض أعضاء الكونغرس، فأجبروا ومعهم الأساتذة السلطات على تغيير الأسلوب، فتفاوضت بعض الجامعات معهم ووافقت على مطالبهم مع احترام تظاهراتهم حتى وقف الحرب.

من أهم نتائج حركة الطلاب الأمريكيين انتقال الاعتصامات إلى كندا وأوروبا وأستراليا، بذات الشكل وذات المطالب، التي تحول “إسرائيل” إلى كيان منبوذ يمثل آخر ما بقي من الحقبة الاستعمارية البغضية، وتفضح الاعتصامات الدعم الغربي لعصابة من مجرمي الحرب يستخدمون الأسلحة المتطورة الأشد فتكا ضد الأطفال والنساء والمدنيين ولا رادع لهم.

الحركة الطلابية تحاصر بايدن

الحركة الطلابية الرافضة للحرب والمطالبة بوقف العدوان تضغط على بايدن بقوة، وتضيق عليه الخناق بسبب موقفه الداعم للاحتلال، ويشعر بايدن بأن مستقبله السياسي مهدد وأن تجديد انتخابه محفوف بالخطر، ولكنه حائر بين تيارين؛ الأول هو اللوبي الإسرائيلي الذي يضغط لاستمرار الدعم المطلق للجيش الإسرائيلي حتى القضاء على حماس وتشكيل حكومة عميلة للاحتلال في غزة وهذا من المستحيلات، والثاني هو جمهور الحزب الديمقراطي من العرب والمسلمين وقطاع كبير من اليهود والسود والمهاجرين المتضامنين مع غزة ضد الإبادة.

وقد شعر بايدن بحجم التأييد المتنامي للفلسطينيين في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بميشيغان في فبراير/شباط الماضي، حيث رفض 100 ألف عضو ديمقراطي تأييد سياسة بايدن المساندة للجرائم الإسرائيلية وطالبوه بوقف العدوان، وصوتوا بـ”غير ملتزم” وهذا يعني احتمال خسارته لهذه الولاية المتأرجحة أمام ترامب أو أي مرشح جمهوري آخر.

وفي إشارة ذات دلالة على ما هو قادم فازت المرشحة المؤيدة لفلسطين سمر لي (Summer Lee) في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بولاية بنسلفانيا على المرشحة المؤيدة لإسرائيل مما يؤكد اتساع حالة الرفض للاحتلال الإسرائيلي، والتجرؤ الشعبي على إزاحة السياسيين الذين يمولهم اللوبي الصهيوني.

وهذا التوجه الجديد للناخبين في الغرب شاهدناه في بريطانيا عندما فاز جورج غالوي المؤيد لغزة بمقعد في البرلمان على مرشحي حزبي المحافظين والعمال، ثم خسارة مؤيدي إسرائيل في الانتخابات البلدية وهزيمة حزب سوناك الداعم للإبادة، وما حدث في بريطانيا سيتكرر في الولايات المتحدة.

هذا الضغط الطلابي والشعبي وراء سعي بايدن لتجميل صورته أمام جمهوره، وتحسين موقفه بالحديث عن إدخال المساعدات ولكن دون التطرق لوقف إطلاق النار، ثم موقفه المعارض لاجتياح رفح ورفض قيام الجيش الإسرائيلي بعملية كبيرة، ثم تعليق شحنة القنابل الأخيرة واتهام الاحتلال باستخدام الأسلحة ضد المدنيين، ولكن اللوبي الصهيوني وخاصة الجمهوريين لم يقبلوا أي تراجع عن دعم الاحتلال، وفتحوا النار عليه، واتهموه بالتخلي عن الحليف الاستراتيجي، واتهمه مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون بخيانة أمريكا والغرب.

