رعد: المقاومة قادرة على استنزاف العدو حتى يسقط مشروعه الإلغائي
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
اعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أنّه "أثناء مواجهتنا للتهديد الإسرائيلي لسيادة الوطن ولمواجهة الانتهاكات التي يُصرّ عليها يُصبح الكيان مهدداً بشكلٍ طبيعي وهذا ما يشعر به العدوّ من تهديد وجودي له مع تعاظم قوّة الرّدع التي تنمو مع أعمال المقاومة".
وأكد أن "المقاومة عصيّة على أن يلوي ذراعها العدوّ كما أنها قادرة على استنزافه حتى يسقط مشروعه الإلغائي لخيار المقاومة في غزة وغيرها".
كلام رعد جاء خلال الحفل التكريمي الذي أقامه حزب الله في حسينية بلدة عدشيت "للشهيد السعيد على طريق القدس المجاهد أحمد علي مهدي"، وقال: "تصدّينا لمشروع العدوّ من أجل حماية بلدنا ومن أجل التضامن مع المقاومين وبيئة المقاومة في غزة. إنّ العدوّ الإسرائيلي رغم مكابرته وصل إلى مرحلة الفشل الذريع في تحقيق ما أراده من خلال عدوانه على غزة ولم يستطع أن يُنجِز أهدافه".
أضاف: "لا تصدقوا أن الولايات المتحدة الأميركية لا تُريد لهذا العدوّ أن يدخل إلى رفح وأن يجتاحها ، بل هي تُريد منه أن يخفف من إحراجها وهو يدخل رفح، والإحراج في أن يرتكب المجازر في حقّ المدنيين. المجازر أصبحت أمرًا معيبًا لدى كلّ شعوب العالم والتظاهرات التي تخرج في أميركا وأوروبا لإدانة الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدوّ الصهيوني تُشكّل فعلاً ضاغطاً على الولايات المتحدة الأميركية".
وأشار إلى أن "الإسرائيلي ما كان ليستطيع أن يستبيح غزة لولا توافرت بين أيديه الذخائر الذكية والأسلحة المُصنّعة في الولايات المتحدة الأميركية". و
وقال: "نتنياهو سواء اجتاح رفح ونجح في ذلك أو لم ينجح لم يجد من اجتياحه إلّا الفشل لأنه سيصل إلى نقطة تنتظره فيها حماس من أجل أن تُبادله الأسرى بالمعتقلين وسيعود ويقبل بورقة المخرج السياسي الذي وُضع له".
ختم: "التصدي للعدوّ والصّبر في مواجهته هو الذي يُحبط المشروع والعدوان ونحن على قاب قوسين أو أدنى من اندحار العدوان من فشله في تحقيق أهدافه الاستراتيجية".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
“حزب الله” يضيِّقُ خيارات العدو.. الهزيمةُ بالحرب أَو بالاتّفاق
يمانيون../
شهد هذا الأسبوعُ أكبرَ تصعيدٍ للعمليات العسكرية من جانب حزب الله ضد العدوّ الصهيوني، منذ بدء معركة (طُـوفَان الأقصى).
وقد جاء ذلك متزامنًا مع حديثٍ واسعٍ من جانب إعلام العدوّ وشركائه عن اقترابِ التوصل إلى اتّفاق مع لبنان؛ الأمر الذي حمل دلالات عديدة مهمة كان أبرزها التأكيد على ما وضّحه سماحة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حول انفصال مسارِ المفاوضات عن مسار الميدان، والتأكيد على أن الكلمةَ الفصل هي للأخير؛ وهو ما يعني انسداد أفق الخداع والتحايل أمام العدوّ ورعاته الذين تعودوا على استخدام المفاوضات دائمًا كورقة تكتيكية.
بحسب ما تفيد العديد من وسائل الإعلام والمصادر القريبة من المقاومة، فَــإنَّ حزب الله كان قد تجاوب في وقت سابق مع اتّفاق تهدئةٍ يُفترَضُ أن يمهِّدَ لوقف إطلاق النار في جبهتَي لبنان وغزة، لكن العدوّ الصهيوني رفض ذلك الاتّفاق وأقدم على اغتيال سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله، وكبار القادة الجهاديين في حزب الله، ثم توجّـه نحو العملية البرية في جنوب لبنان، وهو ما مثّل محطة مهمة أكّـدت بشكل واضح أن سقف الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى أية اتّفاقات هو سقفٌ منخفِضٌ، وقابلٌ للانهيار في أية لحظة؛ لأَنَّه مرهونٌ في النهاية بقرار نتنياهو المُصِرِّ دائمًا على استمرار الحرب، وبالتالي فَــإنَّ المفاوضات تصبح مُجَـرّد خطوة تكتيكية في إطار الحرب، وهو ما حدث أكثرَ من مرة خلال العام الماضي فيما يتعلَّقُ بغزة.
