حبس المتهم المتسبب في وفاة تسنيم بسطاوي «طبيبة التجمع»
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
طارت في الهواء.. قررت محكمة جنح القاهرة، المنعقدة في مجمع محاكم التجمع الخامس، بمعاقبة المتهم المتسبب في وفاة تسنيم بسطاوي المعروفة إعلاميا ب«طبيبة التجمع »بالحبس سنة مع الشغل.
محاكمة السائق المتسبب في قتل طبيبة التجمعدفاع تسنيم بسطاوي، طبيبة التجمع، التي لقيت مصرعها نتيجة اصطدامها بسيارة مسرعة بالقاهرة الجديدة.
بدأت المحامية أمل أصلان مرافعتها قائلة: "بسم الله الرحمن الرحيم أسأل الله التوفيق في مهمتي، وأسأله سبحانه وتعالى أن يجعل طريقي في دفاعي عادلاً".
وأضافت: “في هذه القضية ضحية المتهم في هذه الدعوة شابة في ريعان شبابها دكتورة بيطرية من أوائل الدفعة”، مشيرة إلى أنها تقدمت بمستند يؤكد أنها من أوائل الدفعة صادر من الجامعة.
وأكدت دفاع تسنيم بسطاوي في مذكرة دعواها، أن موكلتها فقدت حياتها بدم بارد، مشيرة إلى أنه بمطالعة أوراق المحضر وأقوال المتهم والتقرير الطبي يتبين توافر الخطأ والضرر والسببية،
حيث يتمثل خطأ المتهم في الرعونة والإهمال وعدم الاحتراز وعدم مراعاة اللوائح والقوانين.
وأشارت أمل أصلان، دفاع طبيبة التجمع، في مذكرتها إلى أن الثابت من أقوال المتهم في المحضر أنه كان يرى المجنى عليها أمامه ويتابعها، وأنه لا يستطيع تفاديها من سرعته وهو ما يعتبر إهمالا ورعونة وعدم احتراز وعدم مراعاة للوائح والقوانين لأنه كان يجب عليه أن يعلم أن سرعته المتجاوز فيها والواضح بكسور المجنى عليها (الموضحة بالتقرير الطبي) وتلفيات السيارة (الموضحة بالمحضر وبأقوال المتهم)، أنها تتجاوز 160 ك وذلك وفقا لأقوال الشهود المرفق إقرارهم بالمستندات المقدمة.
وقالت: “موكلتي تطايرت في الهواء ثم سقطت على زجاج السيارة ثم ارتطمت بالأرض في منتصف الطريق، وحاول المتهم الهروب إلا أن سائقى الميكروباصات أوقفوه إلى أن وصلت النجدة والإسعاف وتم نقلها إلى المستشفى الجوى بصحبه أحد المارة”.
اقرأ أيضاً«مالحقوش يجنوا الزرع».. الأمن يداهم 18 فدانا من نبات الـ «بانجو» و الـ «هيدرو»
تحرير 41 مخالفة تموينية متنوعة بقنا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: حوادث طبيبة التجمع تسنيم بسطاوي محكمة جنح القاهرة طبیبة التجمع تسنیم بسطاوی إلى أن
إقرأ أيضاً:
الأولوية القصوى هي لقضية إيقاف الحرب (15 – 15)
دمرت الحرب معظم بلادنا، وقتلت الالاف من شعبنا، وأدت لنزوح الملايين داخليا وخارجيا. وسميت آثارها أكبر مأساة في عصرنا. ثم صعدت الفلول واجهزتهم الأمنية والإعلامية خلاف الكراهية، بهدف اكمال مشروع الحرب الأهلية الشاملة، حيث يحارب الكل ضد الكل. ويتم القتل بناء على الهوية والسحنة واللهجة. ليتم تدمير السودان تماما وتقسيمه لدويلات صغيرة فاشلة ومنشغلة بالحرب صد شعبها والدول المجاورة. هذا طريق كارثي ومصير أسود لا نتمناه لبلادنا العزيزة. الواقع اثبت ان لا منتصر في هذه الحرب. وديمومتها هو استمرار وتصعيد للدمار والمعاناة. واثبتت تجارب العالم كله وتجارب بلادنا ان كل الحروب تنتهي باتفاق سلام. ولن يتحقق أي اتفاق سلام، بدون وحدة القوي المدنية، لتخاطب المتحاربين والعالم بصوت واحد. ورغم الخلافات بين القوى السياسية، فلا طريق آخر غير الاتفاق. ولنبدأ بالمطابة بإيقاف الحرب جميعا، ومن يود ان ينسق لفترة ما بعد الحرب فهذا ممتاز، ومن لا يريد ان ينسق حول ذلك فذاك جيد ومفهوم.
