من قمة إنشاص بمصر 1946 بدعوة من الملك فاروق إلى قمة البحرين 2024، شهدت المنطقة العربية العديد من الأزمات والنكبات، وعلى رأسها قيام دولة إسرائيل مرورا بالعدوان الثلاثي ونكبة ١٩٦٧ حتى أحداث الربيع العربي، لنقف الان أمام أكبر مجزرة إنسانية في تاريخ الإنسانية يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي منذ أكتوبر الماضي لتصفية الشعب الفلسطيني.

شكري: نرفض سياسة ليّ الحقائق.. وإسرائيل المسئولة عن الأزمة الإنسانية في غزة غزة لن تموت

تحولت فلسطين إلى القضية المركزية في الجامعة العربية منذ ٧٨ عاما وحتي يومنا هذا، ولا يخلو اجتماع أو مؤتمر أو قمة الا وأن تتصدر القضية الفلسطينية المشهد، وبالتزامن مع القمة العربية ٣٣ تتجه مملكة البحرين لإطلاق مبادرة تعد خطوة نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وذلك بعقد مؤتمرًا دوليًا للسلام برعاية الأمم المتحدة ويهدف إلى وضع حد للحرب الإسرائيلية وإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، ليجمع قادة وممثلين من الدول العربية والمجتمع الدولي في محاولة لإطلاق عملية سياسية جادة تفضي إلى وقف اطلاق النيران وتحقيق السلام، وجاء ذلك وفقا لتصريحات وزير خارجية البحرين في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب .

ويهدف المؤتمر إلى إطلاق عملية سياسية بسقف زمني محدد لإنهاء الاحتلال، و الاستجابة لخطة السلام التي طرحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس عام 2018، بالإضافة إلي تبني مصطلح "جريمة الإبادة الجماعية" لوصف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

كما يستهدف المؤتمر دعوة مجلس الأمن لاتخاذ قرار تحت الفصل السابع لإلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار، والذي يقر أن تفرض عقوبات دولية على إسرائيل ، ويلقي المؤتمر دعمًا واسعًا من الدول العربية والمجتمع الدولي، مع تأكيدات على أهمية الوصول إلى حل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.

ومن جانبه قال حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية إن غزة تصدرت مناقشات اجتماعات وزراء الخارجية العرب والتي شهدت توافقات كبيرة، موضحا ان القمة ستخرج بإعلان تحت مسمى "إعلان البحرين"، حيث سيتم ادراج كافة البنود التي تم التوافق عليه.

وأضاف السفير زكي ان التوافقات حول القضية الفلسطينية عريضة وكبيرة تتجاوز الأمور السياسية نحو العديد من التفاصيل، لافتا أن الدعم العربي متواصل للقضية الفلسطينية، حتى في حالة الاختلاف في الرؤى فإن الدعم السياسي للقضية مستمر، وهو ما سيبدو بوضوح كبير في القرارات التي ستسفر عنها القمة العربية.

وأشار السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الاعلام والاتصال بالجامعة العربية، أن القضية الفلسطينية تظل في صلب نقاشات قمة المنامة وتتصدر أجندتها في ضوء ضرورة تكثيف التحركات الداعمة لهذه القضية المشروعة وكسب مزيد من الدعم الدولي من أجل التوصل إلى تسوية عادلة ومستدامة على أساس رؤية حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية كخيار واقعي لإرساء جوار اقليمي آمن ومستقر .

من المقرر أن تتخذ القمة العربية التي تعقد في البحرين إجراءات حاسمة، بما في ذلك إدراج منظمات إسرائيلية متطرفة على قوائم الإرهاب الوطنية العربية وإصدار "قائمة العار" التي تشمل شخصيات إسرائيلية بارزة، من بينها كما ستناقش القمة اجتياح مدينة رفح والسيطرة على معبر رفح، معتبرة ذلك اعتداء على الأمن القومي العربي.

وفي هذا السياق قال السفير مهند العكلوك مندوب دولة فلسطين بالجامعة العربية ، أنه من المقرر استدراج 60 منظمة متطرفة على قوائم الإرهاب العربية، معتبرا أنها ستكون خطوة مهمة لصالح الفلسطينيين، بالإضافة إلى إدراج رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وعدد من وزراءه في قائمة العار تمهيدا لمحاكمتهم.

