RT Arabic:
2025-04-07@06:36:56 GMT

هل تمتد الإبادة الجماعية من غزة إلى الضفة الغربية؟

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

هل تمتد الإبادة الجماعية من غزة إلى الضفة الغربية؟

تسير الأمور على نحو سيئ بالنسبة للإدارة الديمقراطية ولبايدن شخصيا.

وبحسب استطلاعات الرأي الأخيرة فإن ترامب يتقدم على الرئيس الحالي في الانتخابات المقبلة. كما أن هناك شائعات بأن ميشيل أوباما ستحل محل بايدن كمرشحة للحزب الديمقراطي، ما يؤكد توقعاتي بأن بايدن سيكون آخر رئيس أبيض للولايات المتحدة.

إقرأ المزيد كيف يكون شكل العالم بانتصار الصين أو الولايات المتحدة في الحرب بينهما؟

كذلك يواصل بوتين في أوكرانيا طهي بايدن على نار هادئة، ويفضح كل يوم عجزه عن احتواء روسيا مع تجنب جر أوروبا إلى مواجهة مباشرة مع روسيا، وهو ما يفشل بايدن أيضا في القيام به.

وقد تمت خسارة الحرب التجارية الناشئة مع الصين حتى قبل أن تبدأ – فات الأوان، وقليل ما تم. ومن الضروري، لكنه من المستحيل في نفس الوقت، بدء تصعيد عسكري كامل مع الصين، على خلفية النجاحات المتزايدة لروسيا بأوكرانيا، والوقت ينفذ.

في الشرق الأوسط، تمكنت الولايات المتحدة من تجنب الانجرار إلى حرب مع إيران، لكن الإبادة الجماعية في غزة أدت إلى انقسام الحزب الديمقراطي نفسه، الذي يؤيد بعض أنصاره الفلسطينيين.

مع ذلك، لا تنتهي مشكلات بايدن عند هذا الحد.

فالاحتجاجات الحاشدة المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريكية تحرم بايدن من القوة المقاتلة لليساريين والشباب الملونين، والتي أنا على يقين من أن "الدولة العميقة" خططت لاستخدامها للإطاحة بترامب في نهاية المطاف، والذي تتزايد احتمالات فوزه.

أظن أن أحدا لا يستطيع أن ينكر الآن أن احتجاجات أعضاء "حياة السود مهمة" BLM في وقت ما كانت منسقة بشكل جيد وتم التحكم فيها في إطار تكنولوجيا "الثورات الملونة" التي أتقنتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بشكل نموذجي. ثم لم تقطع الدولة العميقة كل الطريق، إذ كان كافيا للقضاء على ترامب التلاعب بالتصويت عبر البريد والحرس الوطني في الشوارع بعد المحاولة المزعومة للاستيلاء على الكونغرس من قبل حشد من الناس.

 لكن يبدو هذه المرة أن بايدن والديمقراطيين لن يفوزوا قانونيا. ولم يتبق سوى سيناريوهات الطوارئ لاحتفاظ الديمقراطيين بالسلطة، ومن بينها سيناريوهات عزل ترامب من خلال المحاكم التي هي أكثر اعتدالا، إلا أنها تنطوي على خطر كبير يتمثل في تصاعد الصراعات على السلطة إلى أعمال عنف.

وهنا يتبين أن بيادق بايدن، الشباب اليساري الملون، يعارضونه، أو بالأحرى، ضد مسار إدارته في غزة، بل وعلى نحو جذري.

ولم يكن تفريق التظاهرات بالقوة ناجحا، وكلما اقتربنا من الانتخابات، زادت تكلفة ذلك على الديمقراطيين، بالتالي أصبحت احتمالاته أقل فأقل. وأصبح بايدن مجبرا على تعديل موقفه العام على أقل تقدير.

في الوقت نفسه، أصبح نتنياهو هو الآخر محاصرا، ولا يمكنه التراجع عن تحقيق أهدافه المعلنة، ولم يعد أمامه خيار سوى التصعيد في غزة ومواصلة محاولة إشعال حرب أمريكية إيرانية. أي أنه من المنطقي أن نتوقع استمرار الإبادة الجماعية للفلسطينيين وتزايد الاحتجاجات.

