بسبب الاشتباه الدائم في انتمائهم للإسلاميين المتطرفين وخوفا من اتهامهم بالترويج للإرهاب، يختار بعض المسلمين الفرنسيين أو من ذوي الأصول الشمال أفريقية التزام الصمت، في حين يقرر آخرون -وهم في الغالب من بين الأكثر تأهيلا- مغادرة فرنسا بسبب هذه الأجواء الضارة من نواح عديدة، ولاسيما في شمالي البلاد.

بهذه الجمل افتتح موقع "أوريان 21" تحقيقا للصحفية نادية داكي، افتتحته بأن سلسلة من القضايا والشكوك والخلافات والقوانين المعتمدة أو المخطط لها تقود عددا من المسلمين الفرنسيين أو من ذوي الأصول الشمال أفريقية إلى الشك في أن لهم مكانهم حقا في فرنسا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"حماس جيش الظل".. لهذا عادت الدبابات الإسرائيلية إلى شمال غزة"حماس جيش الظل".. لهذا عادت ...list 2 of 2بعض بنود الوثيقة السرية التي ربما كانت ستنهي الحرب في أوكرانيابعض بنود الوثيقة السرية التي ...end of list

يقول مولود، وهو رجل في الأربعين من عمره ولد في شمالي فرنسا وموظف حكومي، "كنا روادا في جمعيات إسلامية قوية يدعمها مسلمون ملتزمون، ولهذا السبب تحاول السلطات العامة منذ سنوات تقويضها في هجوم منهجي وهيكلي".

احتجاج بفرنسا على التضييق على إمام حيث يحمل المشاركون لافتات تقول إحداها "الإسلام ليس كبش فداء" (الأوروبية)

وعدّد الشاب قائمة المؤسسات المعنية من "مدرسة ابن رشد الثانوية إلى إذاعة باستيل إف إم، فمسجد فيلنوف داسك، حيث حوكم مسؤولو مسجد فيلنوف داسك قبل أن تطلق المحكمة سراحهم، وقطع التمويل الذي تقدمه الولاية عن إذاعة باستيل إف إم لاتهامها بالدعوة للدين الإسلامي، كما ألغي عقد مدرسة ابن رشد الثانوية مع الدولة".

ووصف مولود الرقابة الذاتية التي يفرضها على نفسه بشأن الحرب على غزة خوفا من مصير سكرتير فرع اتحاد الشغل العام في الشمال جان بول ديلسكو، الذي حكم عليه بالسجن سنة مع وقف التنفيذ بتهمة تمجيد "الإرهاب"، موضحا أنه "عندما رأى ما يمكن فعله بشخص أبيض غير مسلم تجرأ على التذكير بالاحتلال غير القانوني، فما بالك بشخص أسمر مثلي".

العنصرية وكراهية الإسلام

لذلك يقول مولود إنه يعمل في مجالات أخرى، "أشارك في المظاهرات ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية، وأعلم أطفالي. لا يهم إذا اضطررت إلى خفض رأسي في العمل"، مع الإشارة إلى أن الرقابة الذاتية لا تقتصر على القضية الفلسطينية، بل تشمل المناخ العام الذي يميل إلى إسكات كل ما يتعلق بالثقافة العربية الإسلامية.

وذكّرت الكاتبة بأن قضية ثانوية ابن رشد تركت في الشمال أثرا سيئا بسبب طبيعتها غير العادلة إذا قورنت بمدرسة ستانيسلاس الكاثوليكية الثانوية في باريس والتي ثبت خرقها للعلمانية، مما يثير غضب مجيد (42 عاما) وهو يرغب مثل مولود في عدم الكشف عن هويته، قائلا إن "ابن رشد كانت نموذجا ناجحا. بالنسبة لي هناك عنصرية لا حدود لها على الإطلاق في هذا النوع من الهجوم".

وبالنسبة لمحمد (63 عاما)، وهو مستشار للتوظيف في مدينة ليل ومولود في فرنسا، "عندما أرى هذا النوع من الهجمات غير العادلة يتكرر أشعر بالاشمئزاز".

ويضيف "مع أنني لا أضع كل الفرنسيين في سلة واحدة، فهناك نوع من المضايقة للعرب والمسلمين في بعض وسائل الإعلام"، ولذلك فهو يتجنب مناقشة الوضع الفلسطيني في بيئته المهنية، إذ سيقال إنه "عربي ومن الواضح أنه مع الإرهابيين لأنهم أيضا عرب. أسمع فعلا بعض الناس يقولون: ارجع إلى بلدك. لكن بلدي هو هنا".

