تُعانق شموس شهر مايو حقول الإسكندرية، وتُزيّنها ببساطها الذهبي الذي يُلامس السماء ففي هذه الايام، يشهد الاسكندريون ذروة موسم حصاد القمح، حيث تُطلق آلات الحصاد الحديثة نداءها في الفضاء، تُنادى بفرحة المزارعين بوفرة الإنتاج هذا العام وقد حرصت بوابة «الأسبوع» على مشاركة قراءها هذه الفرحة من خلال تقرير ميداني شامل، تجولت فيه بين حقول القمح الواسعة، حيث وأجرت بثًا مباشرًا من بداية الحصاد داخل المساحات الشاسعة من محصول الذهب الأصفر و رصد أجواء الفرحة وتجمع المزارعين أثناء حصاد القمح وصولاً الي الصوامع التي تشهد التوريد و تجمع حبات القمح لتشع نورها داخل الشوالات والتقت بوابة الاسبوع بعدد مسؤولي مديرية الزراعة و من مزارعي الإسكندرية الذين عبّروا عن سعادتهم الغامرة بنجاح موسم الحصاد هذا العام موجهين بالشكر للدولة على دعمها المتواصل وفرضها أسعارًا العادلة لمحصول القمح، مما ساهم بشكل كبير في تحسين مداخيلهم وتعزيز استقرارهم.

ومن جانبه قال الدكتور إبراهيم قاسم، وكيل وزارة الزراعة بالإسكندرية، لـ «الأسبوع» إن يوم حصاد الذهب الأصفر يعد يوم عيداً للمزارع، مشيرًا إلى أن موسم القمح حقق هذا العام إنتاجية مرتفعة، وهو ما أسعد المزارعين بنتاج جهودهم لافتا أن مساحة القمح المنزرعة هذا العام 21259 ألف طن، وبلغت نسبة الحصاد 60% من المساحة المنزرعة، مشيرًا إلى أنه تم توريد حوالي 59 ألف طن للصوامع، مؤكدًا أن مديرية الزراعة تتواصل بشكل دائم مع المزارعين من خلال الندوات الإرشادية وأيام الحقل، والحملة القومية للمحصول، مشيرًا إلى أنه تم تكريم عدد من المزارعين أصحاب الحقول الإرشادية والذين حققوا إنتاجية مرتفعة بالموسم مضيفا خلال زيارته لصوامع القمح أنه تبدأ من مرحلة الحصاد بالمزرعة ووصولًا إلى دخول القمح إلى الصوامع ومن ثم تخزينها داخل الخلية.

وأكد وكيل وزارة الزراعة بالإسكندرية على مدى حرص المديرية الدائم لبذل مجهودات من أجل الحفاظ على سلامة حصاد وتخزين مخزون القمح والذي يتم زراعته خلال 6 أشهر، مشيرا أن التواصل الدائم مع المزارعين والفلاحين قبل موسم الزراعة لتعريفهم بالسياسة الصنفية وأهم الأصناف من خلال ندوات إرشادية وحملات قومية ومدارس حقلية ليحصلوا من خلالها على حزمة توصيات بطرق الزراعة وإعداد التربة والتسميد ومواعيد الري ومكافحة الآفات والأمراض ومواعيد الحصاد المناسبة.

وقال المهندس أحمد الفخراني مدير أحدي الصومعة بمنطقة العامرية أن الصومعه تتكون من 12 خلية وكل خلية تتضمن 5000 طن في اليوم الواحد، مؤكدًا على جودة زراعة القمح لهذا العام مشيرا أن مراحل تشوين القمح والذي يبدأ بمعمل الصومعة من خلال أخذ عينة لمعرفة نسبة الرطوبة بالقمح لتحديد سعره ومن ثم دخول سيارات القمح وتفريغها بخلايا التخزين والأردبة.

