في مساء يوم الأحد الموافق 12 مايو/أيار، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعديلات جوهرية على التشكيل الحكومي الجديد. ومن بين القرارات البارزة التي اتخذها الرئيس المعين حديثًا لفترة جديدة، جاءت إقالة وزير الدفاع سيرغي شويغو من منصبه، وتعيين النائب الأول لرئيس الوزراء السابق أندريه بيلوسوف بديلاً عنه ليتولى رئاسة الوزارة.

وتم تكليف شويغو بمنصب أمين مجلس الأمن، خلفًا لنيكولاي باتروشيف.
وأشار الناطق الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إلى ضرورة استبدال وزير الدفاع في وقت النزاع مع أوكرانيا، مؤكدًا أن “يجب أن تكون وزارة الدفاع مفتوحة تمامًا على الابتكار، واستيعاب جميع الأفكار المتقدمة، وتهيئة الظروف لتحقيق التنافسية الاقتصادية.”
تم تداول هذه الأخبار على نطاق واسع من قبل وسائل الإعلام الروسية وقنوات التلغرام السياسية، حيث أكدت القنوات المستقلة أن هذه القرارات مرتبطة بعدة أسباب، بما في ذلك الأمور المتعلقة بالعمليات العسكرية الخاصة وبعض المهام الخارجية لروسيا، وبشكل خاص في مناطق أفريقيا.
تعتمد روسيا على “الفيلق الأفريقي” الجديد في تعزيز التعاون العسكري والسياسي مع بعض الدول الأفريقية، وتهدف أيضًا إلى استبدال الشركة العسكرية الخاصة “فاغنر” في الدول الأفريقية التي عملت فيها، ولكن هناك تقديرات تشير إلى عدم قدرة التشكيل العسكري الجديد حتى الآن على تحقيق أهدافها المعلنة، بما في ذلك تعزيز التعاون مع الجهات الرسمية في ليبيا والتوسع في العلاقات الروسية الأفريقية من خلال الانتقال إلى دول أفريقية أخرى.
في الوقت نفسه، أعلنت شركة “فاغنر” مؤخرًا عن حاجتها لاستقطاب مقاتلين جدد للعمل في أفريقيا، حيث نشرت عروض عمل على قنواتها في تلغرام أكثر من مرة خلال الشهر الماضي. هذا يشير إلى عدم نجاح “الفيلق الأفريقي” التابع لوزارة الدفاع في كسب ثقة الدول الأفريقية التي تعاونت مع “فاغنر” لسنوات طويلة، حيث كانت الشركة تقدم خدمات أمنية مقابل بعض الامتيازات. هذا النوع من التعاون لم يتم تحقيقه بواسطة التشكيل العسكري الجديد حتى في ليبيا، أين يتمركز الفيلق الأفريقي.
وذكرت بعض وسائل الإعلام أن اعتقال نائب وزير الدفاع تيمور إيفانوف مؤخرًا من قبل السلطات الروسية، ضمن حملة ضخمة تقودها أجهزة الأمن الروسية لمحاربة الفساد كان أحد الأسباب التي أدت لاحقًا الى تغيرات كبيرة داخل الوزراة. كان اسم إيفانوف مرتبطًا بـ”الفيلق الأفريقي”، حيث زُعم أنه استخدم منصبه لتحقيق مكاسب شخصية من نشاطات الفيلق الأفريقي. تبين لاحقًا خلال التحقيقات أنه كان يشارك في أنشطة تنتهك القانون، وكان يتلقى رشاوى تجاوزت المليار روبل مقابل تقديم خدمات معينة.
وافق مراقبون على أن سجن نائب الوزير يُعتبر أحد أهم أسباب إقالة وزير الدفاع الروسي، بالإضافة إلى النقاش حول النفوذ الروسي في القارة الإفريقية، وطريقة عمل وإدارة “الفيلق الإفريقي” التابع لوزارة الدفاع. كان من المقرر لهذا الفيلق استبدال مواقع تمركز ونشاطات قوات مجموعة “فاغنر” العسكرية الخاصة.

صحيفة السوداني

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الفیلق الأفریقی وزیر الدفاع

إقرأ أيضاً:

هل تعارض واشنطن انضمام جيش سوريا الحرة إلى الجيش الجديد؟

أكدت مصادر مقربة من "جيش سوريا الحرة" المتمركز في قاعدة التنف التابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، عند المثلث الحدودي الأردني- العراقي- السوري، أن واشنطن لا تمانع انضمام التشكيل المتحالف معها إلى وزارة الدفاع السورية التي تعكف على تشكيل جيش سوري جديد، بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، وحل جيشه.

وحضر قائد "جيش سوريا الحرة" العقيد سالم العنتري مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية الذي عُقد قبل أيام في العاصمة السورية دمشق.