ومن جانبه، يقول طارق (30 عاما)، وهو باحث في العلوم السياسية، "ولدت هنا ونشأت هنا ولغتي الأم هي الفرنسية، ومع ذلك سأظل دائما مواطنا أجنبيا في عيون البعض"، والسبب "بنية الدولة العنصرية للغاية، كما يشهد بذلك تعاقب القوانين المتعلقة بالانفصالية".

إغراء الخارج

يقول مولود "إن البلاد تزداد سوءا اقتصاديا"، لذلك فهو يفكر بقوة في الانتقال إلى مكان آخر، "أجد الأمر جنونا، لقد هاجر آباؤنا ونحن نفكر في الأمر أيضا"، ويضيف الشاب "الأسباب متعددة ولكن أهمها هو الإسلاموفوبيا، لقد تربيا على الجد والمثابرة، وتعلمنا وضاعفنا جهودنا وحصلنا على مناصب مهمة، لكن خيبة الأمل هي ما نجنيه".

وهنا تلفت الكاتبة نادية داكي إلى كتاب الباحثين جوليان تالبين وأوليفييه إستيف وأليس بيكار "فرنسا تحبها ولكنك تغادرها" الذي جمعوا فيه وحللوا ردود ألف شخص في 250 مقابلة مع بعض من غادروا فرنسا مؤخرا، بالإضافة إلى آخرين غادروها منذ ما يقرب من 20 عاما.

ومن بين الأسباب المذكورة في هذه الردود، تأتي الرغبة في الابتعاد عن التمييز الذي يتعرض له المسلم في المقام الأول بنسبة 70% من الحالات، ويليه إيجاد فرصة للعيش بدينك بسلام بنسبة 63%، ثم يأتي التطوير المهني.

ويعتقد تالبين أن محفزات الرحيل هي الانتخابات الرئاسية لعام 2022، أو "دور بعض وسائل الإعلام مثل سي نيوز، أو وجود المرشح إريك زمور الذي يحظى بتغطية إعلامية مفرطة"، مما يسهم في خلق "أجواء مشبعة" تعاش أكثر من "تجارب التمييز المباشرة".

وخلافا للاعتقاد الشائع ليست بلدان المقصد ذات أغلبية مسلمة، ولا المهاجرون الذين شملهم الاستطلاع يعتبرون أنفسهم متدينين للغاية، بل هم في أغلب الأحيان من الجيل الثاني أو الثالث من الفرنسيين المزدوجي الجنسية، وأكثر من 53% منهم لديهم مؤهلات تعليم عال، لأن التقدم الوظيفي أكثر تعقيدا بالنسبة لهم من زملائهم غير المسلمين أو البيض.

وبعبارة أخرى -تقول الكاتبة- فإن "فرنسا تحرم نفسها من جزء من نخبها"، والتحق معظم الأشخاص الذين غادروا فرنسا بالجامعات العامة، ويقول تالبين "سمح لهم النظام التعليمي والاجتماعي الفرنسي بالارتقاء اجتماعيا، لكن هذا التركيز المستمر على الإسلام والمسلمين يعني أنهم لا يستطيعون الازدهار بالقدر الذي يرغبون فيه".

وقال بعض الأشخاص الذين تمت مقابلتهم "نحن لا نتعرض للتمييز فحسب، بل إن جميع أشكال التنظيم الديني التي مكنت من بعض التقدم أصبحت اليوم موضع ريبة"، ولا شك في أن "حل التجمع ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا يعني أنه لم يعد بإمكاننا حتى تنظيم أنفسنا لمحاربة التمييز"، حسب تعبيرهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات ابن رشد

إقرأ أيضاً:

45 مليون طن.. الزراعة: المخلفات الزراعية تقلل فاتورة استيراد الأعلاف من الخارج

عقد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي اجتماعا مع الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة في إطار سلسلة اللقاءات المستمرة بين الوزارتين ، وذلك لبحث كيفية الاستفادة من المخلفات والمتبقيات الزراعية سواء الناتجة عن الأنشطة الزراعية او الحيوانية وذلك بحضور المهندس مصطفى الصياد نائب وزير الزراعة،


