تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، إن التفكير في المحبة يوسع على الفور القلب والعقل الذي يتوجه إلى كلمات القديس بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس حين تحدث عن الفضائل اللاهوتية الثلاث وقال "فالآن تَبقى هذه الأُمورُ الثَّلاثة: الإِيمانُ والرَّجاءُ والمَحَبَّة، ولَكنَّ أَعظَمَها المَحبَّة".

وأضاف البابا فرنسيس خلال الكلمة التي القاها اليوم الأربعاء بالمقابلة العامة في ساحة القديس بطرس ، مذكرا بأن القديس بولس قد كتب هذه الكلمات إلى جماعة بعيدة عن الكمال فيما يتعلق بالمحبة الأخوية، فقد كان مسيحيو قورنتس يتشاجرون وكانت هناك انقسامات داخلية، وهناك مَن يدَّعي أنه دائما على حق ولا يصغي إلى الآخرين معتبرا إياهم أقل شأنا. 

وتابع الأب الأقدس: أن بولس الرسول أراد تذكير هؤلاء بأن "المَعرِفةَ تَنفُخ، أَمَّا المَحبَّةُ فَتَبْني" 

 وذكَّر البابا فرنسيس بحديث بولس الرسول في الرسالة المذكورة عن حجر عثرة يتعلق حتى بلحظة الوحدة القصوى بالنسبة لجماعة مسيحية أي عشاء الرب، الاحتفال الافخارستي، فحتى حول هذا كانت هناك انقسامات وهناك من استفاد منها ليأكل ويشرب مقصيا مَن لا شيء عنده وذكَّر البابا  هنا بكلمات بولس الرسول "وأَنتُم، إِذا ما اجتَمَعتُم معًا، لا تَتَناوَلونَ عَشاءَ الرَّبّ" (٢٠).

واستطرد البابا فرنسيس: ربما لم يكن هناك في جماعة قورنتس مَن يعتقد أنه ارتكب خطيئة، أن كلمات بولس الرسول القاسية هذه قد بدت بالتالي غير مفهومة حيث كان الجميع على الأرجح مقتنعين بأنهم صالحون، وإن سئلوا عن المحبة كانوا سيجيبون بأنها قيمة كبيرة بالنسبة لهم بدون شك، وينطبق هذا أيضا على الصداقة والعائلة. 

وأضاف الأب الأقدس: ان في أيامنا هذه أيضا الحب كلمة على أفواه الكثير من "المؤثرين" وفي العديد من الأغاني.

وتسأل البابا فرنسيس قائلا: وماذا عن المحبة الأخرى؟ يبدو هذا السؤال الذي يطرحه القديس بولس الرسول على أهل قورنتس، فهو لا يقصد المحبة التي ترتفع بل تلك التي تنخفض، لا تلك التي تأخذ بل تلك التي تهب، لا تلك التي تظهر بل تلك التي تختبئ. وواصل الأب الأقدس أن بولس الرسول يبدي القلق من التخبط الذي قد يحدث في قورنتس، وهو ما يمكن أن يحدث وسطنا اليوم أيضا، من أنه قد لا يوجد أثر للفضيلة اللاهوتية، المحبة، تلك التي تأتينا من الرب. فحتى وإن أكد الجميع بالكلمات كونهم أشخاصا صالحين وأنهم يحبون العائلة والأصدقاء فإنهم في الواقع لا يعرفون عن محبة الله سوى القليل.

ثم تحدث البابا فرنسيس عن كلمة المحبة وقال: إن المسيحيين قادرون على المحبة بكل أشكالها ويختبرون المودة ذاتها إزاء الأصدقاء وحب الوطن ومحبة البشرية جمعاء، إلا ان هناك محبة أكبر تأتي من الله وإليه تتوجه، تُمَكننا من أن نحب الله وأن نكون أصدقاءه، وأن نحب القريب كما يحبه الله. 

وتابع الأب الأقدس أن هذه المحبة وبفضل المسيح تحملنا إلى حيث لا نتوجه بمفردنا كبشر، وتحدث هنا عن محبة الفقراء وأيضا محبة مَن لا يحبنا وناكر الجميل بل وحتى العدو.

 وذكَّر البابا فرنسيس في تعليمه اليوم حول فضيلة المحبة بعظة يسوع على الجبل حين قال: "فإِن أَحبَبتُم مَن يُحِبُّكم، فأَيُّ فَضْلٍ لَكُم؟ لأَنَّ الخَاطِئينَ أَنفُسَهُم يُحِبُّونَ مَن يُحِبُّهُم. وإِن أَحسَنتُم إِلى مَن يُحسِنُ إِليكُم، فأَيُّ فَضْلٍ لَكُم؟ لأَنَّ الخاطِئينَ أَنفُسَهُم يَفعَلونَ ذلك". (لوقا ٦، ٣٢-٣٣). وقد ختم يسوع عظته: "ولكِن أَحِبُّوا أَعداءَكم، وأَحِسِنوا وأَقرِضوا غَيرَ راجينَ عِوَضاً، فيَكونَ أَجرُكم عَظيماً وتكونوا أَبناءَ العَلِيّ، لِأَنَّهُ هو يَلطُفُ بِناكِري الجَميلِ والأَشرار" (لوقا، ٦، ٣٥).