وأضاف أن القمح يمر بعدة مراحل للتشوين، تبدأ بدخول سيارات نقل القمح، وسحب عينة لدخول المعمل لفرز نقاوة القمح ونسبة الرطوبة، ويتم تحديد السعر بناءً على النقاوة، ومتابعًا أن عقب ذلك يتم دخول سيارات القمح على الميزان ثم تفرغ لتنقل إلى أماكن التشوين موضحا أن غرفة التحكم بالصومعة مجهزة بالأجهزة بثلاثة فلاتر لمنع مخاطر للانفجار الغباري، بجانب الغربال والذي وظيفته زيادة نسبة نقاوة القمح، وللحفاظ على المخزون يوحد نظام لمراقبة درجات الحرارة، ومنظومة مراقبة المخزون، لقياس كميات المخزون من القمح في كل خلية بشكل دوري، يقيس الكميات كل 3ساعات.

وفي ذات السياق قال الدكتور رمضان أحمد موسى، عضو الحملة القومية للنهوض بمحصول القمح بالإسكندرية، أن المحافظة و مديرية الزراعة تولي اهتمام كبيراً لمحصول القمح، باعتباره أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية التي تضمن الأمن الغذائي للمواطنين و جهودًا دؤوبة على مدار العام تبدأ من مرحلة الزراعة وصولاً إلى الحصاد، وذلك بهدف تحقيق أقصى استفادة من إمكانات الإنتاجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول الحيوي.

واضاف لـ «الأسبوع» أن الإسكندرية تُدرك أهمية دور المزارعين في تحقيق أهدافها الإنتاجية، لذا تولي اهتمامًا كبيرًا بدعمهم وتقديم كافة أشكال المساعدة لهم. وتشمل جهود الدعم منها توفير التقاوي عالية الجودة من القمح عالية الجودة ومقاومة للأمراض، وذلك لضمان زراعة نباتات قوية وصحية تُعطي إنتاجية وفيرة بخلاف تنظيم ندوات وورش عمل توعوية للمزارعين لتزويدهم بأحدث الأساليب الزراعية وأفضل الممارسات لزراعة القمح و تُنفذ برامج مكثفة لمكافحة آفات القمح وأمراضه، وذلك للحفاظ على محصول من أي مخاطر قد تُهدد الإنتاجية و تتواجد فرق ميدانية على استعداد تام لتلقي شكاوى المزارعين والعمل على حل مشكلاتهم بشكل سريع وفعال وتعريفهم بالأساليب الحديثة للنهوض بمحصول القمح للوصول إلى إنتاجية مرتفعة تصل لـ 25 أردب.

وأشار عضو الحملة القومية للنهوض بمحصول القمح بالإسكندرية أنه يتم زراعة أصناف مقاومة للآفات، بل اتبعت أيضًا سياسة صنفية مدروسة لضمان زراعة أصناف مناسبة لظروف محصول القمح في كل منطقة. وتقوم هذه السياسة على دراسة احتياجات كل منطقة من حيث المناخ والتربة، واختيار الصنف الأكثر ملاءمة لها. وقد ساهم تطبيق هذه السياسة في اختيار الأصناف المناسبة لكل منطقة إلى زيادة الإنتاجية بشكل ملحوظ و ساعدت زراعة الأصناف المقاومة للأمراض في تقليل الإصابة بالأمراض بشكل كبير ساهمت زراعة الأصناف ذات الجودة العالية في تحسين جودة حبوب القمح.

أكد أن أهمية التزام المزارعين بالتوصيات والإرشادات الزراعية المقدمة من قبل الجهات المختصة. ويشير إلى أن اتباع الممارسات الزراعية الصحيحة وعدد مرات الري المُوصى بها ضروري لتحقيق أعلى إنتاجية ممكنة لمحصول القمح وأسفر الجهود المبذولة عن نتائج مبهرة على صعيد إنتاجية محصول القمح فقد شهدت المحافظة هذا العام زيادة ملحوظة في الإنتاجية، مع توقع تحقيق الاكتفاء الذاتي منه في المستقبل القريب.