إقرأ المزيد الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعيدا مع الصين

لكن لا يجب أن نسمح لكلمات السياسيين أن تربكنا. فلا تكاد إسرائيل تخفي حقيقة أنها تسعى في غزة إلى القضاء على القطاع الفلسطيني في حد ذاته. لكن هذا ليس سوى نصف المهمة، وهو هدف وسيط، فبدون طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية أيضا لن تتحقق المهمة، وفي رأيي أن هذه هي الخطة على وجه التحديد. في الوقت نفسه، تنفتح الآن نافذة تاريخية مواتية للغاية أمام إسرائيل للقيام بذلك، وهو ما قد لا يتكرر في المستقبل.

بمعنى أنه يجب علينا أن نفهم بوضوح أن إسرائيل لا تفعل أي شيء في الضفة الغربية فقط حتى انتهاء تطهير غزة. وحينها يصبح تطهير الضفة الغربية بشكل أكبر أمرا لا مفر منه في حالة نشوب حرب شاملة مع "حزب الله" و/أو مع إيران.

في الوقت نفسه، فإن موقف ترامب الراديكالي المؤيد لإسرائيل معروف للجميع، ومن غير المرجح أن يتخلى عنه. والقدرة على التنبؤ برد فعل السياسي هي نقطة ضعفه، والتي يمكن دائما استخدامها ضده.

فبايدن هو سياسي محنك ذو خبرة برغم أنه يعاني بشكل متزايد من خرف الشيخوخة، إلا أن بين يديه الإمكانية أو الفرصة للاستفادة من انفجار احتجاجي مؤيد للفلسطينيين، ويدرك أن ترامب لا يمكنه إلا أن يدعم إسرائيل حتى لو بدأ تطهير الضفة الغربية. فهل يستغل بايدن هذه الفرصة؟ كيف وبماذا يمكنه حشد بيادقه لمحاربة ترامب المنتصر؟ إلا أن السبب لذلك يجب أن يكون قويا جدا، غير إنساني ودموي قدر الإمكان، من أجل إثارة الجماهير قدر الإمكان.

لقد أظهرت إيران و"حزب الله" عدم رغبتهما في القتال بشكل كامل من أجل الفلسطينيين، وأعتقد أن هذا لن يتغير حتى إذا امتدت الإبادة الجماعية إلى الضفة الغربية. أي ان عواقب مثل هذا التصعيد ستقتصر على الأرجح على توسع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة وأوروبا وتعزيز نشاط الحوثيين، والذي من غير المرجح في الوقت نفسه أن يتجاوز ما أنجزه الحوثيون بالفعل.

والنتيجة أن القدرة على التنبؤ والمحدودية النسبية والتركيز الضيق لنتائج هذه الاحتجاجات تسمح باستخدامها كسلاح دقيق للغاية مثل المشرط.

بالتالي فإن الوضع هو أنه طالما بقي بايدن في السلطة، فإنه لن يستفيد من التصعيد في غزة، بل وأكثر من ذلك في الضفة الغربية. وسوف يبذل جهودا لاحتواء إسرائيل إلى حد ما، كما نرى بالفعل في مثال الحد من توريد الأسلحة إلى إسرائيل. مع ذلك، سيكون ذلك بالأحرى تقييدا للنطاق والسيطرة، لكنه ليس وقفا كاملا، لأنه إذا خسر بايدن الانتخابات، فسيصبح على العكس مهتما بشدة بتصعيد الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.

إقرأ المزيد هل تحارب إيران في نهاية المطاف؟ أين وكيف ومتى؟

لذلك أعتقد أن العملية في رفح ستسير ببطء، وبشكل عام فإن الحرب في غزة لن تنتهي قبل الانتخابات الأمريكية. حسنا، على الأقل هذا ما ستسعى إليه إدارة بايدن. وإذا خسر الديمقراطيون، في ديسمبر أو يناير وقبل تنصيب ترامب، أتوقع تصعيدا حادا للوضع في الشرق الأوسط، وانتشار الإبادة الجماعية إلى الضفة الغربية. سوف تكون إدارة بايدن ساخطة، وستدين ذلك، لكنها بالطبع لن تتخذ خطوات حقيقية لوقفه، وستشجع إسرائيل سرا. فلا توجد جريمة، لا سيما ضد الدول الأخرى، لا يرتكبها السياسيون الأمريكيون من أجل الوصول إلى السلطة في واشنطن.

