RT Arabic:
2025-04-26@08:14:15 GMT

هل تمتد الإبادة الجماعية من غزة إلى الضفة الغربية؟

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

هل تمتد الإبادة الجماعية من غزة إلى الضفة الغربية؟

تسير الأمور على نحو سيئ بالنسبة للإدارة الديمقراطية ولبايدن شخصيا.

وبحسب استطلاعات الرأي الأخيرة فإن ترامب يتقدم على الرئيس الحالي في الانتخابات المقبلة. كما أن هناك شائعات بأن ميشيل أوباما ستحل محل بايدن كمرشحة للحزب الديمقراطي، ما يؤكد توقعاتي بأن بايدن سيكون آخر رئيس أبيض للولايات المتحدة.

إقرأ المزيد كيف يكون شكل العالم بانتصار الصين أو الولايات المتحدة في الحرب بينهما؟

كذلك يواصل بوتين في أوكرانيا طهي بايدن على نار هادئة، ويفضح كل يوم عجزه عن احتواء روسيا مع تجنب جر أوروبا إلى مواجهة مباشرة مع روسيا، وهو ما يفشل بايدن أيضا في القيام به.

وقد تمت خسارة الحرب التجارية الناشئة مع الصين حتى قبل أن تبدأ – فات الأوان، وقليل ما تم. ومن الضروري، لكنه من المستحيل في نفس الوقت، بدء تصعيد عسكري كامل مع الصين، على خلفية النجاحات المتزايدة لروسيا بأوكرانيا، والوقت ينفذ.

في الشرق الأوسط، تمكنت الولايات المتحدة من تجنب الانجرار إلى حرب مع إيران، لكن الإبادة الجماعية في غزة أدت إلى انقسام الحزب الديمقراطي نفسه، الذي يؤيد بعض أنصاره الفلسطينيين.

مع ذلك، لا تنتهي مشكلات بايدن عند هذا الحد.

فالاحتجاجات الحاشدة المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريكية تحرم بايدن من القوة المقاتلة لليساريين والشباب الملونين، والتي أنا على يقين من أن "الدولة العميقة" خططت لاستخدامها للإطاحة بترامب في نهاية المطاف، والذي تتزايد احتمالات فوزه.

أظن أن أحدا لا يستطيع أن ينكر الآن أن احتجاجات أعضاء "حياة السود مهمة" BLM في وقت ما كانت منسقة بشكل جيد وتم التحكم فيها في إطار تكنولوجيا "الثورات الملونة" التي أتقنتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بشكل نموذجي. ثم لم تقطع الدولة العميقة كل الطريق، إذ كان كافيا للقضاء على ترامب التلاعب بالتصويت عبر البريد والحرس الوطني في الشوارع بعد المحاولة المزعومة للاستيلاء على الكونغرس من قبل حشد من الناس.

 لكن يبدو هذه المرة أن بايدن والديمقراطيين لن يفوزوا قانونيا. ولم يتبق سوى سيناريوهات الطوارئ لاحتفاظ الديمقراطيين بالسلطة، ومن بينها سيناريوهات عزل ترامب من خلال المحاكم التي هي أكثر اعتدالا، إلا أنها تنطوي على خطر كبير يتمثل في تصاعد الصراعات على السلطة إلى أعمال عنف.

وهنا يتبين أن بيادق بايدن، الشباب اليساري الملون، يعارضونه، أو بالأحرى، ضد مسار إدارته في غزة، بل وعلى نحو جذري.

ولم يكن تفريق التظاهرات بالقوة ناجحا، وكلما اقتربنا من الانتخابات، زادت تكلفة ذلك على الديمقراطيين، بالتالي أصبحت احتمالاته أقل فأقل. وأصبح بايدن مجبرا على تعديل موقفه العام على أقل تقدير.

في الوقت نفسه، أصبح نتنياهو هو الآخر محاصرا، ولا يمكنه التراجع عن تحقيق أهدافه المعلنة، ولم يعد أمامه خيار سوى التصعيد في غزة ومواصلة محاولة إشعال حرب أمريكية إيرانية. أي أنه من المنطقي أن نتوقع استمرار الإبادة الجماعية للفلسطينيين وتزايد الاحتجاجات.