وخلال الاجتماع تم تقديم عرض تفصيلى لاستخدام المتبقيات الزراعية في صناعة الأعلاف غير التقليدية، حيث تتوفر كميات كبيرة من المتبقيات الزراعية فى الوقت الراهن بما يقرب من  45-40 مليون طن(مخلفات حقلية، مخلفات زراعات الخضر والفاكهة) وتستخدم حالياً فى عدد من المجالات منها، إنتاج الأعلاف غير التقليدية، وإنتاج الاسمدة العضوية مثل(الكومبوست)، كما تدخل فى بعض الصناعات مثل صناعة الأخشاب ، وكذا إنتاج الطاقة الحيوية، وغيرها من الصناعات، وتم استعراض معوقات استخدام المتبقيات الزراعية، وتم مناقشة الاجراءات اللازمة للتغلب على تلك المعوقات.

بالتعاون بين الوزارة والجايكا اليابانية.. الزراعة تستعرض إنجازات مشروع الايسمابحصاد الزراعة.. تعزيز الاستثمار الزراعي الصيني في مصرزراعة 343 ألف فدان قمح بالوادي الجديد هذا العام.. تفاصيل

كما تم إستعراض الفرص الإستثمارية للإستفادة من المتبقيات الزراعية  وزارة البيئة من خلال تنفيذ مشروع إنشاء مصنع لتدوير مخلفات جريد النخيل بالوادي الجديد لانتاج الأخشاب باستثمارات تقديرية 70 مليون يورو، بالإضافة الى إعداد عدد من الفرص الاستثمارية في مجال الاستفادة من المخلفات الزراعية لانتاج زيوت من بذور التين الشوكي ، وإنتاج السيليكا غير المتبلورة من قش الأرز ، كما تم استعراض آليات انتاج الأعلاف غير التقليدية من المتبقيات الزراعية والاجراءات المتخذة فى هذا الشأن،

من ناحيته رحب وزير الزراعة بوزيرة البيئة والوفد المرافق لها مشيدا بالتعاون بين الوزارتين في كثير من الملفات المشتركة والتى حققت نجاحات يمكن البناء عليها وخاصة في منظومة جمع وتدوير قش الارز وطالب بالاستفادة من التجربة من خلال توسيع نطاق التعاون بحيث يشمل متبقيات ومخلفات جميع المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية والداجنة الامر الذي يسهم في حماية البيئة من التلوث والحفاظ على صحة المواطنين بالاضافة الى تحقيق عائد اقتصادي على المزراعين والمربين وتشغيل العمالة وتوفير فرص عمل واستخدام المخلفات في انتاج الطاقة والاسمدة العضوية والاعلاف والمخصبات الزراعية.

وقد وجه "فاروق" قيادات الوزارة بتسهيل التعاون مع وزارة البيئة في هذا الشأن وإزالة اي معوقات تحول دون ذلك وأكد على دعوة المستثمرين لدخول هذا المجال مشيرا إلى إستعداد الوزارة إلى تقديم كافة أوجه الدعم الفني من خلال مراكزها البحثية مؤكدا أن المخلفات الزراعية ثروة يجب استغلالها وعدم اهدارها قد يسهم ذلك في تقليل فاتورة استيراد الأعلاف من الخارج.

ومن جانبها أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ان تنفيذ هذا المشروع يأتى فى ضوء تكليفات فخامة رئيس الجمهورية بتعظيم الاستفادة من المخلفات الزراعية فى  صناعة الأعلاف والتوسع فى ذلك لتقليل استيراد الاعلاف ، حيث تمتلك مصر كماً هائلاً منها والتي يمكن تحويلها بسهولة إلى ثروة علفية مع ضرورة توفير المعدات اللازمة لهذه الصناعة ووسائل نقل اقتصادية وذلك بالتنسيق والتعاون بين وزارتي الزراعة والبيئة.

وأوضحت وزيرة البيئة أنه بناءا على توجيهات دولة رئيس مجلس الوزراء  بوضع تصور متكامل فى هذا الشأن من خلال لجنة مشتركة من وزارتى الزراعة والبيئة وبالتعاون مع مركز البحوث الزراعية والمركز القومى للبحوث ، تم إعداد التصور والعرض على رئيس مجلس الوزراء، حيث ترتب على ذلك صدور قرار مجلس الوزراء رقم 1115 لسنه 2023 بتشكيل لجنة عليا لاستخدام المتبقيات الزراعية في صناعة الأعلاف برئاسة وزارة الزراعة.