بايدن يدرك أن التحركات الطلابية لها ما بعدها، وأنها هي المستقبل، وأن اللوبي الإسرائيلي تلقى ضربات أفقدته الكثير، ولم يعد يملك أصوات الناخبين كما كان في السابق، ويلمس من خلال أعضاء حملته الانتخابية أن استمراره على موقفه في دعم العدوان سيكون سببا في هزيمته السياسية.

فرصة #بايدن الوحيدة للفوز هي تغيير سياسته والانحياز إلى الحق والعدل، واتخاذ خطوة جريئة بوقف الحرب، وإن لم يفعل فإن الهزيمة في انتظاره، ولن ينفعه اللوبي الذي يؤيد ترمب، وسيرحل غير مأسوف عليه، تلاحقه اللعنات ويجلله عار المشاركة في الإبادة الجماعية.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف طلاب الجامعات الأمريكية اللوبي الإسرائيلي غزة أمريكا الاحتجاجات بايدن اللوبی الإسرائیلی اللوبی الصهیونی

إقرأ أيضاً:

بعد واقعة مدرسة كابيتال الدولية.. هل يتحول العنف والبلطجة بين طلاب المدارس إلى ظاهرة؟!

العنف والبلطجة والشتم بأفظع الألفاظ أصبحت لغة الحوار السائدة بين طلاب المدارس سواء كانت مدارس حكومية أو خاصة أو دولية.

ورغم أن المدارس الدولية والتي لا يلتحق بها إلا أبناء الطبقات العليا من المجتمع نظراً لارتفاع المصروفات الدراسية بها والتي تبدأ من أرقام خيالية تتجاوز الـ150ألف جنيه إلى أرقام أعلى من ذلك بكثير، وكان هناك اعتقاد بأن طلاب هذه المدارس لا يعرفون شيئا عن الألفاظ والعبارات المتدنية، لكن جاءت واقعة التعدي على طالبة داخل مدرسة كابيتال الدولية بالتجمع الخامس من جانب طالبة أخرى لتدق ناقوس الخطر لظاهرة العنف والبلطجة وتدنى مستوى أخلاقيات الطلاب والطالبات.

والأمر لم يقتصر على ما حدث بين الطالبتين محل النزاع ولكن برزت مشكلة أخرى وهى السلبية وهو ما اتصف به طلاب وطالبات آخرون شاهدوا الواقعة حيث ظلوا فى سلبية دون أى محاولة من جانبهم لفض النزاع.

والغريب أن هذه ليست ظاهرة العنف الوحيدة خلال الأيام القليلة الماضية، بل تعددت حالات العنف والبلطجة وفرض العضلات وهذا ما كان واضحاً فى واقعة مأساوية بمدرسة السادات الإعدادية فى مدينة الزقازيق حينما رفض طالب أثناء امتحانات الشهادة الإعدادية أن يسمح لزميل له داخل اللجنة بأن يغش منه وكانت النتيجة أن قام بطعنة فى رقبته بعد انتهاء اللجنة. فضلاً عما حدث فى مدينة الإسكندرية عندما قام طالب فى المرحلة الثانوية بطعن ثلاثة طلاب من الخلف طعنات قاتلة وآخرون قاموا بإلقاء المعلمين بالحجارة بعد انتهاء لجنة الامتحان لرفضهم الغش.

والمأساة الآن ليست فى تدنى أخلاقيات الطلاب وإنما الموضوع أكبر من ذلك بكثير.. فما حدث فى محافظة أسيوط كاشف لحجم المشكلة، حيث اقتحم عدد من الأهالي لجنة مدرسة عرب العطيات البحرية الإعدادية المشتركة يوم الأربعاء الماضى أثناء انعقاد امتحان الشهادة الإعدادية وحدثت اشتباكات قوية أدت إلى ذعر وفزع البنات داخل المدرسة مما أدى لإصابة عدد من الطلاب ونقلهم للمستشفى والسبب جاء عبر أكثر من رواية.. فالبعض يقول إن ما حدث لعدم تمكن الطلبة من الغش، ورواية أخرى تقول إن أحد الطلاب قام بمضايقة طالبة (تحرش) فقامت الطالبة باللجوء لابن عمها وهو زميلها بنفس المدرسة والذى قام بضرب الطالب الآخر وشارك فى المشاجرة زملاء كلا الطرفين فى الوقت الذى عجز فيه المراقبون ورؤساء اللجان عن السيطرة على الموقف فيما اتصل كل طرف بأهله فتحولت المدرسة إلى موقعة، حيث اقتحم الاهالى المدرسة ودارت الاشتباكات حتى استطاع الأمن بمركز الشرطة التابعة له المدرسة بالسيطرة على الموقف.

