حمدان: عدم الالتزام بالمواثيق الدولية يكشفنا أمام العدوّ الاسرائيلي
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
قال النائب فراس حمدان إنّ "عدم الالتزام بالمواثيق الدولية يكشفنا أمام العدوّ الاسرائيلي". وأضاف حمدان من مجلس النواب: "نقول لمن يريد ترحيل السوريين عبر البحر أن هناك ضحايا لبنانيين لا يزالوا موجودين في قاع البحر والموت لا يميز بالجنسيات".
.المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
نقض المواثيق والعهود
محمد بن رامس الرواس
لطالما كانت مسألة الالتزام بالعهود والعقود من أبرز القيم الأخلاقية والمبادي الإنسانية التي تؤسس للعلاقات بين الدول والمجتمعات، غير أن التاريخ يعجّ بالشواهد التي تبرز ممارسات اليهود التي اتسمت بنقض العهود والمواثيق، واليهود من أكثر الأقوام الذين ارتبطت بهم هذه الصفة عبر العصور السابقة واللاحقة حتى إنهم نقضوا عهدهم مع أنبيائهم ووصل الأمر إلى نقضه بينهم قال تعالى: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ* ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" (البقرة: 84).
إن نقض العهود يؤدي إلى فقدان الثقة في أي نظام سواء كان اجتماعيا أو سياسيا ويؤدي إلى خلق أجواء من التوتر والصراعات المُستمرة. فالجماعات والدول والشعوب التي لا تلتزم بتعهداتها تواجه دائماً أزمات دبلوماسية وعزلة دولية، فضلًا عن تأجيج النزاعات المُسلحة من حولها.
قبل الاسترسال في المقال أودُ العودة قليلًا الى مقال لنا نشرته جريدة الرؤية الغراء بتاريخ 2 سبتمبر 2024، بعنوان "قراءة في السيكولوجية الإسرائيلية"، تضمن الإشارة إلى سمات الشخصية الإسرائيلية التي لا تعيش إلا في ظل الصراعات والحروب وممارسة الفتن وذلك بسبب عدم مقدرتهم على التعايش السلمي مع المجتمعات البشرية، مما جعلهم يتسمون بعدة صفات عدوانية ومنها نقض العهود والمواثيق، وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم من خلال علاقتهم مع الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة مصداقًا لقوله تعالى: "الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ" (الأنفال: 56).
ولقد ورد في محكم التنزيل من المولى العزيز القدير أن اليهود اشتهروا بنقض العهود، سواء مع الأنبياء أو مع الشعوب التي عاشوا بينها ووردت عدة آيات تشير إلى هذه الصفة، منها قوله تعالى:
"أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ" (البقرة: 100).
وهذا يشير إلى أن اليهود عبر التاريخ كان ديدنهم ولا يزال نقض العهود التي يُبرمونها، ومن الأمثلة الشهيرة في السيرة النبوية الشريفة نقض يهود بني قريظة للعهد مع النبي عليه أفضل الصلاة والسلام خلال غزوة الأحزاب، حيث تحالفوا مع قريش ضد المسلمين رغم اتفاقهم السابق على عدم الاعتداء.
لم تتغير هذه السياسة كثيراً في العصر الحديث إذ يقوم الكيان الصهيوني اليوم بانتهاك الاتفاقيات الدولية ونقض المعاهدات كان آخرها قبل ثلاثة أيام عندما نقض ميثاق صفقة الهدنة وقام ببدء الحرب مرة أخرى على قطاع غزة.
إن السياسة الإسرائيلية تعتمد على تغيير مواقفها ونقض عهودها برغم الاتفاقات الدولية مما يعكس صفاتهم المتأصلة والمتجذرة بهم في استمرار نهج نقض العهود وعدم الالتزام بالمواثيق.
ختامًا.. إنَّ الالتزام بالعهود والعقود هو أحد أهم المبادئ التي قام عليه الاتفاق بين حماس وإسرائيل في شهر يناير 2025 من الجانب الفلسطيني الذي لم ينقض عهده ولا اتفاقياته ولم يخل بمبادئه ولا قيمه ولا أعرافه إلى أن خرقت دولة الكيان الإسرائيلي بالأمس القريب لهذه الاتفاقية التي تمت برعاية دولية من الولايات المتحدة ومصر وقطر والتي تضمنت تبادل الأسرى ودخول المساعدات لغزة وتوقف دائمًا لإطلاق النار، لكن التاريخ اليوم يُقدم لنا فصلا جديدا من نقض العهود من اليهود.
رابط مختصر