يبقى فقط أن يسأل المرء نفسه: ترى هل يعض نتنياهو يد ترامب، الذي فعل الكثير من أجل إسرائيل في ولايته الأخيرة؟ الإجابة: بالقطع نعم.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

رابط قناة "تليغرام" الخاصة بالكاتب

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: ألكسندر نازاروف الحزب الديمقراطي ألكسندر نازاروف الحرب على غزة الحزب الجمهوري بنيامين نتنياهو جو بايدن دونالد ترامب قطاع غزة هجمات إسرائيلية الولایات المتحدة الإبادة الجماعیة الضفة الغربیة فی الوقت نفسه من أجل إلا أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

تدفق الأسلحة مستمر.. ترامب يرسل لإسرائيل 20 ألف بندقية علّقها بايدن

صدرت الولايات المتحدة 20 ألف بندقية هجومية لإسرائيل، الشهر الماضي، في عملية بيع كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قد علقتها خوفا من استخدامها ضد الفلسطينيين من قبل مستوطنين متطرفين. 

ووفقا لوثيقة اطلعت عليها "رويترز"، فقد مضت إدارة الرئيس دونالد ترامب قدما في بيع أكثر من 20 ألف بندقية هجومية أميركية الصنع لإسرائيل الشهر الماضي، لتنفذ بذلك عملية البيع التي أرجأتها إدارة بايدن.

وأظهرت الوثيقة أن وزارة الخارجية أرسلت إخطارا إلى الكونغرس في 6 مارس الماضي بشأن بيع بنادق بقيمة 24 مليون دولار، ذكرت فيه أن المستخدم النهائي سيكون الشرطة الإسرائيلية.

وجاء في الإخطار أن الحكومة الأميركية راعت "الاعتبارات السياسية والعسكرية والاقتصادية وحقوق الإنسان والحد من الأسلحة".

لماذا أوقفها بايدن؟

مبيعات البنادق مجرد صفقة صغيرة مقارنة بأسلحة بمليارات الدولارات تزود بها الولايات المتحدة إسرائيل، لكنها لفتت الانتباه عندما أجلت إدارة بايدن البيع خشية وصول هذه الأسلحة إلى أيدي المستوطنين الإسرائيليين الذين هاجم بعضهم فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

وتم تعليق بيع البنادق بعدما اعترض مشرعون ديمقراطيون وطلبوا معلومات عن كيفية استخدام إسرائيل لها، ووافقت لجان الكونغرس في النهاية على البيع، لكن إدارة بايدن تمسكت بالتعليق.

وفرضت إدارة بايدن عقوبات على أفراد وكيانات متهمة بارتكاب أعمال عنف في الضفة، التي تشهد ارتفاعا في هجمات المستوطنين على الفلسطينيين.

 

وأصدر ترامب في 20 يناير، وهو أول يوم له بالمنصب، أمرا تنفيذيا يلغي العقوبات الأميركية المفروضة على المستوطنين الإسرائيليين في تراجع عن سياسة واشنطن، كما وافقت إدارته منذ ذلك الحين على بيع أسلحة بمليارات الدولارات لإسرائيل.

ورفض مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية ساحقة، الخميس، محاولة منع بيع أسلحة بقيمة 8.8 مليار دولار لإسرائيل بسبب مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان، إذ صوت 82 مقابل 15 عضوا و83 مقابل 15 عضوا لصالح رفض قرارين بعدم الموافقة على بيع قنابل ضخمة وغيرها من المعدات العسكرية الهجومية.

مقالات مشابهة

  • استشهاد 13 فلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة
  • إضراب شامل في الضفة الغربية غدا رفضا لإبادة غزة
  • المكتب الإعلامي بغزة: الإبادة الجماعية تغرق رفح في كارثة إنسانية
  • 17 ألف طفل فلسطيني في سجل شهداء الإبادة الجماعية
  • موظفة بالشركة: توقفوا عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الإبادة الجماعية
  • برلماني: مجزرة الاحتلال برفح الفلسطينية استكمال لسيناريو الإبادة الجماعية
  • نقابة التعليم العالي تندد بنشاط تطبيعي لمعهد الزراعة والبيطرة" مع منظمة صهيونية تزامنا مع الإبادة الجماعية في غزة
  • تدفق الأسلحة مستمر.. ترامب يرسل لإسرائيل 20 ألف بندقية علّقها بايدن
  • أونروا: شمال الضفة الغربية يشهد أكبر موجة نزوح منذ 1967
  • بارزاني: الإبادة الجماعية بحق الكورد الفيليين جزء من المخطط الممنهج للنظام السابق