طالبتان تحوّلان ثاني أكسيد الكربون إلى صديق للبيئة
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
العمانية: نجحت طالبتان من تعليمية محافظة شمال الباطنة في ابتكار مشروع تحت مسمى "CO2 الصديق للبيئة"، حيث يعمل على تحويل غاز ثاني أكسيد الكربون إلى صديق للبيئة للحدّ من الانبعاثات التي تسبّبها العمليات الصناعية أو النقل أو الإنتاج الزراعي.
وقالت أسيل بنت عبدالله المعمرية من مدرسة رياض الأزهار للتعليم الأساسي: إن فكرة المشروع تكمن في تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو من خلال اقتناصه وتحويله إلى غاز صديق للبيئة، وعملنا على ابتكار جهاز يعمل على إزالة ثاني أكسيد الكربون من العوادم والغازات الناتجة من المصادر الأخرى على مرحلتين، أولاهما من خلال عملية البلازما الباردة والتي لها القدرة على تفكيك غاز ثاني أكسيد الكربون من خلال تنشيط وتفكيك ذرات الغاز بحيث تكون في وضع نشط، إلى جانب ذلك فهي أكثر فعالية في تنقية الغازات الملوثة كما أنها موفرة للطاقة وصديقة للبيئة، ثم المرحلة الثانية وتتم فيها عملية التنقية مرة أخرى باستخدام الفحم المنشط والذي بدوره أيضا يقوم بامتصاص الكربون.
من جانبها أوضحت سارة بنت محمد البلوشية من مدرسة رياض الأزهار للتعليم الأساسي أن الجهاز يعمل بتقنية البلازما الباردة ويحتوي على الكربون المنشط المصنوع من مصادر كربونية مثل الفحم وقشور جوز الهند الذي يتمكن من امتصاص وتفكيك غاز ثاني أكسيد الكربون والذي يؤدي إلى تحسين جودة الهواء والتقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وأفادت أنه يمكن لهذا المشروع المساهمة في تحقيق أهداف الاستدامة وخفض الانبعاثات الكربونية على المدى الطويل وتحقيق الاستدامة البيئية، ويتضح ذلك من خلال طريقة عمل الجهاز، مشيرة إلى أنه أثبتت فعالية الجهاز القادرة على تقليل نسبة co2 بشكل فعال وبكفاءة عالية حيث تمت تجربته مبدئيًا في بعض المصانع والمناطق المختلفة.
وبينت أن ثمة خططا مستقبلية لتطوير هذا الجهاز ممثلة في دمج النظام مع نظام التحليل الكهربائي لإنتاج الماء من خلال اتحاد ذرات الأوكسجين مع ذرات الهيدروجين، وعمل هذه الأجهزة بطريقة مصغرة لتنتشر في ربوع سلطنة عمان لترتبط بالسيارات والمصانع والعديد من الأنشطة الصناعية الأخرى.
جدير بالذكر أن مشروع "co2 الصديق للبيئة " هو أحد مشروعات تعليمية شمال الباطنة ممثلة في مدرسة رياض الأزهار للتعليم الأساسي وتشرف عليه المعلمتان حليمة المعمرية وهاجر الغيثية، ويشارك به في جائزة شركة تنمية نفط عمان التي انطلقت هذا العام في دورتها السادسة التي تحمل عنوان "الحياد الصفري الكربوني" وحصد المشروع المركز الخامس.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: غاز ثانی أکسید الکربون من خلال
إقرأ أيضاً:
شفط الكربون من السماء.. الأمل الأخير لمواجهة كارثة المناخ
تخيّل عالماً يُمكن فيه تنظيف السماء من التلوث بنقرة زر واحدة، لكن للأسف، حتى لو أوقفنا جميع الانبعاثات فوراً، فإن الكوكب سيظل يعاني بسبب الكربون الهائل الموجود بالفعل في الغلاف الجوي.
الحل؟ تقنية التقاط الهواء المباشر (DAC)، التي يصفها البعض بأنها أمل البشرية، بينما يراها آخرون مضيعة للوقت والموارد.
ما هي تقنية التقاط الهواء المباشر؟
ببساطة، تسحب هذه التقنية الهواء الملوث عبر فلاتر خاصة لإزالة ثاني أكسيد الكربون، يُستخدم في هذه العملية مواد صلبة أو سوائل لالتقاط الكربون، ثم يُسخن المرشح لإعادة استخدامه أو لتجهيز الكربون للتخزين أو الاستخدام. لكن التحدي الأكبر يكمن في كمية الطاقة الهائلة والتكاليف المرتفعة التي تحتاجها هذه العمليات.
لماذا نحتاجها؟
في الستينيات، كانت البشرية تضخ 11 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، اليوم، تضاعف هذا الرقم إلى 40 مليار طن، بينما تشير التقديرات إلى أن الغلاف الجوي يحتوي على حوالي 950 مليار طن من الكربون المتراكم، مما يدفع كوكبنا نحو كارثة مناخية. وفقاً لدراسة لجامعة أكسفورد، يجب علينا إزالة ما بين 7-9 مليارات طن سنوياً بحلول عام 2050 للحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية فقط.
يمكن تخزين ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض في الصخور المسامية أو حقول النفط القديمة. كما يمكن استخدامه كوقود صناعي، في مواد البناء، أو حتى في المشروبات الغازية. شركات مثل Holocene وMission Zero تتسابق لجعل هذه العمليات أكثر كفاءة وأقل تكلفة باستخدام تقنيات جديدة تعتمد على المذيبات القابلة لإعادة الاستخدام والتحليل الكهربائي.
العقبات والتحديات
تكلفة استخراج الكربون ما زالت مرتفعة جداً، تتراوح بين 300 و600 دولار للطن، ويحتاج القطاع إلى تقليص هذه التكلفة إلى أقل من 200 دولار للطن ليصبح مجدياً اقتصادياً. إضافة إلى ذلك، يواجه المشروع انتقادات واسعة بسبب استهلاكه للطاقة واعتماده الكبير على الموارد.
المستقبل المأمول
بالرغم من العقبات، بدأت مبادرات واعدة مثل مصنع Stratos في تكساس، الذي سيُزيل نصف مليون طن من الكربون سنوياً عند اكتماله. يرى الخبراء أن التوسع في هذه التقنيات سيخفض التكاليف ويعزز جدواها.
تقنية التقاط الهواء المباشر ليست الحل السحري، لكنها قد تكون أداة حاسمة في معركتنا لإنقاذ كوكب الأرض، فمع التقدم التكنولوجي، قد يتحول هذا التحدي إلى فرصة حقيقية لتغيير مستقبل البشرية.