سواليف:
2025-04-10@07:49:10 GMT

سياسة بفعل الفيزياء / هبة طوالبة

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

سياسة بفعل #الفيزياء

#هبة_طوالبة

  رحلةٍ عبر #الزمنِ، نغوصُ في دهاليزِ السياسةِ ، لنكتشفَ سخريةَ القدرِ وتناقضهُ، حيث تُحكمُ قوانينُ الفيزياءِ مصائرَ الشعوبِ، وتصبحُ الجاذبيةُ أداةً بيدِ الساسةِ لتحقيقِ مآربهم.تُشبهُ السلطةُ ثقبًا أسودًا هائلًا، يجذبُ إليهِ كلّ شيءٍ في طريقهِ. يتهافتُ الساسةُ والسماسرةُ، مُتزينين بابتساماتٍ زائفةٍ ووعودٍ عرقوبيةٍ، ساعين وراءَ كسبِ ودِّ هذا الثقبِ الأسودِ، ونيلِ رضاهُ.

وتُصبحُ الأموالُ بمثابةِ قطبٍ مغناطيسيٍّ يجذبُ إليهِ النفوسَ الضعيفةَ والقلوبَ الجشعةَ. تتهافتُ الرؤوسُ المرفوعةُ والأيادي المُتسخةُ، ساعيةً وراءَ جمعِ أكبرِ قدرٍ من المالِ، دونَ أدنى اهتمامٍ بمصالحِ الشعوبِ أو مستقبلِ الأوطانِ.ويُصبحُ الكذبُ سلاحًا فتّاكًا بيدِ الساسةِ، يُحرّكونَ بهِ عواطفَ الجماهيرِ ويُخدّرونَ عقولَها. تُنسجُ الأكاذيبُ بخيوطٍ من الحريرِ، وتُقدّمُ على طبقٍ من ذهبٍ، ليبتلعها الشعبُ بشراهةٍ، دونَ تمييزٍ بينَ الحقيقةِ والخيالِ.ويُصبحُ الخوفُ أداةً قويةً بيدِ الساسةِ، يُسخرونَها لقمعِ المعارضةِ وإخراسِ الأصواتِ المُخالفةِ. تُزرعُ بذورُ الخوفِ في قلوبِ الناسِ، وتُرسلُ رسائلُ التهديدِ والوعيدِ، ليُصبحَ الصمتُ سيدَ الموقفِ، وتُقمعَ أيّةُ محاولةٍ للتغييرِ.في ختامِ هذهِ الرحلةِ الساخرةِ، نُدركُ أنّ قوانينَ الفيزياءِ تُحكمُنا أكثرَ ممّا نعتقدُ. فجاذبيةُ السلطةِ والمالِ والكذبِ والخوفِ تُسيطرُ على مصائرِ الشعوبِ العربيةِ، وتُعيقُ تقدّمَها نحوَ مستقبلٍ أفضلَ.إنّ هذهِ السخريةَ لا تهدفُ إلى الإحباطِ أو اليأسِ، بل إلى إثارةِ الوعيِ وتشجيعِ الشعوبِ العربيةِ على التحرّرِ من قيودِ هذهِ الجاذبيةِ المُقيتةِ. حانَ الوقتُ لكسرِ حاجزِ الخوفِ، ومواجهةِ الظلمِ والكذبِ، والسعيِ نحوَ بناءِ مستقبلٍ يليقُ بكرامتِنا وإنسانيتِنا.

مقالات ذات صلة في الذكرى السادسة و السبعون لاغتصاب فلسطين, انتصرت غزة 2024/05/14

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الفيزياء الزمن

إقرأ أيضاً:

سوريا في وجه الغطرسة الصهيونية: حين تنهض الشعوب لا تُهزم

ليس غريبا أن يمدّ الاحتلال الصهيوني أنيابه نحو الجنوب السوري، متوهما أن الجراح المفتوحة تعني غياب الوعي أو غفوة الروح. لكنه يجهل أن سوريا، وإن أُنهكت بالحروب، لا تنكسر. فالشعوب التي أرهقتها الدماء قد تستفيق في لحظة، وتُشعل بركان المقاومة من تحت الركام. وما بين القنيطرة ودرعا، تتوقد شرارات الرفض الشعبي، في أرضٍ لا يمكن للاحتلال أن يستقر فيها، ولا للغزاة أن يتنفسوا بحرية على ترابها.

لكن سوريا ليست وحدها في هذا الطريق، فالتاريخ زاخر بشعوب قاومت وانتفضت وأسقطت مشاريع استعمارية كانت تبدو، في لحظات كثيرة، عصيّة على الهزيمة.

هذه النماذج تلهمنا وتُذكّر العدو أن الغطرسة لم تكن يوما ضمانة بقاء، وما صمود غزة المحاصرة منذ ثمانية عشر عاما عنا ببعيد.

فيتنام.. الأرض التي كسرت جبروت أمريكا

حين اجتاحت جيوش الولايات المتحدة أرض فيتنام، كانت واثقة أن النصر مسألة وقت. لكن "الڤييت كونغ" كان له رأي آخر.
الدعوة إلى مقاومة شعبية لا تعني دفع الجيش النظامي إلى مواجهة شاملة، بل تعني إرسال رسالة واضحة: هذه الأرض ليست خالية، هذا الشعب حيّ، يرفض الاحتلال، ويقاومه بكل الوسائل الممكنة. فالمحتل لا يرهب الجيوش وحدها، بل يرهب الرفض الشعبي، والشعور الجمعي بأن كل بيت في سوريا يرفضه
حفروا الأنفاق، زرعوا الفخاخ، وصمدوا تحت أعتى قصف جوي في التاريخ. وعلى مدى عشرين عاما، قاوم الفيتناميون بأسنانهم، حتى خرجت أمريكا تجرّ أذيال الهزيمة عام 1975، بعد أن خسرت أكثر من 58  ألف جندي، وتركت وراءها هيبة محطّمة.