اننا نقرأ التاريخ لنتعلم منه، وإذا لم نتعلم نه لا فائدة لنا من قراءته. فقد مرت الحركة السياسية السودانية، خلال تطورها، بفترات من الصعود والهبوط، صدامات كثر وتحالفات متعددة. وقدمنا، خلال عرضنا للتحالفات، كيف تحالف الحزب مع حزب الامة بعد ان هاجمه، بعنف، وبالرغم من كل ما مارسه الحزب الوطني الاتحادي ووزير الارشاد من عداء للحزب الشيوعي ولاتحاد العمال، وما تم في مذبحة عنبر جودة، وتشريد العاملين، دعم الحزب الحكومة الوطنية ورفض الصراع الذي أدى لانشقاق الحزب الوطني الاتحادي. أما بيان الحزب حول انتخابات المجلس المركزي فهو يعبر عن موقف عقلاني وموضوعي، لان التحالف يتم بين قوى تحمل رؤي مختلفة. أما حل الحزب وطرد نوابه وهجوم الأنصار على دوره لم يمنع تحالفه مع حزبي الامة والاتحادي قبل الانتفاضة. وكانت الموقف خلال الانتفاضة، تجربة ملهمة وجديرة بالدراسة فرغم كل التعقيدات والمصاعب والتنكر للوعود، لم يرفض الحزب التحالف، بل أصر على استمرارية وتقوية قوى الانتفاضة في وجه الداعين لوحدة قوى اليسار. تجربة مظاهرات السكر فهي أوضح مثال على رفض المواقف غير الناضجة والتمسك بالمبادي، والنظر للإطار الأكبر وعدم الإغراق في التفاصيل. وجاءت كل بيانات الحزب خلال مقاومة حكم الاسلامويين لتوضح ايمانه، الذي لا يتزعزع، بالعمل المشترك والجبهة الواسعة.
أعتقد بان أفضل ما اختم به هذه المقالات، لأنني ركزت في هذه المقالات الاعتماد على الوثائق، هو ما ورد في الورقة التي قدمها الحزب الشيوعي الى المؤتمر الثاني للتجمع الوطني الديمقراطي، وتم نشرها في القاهرة بتاريخ 8 نوفمبر 1998:
" اهتم ميثاق التجمع بالفترة الانتقالية، وافرد لها حيزا كبيرا، وذلك إدراكا منه لحقيقة ان إقامة حياة مستقرة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا في السودان، عقب اسقاط نظام الجبهة، وفق تطلعات شعبنا للسلام والديمقراطية والوحدة الوطنية، ووفق التزامات التجمع، تتطلب ليس فقط إزالة آثار حكم الجبهة، وانما أيضا التخلص من العوامل المختلفة التي أدت الى انتاج الأزمة منذ الاستقلال، وتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية وتشريعية واجتماعية وإدارية، كان غيابها وراء تلك الازمة.\وهذه مهمة عسيرة تتطلب أعلى درجات التوحد والعزم لإنجازها. انها الجهاد الأكبر مقارنة بمهمة الإطاحة بنظام الجبهة. ذلك لأنها ستكون محفوفة بكل مغريات ومخاطر المنافع الحزبية والذاتية الضيقة. ولهذا فان على التجمع ان يعد اعدادا دقيقا لكيما تصبح الفترة الانتقالية فترة حاسمة نتجنب ونتفادى كل السلبيات التي خبرناها في الفترات السابقة، وترسى الأسس السليمة والقويمة لسودان ديمقراطي موحد ومتصالح مع نفسه"
ثم تركز الورقة حول معالجة الاختلافات اثناء الفترة الانتقالية، فتقول:
" ليس مستبعدا، بل الأرجح، ان تقوم خلافات بين الفصائل وداخل أجهزة الحكم خلال الفترة الانتقالية، فالتجمع ليس تنظيما شموليا، وانما هو تحالف مؤسس على اتفاقات محددة.
ان الاختلاف في الفترة الانتقالية جائز، بل ضروري أحيانا بين أعضاء المجلس الوطني ومجلس الوزراء، وسيكون خلافا بين اشخاص (وربما حزاب) يجمعهم برنامج واحد. ولذلك سيكون على الأرجح خلافا حول تفسير أو تنفيذ البرنامج لا ضده. وفي حالة الاختلافات الخطيرة يمكن رد الأمر الى هيئة قيادة التجمع لتحلها وفق منهج التراضي. "
siddigelzailaee@gmail.com