وفى أسيوط أيضاً ولكن فى مدرسة أخرى حدثت واقعة أخرى أثناء امتحانات الشهادة الإعدادية، حيث قام الطلاب بتهديد المراقبين منددين بعبارات "يا تغششونا يا نكسّر المدرسة ونضرب المراقبين" وبناء على ما جرى تم الاتصال بالشرطة لتأمين خروج الملاحظين من اللجان.

والحقيقة الكثير والكثير من الحوادث تحدث كل يوم ولكن لم يتم تسليط الضوء عليها هذا ما أكد عليه العديد من المعلمين أن تصرفات الطلاب خلال السنوات الأخيرة أصبحت غريبة تتسم بالعنف والعصبية والتنمر بعيداً عن التسامح والعفو الذى يدعو له كل الأديان السماوية حتى أن المداعبة فيما بينهم أصبحت خارجة عن النطاق الطبيعى وتحمل عبارات بذيئة.

"فيروس كورونا"

فيما يرى وليد عبد الفتاح مدرس لغة عربية أن سبب هذه الظاهرة كانت نتاج " فيرس كورونا " وغلق المدارس وتحول التعليم عن كونه وسيلة للتحصيل العلمي، مما كان له مردود سلبى على سلوكيات الطلاب والطالبات الذين يجلسون لفترة طويلة فى منازلهم أمام شاشات الموبايلات.

وتقول سامية ابراهيم مدرسة رياضيات فى المرحلة الابتدائية إنها قامت بالتحويل من مدرستها إلى مدرسة للتربية الفكرية هاربةً من تصرفات وعنف وشغب الطلاب الذين لا تتعدى أعمارهم 12 عاماً، وأضافت أن مثل هذه التصرفات كان يتصف بها الطلاب فى سن المراهقة نهاية المرحلة الإعدادية وبداية المرحلة الثانوية ولكن الغريب كما تقول معلمة الرياضيات أن طلاب المرحلة الابتدائية يتصفون بأعمال شغب مبالغ فيها وأنها كانت تعانى من مرضي السكر والضغط فقررت الفرار إلى مكان آخر يكون بعيداً عن الضرب والعنف وشكاوى لا تنتهى بين الطلاب بعضهم البعض وبينهم وبين المعلمين.

وتعلق منى أبو غالى "مؤسسة جروب حوار مجتمعى تربوى" على ظاهرة العنف والبلطجة بين الطلاب بقولها: واضح أن الأهالي مش فاضيين يربوا أولادهم وأصبحوا فقط آله للصرف سواء على المسكن والملبس والمأكل والمظهر والمدارس او الجامعات الخاصة معتقدين أنهم بهذا يقومون بأحسن تربية دون أن تعي هذه الأسر أنهم المذنب الأول والسبب الحقيقي في كل معاناة أبنائهم.

"ظواهر جديدة"

وتقول فاتن أحمد ولي أمر "أدمن جروب حوار مجتمعى" إن كل مجتمع يحتوى على الصالح والطالح ولم تكن كثرة المال أو قلته معبرة عن الأخلاق، ولكن المجتمع دخلت عليه ظواهر جديدة لا يستطيع ولي الأمر أن يواجهها بمفرده مثل الموبايل الذى أصبح فى متناول كل طالب على كل المستويات بلا منع أو حدود مما أدى إلى إباحة الممنوع والإطاحة بالمبادئ والقيم.

