عربي21:
2024-12-18@08:29:02 GMT

هل تشهد أنقرة إجهاض محاولة انقلاب جديدة؟

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

أبعدت وزارة الداخلية التركية قبل أيام ثلاثة مسؤولين كبار في مديرية الأمن بالعاصمة أنقرة عن وظائفهم، في إطار تحقيق تم فتحه بحقهم على خلفية الاتهامات الموجهة إليهم من قبل زعيم شبكة إجرامية هارب إلى خارج البلاد. وبدأت القضية تكبر مع التوصل إلى معلومات جديدة، لتكشف عن مؤامرة تستهدف حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الحركة القومية المتحالف معه.



القضية تفجرت بعد أن قال المواطن التركي الهارب الذي يحاكم بتهمة الانتماء إلى شبكة إجرامية، إن مدراء أمن أجبروه على أن يكون "شاهدا يخفي هويته" في التحقيق المتعلق بتلك الشبكة، مضيفا أن هؤلاء المدراء هددوه بأنه سيُتهم بالوقوف وراء كافة جرائم القتل التي ارتكبتها الشبكة، في حال رفض أن يكون شاهدا في التحقيق، كما ذكر أنهم طلبوا منه إدراج أسماء بعض الأشخاص والأحزاب إلى اعترافاته. وإضافة إلى ذلك، نشر الرجل تسجيلات صوتية للمحادثات التي جرت بينه وبين أحد المسؤولين الأمنيين.

القضية تفجرت بعد أن قال المواطن التركي الهارب الذي يحاكم بتهمة الانتماء إلى شبكة إجرامية، إن مدراء أمن أجبروه على أن يكون "شاهدا يخفي هويته" في التحقيق المتعلق بتلك الشبكة، مضيفا أن هؤلاء المدراء هددوه بأنه سيُتهم بالوقوف وراء كافة جرائم القتل التي ارتكبتها الشبكة، في حال رفض أن يكون شاهدا في التحقيق
زعيم الشبكة الإجرامية الهارب إلى خارج البلاد اتهم مدراء الأمن بأنهم طلبوا منه أن يذكر ضمن اعترافاته أسماء الوزراء السابقين عبد الحميد غول، وبكير بوزداغ، وسليمان صويلو، ووزير الصحة فخر الدين كوجا، والنائب عن حزب العدالة والتنمية مجاهد آرسلان، ومدير مكتب رئيس الجمهورية حسن دوغان، بالإضافة إلى حزب الحركة القومية، من أجل إظهارهم وكأنهم مرتبطون بتلك الشبكة وأعمالها الإجرامية.

الاتهامات الموجهة إلى المسؤولين الأمنيين الذين تم إبعادهم عن مناصبهم من أجل سلامة التحقيق، أعادت إلى الأذهان الأحداث التي جرت في 17 و25 كانون الأول/ ديسمبر 2013. وكانت مجموعة من المدعين العامين والمسؤولين الأمنيين المرتبطين بتنظيم فتح الله غولن، قامت آنذاك باختلاق قضايا فساد وعمليات تنصت غير مشروعة من أجل اعتقال مقربين من رئيس الجمهورية التركي، رجب طيب أردوغان، الذي كان آنذاك رئيس الوزراء. وكان على رأس المستهدفين حينها رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، الذي يتولى الآن حقيبة وزارة الخارجية.

الادعاء العام في أنقرة فتح تحقيقا بحق المدراء الثلاثة، كما تم تفتيش بيوتهم، بحثا عن أدلة جديدة قد تؤدي إلى كشف ملابسات القضية. وصرح رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهتشلي، في كلمته أمام نواب حزبه، أن هناك مؤامرة تستهدف تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، مضيفا أنهم لن يستسلموا لمحاولة انقلاب عن طريق الأمن والقضاء، على غرار تلك المحاولة التي حدثت في 17 و25 كانون الأول/ ديسمبر 2013.