وأعرب أنور شتا، أحد المزارعين عن سعادته بتوريد القمح للصوامع، مشيرًا إلى أن القمح هذا العام إنتاجيته مرتفعة والحبوب جيدة فضلًا عن زيادة سعر الإردب لـ 2000 جنيه والحصول على مستحقاتهم على الفور لافتا أن هذا العام كان موسمًا مبشرًا من بدايته من خلال الأصناف المزروعة، والمتابعة المستمرة من الإرشاد الزراعي لكي يحقق المزارعون أعلى إنتاجية موضحاً أن كل المزارعين بالإسكندرية هذا العام حرصوا على توريد القمح للدولة وذلك حق علينا، فضلًا عن أن الدولة تعطينا حقوقنا بسعر مجز للإردب، مشيرًا إلى أن موسم القمح ليس موسمًا عاديًا بل هو موسم الخير الذي نتتظره جميعًا.

وفي سياق متصل قال احمد العبادي أحد المزارعين إنه حرص على زراعة صنف مصر 3، والذي تم التوصية به من قبل الزراعة، مشيرًا إلى أن الإنتاجية جيدة جدًا بلغت 25 أردب مضيفا أن سعر الأردب هذا العام وصل لـ 3000 جنيه، وهو سعر جيد بمحصول القمح، وأكثر من محاصيل أخرى، مشيرًا إلى أن المحصول هذا العام بالإسكندرية أفضل من العام الماضي، وذلك بالتعاون بين المزارع والإرشاد الزراعي.

وأوضح عبد القادر محمود، من مزارعي النهضة، أنه زرع هذا العام حقل إرشادي بصنف مصر 3 على مساطب، مشيرًا إلى أنه بالالتزام بالتعليمات والسياسية الصنفية مع خبراتنا في الزراعة، مما جعله يضع أقل نسبة تقاوي 35 كيلو للفدان، فضلا عن إستهلاك أقل نسبة مياه، مع اتباع الأرصاد الجوية في الري، مما أدى إلى إنتاجية مرتفعة بلغت 26.5 أردب في الفدان لافتا أن مديرية الزراعة تبذل جهوداً الكبيرة في توفير كافة التسهيلات ل المزارعين، بدءًا من توفير البذور الأصيلة والمبيدات الأمانة، وصولًا إلى مساعدتهم في عمليات الحصاد والتوريد.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإسكندرية حصاد القمح صوامع العامرية مدیریة الزراعة بمحصول القمح مشیر ا إلى أن محصول القمح هذا العام من خلال موسم ا

إقرأ أيضاً:

نقيب الزراعيين: متوسط إنتاجية فدان القطن من 7.5 إلى 8.6 قنطار في 12 محافظة

أكد الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، أن القطن محصول استراتيجى لمصر، وهناك اهتمام كبير من جانب الدولة بالتوسع فى زراعته، حيث أولت اهتماماً كبيراً بتطوير تقاوى وأصناف محصول القطن، كما عملت على زيادة المساحة المزروعة بالقطن هذا العام، لتصل إلى 340 ألف فدان، بنسبة تزيد على مساحة زراعات القطن العام السابق بأكثر من 23%.. وإلى نص الحوار:

هل ترى أن الدولة نجحت فى تنفيذ خطة النهوض بزراعة القطن؟

- القطن محصول استراتيجى بالنسبة لمصر، وهناك اهتمام كبير من الدولة بالتوسع فى زراعته، وقد أولت الدولة اهتماماً كبيراً بزراعة القطن، بدايةً من تطوير التقاوى وأصناف المحصول. وبالفعل نجحت الحكومة فى تنفيذ خطة النهوض بزراعة القطن المصرى، ومنذ عام 2014 أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى توجيهات للحكومة للنهوض بمحصول القطن كمحصول استراتيجى، حيث كانت هناك مساحات ضخمة تزرع القطن فى الثمانينات والتسعينات من القرن الماضى، ثم انحسرت، فكانت التوجيهات الرئاسبة للحكومة بالنهوض بزراعة القطن.

ومنذ 2014 بدأت تتسع مساحات زراعة القطن، وكانت هناك تقاوى معتمدة لزيادة مساحة الأراضى المزروعة بالقطن، وتم إنتاج أصناف تتوافق مع الظروف البيئية، كما تم إنتاج عدد من أصناف القطن التى تتحمل التقلبات الجوية، واليوم الإنتاجية جيدة، ويمكن أن ترتفع إنتاجية الفدان الواحد لتصل إلى 10 قناطير هذا العام، الأمر الذى يحقق مكاسب مالية مجزية للفلاح.