جنوب أفريقيا.. مقاومة تحطّم العنصرية والصهيونية

لم يكن نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ليصمد لولا الدعم الصهيوني اللامحدود. لكن مقاومة شعبية قادها نيلسون مانديلا ورفاقه، أسقطت ذلك النظام القذر. سُجن القادة، وقُتل الأبرياء، لكنهم انتصروا في النهاية. وسقط وهم التفوّق العنصري تحت أقدام شعب أبيّ، رفض الاستسلام.

كوبا.. جزيرة التحدي في وجه الحصار الأطول

منذ أكثر من ستين عاما، تواجه كوبا حصارا أمريكيا خانقا. بلد صغير، محدود الموارد، لكنه رفض أن يخضع. صمدت كوبا رغم العزلة، وعلّمت العالم أن الكرامة أغلى من الرغيف، وأن الحرية لا تُشترى.

* * *

إلى دعاة "النأي بالنفس": ماذا تنتظرون؟

الشعوب الحرة لا تستكين لظالم، ولا ترضخ لمستعمر. أما "العقلانيون" جدا، و"الواقعيون" حدّ التخلي، فأسألهم بكل ود:

ماذا تنتظرون أكثر؟

هل تنتظرون إعلان نتنياهو رسميا احتلال محافظة درعا؟ أم تترقبون اعترافا صريحا بأن الجنوب السوري بات "منطقة نفوذ" صهيوني؟

هل استباحة الأجواء السورية ليلا ونهارا لا تكفيكم؟

هل اختطاف سوريين من داخل أراضيهم -كما جرى في القنيطرة وريف دمشق- لا يحرّك فيكم شيئا؟

ماذا بقي من السيادة لتنتظروا المسّ بها؟

أيّ منطق يرى في الصمت سياسة، وفي اللاموقف وطنيّة؟

وأنا أتحدث هنا عن نشطاء ومؤثرين وقادة رأي مجتمعي، لا عن الدولة التي لها حساباتها.

المقاومة الشعبية: الصوت الذي لا يُقهر
المشروع الصهيوني ليس مجرد عدوان على الأرض، بل هو اعتداء على الذاكرة، على التاريخ، على الكرامة. ومن هنا، فإن المقاومة الشعبية في سوريا اليوم ليست مجرد رد فعل على توغّل عسكري، بل هي انتفاضة على مشروع صهيوني يحاول أن يرسم خريطة
الدعوة إلى مقاومة شعبية لا تعني دفع الجيش النظامي إلى مواجهة شاملة، بل تعني إرسال رسالة واضحة: هذه الأرض ليست خالية، هذا الشعب حيّ، يرفض الاحتلال، ويقاومه بكل الوسائل الممكنة. فالمحتل لا يرهب الجيوش وحدها، بل يرهب الرفض الشعبي، والشعور الجمعي بأن كل بيت في سوريا يرفضه.

أيها الصهاينة.. سوريا ليست هشّة كما تظنون.. ربما تظنون أن الجراح أضعفتها، وأن غبار الحرب أنسى أبناءها الأرض، لكن من يجهل التاريخ، يعيد أخطاءه.. من فيتنام إلى جنوب أفريقيا، ومن كوبا إلى كل أرض قاومت، تعلّموا: الشعوب حين تثور تطيح بالإمبراطوريات، وتكسر الاحتلالات، وتكتب نهايات لم تكن على بال.

المشروع الصهيوني ليس مجرد عدوان على الأرض، بل هو اعتداء على الذاكرة، على التاريخ، على الكرامة. ومن هنا، فإن المقاومة الشعبية في سوريا اليوم ليست مجرد رد فعل على توغّل عسكري، بل هي انتفاضة على مشروع صهيوني يحاول أن يرسم خريطة من النيل إلى الفرات، في غفلةٍ من الزمن.

لا أمان لكم على أرض تعرف معنى التضحية.. سوريا اليوم ليست سوريا الضعف، بل سوريا الوعي، وحين يستيقظ الوعي الشعبي، تتحطم آمال الغزاة. وإن كانت درعا والقنيطرة أولى الجبهات، فإن قلب سوريا كله جبهة، وما دامت الشعوب تنهض، فالصهاينة إلى زوال.. مهما طال الليل.

مقالات مشابهة

  • سورية في وجه الغطرسة الصهيونية: حين تنهض الشعوب لا تُهزم
  • دور الشعوب في كسر الحصار عن غزة.. صوت الضمير في مواجهة آلة الإبادة
  • “إن الإنسان خلق هلوعا”
  • آفـة الترويض السياسي (1 – 3)
  • إحالة أوراق مدرس الفيزياء قاتل طالب المنصورة إلى مفتى الجمهورية.. فيديو
  • سوريا في وجه الغطرسة الصهيونية: حين تنهض الشعوب لا تُهزم
  • كاتبة بريطانية: يريد الساسة أن يعتاد العالم على الجرائم بغزة ولن نسمح بذلك
  • تداعيات الرسوم الجمركية: ترامب يرفع جدران الخوف والأسواق ترتجف
  • أسرار الانتصار.. كيف تحافظ المقاومة على قوتها
  • كاتبة بريطانية: لا تدعوا ترامب يحولنا إلى كارهين للأجانب