فلسطينيو الـ48 يحيون ذكرى النكبة ويطالبون بوقف العدوان على غزة
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
القدس المحتلة- تحت شعار "أوقفوا الحرب على غزة" أحيت جماهير من فلسطيني الـ48 الذكرى الـ76 للنكبة بالمشاركة في مسيرة العودة الـ27 التي أقيمت على أراضي قريتي هوشة والكساير المهجرتين في قضاء حيفا بدعوة من جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين.
وحملت المسيرة -التي طافت العديد من أراضي البلدات المهجرة بعنوان "هنا باقون.
وتضمنت المسيرة مهرجانا خطابيا افتتح بالنشيد الوطني الفلسطيني "موطني" ثم "قسم العودة"، وتحدث خلال المهرجان كل من رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة والمندوبة عن جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين نورا نصرة، كما تحدث محمود صبح نيابة عن أهالي القرى المهجرة.
وتخللت المهرجان فعاليات فنية ومحطات ثقافية، وخيمة للدفاع عن الحريات التي تطالب بتحرير جثامين الشهداء الأسرى، ومن ضمنهم الشهيد وليد دقة الذي استشهد بتاريخ 7 أبريل/نيسان الماضي بعد أن قضى 38 عاما في الأسر، حيث تواصل السلطات الإسرائيلية احتجاز جثمانه.
تحولت المسيرة إلى محطة احتجاجية رُفعت خلالها الأعلام الفلسطينية ولافتات تحمل أسماء القرى المهجرة، وشعارات تصر على حق عودة اللاجئين، وتندد بجرائم الحرب والإبادة في غزة.
وبرزت مشاركة واسعة للجيل الشاب وأبناء الشبيبة الذين كسروا حاجز الخوف وتحدوا الإجراءات الإسرائيلية التي حظرت منذ "طوفان الأقصى" رفع علم فلسطين ومنعت أي فعاليات منددة بالحرب ومناصرة لقطاع غزة.
وتقدمت زكية شناوي مسيرة العودة برفقة مجموعة من الفتيات اللواتي لوحن بعلم فلسطين، وتقول شناوي للجزيرة نت إن المسيرة تأتي ضمن ظروف استثنائية في ظل الحرب على غزة وكأن جيلا فلسطينيا جديدا يعيش مشاهد النكبة التي تناقلها بالروايات التاريخية.
ولفتت إلى أن المسيرة تأتي للتأكيد على حق العودة، وأن النشء الفلسطيني لن ينسى النكبة التي تتجسد بالعام 2024، وذلك من خلال الحرب على غزة التي تستهدف وجود الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده.
كما أشارت إلى أن إحياء ذكرى النكبة في ظل الحرب بمثابة تحد للمؤسسة الإسرائيلية التي انتهجت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسلوب التضييق والملاحقة والقمع لكل صوت فلسطيني في الداخل متضامن مع غزة تحت ذريعة التحريض على العنف والإخلال بالنظام العام.
وتولي شناوي أهمية بالغة لإحياء ذكرى النكبة والفعاليات الوطنية، حيث إن المشاركة الواسعة للنشء والأجيال الشابة من الداخل الفلسطيني في مسيرة العودة -التي تحولت إلى ساحة مناصرة لغزة- تربك إسرائيل وتخيفها.
وتعتقد أن المسيرة تعبر عن مشاعر الانتماء ووحدة الشعب الفلسطيني، وتحمل في طياتها الكثير من الرسائل التي لها تأثير على الرأي العام وتشكيل الوعي والسردية الفلسطينية وتسهم في صقل الهوية الوطنية.
بدوره، يصر السبعيني حجو حجو وزوجته أمينة على المشاركة في مسيرة العودة، وهما ينحدران من قرية لوبية المهجرة في الجليل الأعلى، واستقر بهما اللجوء في بلدة دير حنا.
وسرد حجو للجزيرة نت مشاهد التهجير والتشريد من قريته التي كان عدد سكانها وقت النكبة يبلغ نحو 3 آلاف نسمة، منهم من هجّروا إلى لبنان وسوريا، ومنهم من بقوا لاجئين في الداخل ويعيشون على أمل العودة الذي ورثوه ويحرصون على نقله إلى أولادهم وأحفادهم.
ويقول حجو إن مشاهد النكبة والمحطات ذاتها تتواصل في غزة من خلال الحرب التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين "لكن المشاركة الواسعة في فعاليات العودة إلى القرى المهجرة تؤكد أن النشء الفلسطيني لن ينسى، وأنه سيحمل الراية بأمانة ويصر على العودة".
وتتبنى الطرح ذاته المنسقة الإعلامية لمسيرة العودة مقبولة نصار، وهي ناشطة في جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، مشيرة إلى أن المشاركة الواسعة في المسيرة تحمل دلالات مفادها أنه لن تكون هناك نكبة جديدة في العام 2024، في إشارة إلى الحرب على غزة، وأن الشعب الفلسطيني حسم قراره بالتمسك بحق العودة وعدم التفريط به مهما كانت الظروف.
وأشارت نصار في حديثها للجزيرة نت إلى أن الحضور المميز للجيل الشاب في مسيرة العودة يؤكد أن الشعب الفلسطيني لم ولن ينسى ما حصل في النكبة، فهو يرفع صوته عاليا من أجل العودة رغم سياسة القمع الإسرائيلية ضد فلسطينيي الـ48 لتضامنهم ودعمهم لأهل غزة.