وماذا عن التوسع فى المساحات المنزرعة بالقطن هذا العام؟

- تصل المساحات المنزرعة بالقطن هذا العام إلى نحو 340 ألف فدان، بزيادة كبيرة عن العام الماضى، حيث نجحت الدولة فى زيادة المساحة التى تمت زراعتها بالقطن خلال الموسم الحالى بنسبة تصل إلى 23% عن العام السابق، حيث ارتفعت المساحة من 255 ألف فدان إلى 311 ألفاً و700 فدان على مستوى الجمهورية، منها حوالى 70 ألفاً و584 فداناً عبارة عن مساحة أقطان الإكثار المخصصة لإنتاج التقاوى اللازمة لزراعة كل المساحات المستهدفة العام القادم، بالإضافة إلى حوالى 28 ألف فدان.

ويتراوح متوسط إنتاجية الفدان ما بين 7.5 و8.6 قنطار، وذلك فى 12 محافظة تم التقدير فيها، بينما تشير التوقعات إلى أن إجمالى إنتاج محصول القطن هذا العام قد يصل إلى ما بين 1.2 مليون و2.2 مليون قنطار، بالإضافة إلى حوالى 150 ألف قنطار متبقيات من محصول العام السابق.

ما أسباب الإقبال على زراعة القطن؟

- زيادة سعر القطن فى البورصة التى أعدتها وزارة قطاع الأعمال شجعت كثيراً من الفلاحين على زراعة القطن هذا العام، خاصةً أن الحكومة أعلنت سعر ضمان لتوريد قنطار القطن لأصناف طويل التيلة لمحافظات الوجه البحرى بمقدار 12 ألف جنيه، وهذا يُعتبر سعراً استرشادياً، ويمكن أن يرتفع عن ذلك، أما بالنسبة للأصناف قصيرة التيلة، فقد وصل السعر إلى 10 آلاف جنيه..

ما أهمية المحصول صناعياً؟

- من المعروف أن القطن محصول إنتاجى تصنيعى، لأنه تؤخذ منه التيلة لتصنيع الملابس، ويتم استخراج زيوت من البذور، كما يتم استخدامها فى صناعة الأعلاف لتغذية الحيوانات، وبالتالى هو محصول إنتاجى تصنيعى ذو قيمة اقتصادية مرتفعة، ومن هنا تأتى أهمية زراعة القطن، وبالفعل نلاحظ على أرض الواقع زيادة المساحات، وهذا لم يكن يحدث إلا من خلال سعر ضمان عادل، وعمليات تسويق حكيمة، كما أن هناك جزءاً يتم تصديره للخارج، وجزءاً يتم تصنيعه محلياً، كما أن الدولة عملت أيضاً على تطوير مصانع الغزل والنسيج، مثل غزل المحلة، وبالتالى أصبحت هناك فرصة كبيرة للاستفادة من محصول القطن.

مقالات مشابهة

  • الحصاد الأسبوعي لوزارة الزراعة.. إنفوجراف
  • بالإنفوجراف والفيديو.. حصاد وزارة الزراعة في أسبوع
  • قافلة إرشادية بقرية العجوزين في كفر الشيخ لتوعية المزارعين بطرق اختيار أصناف القمح
  • أسعار منتجات سوق المزارعين بالإسكندرية اليوم.. تخفيضات تصل إلى 40%
  • الأجانب يشاركون المصريين فى الإقبال علي منتجات سوق المزارعين بالإسكندرية
  • زراعة محصول القمح بـ"السطارة" بالبحيرة.. المزراعون: توفر التقاوي وتساهم في زيادة الإنتاجية
  • تسهيلات حكومية شجعت على العودة لزراعة القطن بالغربية
  • نقيب الزراعيين: متوسط إنتاجية فدان القطن من 7.5 إلى 8.6 قنطار في 12 محافظة
  • 671 فدانا المساحة الكلية لمحصول القطن في سوهاج
  • «خضار طازة وبخيره».. إقبال كبير على سوق المزارعين بالإسكندرية في موقعه الجديد