إقرأ المزيد الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعيدا مع الصين

لكن لا يجب أن نسمح لكلمات السياسيين أن تربكنا. فلا تكاد إسرائيل تخفي حقيقة أنها تسعى في غزة إلى القضاء على القطاع الفلسطيني في حد ذاته. لكن هذا ليس سوى نصف المهمة، وهو هدف وسيط، فبدون طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية أيضا لن تتحقق المهمة، وفي رأيي أن هذه هي الخطة على وجه التحديد. في الوقت نفسه، تنفتح الآن نافذة تاريخية مواتية للغاية أمام إسرائيل للقيام بذلك، وهو ما قد لا يتكرر في المستقبل.

بمعنى أنه يجب علينا أن نفهم بوضوح أن إسرائيل لا تفعل أي شيء في الضفة الغربية فقط حتى انتهاء تطهير غزة. وحينها يصبح تطهير الضفة الغربية بشكل أكبر أمرا لا مفر منه في حالة نشوب حرب شاملة مع "حزب الله" و/أو مع إيران.

في الوقت نفسه، فإن موقف ترامب الراديكالي المؤيد لإسرائيل معروف للجميع، ومن غير المرجح أن يتخلى عنه. والقدرة على التنبؤ برد فعل السياسي هي نقطة ضعفه، والتي يمكن دائما استخدامها ضده.

فبايدن هو سياسي محنك ذو خبرة برغم أنه يعاني بشكل متزايد من خرف الشيخوخة، إلا أن بين يديه الإمكانية أو الفرصة للاستفادة من انفجار احتجاجي مؤيد للفلسطينيين، ويدرك أن ترامب لا يمكنه إلا أن يدعم إسرائيل حتى لو بدأ تطهير الضفة الغربية. فهل يستغل بايدن هذه الفرصة؟ كيف وبماذا يمكنه حشد بيادقه لمحاربة ترامب المنتصر؟ إلا أن السبب لذلك يجب أن يكون قويا جدا، غير إنساني ودموي قدر الإمكان، من أجل إثارة الجماهير قدر الإمكان.

لقد أظهرت إيران و"حزب الله" عدم رغبتهما في القتال بشكل كامل من أجل الفلسطينيين، وأعتقد أن هذا لن يتغير حتى إذا امتدت الإبادة الجماعية إلى الضفة الغربية. أي ان عواقب مثل هذا التصعيد ستقتصر على الأرجح على توسع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة وأوروبا وتعزيز نشاط الحوثيين، والذي من غير المرجح في الوقت نفسه أن يتجاوز ما أنجزه الحوثيون بالفعل.

والنتيجة أن القدرة على التنبؤ والمحدودية النسبية والتركيز الضيق لنتائج هذه الاحتجاجات تسمح باستخدامها كسلاح دقيق للغاية مثل المشرط.

بالتالي فإن الوضع هو أنه طالما بقي بايدن في السلطة، فإنه لن يستفيد من التصعيد في غزة، بل وأكثر من ذلك في الضفة الغربية. وسوف يبذل جهودا لاحتواء إسرائيل إلى حد ما، كما نرى بالفعل في مثال الحد من توريد الأسلحة إلى إسرائيل. مع ذلك، سيكون ذلك بالأحرى تقييدا للنطاق والسيطرة، لكنه ليس وقفا كاملا، لأنه إذا خسر بايدن الانتخابات، فسيصبح على العكس مهتما بشدة بتصعيد الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.