وأوضحت أن مسيرة العودة ما هي إلا رسالة صمود لأهالي غزة وربط لما حصل في النكبة عام 1948 بالحرب الجارية على غزة، وهي تعكس مسيرة الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال.
تمسك بالحقمن جهته، يرى عضو لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية الدكتور يوسف جبارين أن مسيرة العودة تذكّر بفصول النكبة، ولها دلالات وأهمية بالغة، خصوصا في ظل استمرار الحرب على غزة، حيث إن المشاركة الجماهيرية الواسعة بمثابة تحدٍ لسياسة الملاحقات والترهيب التي تعتمدها إسرائيل ضد فلسطينيي الـ48.
وأوضح جبارين للجزيرة نت أن المسيرة تحولت إلى أكبر تظاهرة مطالبة بوقف الحرب في الداخل الفلسطيني منذ العدوان على غزة، مما يدل على إصرار النشء الفلسطيني في الداخل على الارتباط بقضايا شعبه.
ويعتقد أن هناك رمزية لنجاح الفعاليات الوطنية ومسيرات العودة، حيث أسهمت في ترسيخ مكانة العلم الفلسطيني رغم المحاولات الإسرائيلية لحظره ومنع رفعه خلال الأنشطة الاحتجاجية المنددة بالحرب على غزة طوال الأشهر الأخيرة.
وأشار جبارين إلى أن مسيرة العودة التي رفعت فيها الأجيال الشابة الأعلام الفلسطينية تؤكد فشل المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى طمس الرموز الفلسطينية مقابل تشبث الجيل الشاب وتمسكه بعدالة القضية الفلسطينية وتعزيز قناعاته بحتمية انتصارها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الشعب الفلسطینی الحرب على غزة ذکرى النکبة للجزیرة نت فی الداخل على حق إلى أن
إقرأ أيضاً:
مواصلة الدراسة في الجامعات رهين بوقف الحرب
بقلم : تاج السر عثمان
١
اصدر وزير التعليم العالي قرارا يقضي بالزام الجامعات السودانية، الحكومية والخاصة، باستئناف عملها من داخل السودان وإغلاق المراكز الخارجية.
هذا القرار المتعجل غير عملي في ظل استمرار الحرب في الخرطوم وبقية المدن التي مازالت نيران الحرب فيها مشتعلة، مما يتطلب الوقف الفوري للحرب وعودة النازحين لمدنهم وقراهم ومنازلهم، والتعمير العاجل لما دمرته الحرب ولاسيما في الجامعات والمعاهد والمدارس.
فقد تعرضت الجامعات كما هو معروف لدمار في بنيتها التحتية أو مرافقها التعليمية، جراء الحرب اللعينة.
إضافة لضمان توفير مقومات استقرار التعليم الجامعي وتوفير المناخ المناسب للأساتذة والطلاب والعاملين لمواصلة الدراسة من سكن ومعيشية مستقرة ومكتبات ومعامل وبيئة تعليمية منتجة ومستقرة.
كما أوضحنا أدت الحرب الي تدمير البنية التحتية لمؤسسات التعليم العالي، وتحويل بعضها لثكنات عسكرية، وعطلت.العملية التعليمية، وتوقفت الدراسة لآلاف الطلاب.، واضطرت أعداد كبيرة من الأساتذة والعاملين للهجرة خارج السودان.، مما أدي لزيادة الطين بلة والمزيد من التدهور في التعليم العالى.
٢
لعودة الدراسة في الجامعات مهم اتخاذ الخطوات التالية:
وقف الحرب فورًا، وعودة النازحين لمنازلهم ومدنهم وقراهم ، وتحقيق اَالحكم المدني الديمقراطي وترسيخ السلام المستدام بخروج العسكر والدعم السريع من الجامعات، و من السياسة والاقتصاد، وحل كل المليشيات وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية، والتمسك بوحدة البلاد ورفض الحكومة الموازية لحكم الجنجويد مع تعديلات البرهان الدستورية التى تكرس الحكم العسكري وتطيل أمد الحرب مما يضر كثيرا بالعملية التعليمية ومصالح المواطنين.
الدعم المالي للجامعات والمعاهد والمدارس لضمان مواصلة التعليم في بيئة مستقرة، فضلا عن ضرورة إعادة تأهيل الجامعات وتوفير مقومات العملية التعليمية من اساتذة وطلاب مستقرين في السكن والمعيشة ومعامل مكتبات، وضمان حق الطلاب الأساتذة في تكوين اتحاداتهم ونقاباتهم المستقلة، وقوانين للجامعات تؤكد حرية وتوسع البحث العلمي واستقلالها.
٣
التعليم هو الركيزة الأساسية للتنمية وتقدم المجتمع، بالتالي من المهم مراجعة قرار وزير التعليم العالي وعدم التعجل في فتح الجامعات بدون توفير الحد الأدنى واهمه وقف الحرب، اضافة لما اشرنا اليه سابقا،حتى تكون الجامعات فعلا لا قولا مركزا للإشعاع في المجتمع، وحتى لاتكون النتيجة المزيد من الخراب والدمار.
alsirbabo@yahoo.co.uk