ولهذا، كان من الطبيعي أن يؤكّـد سماحة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأخير، وبشكل صريح، أن المقاومة تفصل بين مسارِ المفاوضات ومسار الميدان، وأن المسار الثاني لن ينتظر الأول، وهو ما تجسد بشكل جلي يوم الأحد الماضي عندما نفَّذ حزب الله 51 عملية ضد كيان العدوّ خلال أقلَّ من 24 ساعةً تضمنت عدةَ ضربات على “تل أبيب”، وهي أكبر حصيلة يومية للمقاومة الإسلامية منذ دخولها معركةَ (طُـوفَان الأقصى) في الثامن من أُكتوبر 2023، حَيثُ جاء هذا التصعيدُ الكبير وغير المسبوق في ذروة الضجيج الإعلامي بشأن قُرب التوصل إلى اتّفاقٍ لوقف إطلاق النار بين كيان العدوّ وحزب الله، وهو ما يوجِّهُ رسالةً واضحةً للعدو بأن مُجَـرّد الحديث عن الاتّفاق أَو حتى تكثيف الجهود الدبلوماسية لن يحدث فرقًا على الميدان طالما استمر العدوان، بل إن ذلك لن يقيِّدَ حتى قرارَ المقاومة في رفع درجة العمل العسكري إلى مستوى غير مسبوق إن تطلب الأمر، وبالتالي ليست هناك مساحاتٌ أمام العدوّ لجني أية مكاسبَ تكتيكية من خلال الترويج للاتّفاق، وليس أمامه سوى الموافقة على شروط المقاومة أيًّا كانت.
هذا أَيْـضًا ما أوضحه سماحةُ الشيخ نعيم قاسم في خطابه عندما أكّـد أن الكلمةَ ستكونُ للميدان، وهو ما يضعُ العدوّ في مأزِقٍ كبير؛ لأَنَّ لجوءه إلى الترويج لاتّفاق مع حزب الله، يأتي على وقع تعاظم خسائره الميدانية في جنوب لبنان مع تعاظم ضربات المقاومة على عمق الأراضي المحتلّة، بما في ذلك يافا وحيفا المحتلّتان، في ظل فشل تام في تثبيت أية سيطرة على القرى الحدودية اللبنانية، وهو ما يعني أن الاتّفاق يعتبر “ضرورة” حتمية لا مفر منها، وفشل محاولة استخدام المفاوضات كتكتيك حربي، يعني أنه لا يوجد سوى طريقَينِ فقط: إما الموافقة على شروط المقاومة بشكل واضح، أَو المخاطرة باستمرار الحرب المفتوحة على احتمالات لا تمكنُ السيطرة عليها.
وفيما لا يرجِّحُ الكثيرُ من المراقبين أن تكون لدى العدوّ الإسرائيلي أيةُ جدية في التوصل إلى اتّفاق حقيقي؛ فَــإنَّ استمرار الحرب يبدو النتيجة الأكثر ترجيحًا، وهو ما يمثّل مأزِقًا حقيقيًّا للعدو، فقد برهنت المقاومة الإسلامية هذا الأسبوع بشكل أكثر وضوحًا أنها لا زالت قادرةً على خوض معركة طويلة والذهاب فيها نحو مستويات أعلى وأوسعَ من التصعيد، ولا زالت تمتلكُ خياراتٍ استراتيجيةً متنوعة تشكل كوارثَ حقيقية بالنسبة للعدو الذي لم يعد يمتلك الكثيرَ بالمقابل؛ فقد ذهب بالفعل إلى التصعيد الكبير واستهدف قيادة حزب الله، ودفع بقواته البرية نحو الجنوب تحت غطاء الغارات الجوية، ولم يعد بوسعه سوى تصعيد المجازر، وهو أمر ستقابله المقاومة دائمًا بتصعيد الضربات، خُصُوصًا وأنها قد ثبتَّتْ -وبشكل عملي واضح هذا الأسبوع- المعادلة التي أعلنها سماحةُ الأمين العام لحزب الله، بعنوان “بيروت مقابل وسط تل أبيب”.
ولهذا فَــإنَّ عدمَ تأثُّر مستوى وشدة وكثافة عمليات المقاومة الإسلامية بالضجيج الدبلوماسي والإعلامي حول التوصل إلى اتّفاق وقف إطلاق النار يمثّل نقطةَ اختناق مزعجةً جِـدًّا للعدو الذي يعرف جيِّدًا أن فشلَه في غزةَ سيكون مضاعَفًا عدة مرات في مواجهة حزب الله إذَا استمرت الحرب، كما يعلمُ أن الرضوخَ لشروط المقاومة سيكونُ إعلانَ هزيمة مُــدَوٍّ لن يستطيعَ احتواءَ آثاره وتداعياته على مسار الصراع بأكمله، سواء في هذه المعركة أَو في المستقبل.