الصين تدرس شراء المنازل لإنقاذ قطاع العقارات
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
تدرس الصين سن مشروع يقضي بأن تشتري الحكومات المحلية في جميع أنحاء البلد ملايين المنازل غير المبيعة، وفق ما نقلت وكالة بلومبيرغ عن مصادر مطلعة لم تسمها، فيما قد يكون في ذلك حلا طموحا لإنقاذ القطاع العقاري المتراجع بشكل كبير.
وحسب المصادر، فإن مجلس الدولة يسعى إلى استطلاع رأي العديد من المقاطعات والهيئات الحكومية بشأن الخطة الأولية، ورغم أن الصين جربت بالفعل العديد من البرامج للتخلص من الفائض من المساكن بمساعدة التمويل الحكومي، فإن الخطة الأخيرة ستكون أكبر كثيرا من حيث الحجم.
وسيُطلب من الشركات المحلية المملوكة للدولة المساعدة في شراء المنازل غير المبيعة من المطورين المتعثرين بخصومات كبيرة باستخدام القروض المقدمة من بنوك الدولة، وسيتم بعد ذلك تحويل الكثير من العقارات إلى مساكن بأسعار معقولة.
وما زال المسؤولون يناقشون تفاصيل الخطة وجدواها، مضيفين أن الأمر قد يستغرق شهورا للانتهاء منها إذا قرر قادة الصين المضي قدما.
مرحلة جديدةوإذا مضت الصين في خطتها، فسيمثل ذلك مرحلة جديدة في حملة الحكومة لمعالجة أكبر عائق يواجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وتراجعت مبيعات المنازل في الصين بنحو 47% في الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، وتراوح عدد المساكن غير المبيعة عند أعلى مستوياتها منذ 8 سنوات، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الانهيار الذي يهدد بتعريض نحو 5 ملايين شخص لخطر البطالة أو انخفاض الدخل.
ونقلت بلومبيرغ عن رئيس أبحاث العقارات الصينية في شركة سي جي إس إنترناشيونال سكيوريتيز إتش كيه، ريموند تشينغ، قوله إن الخطة يمكن أن "تضخ السيولة للمطورين بشكل مباشر وتحسن وضعهم المالي، فضلا عن استيعاب المخزون الزائد على الفور.. بذلك سيكون الجميع فائزين، وبطبيعة الحال، يحتاج الأمر إلى كثير من الأموال. على الأقل تريليون يوان (138.5 مليار دولار) لجعل التأثير أكثر جدوى".
وقدر رئيس الأبحاث المالية والعقارية الصينية في مجموعة جيفريز المالية، شوغين تشين أن ثمة حاجة إلى استثمارات بقيمة تريليوني يوان (277 مليار دولار) على الأقل.
أزمة العقارات تضرب اقتصاد الصين (الفرنسية)وينتظر المستثمرون تفاصيل التحركات المقبلة للحكومة بعد أن تعهد الحزب الشيوعي الحاكم في 30 أبريل/نيسان الماضي باستكشاف أساليب جديدة لتخفيف أزمة العقارات. وقال المكتب السياسي، الذي يتألف من 24 من كبار قادة الصين، إن البلاد تدرس سبل "استيعاب" المخزون الحالي من المنازل.
وقفز مؤشر سي إس آي 300 العقاري، الذي يتتبع 7 مطورين رئيسيين مدرجين في البر الرئيسي، بنسبة 5% بعد التقرير، وارتفع اليوان والدولار الأسترالي في المعاملات الخارجية.
وجربت بكين في الماضي شراء الدولة للشقق غير المبيعة، في حين لم تحقق معظم المبادرات الأصغر حجما نجاحا يذكر.
وفي أوائل عام 2023، أتاح بنك الشعب الصيني 100 مليار يوان (13.84 مليار دولار) لبعض المؤسسات المالية من خلال تسهيلات إقراض متخصصة، وكان الهدف من هذه الأموال مساعدة 8 مدن على أساس تجريبي على شراء العقارات غير المبيعة لاستخدامها في برامج الإيجار المحلية المدعومة.
إلغاء القيود
وذكرت صحيفة "إيكونوميك أوبزرفر" في يناير/كانون الثاني من هذا العام أن مدنا، من بينها تشينغداو وفوتشو، بدأت في استخدام هذه الأموال لشراء الشقق، ومع ذلك، تم تمديد ملياري يوان (277 مليون دولار) فقط في إطار البرنامج حتى مارس/آذار الماضي، حسبما أظهرت أحدث البيانات الفصلية للبنك المركزي، مما يشير إلى الحذر بين البنوك والسلطات المحلية.
