غلوبال تايمز: الولايات المتحدة تسيس القضايا الاقتصادية والتجارية لفرض إملاءاتها
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
بكين-سانا
سياسة التنمر والاستغلال التي تعتمدها الولايات المتحدة تبدت بوضوح في الخطوة الجديدة التي اتخذتها بزيادة الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الصينية في تحرك وصفته صحيفة غلوبال تايمز الصينية بأنه محاولة أخرى لقمع الصناعات المتقدمة في البلدان الأخرى تحت ذرائع وأكاذيب مختلفة، بما فيها ما تسميه واشنطن “تعزيز الحمائية”.
الصحيفة أشارت في افتتاحيتها اليوم إلى أن الولايات المتحدة عكفت قبل خطوتها الاستفزازية الجديدة بفرض رسوم جمركية إضافية على الصين على نشر أكاذيب في محاولة لتشويه التكنولوجيا والمنتجات الصينية التي دخلت في إطار القرار الأمريكي الجديد الخاص بالرسوم، وكل ذلك في محاولة للتلاعب بالرأي العام للتغطية على حقيقة تسييس واشنطن للقضايا الاقتصادية والتجارية واستغلالها.
مثل هذه الرسوم الأمريكية تعتبر غير شرعية وفقاً للصحيفة وتخالف قواعد منظمة التجارة العالمية، أما استخدام الجانب الأمريكي لما يسمى بعملية “المراجعة” لزيادة أو فرض تعريفات جمركية إضافية على المنتجات الصينية المصدرة إلى الولايات المتحدة فإنه على حد تعبير غلوبال تايمز “استفزاز خطير” ضد بكين وتناقض مع الالتزام السابق للرئيس الأمريكي جو بايدن بعدم إعاقة تنمية الصين، كما أن هذه الخطوة تتعارض مع التوافقات التي توصلت إليها بكين وواشنطن .
ووصفت الصحيفة استخدام الولايات المتحدة لما يسمى “نقل التكنولوجيا القسري” و”سرقة الملكية الفكرية” بأنها أكاذيب واهية تفضح أهداف واشنطن الرئيسية في استفزاز الصين والاستمرار بسياسة العداء والمنافسة بطريقة غير شرعية وغير عادلة.
وسخرت الصحيفة من حقيقة أن واشنطن فرضت رسوما جمركية مرتفعة على معدات الحماية الشخصية القادمة من الصين واصفة هذه الخطوة بأنها تثير الحيرة، ولاسيما أن الصين قامت خلال جائحة كورونا بتصدير مثل هذه المنتجات إلى الولايات المتحدة لمساعدتها على مكافحة المرض وحماية صحة الأمريكيين وسط نقص عالمي حاد في هذه المعدات.
وأكدت الصحيفة أن الرسوم الأمريكية الجديدة تضر بشكل كبير بحقوق التنمية المشروعة للصين وتهدف إلى الحد من مساحة تطوير الصناعات الصينية ذات الصلة، مشيرة إلى أن الحكومة الصينية ستتخذ بكل تأكيد إجراءات حازمة للدفاع عن مصالحها.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
مخاوف تايوانية من تراجع دعم إدارة ترامب لها أمام الصين
تتصاعد في تايوان مشاعر القلق الشعبي والرسمـي مع كل مناورات عسكرية جديدة تجريها الصين قرب مضيق تايوان، في ظل محاولات الجزيرة الصغيرة لتعزيز قدراتها الدفاعية ومجاراة التحركات الصينية، وسط توجّس من تراجع مستوى الدعم الأميركي في عهد الرئيس دونالد ترامب.
وسلط تقرير أعده مراسل الجزيرة عياش دراجي من العاصمة التايوانية تايبيه الضوء على حالة الاستنفار المتكرر في الجزيرة، والتي تدفع حكومة تايبيه إلى تنشيط تحركاتها الدبلوماسية، لا سيما مع واشنطن، لضمان بقاء مظلة الحماية الأميركية في مواجهة تصعيد بكين.
ورغم أن تايوان تُعرف بكونها وجهة سياحية، فإن الزائرَين من أصل تايواني "كايبيني" و"سوانو"، عبّرا عن قلقهما من تفاقم التهديدات الصينية، وأكدا أن مستقبل العلاقة مع الولايات المتحدة سيكون حاسما.
وقال كايبيني -المقيم في أستراليا- إن "الوضع صعب في عهد ترامب، إذ لا أحد يعرف ما يخطط له، وهذا يفاقم الاضطراب". فيما رأى سوانو -وهو تايواني يعيش في أميركا- أن القيم المشتركة بين الطرفين يجب أن تعزز التحالف رغم التحديات الاقتصادية والسياسية.
وتصرّ بكين على إجهاض أي مسعى نحو استقلال تايوان، وتردّ على تحركاتها السياسية والعسكرية بمناورات متكررة تحمل رسائل واضحة.
إعلانوفي المقابل، تواصل الحكومة التايوانية رفع الجاهزية وزيادة الإنفاق الدفاعي، حيث ارتفعت ميزانية الجيش هذا العام استجابة لارتفاع منسوب التوتر.
آراء تايوانية متباينةولا يغيب التباين في الآراء داخل المجتمع التايواني، إذ أبدت سيدة تايوانية معارضتها لنهج المواجهة الذي تتبناه الحكومة، وأكدت أن كثيرين يفضلون التهدئة، وأن "الولايات المتحدة لا تسعى إلى سلامنا بقدر ما تسعى وراء مصالحها".
وتعود العلاقة الأمنية بين تايوان والولايات المتحدة إلى خمسينيات القرن الماضي، وظلت هذه العلاقة قائمة رغم اعتراف واشنطن ببكين كحكومة شرعية للصين منذ عام 1979.
ورغم ما يُعرف بـ"الغموض الإستراتيجي" الذي تتبعه واشنطن، ظلت الأخيرة تمثل ضامنا غير مباشر لأمن الجزيرة. ومع ذلك، يثير أداء إدارة ترامب تساؤلات في تايوان بشأن مدى التزام واشنطن بالدفاع عنها إذا ما تصاعدت حدة المواجهة.
ويقول أستاذ العلوم السياسية "هوانغ تي بي" إن "تايوان ليست لديها القدرة الكافية لردع التهديدات الصينية، ونشهد حاليا تراجعا في قوة التحالف مع الولايات المتحدة مقابل صعود واضح في قوة الصين".
وفي ظل هذه المعطيات، يلجأ المواطنون إلى تدريبات الطوارئ كنوع من الاستعداد لاحتمالات التصعيد، ويرى أحد الآباء أن "الأجيال القادمة ستواجه تحديات كبيرة، فالصين تريد ضم تايوان، لكن قرار المستقبل ينبغي أن يكون بيد الشعب التايواني".
وبين ضغوط الجغرافيا السياسية والتقلبات الإقليمية، تجد تايوان نفسها وسط معادلة دقيقة، تخشى فيها أن تفقد مظلة الحماية الأميركية، وتصبح جغرافيتها عرضة للضم القسري إلى البر الصيني. وبينما تواصل مناوراتها ردا على نظيرتها الصينية، يبقى المستقبل ضبابيا، وتبقى الهواجس قائمة ما دامت علاقات القوى الكبرى في حالة توتر دائم.