RT Arabic:
2024-11-02@18:19:58 GMT

هل تمتد الإبادة الجماعية من غزة إلى الضفة الغربية؟

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

هل تمتد الإبادة الجماعية من غزة إلى الضفة الغربية؟

تسير الأمور على نحو سيئ بالنسبة للإدارة الديمقراطية ولبايدن شخصيا.

وبحسب استطلاعات الرأي الأخيرة فإن ترامب يتقدم على الرئيس الحالي في الانتخابات المقبلة. كما أن هناك شائعات بأن ميشيل أوباما ستحل محل بايدن كمرشحة للحزب الديمقراطي، ما يؤكد توقعاتي بأن بايدن سيكون آخر رئيس أبيض للولايات المتحدة.

إقرأ المزيد كيف يكون شكل العالم بانتصار الصين أو الولايات المتحدة في الحرب بينهما؟

كذلك يواصل بوتين في أوكرانيا طهي بايدن على نار هادئة، ويفضح كل يوم عجزه عن احتواء روسيا مع تجنب جر أوروبا إلى مواجهة مباشرة مع روسيا، وهو ما يفشل بايدن أيضا في القيام به.

وقد تمت خسارة الحرب التجارية الناشئة مع الصين حتى قبل أن تبدأ – فات الأوان، وقليل ما تم. ومن الضروري، لكنه من المستحيل في نفس الوقت، بدء تصعيد عسكري كامل مع الصين، على خلفية النجاحات المتزايدة لروسيا بأوكرانيا، والوقت ينفذ.

في الشرق الأوسط، تمكنت الولايات المتحدة من تجنب الانجرار إلى حرب مع إيران، لكن الإبادة الجماعية في غزة أدت إلى انقسام الحزب الديمقراطي نفسه، الذي يؤيد بعض أنصاره الفلسطينيين.

مع ذلك، لا تنتهي مشكلات بايدن عند هذا الحد.

فالاحتجاجات الحاشدة المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريكية تحرم بايدن من القوة المقاتلة لليساريين والشباب الملونين، والتي أنا على يقين من أن "الدولة العميقة" خططت لاستخدامها للإطاحة بترامب في نهاية المطاف، والذي تتزايد احتمالات فوزه.

أظن أن أحدا لا يستطيع أن ينكر الآن أن احتجاجات أعضاء "حياة السود مهمة" BLM في وقت ما كانت منسقة بشكل جيد وتم التحكم فيها في إطار تكنولوجيا "الثورات الملونة" التي أتقنتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بشكل نموذجي. ثم لم تقطع الدولة العميقة كل الطريق، إذ كان كافيا للقضاء على ترامب التلاعب بالتصويت عبر البريد والحرس الوطني في الشوارع بعد المحاولة المزعومة للاستيلاء على الكونغرس من قبل حشد من الناس.

 لكن يبدو هذه المرة أن بايدن والديمقراطيين لن يفوزوا قانونيا. ولم يتبق سوى سيناريوهات الطوارئ لاحتفاظ الديمقراطيين بالسلطة، ومن بينها سيناريوهات عزل ترامب من خلال المحاكم التي هي أكثر اعتدالا، إلا أنها تنطوي على خطر كبير يتمثل في تصاعد الصراعات على السلطة إلى أعمال عنف.

وهنا يتبين أن بيادق بايدن، الشباب اليساري الملون، يعارضونه، أو بالأحرى، ضد مسار إدارته في غزة، بل وعلى نحو جذري.

ولم يكن تفريق التظاهرات بالقوة ناجحا، وكلما اقتربنا من الانتخابات، زادت تكلفة ذلك على الديمقراطيين، بالتالي أصبحت احتمالاته أقل فأقل. وأصبح بايدن مجبرا على تعديل موقفه العام على أقل تقدير.

في الوقت نفسه، أصبح نتنياهو هو الآخر محاصرا، ولا يمكنه التراجع عن تحقيق أهدافه المعلنة، ولم يعد أمامه خيار سوى التصعيد في غزة ومواصلة محاولة إشعال حرب أمريكية إيرانية. أي أنه من المنطقي أن نتوقع استمرار الإبادة الجماعية للفلسطينيين وتزايد الاحتجاجات.