وتابع البابا فرنسيس: إن في هذه الكلمات يظهر الحب كفضيلة لاهوتية ويحمل معنى المحبة، ونكتشف على الفور أنها محبة صعبة بل وتستحيل ممارستها بدون العيش في الله. 

وواصل قداسته: أن طبيعتنا البشرية تجعلنا نحب ما هو صالح وجميل، ويمكننا من انطلاقا من مثل أعلى أو مشاعر قوية أن نكون أسخياء وأن نقوم بأفعال بطولية، إلا أن محبة الله تتجاوز هذه المعايير، فالمحبة المسيحية تعانق كل ما لا يمكن محبته، تمنح المغفرة وتبارك اللاعنين. إنها محبة شجاعة تبدو مستحيلة تقريبا، لكنها الشيء الوحيد الذي سيبقى فينا. إنها "الباب الضيق" الذي يجب المرور عبره لدخول ملكوت الله، فنحن سنُدان لا على الحب العام بل على المحبة.

اختتم البابا فرنسيس مذكرا بكلمات يسوع: "الحَقَّ أَقولُ لَكم: كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه". 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البابا فرنسيس بابا الفاتيكان القديس بطرس القديس بولس الرسول المحبة المسيحية البابا فرنسیس بولس الرسول الأب الأقدس تلک التی

إقرأ أيضاً:

البابا ترامب الأول | الرئيس الأمريكي يبدي رغبته في خلافة الراحل فرنسيس

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه يرغب في أن يصبح البابا القادم للفاتيكان خلفا للبابا فرنسيس الذي توفي الأسبوع الماضي عن عمر ناهز الـ88 عاما.

وقال ترامب للصحفيين عندما سُئل عن من يود أن يصبح بابا الكنيسة الكاثوليكية المقبل: "أود أن أصبح البابا. سيكون هذا خياري الأول".

وأشار ترامب إلى أنه ليس لديه تفضيلا معينا، مضيفا أنه "يجب أن أقول إن لدينا كاردينالا من مكان يسمى نيويورك وهو جيد جدا، لذلك سنرى ما سيحدث".


ولا يعد الكاردينال تيموثي دولان، رئيس أساقفة نيويورك، من بين المرشحين المحتملين لتولي المنصب، إلا أن القائمة تضم أمريكيا آخر هو الكاردينال جوزيف توبين، رئيس أساقفة نيوارك في ولاية نيوجيرزي. ولم يسبق أن تولى أمريكي منصب البابا.

وسافر ترامب وزوجته ميلانيا إلى روما في مطلع الأسبوع لحضور جنازة أول بابا للفاتيكان من أمريكا اللاتينية.

وتبادل ترامب والبابا فرنسيس الانتقادات على مدى عقد من الزمان، وكانت أغلبها تتمحور حول مناشدة البابا للتعاطف مع المهاجرين، وهي الفئة التي سعى ترامب مرارا إلى ترحيلها.

وسيدخل حوالي 135 من الكرادلة الكاثوليك قريبا مجمعا سريا لاختيار البابا القادم، دون وجود أي مرشح واضح في الأفق.


والأسبوع الماضي، أعلن الفاتيكان وفاة البابا فرنسيس، عن عمر يناهز الـ88 عاما، بمقر إقامته في دار القديسة مارتا بالفاتيكان، وذلك بعد تدهور صحته منذ 18 فبراير/ شباط الماضي.

والبابا فرنسيس، المولود باسم خورخي ماريو بيرغوليو، من أصول أرجنتينية، ولد في 17 ديسمبر/ كانون الأول 1936 في بوينس آيرس لعائلة من العمال المهاجرين.

واختار بيرغوليو، لنفسه اسم فرنسيس، تيمنا بالقديس المسيحي الشهير، وبدأ مهامه رسميا في 19 مارس/ آذار 2013.

وبانتخابه بابا، كان بيرغوليو أول بابا يُنتخب من أمريكا اللاتينية، وأول بابا ينتمي إلى الرهبنة اليسوعية التي تعد واحدة من أهم الرهبنيات الفاعلة في الكنيسة الكاثوليكية، وأول من اختار اسم "فرنسيس" في التاريخ البابوي.

مقالات مشابهة

  • البابا وإسرائيل وأكذوبة الحضارة اليهودية ـ المسيحية
  • الرئيس الإندونيسي يثير جدلا بالدعاء أمام نعش البابا فرنسيس (شاهد)
  • تعرف على آخر رسالة كتبها البابا فرنسيس حول الزواج قبل وفاته
  • “ناشيونال إنترست” تكشف تفاصيل غير متوقعة عن جنازة البابا فرنسيس
  • عاجل:- دونالد ترامب يفجر مفاجأة: أرغب أن أكون البابا القادم خلفًا للبابا فرنسيس
  • ضجة قراءة الفاتحة على البابا فرنسيس.. فيديو رئيس اندونيسيا السابق يجدد جدل الترحم على غير المسلمين
  • البابا ترامب الأول | الرئيس الأمريكي يبدي رغبته في خلافة الراحل فرنسيس
  • البابا فرنسيس ورسالة طوبى لصانعي السلام
  • قداسة البابا يلتقي أبناء الكنائس الأرثوذكسية والموارنة برومانيا | صور
  • في فيديو لم ينشر سابقا... البابا فرنسيس للشباب "تعلموا الإصغاء"