فلسطينيون أكبر من عمر “إسرائيل”: نعيش نكبة جديدة في غزة
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
القدس المحتلة-سانا
المسنة الفلسطينية فضية الحميدي التي عاشت فصول النكبة عام 1948 تنزح للمرة السادسة داخل قطاع غزة بحثاً عن أمان مفقود، في ظل كثافة قصف الاحتلال الإسرائيلي، متنقلة من خيمة إلى أخرى مع أسرتها وأحفادها الذين طالما حدثتهم عن مسقط رأسها وطفولتها في مدينة بئر السبع المحتلة، وها هي تعيش معهم فصول نكبة جديدة أكثر شدة وقسوة من نكبة عام 1948.
وتقول الحميدي التي تجاوزت الـ 90 عاماً لمراسل سانا: هجرتنا العصابات الصهيونية من بئر السبع، كان عمري حينها 15 عاماً، حرقت هذه العصابات القرى والمدن وارتكبت المجازر تماماً كما يحدث اليوم في قطاع غزة بعد 76 عاماً على النكبة.. حرقوا وجرفوا منزلي في بيت حانون شمال القطاع، مثلما حرقوا منزلنا الذي كان من الطوب والقش ومزارعنا خلال النكبة.
وأوضحت المسنة الفلسطينية التي يتجاوز عمرها عمر كيان الاحتلال أن شعور العودة إلى بئر السبع بات يراودها الآن لكن هذه المرة إلى بيت حانون والمكان الذي كانت تعيش فيه قبل ثمانية أشهر كمرحلة أولى، لكن الاحتلال يرفض عودتها كما حال عشرات آلاف الفلسطينيين الذين يمنع عودتهم إلى مدنهم وقراهم في شمال القطاع، وسط تواطؤ العالم الذي لم يتحرك جديا لوقف المجازر وحرق الأطفال والنساء بالصواريخ، ونسف وتدمير المنازل بأسلوب أكثر وحشية مما حدث إبان النكبة.
وتضيف الحميدي: خرجنا من بئر السبع بملابسنا وسكنا خيمة في مخيمات اللجوء في غزة.. والآن في حالة أكثر فظاعة خرجنا تحت القصف من مدينتنا بيت حانون التي تحولت إلى كومة من الركام.. لأقطن في خيمة بمنطقة المواصي غرب خان يونس جنوب القطاع.. وكأن الخيمة تلازم وجود الشعب الفلسطيني الذي يعيش فصول نكبة جديدة مع الأبناء والأحفاد، مضيفة: لا نعرف مصيرنا حتى في اللجوء والتشريد والتهجير تلاحقنا القذائف والصواريخ.. ما يفعله الاحتلال هو لنسف حقنا بالعودة إلى قرانا وبلداتنا التي هجرتنا منها العصابات الصهيونية واليوم يعيد الاحتلال سيناريو النكبة في قطاع غزة المنكوب.
أما سالم أبو عقل فيقول: إبان النكبة كنت في مرحلة الطفولة.. أتذكر أرضنا وملامحها ومنزلنا.. وبعد هذه الفترة الطويلة من النكبة عدنا اليوم في غزة لنعيش فصول نكبة جديدة لنقيم في خيام لا غذاء ولا ماء.. في ظروف أصعب من تلك التي عايشتها إبان النكبة، حيث القذائف والصواريخ تطاردنا في خيام النزوح لتقتل الجميع دون استثناء، متسائلاً: إلى متى تستمر حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة التي لا تقل وحشية وإجراماً عما تعرض له الشعب الفلسطيني إبان النكبة، ولماذا يسكت المجتمع الدولي عن هذه الجرائم المروعة التي تنتهك كل القوانين والمواثيق الدولية.
محمد أبو شباب
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: نکبة جدیدة بئر السبع قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
“جريمة في بيت وزير” رواية جديدة للكاتب الصحفي السوداني أحمد كانم
بقلم: فدوي النابلسي
أصدرت دار ويلوز هاوس للطباعة والنشر
الأحد ١٦ مارس ٢٠٢٥ رواية بعنوان “جريمة في بيت وزير” للكاتب الصحفي السوداني أحمد كانم
و هي عمل أدبي مشوّق يحمل بين طياته مزيجًا من الدراما، الإثارة، والغموض، مع قضايا إنسانية واجتماعية عميقة.