وأعلن "جيش سوريا الحرة"، المدعوم أمريكياً أنه سيكون جزءاً من الجيش الجديد، وأشار العنتري إلى وجود تنسيق بين "جيش سوريا الحرة" ووزارة الدفاع السورية، ليكون الفصيل جزءاً من الجيش الجديد، وفق ما تراه وزارة الدفاع وما يحقق مصالح الشعب السوري.

وأضافت المصادر لـ"عربي21" أن "الجيش أخذ موافقة واشنطن قبل الإعلان عن استعداده للدخول في وزارة الدفاع السورية الجديدة".

وقال الباحث المختص بالشأن الأمريكي عبد الرحمن السراج، في الغالب تواصل "جيش سوريا الحرة" مع القوات الأمريكية، وحصل على الضوء الأخضر، قبل أن يعلن استعداده الشراكة في بناء جيش سوريا الجديد.

وأضاف لـ"عربي21"، أن "الفصيل أعلن عن استعداده الانضمام إلى وزارة الدفاع، لكن لا يعني ذلك – حتى الآن- أن الفصيل اندمج مع وزارة الدفاع السورية".

وتابع السراج، أن إعلان الفصيل عن ذلك، جاء بعد زيارة مسؤول أمريكي بارز سوريا، في إشارة إلى زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) مايكل كوريل سوريا قبل أيام، وقال: "لم يزر المسؤول الأمريكي التنف، بل اجتمع بقيادات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وهذا يؤكد أن قاعدة التنف كانت بهدف قطع طرق إمداد إيران".

وبحسب السراج، فإن كل ما سبق يعطي انطباعاً بأن واشنطن لا تنظر إلى وجودها العسكري في التنف بالأهمية ذاتها لوجودها في شمالي شرق سوريا (مناطق قسد).


ماذا عن سلاح الفصيل؟
من جهته، لم يستبعد الباحث السياسي المختص بالمنطقة الشرقية السورية، فواز المفلح، أن تسمح واشنطن لـ"جيش سوريا الحرة" بالانضمام إلى وزارة الدفاع السورية، رغم تسليح واشنطن للفصيل.

وقال لـ"عربي21": "تريد واشنطن أن تجعل من هذه الخطوة مقدمة لإنجاح المفاوضات بين دمشق و"قسد"، بمعنى أن واشنطن تريد الدفع بهذا الملف الذي يدخل ضمن الحسابات التي تؤخر اتخاذ قرار الانسحاب العسكري الأمريكي من سوريا".

أما عن السلاح، يرى المفلح، أن "واشنطن سلحت الفصيل بالسلاح الخفيف والمتوسط، ولم تقدم له السلاح التكتيكي".

وقبل أيام تحدثت وسائل إعلام "عبرية" عن قلق دولة الاحتلال الإسرائيلي من اعتزام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سحب الآلاف من قوات بلاده في سوريا، موضحة أن "مسؤولين بارزين في البيت الأبيض نقلوا رسالة إلى نظرائهم الإسرائيليين تفيد بأن الرئيس ترامب، يعتزم سحب آلاف القوات الأمريكية من سوريا".

وأكدت أن "انسحاب القوات الأمريكية من سوريا سيثير قلقا بالغا في تل أبيب، ومن المتوقع أن تؤثر تلك الخطوة أيضا على الأكراد في سوريا".

"جيش سوريا الحرة"
ويتلقى "جيش سوريا الحرة" الدعم والتدريب من قبل الولايات المتحدة، وتأسس في العام 2015، لمحاربة تنظيم الدولة "داعش".

لكن مصادر سورية تؤكد أن الهدف الحقيقي من تشكيل الجيش، هو قطع طريق إمداد إيران من العراق نحو سوريا ولبنان.

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع السوري: منفتحون على استمرار الوجود العسكري الروسي في البلاد
  • وزير الأوقاف: نرفض التهجير ولا بديل عن الحل العادل بإقامة دولة فلسطين المستقلة
  • هل تعارض واشنطن انضمام جيش سوريا الحرة إلى الجيش الجديد؟
  • الجيش الروسي ينفذ مناورات بصواريخ عابرة للقارات
  • وزير الصحة: تبادل الخبرات في مكافحة الملاريا وفيروس سي مع الأفريقي لمكافحة الأمراض
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها
  • وزير الخارجية الروسي: اقتراحات ترامب بتهجير الفلسطينيين تعود إلى ثقافة إلغاء الشرق الأوسط
  • محكمة القضاء الإداري تصدر أمراً ولائياً لإيقاف تنفيذ إجراءات اقالة محافظ بغداد
  • وزير الخارجية الروسي: العنف في غزة مستمر رغم وقف إطلاق النار