إقرأ المزيد الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعيدا مع الصين

لكن لا يجب أن نسمح لكلمات السياسيين أن تربكنا. فلا تكاد إسرائيل تخفي حقيقة أنها تسعى في غزة إلى القضاء على القطاع الفلسطيني في حد ذاته. لكن هذا ليس سوى نصف المهمة، وهو هدف وسيط، فبدون طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية أيضا لن تتحقق المهمة، وفي رأيي أن هذه هي الخطة على وجه التحديد. في الوقت نفسه، تنفتح الآن نافذة تاريخية مواتية للغاية أمام إسرائيل للقيام بذلك، وهو ما قد لا يتكرر في المستقبل.

بمعنى أنه يجب علينا أن نفهم بوضوح أن إسرائيل لا تفعل أي شيء في الضفة الغربية فقط حتى انتهاء تطهير غزة. وحينها يصبح تطهير الضفة الغربية بشكل أكبر أمرا لا مفر منه في حالة نشوب حرب شاملة مع "حزب الله" و/أو مع إيران.

في الوقت نفسه، فإن موقف ترامب الراديكالي المؤيد لإسرائيل معروف للجميع، ومن غير المرجح أن يتخلى عنه. والقدرة على التنبؤ برد فعل السياسي هي نقطة ضعفه، والتي يمكن دائما استخدامها ضده.

فبايدن هو سياسي محنك ذو خبرة برغم أنه يعاني بشكل متزايد من خرف الشيخوخة، إلا أن بين يديه الإمكانية أو الفرصة للاستفادة من انفجار احتجاجي مؤيد للفلسطينيين، ويدرك أن ترامب لا يمكنه إلا أن يدعم إسرائيل حتى لو بدأ تطهير الضفة الغربية. فهل يستغل بايدن هذه الفرصة؟ كيف وبماذا يمكنه حشد بيادقه لمحاربة ترامب المنتصر؟ إلا أن السبب لذلك يجب أن يكون قويا جدا، غير إنساني ودموي قدر الإمكان، من أجل إثارة الجماهير قدر الإمكان.

لقد أظهرت إيران و"حزب الله" عدم رغبتهما في القتال بشكل كامل من أجل الفلسطينيين، وأعتقد أن هذا لن يتغير حتى إذا امتدت الإبادة الجماعية إلى الضفة الغربية. أي ان عواقب مثل هذا التصعيد ستقتصر على الأرجح على توسع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة وأوروبا وتعزيز نشاط الحوثيين، والذي من غير المرجح في الوقت نفسه أن يتجاوز ما أنجزه الحوثيون بالفعل.

والنتيجة أن القدرة على التنبؤ والمحدودية النسبية والتركيز الضيق لنتائج هذه الاحتجاجات تسمح باستخدامها كسلاح دقيق للغاية مثل المشرط.

بالتالي فإن الوضع هو أنه طالما بقي بايدن في السلطة، فإنه لن يستفيد من التصعيد في غزة، بل وأكثر من ذلك في الضفة الغربية. وسوف يبذل جهودا لاحتواء إسرائيل إلى حد ما، كما نرى بالفعل في مثال الحد من توريد الأسلحة إلى إسرائيل. مع ذلك، سيكون ذلك بالأحرى تقييدا للنطاق والسيطرة، لكنه ليس وقفا كاملا، لأنه إذا خسر بايدن الانتخابات، فسيصبح على العكس مهتما بشدة بتصعيد الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.

إقرأ المزيد هل تحارب إيران في نهاية المطاف؟ أين وكيف ومتى؟

لذلك أعتقد أن العملية في رفح ستسير ببطء، وبشكل عام فإن الحرب في غزة لن تنتهي قبل الانتخابات الأمريكية. حسنا، على الأقل هذا ما ستسعى إليه إدارة بايدن. وإذا خسر الديمقراطيون، في ديسمبر أو يناير وقبل تنصيب ترامب، أتوقع تصعيدا حادا للوضع في الشرق الأوسط، وانتشار الإبادة الجماعية إلى الضفة الغربية. سوف تكون إدارة بايدن ساخطة، وستدين ذلك، لكنها بالطبع لن تتخذ خطوات حقيقية لوقفه، وستشجع إسرائيل سرا. فلا توجد جريمة، لا سيما ضد الدول الأخرى، لا يرتكبها السياسيون الأمريكيون من أجل الوصول إلى السلطة في واشنطن.