من جانبه يقول خالد إبراهيم ولى أمر أن من أمن العقاب ساء الأدب مطالباً وزارة التربية والتعليم بتطبيق وسيلة عقاب رادعة من خلال أساتذة كلية التربية قسم الصحة النفسية ومن خلال الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين داخل المدارس، لأنهم هم وحدهم القادرون على وضع العقاب المناسب بحكم تواجدهم وسط العديد من الطلاب خلال اليوم الدراسي.

فيما طالبت رئيسة اتحاد أولياء أمور المدارس التجريبية أمانى الشريف وزارة التربية والتعليم برد فعل تجاه حالات الشغب والتحرش والاعتداء والتنمر التى يكون بطلها الطلاب داخل المدارس لافتةً إلى أن الصمت تجاه ما يحدث جعل الأمور تتفاقم وتزيد بشكل مفزع.

وتؤكد رودى نبيل مؤسسة "معا لغد مشرق" التعليمى أن هذا هو نتاج سوء تربيه وإهمال وتراجع دور مؤسسات الدولة التثقيفية والدينية والرياضية وكل وسيله آمنه تستهلك طاقة الشباب بالإضافة إلى العنف السائد فى الإعلام والدراما، مؤكدةً أنه لن ينصلح الحال إلا بإصلاح كل ما كل ما سبق.

من جانبه يرجع الخبير التربوي والعميد السابق لكلية التربية جامعة أسيوط الدكتور عادل النجدي مشكلة العنف المدرسي إلى تغافل الأسرة المصرية عن رقابة أبنائها والسماح لهم طوال الوقت باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي واليوتيوب دون رقابة منزلية هذا إلى جانب أن المدارس أصبح اهتمامها بالتعليم متدنيا وكذلك بالأنشطة المدرسية والمسابقات الرياضية والفنية التي تستوعب طاقات الطلاب بطرق سليمة مع غياب دور المرشد النفسي داخل المدرس وكل تلك الأسباب أدت الي تفاقم ظاهرة العنف المدرسي.

طرق العلاج

وحول طرق علاج الظاهرة يرى النجدي أنه لابد من وجود توعية تربوية مدرسية مستمرة ووجود لائحة للانضباط المدرسي يوقع عليها الطالب وولي الأمر ويتم تنفيذها بكل حزم موضحاً أن هذا ما يجعل من ولي الأمر متابعا لسلوك ابنه وعلى الجانب الاخر يخشى الطالب وجود عقوبات مدرسية عليه حال ممارسته للتنمر والعنف المدرسي علاوة على ذلك فأن التربية الدينية وجودها مهم وضروري لإكساب الطالب القيم والسلوكيات الصحيحة وإضافتها للمجموع مهمة أيضاً باستثناء الشهادات التي يتنافس فيها الطالب علي الدرجات للالتحاق بالمستوى الأعلى وينبغي إلا تضاف للمجموع ولكن تكون مادة نجاح ورسوب وبدرجة عالية هذا إلى جانب وجود مادة القيم واحترام الآخر والتي تعد مهمة وضرورية ولكن ينبغي ألا يكون تدريسها تقليدياً يعتمد علي الحفظ والتلقين ولكن لابد أن تهتم أكثر بممارسة القيم ممارسة عملية وتطبيقية.