يُعقد المؤتمر في ظل تصاعد التوترات والحاجة الملحة لإيجاد حلول دبلوماسية تضمن العدالة والسلام لجميع شعوب المنطقة. وتأمل البحرين أن يُسهم هذا المؤتمر في تحقيق تقدم ملموس نحو السلام الذي طال انتظاره.

 وأوضح العكلوك في تصريحات صحفية أنه من المنتظر أن تتبنى القمة العربية مصطلح الإبادة الجماعية عند توصيف ما ترتكبه إسرائيل من جرائم في قطاع غزة، لافتا أن القمة هي الأولى من نوعها التي قد تتبنى هذا المصطلح، وهو ما يمثل خطوة مهمة، تمهيدا لفرض عقوبات على إسرائيل.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البحرين فلسطين القضية العقوبات على إسرائيل الملك فاروق فلسطين القمة العربیة

إقرأ أيضاً:

علي فوزي يكتب: القضية الفلسطينية بين المطرقة والسندان

 

القضية الفلسطينية تواجه ضغوطًا شديدة ومتشابكة في ظل التحديات المستمرة، وهي بين "المطرقة" الاعتداءات المستمرة وسياسات الاحتلال الإسرائيلي، و"السندان" الانقسامات الداخلية والعوامل الإقليمية والدولية المعقدة.
فالاحتلال الإسرائيلي يستمر في سياساته التوسعية عبر الاستيطان في الضفة الغربية، والإجراءات القمعية في القدس وقطاع غزة، التي تزيد من معاناة الشعب الفلسطيني، وسط دعم دولي متباين ومستمر لإسرائيل، خاصة من بعض القوى الكبرى.

من جهة أخرى، تعاني الساحة الفلسطينية من انقسامات داخلية بين الفصائل الرئيسية، مثل فتح وحماس، مما يُضعف الجبهة الداخلية ويحدّ من قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى موقف موحد لتحقيق أهدافهم الوطنية. هذه الانقسامات تمنح إسرائيل فرصة لفرض سياسات جديدة دون معارضة موحدة.

وعلى الصعيد الدولي، تبدو الخيارات محدودة أمام الفلسطينيين، حيث تظل القضية الفلسطينية في ظل التوازنات الإقليمية الحالية، رهينة للصراعات والتحالفات السياسية التي غالبًا ما تتغاضى عن حقوق الشعب الفلسطيني.

 ورغم أن العديد من الدول العربية تجدد دعمها للقضية الفلسطينية، فإن موجة التطبيع الأخيرة مع إسرائيل، دون تحقيق تقدم فعلي في ملف الدولة الفلسطينية، أضافت تعقيدًا جديدًا للمشهد.

بذلك، يقف الفلسطينيون بين مطرقة الاحتلال وضغوطه المتزايدة، وسندان التحديات الداخلية والعوامل الإقليمية والدولية، مما يجعل تحقيق الأهداف الفلسطينية تحديًا كبيرًا، يتطلب رؤية موحدة ودعمًا إقليميًا ودوليًا أكثر تماسكًا وفعالية.

مقالات مشابهة

  • «العربية لحقوق الإنسان» تنظم لقاء لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية
  • ما مستقبل القضية الفلسطينية بعد فوز ترامب؟
  • عاجل.. نص كلمة الرئيس السيسي في المؤتمر الصحفي مع نظيره الإستوني: ناقشنا 5 ملفات أبرزها القضية الفلسطينية
  • الرئيس السيسي: مصر تعتبر القضية الفلسطينية صلب قضايا المنطقة
  • السيسي: مصر تعتبر القضية الفلسطينية هي صلب قضايا المنطقة
  • إبراهيم عيسى: مصر الدولة الوحيدة التي أنقذت فلسطين ووقفت ضد تصفية القضية
  • علي فوزي يكتب: القضية الفلسطينية بين المطرقة والسندان
  • مؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة يستعرض التحديات الكبرى التي تواجه الأسر العربية والعالمية
  • تصفية القضية الفلسطينية .. بيان شديد اللهجة من مصر بشأن قرار إسرائيل ضد الأونروا
  • شاهد| التهجير القسري.. الجريمة الأخطر على القضية الفلسطينية