إقرأ المزيد هل تحارب إيران في نهاية المطاف؟ أين وكيف ومتى؟

لذلك أعتقد أن العملية في رفح ستسير ببطء، وبشكل عام فإن الحرب في غزة لن تنتهي قبل الانتخابات الأمريكية. حسنا، على الأقل هذا ما ستسعى إليه إدارة بايدن. وإذا خسر الديمقراطيون، في ديسمبر أو يناير وقبل تنصيب ترامب، أتوقع تصعيدا حادا للوضع في الشرق الأوسط، وانتشار الإبادة الجماعية إلى الضفة الغربية. سوف تكون إدارة بايدن ساخطة، وستدين ذلك، لكنها بالطبع لن تتخذ خطوات حقيقية لوقفه، وستشجع إسرائيل سرا. فلا توجد جريمة، لا سيما ضد الدول الأخرى، لا يرتكبها السياسيون الأمريكيون من أجل الوصول إلى السلطة في واشنطن.

يبقى فقط أن يسأل المرء نفسه: ترى هل يعض نتنياهو يد ترامب، الذي فعل الكثير من أجل إسرائيل في ولايته الأخيرة؟ الإجابة: بالقطع نعم.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

رابط قناة "تليغرام" الخاصة بالكاتب

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: ألكسندر نازاروف الحزب الديمقراطي ألكسندر نازاروف الحرب على غزة الحزب الجمهوري بنيامين نتنياهو جو بايدن دونالد ترامب قطاع غزة هجمات إسرائيلية الولایات المتحدة الإبادة الجماعیة الضفة الغربیة فی الوقت نفسه من أجل إلا أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

 جيش الاحتلال يواصل حملة اعتقالات في الضفة الغربية والقدس المحتلة

 

 

الجديد برس|

 

شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ الساعات الأولى لليوم الأربعاء، حملة اعتقالات واسعة في مدن وبلدات الضفة الغربية.

واعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 15 فلسطينياً بينهم الأسيرة المحرّرة حنان البرغوثي “أم عناد” من قرية كوبر شمال رام الله.

 

كما طالت الاعتقالات بلدة الظاهرية جنوب الخليل، وحوّلت قوات الاحتلال أحد المنازل هناك إلى ثكنة عسكرية.

 

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أنّ وحدة من قوات الاحتلال اقتحمت برفقة جرّافتين شرق ضاحية ذنابة في طولكرم، وفجّرت جسماً في جبل الإسكان بمحيط مخيم نور شمس.

 

وفي نابلس، انسحبت قوات الاحتلال من بلدة بيت فوريك شرقي المدينة بعد اقتحام استمر خمس ساعات، تخلّلته انفجارات نفّذها الاحتلال.

 

أما في مدينة القدس المحتلة، فنفّذت جرّافات الاحتلال عمليات هدم في بلدة الجيب شمال غرب المدينة، وجرفت أراضي المزارعين بين قريتي حارس وكفل حارس غرب مدينة سلفيت، ضمن سياسة ممنهجة لتفريغ الأرض من أصحابها.

 

تأتي هذه الانتهاكات في ظلّ تصاعد العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، واستمرار سياسة الاعتقالات والهدم والتجريف، في محاولة لفرض واقع جديد على الأرض.

مقالات مشابهة

  • هيئة: وقفات بعدد من المدن المغربية تضامنا مع غزة وتنديدا بالإبادة الجماعية
  • مبادرة نوبل للمرأة تطالب بوقف الإبادة الجماعية في غزة وتتضامن مع فلسطين
  • صحيفة عبرية: المخطط الإسرائيلي لضم الضفة الغربية أصبح واقعا
  • خلافا لسلفه بايدن.. ترامب يمتنع عن مصطلح خاص بمأساة الأرمن
  • ما الذي يعنيه أن تكون صحفيا فلسطينيا وسط الإبادة؟
  • “حماس”: تصريحات نتنياهو تكريس لنهج “الإبادة الجماعية”
  • اقتحامات من قوات العدو الصهيوني لمخيمات وقرى في الضفة الغربية
  •  جيش الاحتلال يواصل حملة اعتقالات في الضفة الغربية والقدس المحتلة
  • عباس: حرب الإبادة الجماعية نكبة جديدة تهدد الوجود الفلسطيني
  • ماذا يعني حصول إسرائيل على تأجيل قضية الإبادة الجماعية 6 أشهر؟