ويتفق محمد كمال أستاذ القيم والأخلاق بجامعة القاهرة والخبير التربوي مع الرأي السابق مضيفاً أن التفكك الأسري وغياب الترابط العائلي والعنف المنزلي هو ما أوصلنا إلى ما نحن فيه حيث يشاهد الأطفال العنف في المنزل وكذلك الإهمال الأسري بعدم متابعة سلوكيات الأبناء وتوجيهها والضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي أدت لتراكم الضغوط على الأسرة مما انعكس على الأطفال فصلاً عن عدم قيام المدرسة ببعض أدوارها زاد من العنف في المدارس، حيث لا يوجد نظام رقابي صارم داخل المدارس لردع السلوكيات العنيفة رغم صدور لائحة ممتازة للمخالفات كما يصفها من جانب وزارة التربية والتعليم إلا أنها لا تطبق في معظم المدارس هذا الى جانب أن هناك ضعفا كبيرا في ممارسة الأنشطة التي تزيد التعاون بين الطلاب وتبعدهم عن السلوكيات العدوانية أيضا غياب القدوة الصحيحة وقلة النماذج الأخلاقية الملهمة التي تشجع الأطفال والشباب على السلوكيات القويمة وعدم إبرازها إعلامياً في مقابل تتويج النماذج الفاسدة وهو ما ساهم فيه بدور كبير الإعلام والتكنولوجيا والتي تحتوي على مشاهد عنف على التليفزيون والإنترنت مما يؤثر على سلوكيات الأطفال والمراهقين.

وأوضح الخبير التربوى أن مواجهة هذه الظاهرة تبدأ من الأسرة من خلال تعزيز الحوار بين الأهل والأبناء لبناء جدار الثقة وتوجيه سلوكيات الأبناء بشكل سليم وتوفير بيئة أسرية خالية من العنف ومشاركة الأطفال في الأنشطة المفيدة في إطار أسري.

تدريب المدرسين

وعن دور المدرسة يقول أستاذ القيم والأخلاق إنه يجب تعديل المناهج لتقوم بدورها في تعزيز القيم والسلوكيات الإيجابية مثل التسامح واحترام الغير مع تدريب فعلي للمدرسين على كيفية التعامل مع السلوكيات العنيفة للطلاب بأسلوب تربوي وتطبيق الأنشطة الترفيهية والرياضية التي تساهم في تفريغ طاقة الطلاب بشكل إيجابي والمجتمع له دور أيضا وهو تقنين المحتوى العنيف في الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي وتشديد القوانين التي تحمي الأطفال من التنمر والعنف وإشراك منظمات المجتمع المدني في تقديم التوعية للأهالي والمدارس، وختم كلامه بصرورة الاهتمام بمادة التربية الدينية ومادة القيم، حيث تسهم مادة التربية الدينية في الحد من العنف إذا تم تدريسها بطريقة تركز على القيم والأخلاقيات وليس فقط الجوانب العقائدية مع مراعاة أن تطبيقها كمادة للمجموع قد يحول الهدف منها إلى التحصيل الأكاديمي فقط مما يفقدها قيمتها الأخلاقية أما مادة القيم واحترام الآخر فهي إضافة إيجابية إذا تم تدريسها بشكل عملي وتفاعلي وليس نظريا فقط وأن تكون مصحوبة بأنشطة تطبيقية لتعليم الطلاب الاحترام والتسامح وغيرها من القيم في الحياة اليومية لافتاً إلى أنه يجب التراجع عن محاولات تهميش الفلسفة وعلم النفس والاجتماع لطلبة المرحلة الثانوية، لأن الفلسفة تعلم الطالب آليات التفكير وعدم الوقوع في الخطأ ومغالطات التفكير كما تغرس فيه التفكير الناقد واتساع الأفق بجانب القيم المختلفة مما يساعد الطالب على فهم الذات والآخر كما أن علم النفس والاجتماع يعلم الطلاب فهم السلوكيات البشرية ودوافعها مما يقلل من النزعة إلى العنف أما تغييب هذه المواد فيقلل من فرص تعليم الطلاب كيف يفكرون بطريقة منطقية أو يتعاملون مع المشكلات الاجتماعية ما يضعف إدراكهم لتأثير أفعالهم على الآخرين ويجعلهم أحاديي التفكير وأقرب إلى التطرف ويسهل السيطرة على عقولهم.

