أحياها المتيم وعبير الديب وزكريا مصطفى.. تلوينات إبداعية تضيء بيت الشعر في الشارقة
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
في إطار فعاليات منتدى الثلاثاء، أقام بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة أمسية شعرية، مساء الثلاثاء 14 مايو، شارك فيها عدد من الشعراء العرب، الذين جعلوا من الشارقة مرسى لقوارب قصائدهم المبحرة بين شواطيء الجمال والإبداع.
وقد شارك في هذه الأمسية الشاعر المصري محمد المتيم، والشاعرة السورية عبير الديب، والشاعر السوداني زكريا مصطفى، وقدمتها ياسمين الترك، بحضور الشاعر محمد عبد الله البريكي، مدير بيت الشعر، إضافة إلى جمهور واسع ومتنوع من مختلف الفئات والاهتمامات، ضمّ شخصيات أكاديمية، وشعراء ونقادا، ومتابعين أوفياء للقصيدة، فازدحم بهم فناء بيت الشعر، وأضفى تفاعلهم الكبير حماسا على الأجواء، تاركًا ذكرى لا تنسى في قلوب الشعراء المشاركين.
وبدأت أ. ياسمين الترك تقديمها بالحديث عن الشارقة، وأثرها العميق في دعم الشّعر العربي، فقالت: "مِن أرضِ الشارقةِ التي تضوعُ شذىً..، مِن شعرِها الذي يثلجُ القلوبَ وَجْدًا وندىً، مِن طيْبِ أهلها وكَرَمِ راعِيها، وكَونها للشعر منارةً وللشعراء طريقًا وهدىً".
وافتتحت القراءات الشعريّة، بالشاعر محمد المتيم، الذي بدأ بقصيدة "خبر الريح" التي طرحت أسئلة الشعر والشاعر، واستعرضت صورًا محمّلة بتجارب الحياة وذكرياتها، فقال:
- هناك هل تُذْرَفُ الدموعُ سُدًى؟!
- هناك يا صاحِ تُذْرَفُ المُقَلُ
ماذا تُريدُ الحياةُ من وَلَدٍ
آتٍ إليها؛ وإثمُهُ الأملُ!
يسيرُ في الناسِ لا بِمُعجِزَةٍ
ولا كتابٍ ولا خُطًى تصِلُ
لهُ عيونٌ مجامرُ اكتَحَلَتْ
سُهدًا، وقلبٌ قد مسَّهُ البلَلُ
كما قدم المتيم نصا آخر بعنوان "عن فتية ذهبوا"، اتخذ منحى وصفيا، وانسابت مفرداته عبر بين زرقة السماء واخضرار النخيل، ومما جاء فيه:
أكُلَّما اشتَعَلَتْ عينٌ على شَغَفٍ
هنالك انطَفَأَتْ عينٌ على تَلَفِ
كم من مُحِبِّينَ في شريانِهِ عبروا
مُذهَّبينَ، إذِ الحُرّاسُ من خَزَفِ
ينامُ تحتَ سماءِ اللهِ مُنكَشِفًا
وتحت بُردِ أبيهِم غيرَ مُنْكَشِفِ
شيخُ النخيلِ أبي ما انْفَكَّ مُحتَرِفًا
رقصَ النسيمِ على تَنُّورَةِ السَّعَفِ
أما الشاعرة عبير الديب، فاختارت أن تبدأ بنصّ عن الحبّ، وأن تسرد مواجعه وأسئلته، عبر رحلة من الإضاءات على جمال مشاعره والتساؤلات حول جراح ضياعه، فقالت:
قلبي دون الحب رمية مبصرٍ
أعمى بصيرته الجفا فرماهُ
ونذرت نفسي دونه فأجابني
فبأي ذنب قد أرد نداهُ
بالله كيف أرده وأنا التي
قد كنت في هجرانهِ ألقاهُ
و أخيط ثوب الوقت من دمعٍ على
ما ضاع يومَ الحبُ ضيعناهُ
وكانت نصوص الشّاعرة في مجملها، تحمل الهمّ الذاتي للمرأة، وتتناول قضايا العاطفة، إذ قرأت نصَا ثانيا عبّر عن مآسي الحروب، وصراعهم مع الحياة من أجل أيتامهم، ومما جاء فيه:
خرجت تفتش عن غدٍ لصغارها
والهم يجمع ليلها بنهارها
و الدرب وعر خاب ظن حذائها
في أن يرق إذا مشت بأُوارها
والريح ترسم خلفها خيطا من
الدمع السَخين وتحتمي بدثارها
أيتامها في الدار والجوع انبرى
كالحارس المهذار خلف جدارها
وكانت خاتمتها مع الشاعر زكريا مصطفى، الذي فتح نافذة على سماء من الصور الشّعرية الخلابة، فمنح للجمهور أجنحة ليحلقوا مع أسرابها المسافرة في نصوصه، ففي قصيدة "أثر الغريب" يقول:
أمس اشتريتُ لأطيارٍ مهاجرةٍ
ريشًا وماءً وأميالًا من السِّلم
وطرتُ في سربها حتى إذا انتبهتْ
تشبثتْ بي سلالاتٌ من الغيمِ
يا من تشارُكني معناي بي ظمأٌ