الكاتب التركي نديم شنر، ذكر في مقال له بصحيفة حرِّييت، أن مجموعة متغلغلة في الأمن التركي مرتبطة بجماعة "أوكويوجولار" النورسية، سعت إلى تحريف تحقيق بحق شبكة إجرامية عن مساره وتحويله إلى مؤامرة ضد حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، ليمهدوا الطريق إلى إطلاق تحقيق قضائي يستهدف السياسيين، على غرار تحقيق "الأيادي البيضاء" الذي شهدته إيطاليا في تسعينات القرن الماضي.

لا يمكن التنبؤ حاليا بأي نتيجة ستسفر عنها التحقيقات في هذه القضية، إلا أن ما تم الكشف عنه حتى الآن يشير إلى خطورة خلايا الجماعات المسيسة التي تسعى إلى هندسة الساحة السياسية وفرض الوصاية على الإرادة الشعبية من خلال رجالها المتغلغلين في أجهزة الدولة، حين تتضارب تعليمات قادة تلك الجماعات مع قوانين البلاد وأمنها ومصالحها، كما أن بعض هؤلاء قد يكونوا مرتبطين بالخارج، إلا أنه ليس من السهل إيجاد حل لإشكالية تقديم الانتماء إلى الجماعات، سواء كانت دينية أو اجتماعية، على الالتزام بالمسؤولية التي تحملها المناصب والوظائف تجاه الوطن والمواطنين.

القضية تؤكد أيضا أن محاولات الانقلاب في تركيا لم تنتهِ وخطرها لم يزُل بعد، وعلى الرغم من العملية الواسعة التي تمت لتطهير الجيش وأجهزة الأمن والاستخبارات والقضاء من خلايا تنظيم الكيان الموازي الإرهابي الذي قام بمحاولة الانقلاب في صيف 2016، يبدو أنه ما زالت هناك خلايا نائمة تابعة لجماعة غولن أو جماعات أخرى تسير في ذات الاتجاه وتستخدم أساليب مشابهة، يمكن أن تجدد المحاولات. وإضافة إلى تلك الخلايا، بدو أن الواقفين وراء المحاولة رأوا أن الأوضاع الداخلية والاقليمية والدولية لصالحهم، لاستهداف حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية، في ظل الفوز الذي حققته المعارضة في الانتخابات المحلية الأخيرة، بالإضافة إلى التوتر الذي تشهده العلاقات التركية الإسرائيليةهناك جهود حثيثة تبذلها جماعة غولن للتغلغل من جديد في أجهزة الدولة. وأعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، عن اعتقال 544 مشتبها بهم في 62 محافظة خلال العمليات التي استهدفت جهود الكيان الموازي الهادفة إلى زرع عناصره في مناصب مختلفة في إطار خطة وضعها قادة التنظيم.

رئيس الجمهورية التركي دعا ليلة الأربعاء وزير العدل ورئيس إلاستخبارات إلى القصر الرئاسي للحصول على المعلومات الأخيرة المتعلقة بالقضية. وإن صحت الاتهامات الموجهة إلى مدراء الأمن الثلاثة، لا يمكن القول بأن المؤامرة محصورة فقط بما قام به هؤلاء، بل لا بد من مشاركة آخرين في أجهزة الأمن والقضاء وحتى الإعلام لضمان نجاح مثل هذه المحاولات.

ويبدو أن الواقفين وراء المحاولة رأوا أن الأوضاع الداخلية والاقليمية والدولية لصالحهم، لاستهداف حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية، في ظل الفوز الذي حققته المعارضة في الانتخابات المحلية الأخيرة، بالإضافة إلى التوتر الذي تشهده العلاقات التركية الإسرائيلية على خلفية الموقف التركي من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحركة حماس.

twitter.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غولن أردوغان انقلاب تركيا انقلاب تركيا أردوغان غولن المافيا مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العدالة والتنمیة حزب الحرکة القومیة شبکة إجرامیة فی التحقیق أن یکون

إقرأ أيضاً:

شركة فضاء يابانية تتعرض لانتكاسة جديدة بعد فشل ثاني محاولة لإطلاق صاروخ في المدار

تعرضت شركة الفضاء اليابانية الناشئة سبيس وان Space One Co لانتكاسة جديدة بعد فشل ثاني محاولة لها لإطلاق صاروخ اليوم الأربعاء، مما وجه ضربة لطموحاتها في أن تصبح أول شركة خاصة في اليابان تضع قمرًا صناعيًا في المدار.