بينما ترى الدكتورة هالة منصور أستاذ علم الاجتماع أن العنف حالة عامة فى كل المجتمعات وأصبحت ظاهرة عالمية وليست محلية ولأن الوضع المسيطر الآن هو إحداث عنف من خلال الحروب بين الدول والقتل والدمار، بالإضافة إلى الضغوط إلى يعيشها المجتمع فى أزمات حياتية بشكل مستمر وهو ما جعل وجود شحنة غضب داخل كل إنسان يقوم يتفريغها فى الحلقة الأضعف أمامه. وأضافت منصور: إلى جانب عامل مهم وهو الدراما والمسلسلات وحكايات السوشيال ميديا وكل ما تحمله من مشاهد العنف حتى أصبح العنف هو الصفة السائدة بجانب غياب دور المؤسسات مما أدى إلى رفع معدل العنف داخل المجتمع الى جانب جزئية أخرى- كما تقول أستاذة علم الاجتماع- وهو ما يسمى بالتربية الحديثة وهى إعطاء حرية بلا معنى وتحويلها إلى همجية وأنانية شديدة أدت إلى طمس المفهوم الحقيقى للحرية وهي أنها تعنى المسئولية وكل فرد فى الأسرة له دور مكمل للآخر وحدود حرية الانسان تنتهى عند حدود الآخرين بالإضافة أن خبرات الآباء والأمهات لا تستند على القيم الدينية والعادات والقيم العائلية المستمدة من ذوى الخبرات ولكن أصبحت تستند إلى الإنترنت وأشخاص مجهولين وهذا ما جعل الأسر التى ترغب فى تربية أولادهم بشكل صحيح تستند على أشياء مغلوطة بالإضافة تأثير الأعمال الدرامية فى المجتمع والتى أصبحت لغة حياة ساعدت على انهيار قيمة المعلم والمدرسة بداية من مدرسة المشاغبين، مشيرةً إلى وجود أنماط متعددة من التعليم متناحرة "تعليم حكومى وتجريبى وخاص ودولى" والتي ساعدت على ظاهرة العنف وسعى الآباء فى التقديم داخل هذه الأنماط المختلفة من أجل سوق العمل والوجاهة الاجتماعية مما أدى إلى ضياع الهدف الرئيسى للعملية التعليمية وهو بناء مستقبل مجتمع وضياع الدور التربوى والتعليمى للمدرسة.

من جانبه يقول الخبير التربوى وأستاذ علم النفس التربوى جامعة عين شمس دكتور تامر شوقي: إن أسباب الظاهرة يرجع إلى عدة أسباب منها:

الميول الاندفاعية والتى تدفع الطلاب إلى ارتكاب سلوكيات عنيفة دون الوضع في الاعتبار عواقب تلك السلوكيات الخطيرة وعدم التسامح بين الطلاب والرغبة فى الانتقام، مع افتقاد القدرة على الضبط والتحكم الذاتى في الانفعال نتيجة لعدم تعلم ذلك في الأسرة أو حتى المدرسة إلى جانب عدم وجود القدوة سواء في نطاق الأسرة أو المدرسة وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة التيك توك والتى تظهر كل ما هو غير طبيعي في المجتمع وكأنه طبيعي مع غياب التربية الدينية الصحيحة سواء في المنزل أو المدرسة أو المجتمع، بالإضافة إلى تغافل إدارة المدرسة أحياناً عن نشر بعض المخالفات السلوكية أو اتخاذ عقوبات صارمة فيها حتى لا يتم تشويه سمعة المدرسة، مما يشجع الطلاب على الاستمرار في ارتكاب تلك المخالفات.