ومنذ اجتماع المكتب السياسي الشهر الماضي، ألغت العديد من المدن الكبرى، منها هانغتشو، المقر الرئيسي لمجموعة علي بابا القابضة المحدودة، جميع القيود المتبقية على المشتريات السكنية لرفع المعاملات.
في الوقت نفسه، أطلقت أكثر من 50 مدينة صينية برامج "المبادلة" التي تقدم للسكان حوافز لبيع منازلهم القديمة وترقية عقاراتهم الجديدة كجزء من الجهود الرامية إلى تعزيز الطلب على الإسكان، من بينها 11 كيانا حكوميا محليا أو كيانا مدعوما من المدينة تجري تجارب شراء مخزون المساكن، وفقا لمذكرة من شركة "تيانفينغ سكيوريتيز" هذا الأسبوع.
واستبعدت بلومبيرغ أن يستقر قطاع العقارات في الصين حتى سد الفجوة بين العرض والطلب على المساكن.
وأظهرت بيانات رسمية أن مخزون المساكن غير المبيعة ارتفع إلى 3.6 مليارات قدم مربع العام الماضي، وهو أعلى مستوى منذ عام 2016، وستتكلف الحكومة ما لا يقل عن 7 تريليونات يوان (969 مليار دولار)، أو 78% من عجز ميزانية الصين هذا العام، لاستيعاب المخزون في 18 شهرا، وفق تيانفينغ سكيوريتيز.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
قبل مقترح ترامب.. إسرائيل تدرس تشجيع هجرة سكان غزة منذ عدة أشهر
تجري إسرائيل منذ عدة أشهر مناقشات على مستويات عالية لبحث إمكانية طرح خطة تهدف إلى تشجيع هجرة سكان قطاع غزة إلى دولة ثالثة لصالح إعادة إعمار القطاع.
ويشير تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى أن إسرائيل تدرس بعناية هذه الفكرة، التي من المتوقع أن تشهد نقل سكان القطاع إلى دولة لا ينبغي أن تكون مصر أو الأردن.
تفاصيل الخطة المقترحة
تتضمن الخطة التي يتم دراستها نقل سكان قطاع غزة إلى دولة ثالثة بعيداً عن مصر والأردن، وذلك بزعم تسهيل عملية إعادة الإعمار الشامل للقطاع بعد الدمار الكبير الذي لحق به.
وبحسب الصحيفة كانت هذه الفكرة قد طرحت للمرة الأولى قبل نحو شهرين، أي قبل أن يطرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفس الفكرة التي تدعو إلى الهجرة الطوعية لسكان غزة إلى الدول المجاورة في إطار إعادة الإعمار.
الموقف الإسرائيلي
على الرغم من أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يتحدث علنًا عن هذه الفكرة حتى الآن، إلا أن مصادر مطلعة أفادت بأن المناقشات حولها مستمرة في أوساط الحكومة الإسرائيلية.
ووفقا للصحيفة فقد لقيت هذه الفكرة دعمًا من بعض وزراء الحكومة، خاصة من اليمين، مثل وزير الأمن القومي السابق إيتمار بن جفير، الذي دعا إلى تشجيع الهجرة من قطاع غزة وفتح المجال لإقامة مستوطنات في القطاع. كما أعرب بن غفير عن اعتقاده بأن نتنياهو أصبح أكثر انفتاحًا على الفكرة.
الموقف العربي والدولي
الاقتراح الذي طرحه ترامب، الذي يتضمن نقل سكان غزة إلى مصر والأردن، أثار ردود فعل غاضبة من قبل العديد من الدول العربية. فقد رفضت مصر والسعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة وكذلك السلطة الفلسطينية هذه الفكرة، مؤكدة أن الفلسطينيين يجب أن يبقوا في أراضيهم.
في هذا السياق، عقدت عدة اجتماعات بين المسؤولين العرب والدوليين لبحث القضايا المتعلقة بإعادة إعمار قطاع غزة. ومن المتوقع أن يتم التطرق لهذه القضايا خلال زيارة مرتقبة يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن، حيث سيبحث مع ترامب الحلول الممكنة للأزمة في غزة، بما في ذلك خطة إعادة الإعمار.