تسعى السعودية إلى تجنب دفع الاقتصاد إلى حالة من النشاط الزائد، في الوقت الذي توجه فيه الاستثمارات للتحول بعيدا عن الاعتماد على النفط، وفق ما ذكرت بلومبيرغ.

وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان، في منتدى قطر الاقتصادي أمس الثلاثاء، إنه في حين أن الاستثمارات الضخمة لبلاده تساعد على نمو الاقتصاد غير النفطي، فإن المملكة بحاجة إلى توخي الحذر بشأن "السخونة الزائدة" التي قد تؤدي إلى تسارع التضخم و"حالات تسرب".

والتسرب الاقتصادي يعني انحراف رأس المال الاستثماري عن الدائرة الاقتصادية التقليدية (الدخل القومي الذي يتم إنفاقه على الإنتاج والاستهلاك ومدفوعات عوامل الإنتاج لتحقيق دخل قومي)، ومن بين أشكاله الاستيراد من الخارج.

وأضاف على هامش جلسة حوارية بعنوان "إعادة صياغة اقتصادات الشرق الأوسط" أنه "إذا لم تسمح لاقتصادك بمواكبة مشاريعك، فإن ما سيحدث في الأساس هو أنك ستستورد المزيد"، ونتيجة لذلك، قد تفتقر المملكة العربية السعودية إلى المصانع والقدرات الأخرى اللازمة لدعم خططها. وأجمل حديثه بالقول إن من الحكمة إعطاء المشاريع مزيدا من الوقت.

وأضاف الجدعان أن رؤية 2030 في بلاده تستهدف تنويع الاقتصاد السعودي، وجعله أكثر استدامة، وقال "بدأنا نقترب من مستهدفات رؤية 2030 فيما يتعلق بالبطالة والتوظيف. نستهدف رفع دور القطاع الخاص في عملية التوظيف، كما أن عائداتنا غير النفطية فاقت توقعاتنا".

وأوضح وزير المالية السعودي أن "ثبات العملات الخليجية ساهم في تراجع تكاليف وارداتنا"، وقال "سنكون المكان الأنسب للجيل القادم، لقد أوجدنا سياسات تؤمن لنا الاستمرارية، واستدامة الاقتصاد".

وأوضح الجدعان أن المملكة تكون متحفظة للغاية عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بعائدات النفط، وهو ما يضمن استدامة خططها ومشاريعها الاستثمارية.

رؤية السعودية 2030 تسعى إلى تنويع الاقتصاد السعودي (الجزيرة) عقبات

وواجهت خطة التحول الاقتصادي، المعروفة باسم رؤية 2030، بعض العقبات بعد 8 سنوات من كشف ولي العهد محمد بن سلمان النقاب عنها، وسبق أن أقر الجدعان باحتمال حدوث تأخير أو تسريع لبعض المشاريع.

وبموجب خطة ولي العهد، تضخ السعودية مئات المليارات من الدولارات في كل شيء من السيارات الكهربائية إلى أشباه الموصلات والرياضة.

وقال محمد الجدعان "ليس التمويل في الواقع هو العائق.. إنما التسرب الاقتصادي".

وأضاف الجدعان أن الإنفاق "في ظل الظروف الحالية من الضغوط التضخمية الخطيرة في جميع أنحاء العالم والزيادات الخطيرة في تكلفة التمويل"، من المرجح أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل أسرع وفرط نشاط الاقتصاد البالغ 1.1 تريليون دولار.

عجز

وتحولت ميزانية المملكة إلى العجز بعد تحقيق أول فائض منذ سنوات، وذلك بعد انخفاض أسعار الطاقة والإنتاج والتزامات الإنفاق، وتتوقع الآن استمرار العجز حتى عام 2026.

لكن الجدعان قال إنه واثق من أن المملكة ستنفذ خططها، على الرغم من الثمن الباهظ، إذ تستمد المزيد من الدخل من مصادر غير نفطية، وتتخذ نهجا حذرا في افتراض مقدار ما قد تكسبه من النفط الخام.