يبقى فقط أن يسأل المرء نفسه: ترى هل يعض نتنياهو يد ترامب، الذي فعل الكثير من أجل إسرائيل في ولايته الأخيرة؟ الإجابة: بالقطع نعم.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

رابط قناة "تليغرام" الخاصة بالكاتب

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: ألكسندر نازاروف الحزب الديمقراطي ألكسندر نازاروف الحرب على غزة الحزب الجمهوري بنيامين نتنياهو جو بايدن دونالد ترامب قطاع غزة هجمات إسرائيلية الولایات المتحدة الإبادة الجماعیة الضفة الغربیة فی الوقت نفسه من أجل إلا أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

مراسلة «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تستهدف مخيمات الضفة الغربية بشكل مكثف

قالت ولاء السلامين مراسلة قناة «القاهرة الإخبارية» من رام الله، إنّ الاحتلال الإسرائيلي استهدف طفلا وشابا فلسطينيا جرى قتلهما إثر إطلاق طائرة مسيرة فجر هذا اليوم، موضحة أنّ الشهيد الأول من مخيم طولكرم والثاني من مخيم نور شمس بالضفة الغربية.

تسلل قوات خاصة في مخيم طولكرم

وأضافت «السلامين»، خلال رسالة على الهواء مع الإعلامي كريم حاتم، أنّ مخيم طولكرم شهد تسلل لقوات خاصة من الاحتلال الإسرائيلي بمركبة أجرة تحمل لوحة فلسطينية، مشيرة إلى أنّ الفلسطينيين داخل المخيم لم يعرفوا أنّ الأشخاص الذين يركبون المركبة هم من القوات الخاصة إلا عندما كانت هناك عملية اغتيال لحسام الملاح وهو قائد كتيبة من المقاومين الفلسطينيين داخل مخيم طولكرم.

استهداف مستمر بمخيم نور شمس

وتابعت: «أفاد شهود عيان بأن اغتيال القائد حسام الملاح جاء بمسدس كاتم للصوت وليس بطائرة مسيرة، وبعد ذلك انسحبت القوات الخاصة من مخيم طولكرم، لكن هناك عملية عسكرية مستمرة في مخيم نور شمس من خلال استهداف طفل وشاب فلسطيني بطائرة مسيرة قصفت موقعا داخل المخيم، كما أنّ هناك اشتباكات مسلحة بين المقاومين وقوات الاحتلال الإسرائيلي».

مقالات مشابهة

  • حقوق الإنسان تطالب بمحاسبة إسرائيل وأنصارها ضد "الإبادة الجماعية".. فرض المجاعة والجفاف عن عمد.. وإزالة الأنقاض في غزة سيستغرق أكثر من 18 عامًا
  • فرانشيسكا ألبانيز تدعو إلى تعليق عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة بسبب الإبادة الجماعية في غزة
  • القاهرة الإخبارية: إسرائيل تعطل الأونروا عن العمل في الضفة الغربية
  • أمريكا تطالب إسرائيل بتمديد اتفاق المعاملات المصرفية مع الضفة الغربية لمدة لا تقل عن عام
  • المقررة الأممية ألبانيز تطالب بتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة.. الإبادة الجماعية
  • إسرائيل تكثف استهداف مخيمات الضفة الغربية.. تفاصيل
  • مراسلة «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تستهدف مخيمات الضفة الغربية بشكل مكثف
  • مقررة أممية: الإبادة الجماعية المستمرة نتيجة لإفلات “إسرائيل” من العقاب
  • «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تعلن اغتيال أحد عناصر «حماس» في الضفة الغربية
  • السيناتور الامريكي: الديمقراطيون متواطئون في الإبادة الجماعية بغزة