وذكرت الشركة في بيان نقلته وكالة أنباء كيودو اليابانية الرسمية أن الصاروخ كايروس 2 أو Kairos No. 2، الذي يعمل بالوقود الصلب ويبلغ طوله 18 مترًا، انطلق من ميناء الفضاء التجاري الوحيد في اليابان Space Port Kii في بلدة كوشيموتو بمقاطعة واكاياما، غير أنه فشل في أداء مهمته أثناء الطيران.

وتمكنت الشركة من فصل المرحلة الأولى من الصاروخ والغطاء الحامي للحمولة عن المرحلة الثانية، لكنها قررت إيقاف الرحلة بعد حوالي 20 دقيقة من الإطلاق، وفقًا للبيان.

من جانبه، أكد خفر السواحل المحلي عدم وجود تقارير فورية عن وقوع إصابات أو أضرار ناجمة عن سقوط شظايا الصاروخ في البحر.

وكان الإطلاق قد تأجل مرتين، بعدما كان مقررًا في البداية يوم السبت الماضي، بسبب الرياح القوية. وحمل الصاروخ على متنه خمسة أقمار صناعية مملوكة لجهات عدة، من بينها وكالة الفضاء التايوانية وشركات يابانية مثل Space Cubics LLC وTerra Space Inc.

ووفقًا للخبراء، فإن نجاح المهمة كان سيمثل خطوة كبيرة نحو تعزيز طموحات اليابان في قطاع الفضاء، في وقت تتزايد فيه الحاجة عالميًا لإطلاق الأقمار الصناعية إلى المدار.

يُذكر أن المحاولة الأولى للشركة، التي جرت في مارس الماضي، انتهت بانفجار الصاروخ بعد وقت قصير من إطلاقه بعد إرسال أمر بالتدمير الذاتي، وذلك بسبب خطأ في حساب قوة الدفع.

وعلى الرغم من أن اليابان لا تزال لاعبًا صغير نسبيًا في سباق الفضاء، إلا أن مطوري الصواريخ في البلاد يعملون جاهدين لبناء مركبات أرخص من أجل الاستفادة من الطلب المتزايد على إطلاق الأقمار الصناعية من حكومتها ومن العملاء العالميين.

اقرأ أيضاًفقدان الاتصال بمركبة الفضاء «هاكوتو آر»

الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء

روسيا تطور رقاقات إلكترونية فائقة الدقة لاستخدامها في الفضاء والطيران

مقالات مشابهة

  • شركة فضاء يابانية تتعرض لانتكاسة جديدة بعد فشل ثاني محاولة لإطلاق صاروخ في المدار
  • مستريحة المطابخ.. حوّلت حلم تجهيز المنازل إلى كابوس.. واستئناف جديد بحثا عن البراءة
  • منظمة بدر:قانون العفو العام “يعطل العدالة”!
  • المعارضة الشيعية: محاولة جديدة للتحوّل إلى قوة سياسية
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته
  • عبد العليم داود: استجواباتي ما هى إلا محاولة إصلاحية وليس للانتقام
  • وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة
  • وزير الدفاع التركي:  أنقرة مستعدة لتوفير التدريب العسكري إذا طلبت الإدارة السورية ذلك
  • خبراء يجيبون لـ "الفجر".. كيف أصبح النفوذ التركي يزيد في إفريقيا؟
  • وزير الدفاع التركي: لا نرى أي مؤشرات على انسحاب روسي كامل من سوريا