ولعلاج كل هذه السلبيات يرى د.شوقي هو أن تسترد الأسرة دورها التربوي من جديد وأن يكون الوالدان قدوة سلوكية للأبناء في كيفية التعبير عن انفعالاتهما مع نشر برامج التربية السليمة للأبناء سواء في الإعلام أو السوشيال ميديا من خلال متخصصين حقيقيين وليسوا مدعين ينقلون معلومات مغلوطة، أيضا، استعادة دور العبادة في النصح والارشاد مع الاهتمام بالتربية الدينية في المدارس وخاصة في المراحل الأولى من التعليم وعودة دور المدرسة من خلال حرص إدارة المدرسة على تكريم الطلاب الملتزمين ومنحهم شهادات ومكافأة في طابور الصباح فى نهاية كل أسبوع، وإتاحة فرص ممارسة الأنشطة للطلاب داخل وخارج المدرسة وتنمية مواهبهم مما يمنحهم الثقة بالنفس إلى جانب جزئية مهمة جداً كما يرى الخبير التربوى وهو منع عرض مشاهد العنف في الدراما وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي من خلال تطبيق العقوبات بصرامة على الطلاب الذين يرتكبون المخالفات السلوكية بمختلف مستوياتها.

بينما تقول دكتورة شيماء قاسم أستاذ علم النفس إن أسباب الظاهرة يرجع إلى غياب البيئة الآمنة في المدارس مما يؤدي إلى زيادة السلوكيات العدوانية بين الطلاب مع ضعف الرقابة الأسرية وعدم تعليم الأطفال احترام الآخرين وتسهيل التنمر الإلكتروني الذي يُعتبر امتدادًا للتنمر المدرسي لافتةً إلى أن تهميش مواد دراسية مهمة مثل علم النفس والتي تُعنى بفهم السلوك الإنساني وآليات التعامل مع الآخرين قد يحرم الطلاب من الأدوات التي تساعدهم في بناء علاقات إيجابية.

وأضافت أن المعالجة لا تكون إلا بالتركيز على القيم والأخلاق من خلال مادة القيم واحترام الآخر والتي تهدف إلى تعزيز التسامح وقبول الاختلاف مع تطبيق مثل هذه المواد في المناهج الدراسية بالشكل الصحيح الذي أعدت من أجله وهذا قد يكون خطوة مهمة لمعالجة الظاهرة وبناء مجتمع مدرسي متماسك.

اقرأ أيضاً«تعليم أسيوط» تشارك في معرض منتجات طلاب المدارس بوزارة التربية والتعليم

للتعرف على دور الشرطة في حمايتهم.. الداخلية تنظم زيارات لطلاب المدارس ودور الرعاية

موعد إجازة نصف العام 2025 لطلاب المدارس والجامعات

مقالات مشابهة

  • طلاب جامعة جنوب الوادي يزورون جناح المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
  • بعد واقعة مدرسة كابيتال الدولية.. هل يتحول العنف والبلطجة بين طلاب المدارس إلى ظاهرة؟!
  • بمشاركة رئيس الوزراء في التقييم.. "طلاب الإسكندرية يحصدون 2.2 مليون جنيه في مسابقة GEN Z 2024"
  • الأكاديمية العربية للعلوم تحصد 2.2 مليون جنيه في مسابقة «GEN Z 2024»
  • «ترامب» يلغي حظر «بايدن».. ويسمح بتوريد قنابل 2000 رطل إلى إسرائيل
  • ترامب يلغي قرار بايدن .. ويسمح بإرسال قنابل ثقيلة للاحتلال الإسرائيلي
  • ترامب يرفع حظر بايدن عن تزويد الاحتلال الإسرائيلي بقنابل كبيرة
  • قرار بايدن "طي النسيان".. ترامب يُعيد تزويد إسرائيل بالقنابل الثقيلة
  • طلاب جامعة حلوان يزورون معرض القاهرة الدولي للكتاب (صور)
  • حلوان الأهلية تعلن عن بدء مسابقة عالمية لريادة الأعمال والتنمية المستدامة