ووضح "نحن متحفظون للغاية في توقعاتنا، وبالتالي خططنا بشأن كيفية تغطية عائدات النفط لتلك النفقات".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

أشرف العربي يستعرض رؤية شاملة لتجاوز الأزمة الاقتصادية المصرية

شارك أشرف العربي، رئيس معهد التخطيط القومي ووزير التخطيط الأسبق، في ندوة ثقافية نظمها المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط تحت عنوان "نحو خطة وطنية لتجاوز الأزمة الاقتصادية المصرية". 

يأتي ذلك في إطار فعاليات الدورة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

أدار الندوة اللواء طارق عبد العظيم، رئيس المركز، وذلك بحضور نخبة من الخبراء والمعنيين بالشأن الاقتصادي.

استهل الدكتور أشرف العربي حديثه باستعراض أبرز التحديات الاقتصادية الراهنة، مسلطًا الضوء على الفجوات الهيكلية التي يعاني منها الاقتصاد المصري، ومناقشًا تأثير قضايا عدة، مثل النمو السكاني، سوق العمل، التضخم، وسعر الصرف، والديون على استدامة النمو. 

وعقب تشخيصه للوضع الراهن، نبه العربي إلى أن تجاوز هذه التحديات يتطلب تحسين بيئة الاستثمار، دعم الإنتاج المحلي من أجل التصدير وتعزيز التكامل مع سلاسل القيمة العالمية.

وخلال حديثه عن مرتكزات الخطة الوطنية لتجاوز الأزمة، شدد العربي على أن الحفاظ على الاستقرار الأمني والسياسي يمثل الركيزة الأساسية لأي استراتيجية للخروج من الأزمة، مشيرًا إلى أهمية سرعة استعادة التوازن المالي والنقدي في ظل الأزمات والمربكات المحيطة.  

وأكد رئيس معهد التخطيط القومي أن الاستثمار في رأس المال البشري يعد أولوية مطلقة، كونه العنصر الحاسم في مواجهة التحديات وتقليل الفجوات الهيكلية وتحقيق تنمية مستدامة.

جدير بالذكر أن الندوة شهدت مشاركة  كل من الأستاذ الدكتور محمد علي إبراهيم، أستاذ الاقتصاد والمدير الأسبق للأكاديمية العربية للنقل البحري والتكنولوجيا – فرع بور سعيد، والدكتور مدحت نافع، الخبير الاقتصادي ومساعد وزير التموين الأسبق، كما حظيت الندوة بتفاعل واسع من الحضور، الذين دارت مناقشاتهم وتساؤلاتهم حول سبل تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي.

مقالات مشابهة

  • “الخريف”: “رؤية المملكة 2030” تفتح آفاقًا واعدة لتوسيع الشراكة الإستراتيجية مع الهند
  • وزير الصناعة والثروة المعدنية: “رؤية المملكة 2030” تفتح آفاقًا واعدة لتوسيع الشراكة الإستراتيجية مع الهند في قطاعي الصناعة والتعدين
  • رؤية مصر 2030 وعلاقتها بمنع ومكافحة الفساد ندوة بـ جامعة دمنهور
  • جامعة دمنهور تنظم ندوة "رؤية مصر 2030 وعلاقتها بمنع ومكافحة الفساد"
  • ضمن رؤية مصر 2030.. تخصيص عدد من المباني لإنشاء جامعة طنطا الأهلية
  • أشرف العربي يستعرض رؤية شاملة لتجاوز الأزمة الاقتصادية المصرية
  • كاتب صحفي: مصر تسعى لتوسيع شراكاتها الاقتصادية والاستراتيجية
  • برلماني: نجاح جهود الدولة في جذب الاستثمارات يعزز النمو الاقتصادي
  • مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية يعقد اجتماعا لمناقشة التقارير وإصدار التوصيات
  • إنهاء برنامج الاستدامة المالية