إلى الوضوح وتاريخٌ من الكظمِ
وسنبلاتٌ تواسي صيفَ أسئلتي
ونسوةٌ يحتسين الدمعَ من يُتمي
أما في قصيدته "بئر الرؤيا"، فكان صوت الروح القوية للشاعر، مفعما بنبرة إبداعية عالية، اتسمت بدهشة الاستعارات واستخدام الإحالات القصصية، ومما قاله:
أراني في مدى الرؤيا غريبًا
يخبُّ وراءَ قافلة الحيارى
أفجّ ضباب أسئلتي طريقًا
وتُرهقني المحطاتُ انتظارا
أُطالعُ ربّما آنستُ برقًا
أُعبّئُ مِن مساقطِه الجرارا
يلُوح لأحرفي شجرٌ تمشّى
وتحت أضالِعي ملأٌ توارى
وفي نهاية الأمسية كرّم الشاعر محمد البريكي الشعراء ومقدمة الأمسية، وقدم لهم شهادات التكريم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الشاعر محمد البريكي الشاعر محمد بیت الشعر
إقرأ أيضاً:
حمدان بن محمد: في دبي نؤمن بالشراكات التكنولوجية لتعزيز جودة الحياة
دبي - وام
التقى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، خلال أعمال «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي» ممثلي أولى الشركات التكنولوجية الحاصلة على شهادة اعتماد الذكاء الاصطناعي (Dubai AI Seal) والتي تم إطلاقها مؤخراً لتصنيف واعتماد الشركات الموثوقة في مجال الذكاء الاصطناعي بدبي.
وقال سموه: «أطلقنا مبادرة (Dubai AI Seal) قبل أشهر لتوفير إطار شامل يعزز فرص الشراكات بين الجهات الحكومية والشركات التكنولوجية المتخصصة في تطوير وتوفير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في دبي ودولة الإمارات ومختلف دول العالم... واليوم نحتفي بأول دفعة من الشركات التكنولوجية الحاصلة على هذا الاعتماد وننتظر مزيداً من الشراكات في المستقبل».
وقال سموه: «نحن في دبي نؤمن بالشراكات ونؤمن بالفرص الإيجابية للتكنولوجيا في تعزيز جودة حياة الناس وتطوير الأداء الحكومي... ونريد أن نواصل تسريع الجهود لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تحقيق مستهدفاتنا وطموحاتنا».
وتشمل مبادرة (Dubai AI Seal) التي يشرف عليها مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، نظاماً خاصاً لتصنيف واعتماد الشركات الخاصة العاملة في مختلف تخصصات الذكاء الاصطناعي بحيث يمكن للجهات الحكومية والخاصة الوصول لخدمات هذه الشركات الموثوقة بشكل آمن وفعال وبما يساهم أيضاً في تخفيف التكاليف والإجراءات، وذلك تماشياً مع مستهدفات «خطة دبي السنوية لتسريع تبني استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي».
وتهدف المبادرة إلى تسريع تبني الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الثقة بالشركات العاملة في هذا المجال من خلال توفير مصدر موثوق يمكن الوصول إليه بسهولة من الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة للتحقق من جودة الخدمات التي تقدمها الشركات المشاركة، وبما يساهم أيضاً في توفير الكثير من الوقت والتكاليف والموارد اللازمة للتعامل مع موفري خدمات ومنتجات الذكاء الاصطناعي.
يذكر أن مبادرة تصنيف واعتماد الشركات الموثوقة في مجال الذكاء الاصطناعي بدبي (Dubai AI Seal) تتيح فرصة التقدم وبشكل مجاني لجميع الشركات التكنولوجية التي تمتلك رخصة لممارسة الأعمال في دبي وتقدم خدمات ومنتجات مرتبطة بالذكاء الاصطناعي أو تستخدم تطبيقاته في خدماتها.
ويتم تقييم طلبات المشاركة والتحقق من صحتها لتصنيفها ضمن 6 تصنيفات رئيسية بناء على نوعية أنشطتها وخدماتها، وعدد موظفيها المتخصصين في الذكاء الاصطناعي، ومشاريعها الحالية والمستقبلية، ونوعية شركائها من القطاعين الحكومي والخاص.