وبحسب الكاتب، تنطلق الرواية بمشهد مليء بالتفاصيل في رحلة جوية تحمل الرقم 423، وهي رحلة تثير ذكريات قديمة لدى البطلة “شمس”.
تتداخل هذه الذكريات مع الأحداث الراهنة، حيث تسترجع الطفولة وفقدان الأم والصراعات التي عاشتها، مما يمهد للأحداث المشوقة التي ستأتي. تعيد الرواية القارئ إلى طفولة شمس، حيث تعيش مع والدين محبين.
تنقلنا الأحداث إلى رحلة علاج والدتها في الأردن بسبب مرضها، وما تعكسه هذه الرحلة من ذكريات مؤلمة ومواقف مؤثرة، مثل تدهور صحة الأم حتى وفاتها. هذه الأحداث تؤسس لصراع شمس الداخلي وتكشف علاقتها بوالدها الذي يصبح مصدر الأمان الوحيد في حياتها.
تكبر شمس وسط تناقضات المجتمع: الحب، الخيانة، والانغماس في الواقع القاسي. تكتشف أن العالم حولها ليس كما يبدو، وأن هناك أسرارًا غامضة تحيط بمن هم قريبون منها. تدخل شمس عالمًا من العلاقات المشبوهة، حيث تدفعها صديقتها بلقيس إلى مواقف تهدد براءتها وسلامتها النفسية. يتحول مسار الرواية إلى ذروة الإثارة عندما يتم الكشف عن جريمة غامضة في بيت وزير.
تتشابك خيوط الجريمة مع شخصيات الرواية، وتظهر علاقات سرية ومؤامرات تضع الجميع في دائرة الشك. تسلط الرواية الضوء على قضايا الفساد والجشع والتناقضات التي يعيشها أفراد المجتمع في ظل السلطة والمظاهر الاجتماعية. تُظهر الرواية كيف تتحول الثقة إلى شكوك، وكيف أن أقرب الأشخاص قد يكونون أكثرهم خطرًا. تسلط الضوء على الشخصيات الثانوية مثل بلقيس التي تجسد نموذجًا للفتيات اللاتي يقعن ضحية الفساد والانحراف. تتعلم شمس دروسًا قاسية حول الصداقة والثقة في الآخرين.
تصل الرواية إلى خاتمة مشوقة حيث تتشابك الأحداث بين كشف الجريمة الحقيقية وحل الألغاز التي طاردت الشخصيات طوال الرواية.
يضطر الأب إلى اتخاذ قرارات صعبة لحماية شمس من تداعيات الجريمة ومن العالم القاسي الذي يحيط بها. بينما تجد شمس نفسها أمام اختبار كبير، تختار خلاله بين الانتقام أو المضي قدمًا في حياتها بأمان. “جريمة في بيت وزير” عمل أدبي متكامل يمزج بين الغموض، الدراما، والفلسفة. تسلط الرواية الضوء على تعقيدات النفس البشرية وتناقضات المجتمع، مما يجعلها رحلة مليئة بالعبر والدروس.
كما تدعو الرواية القارئ للتفكير في قيم العدالة، الحب، والخير وسط عالم مليء بالأسرار والخيانة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ رواية "جريمة في بيت وزير" هي العمل الخامس ضمن الأعمال الأدبية للكاتب أحمد كانم، بعد رواية "لهيب الأرض" الصادرة في العام 2020 عن دار جزيرة الورد في القاهرة وفي طبعتها الثانية عام 2021 عن دار رفيقي للطباعة والنشر بجوبا، "فتاة بيكاديلي" الصادرة عن دار ويلوز هاوس في ٢٠٢٣، "أسواق الرقيق" عن دار النخبة للطباعة والنشر بالقاهرة في ٢٠١٨ بالإضافة إلى كتابه ذائع الصيت " المسكوت عنه في السودان" والذي أعيد طبعه لأكثر من أربع مرات جميعها عن دار ويلوز هاوس بإستثناء الطبعة الأولى التي صدرت عن دار جزيرة الورد في العام ٢٠٢١ في القاهرة.
fofu2861@gmail.com