وأشارت د. ياسمين فؤاد إلى الجهود التى بذلتها وزارة البيئة لتعظيم الاستفادة من المتبقيات الزراعية متضمنة التطوير التشريعي والتنظيمي بداية من وضع قانون تنظيم إدارة المخلفات رقم 202 لسنة 2020 ولائحته التنظيمية ، وإصدار الاستراتيجية الوطنية للمتبقيات الزراعية عام 2019 ، وإعداد الخطة التنفيذية لتنفيذ تلك الإستراتيجية وربطها بخريطة لتوزيع المخلفات الزراعية على المحافظات، وايضا اصدار التعريفة المغذية لإنتاج الكهرباء من المخلفات، بالإضافة الى تنفيذ ندوات وأنشطة التوعية بأهمية الاستفادة من المتبقيات الزراعية بأنواعها والمخاطر الصحية والبيئية المترتبة على حرقها والتخلص  غير الامن منها  وذلك بكافة محافظات الجمهورية.

وأضافت الدكتورة ياسمين فؤاد ان منظومة إدارة نوبات تلوث الهواء الحادة  " قش الأرز " تعد أحد قصص النجاح البارزة في مجال إدارة المخلفات الزراعية،  فهى منظومة تشارك فيها عدد من الجهات المعنية بالدولة ، والتى حققت نجاحات كبيرة ، حيث اصبحت نسبة الكبس والجمع  تصل ٩٠% ، واصبحت توفر فرص استثمارية كبيرة ، وتم تصميم المنظومة بهدف خلق سوق فعال لقش الأرز من خلال دعم المتعهدين بالمعدات لجمع وكبس قش الأرز الناتج بالمحافظات. كما سعت وزارة البيئة للتوسع في إنتاج الطاقة الحيوية (البيوجاز) من خلال تنفيذ عدد (1921) وحدة منزلية ومتوسطة بإجمالي إنتاج سنوي من الغاز الحيوى 2.152 مليون متر مكعب يعادل تقريباً 86 ألف اسطوانة بوتاجاز، وتعالج 53.8 طن من المخلفات الحيوية كما تنتج 50,000 طن تقريبا من السماد العضوي ، مشيرة إلى التعاون مع شركاء التنمية لاعداد فرص استثمارية لإنتاج الأعلاف غير التقليدية من المتبقيات الزراعية.

وفي نهاية الاجتماع اتفق الحضور على ضرورة الإنتهاء من إعداد دراسة الجدوى الفنية والاقتصادية للفرص الإستثمارية لإنتاج الأعلاف غير التقليدية من المتبقيات الزراعية، من خلال الاستعانة بعدد من الخبراء في مجال الزراعة والانتاج الحيواني بالمركز القومي للبحوث، وأحد المكاتب الاستشارية المتخصصة، ليتم الدعوة لطرحها ومناقشتها مع كافة أصحاب المصلحة والجهات الحكومية، والخبراء ومصنعي الأعلاف، لضمان تحقيق أقصى استفادة ، وتحقيق رؤية الدولة المستقبلية للتوسع فى انتاج الأعلاف من المتبقيات الزراعية.
حضر الاجتماع من وزارة الزراعة د حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء والدكتور طارق سليمان رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة والدكتور أحمد حسن معاون الوزير والدكتور امل اسماعيل رئيس الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي

ومن وزارة البيئة الاستاذ ياسر عبد الله رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات والأستاذ محمد معتمد مساعد وزيرة البيئة للتخطيط والإستثمار والدكتورة أميمة الصوان استشارى جهاز المخلفات وبعض قيادات الزراعة والبيئة.

مقالات مشابهة

  • تركيا ترفع المبالغ النقدية المسموح باصطحابها للخارج
  • انتهاء المهلة النهائية للمواطنين السودانيين المعفيين من تراخيص الإقامة في مصر
  • تقرير: 11 ألف عالم إسرائيلي هاجروا إلى 30 دولة
  • "فيديوهات السير الذاتية بتقنية الذكاء الاصطناعي" رسالة ماجستير بجامعة عين شمس
  • 45 مليون طن.. الزراعة: المخلفات الزراعية تقلل فاتورة استيراد الأعلاف من الخارج
  • كيميتش يفضل بايرن ميونيخ على أموال الخارج»!
  • الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا تنتقد الإعلان الدستوري.. ما السبب؟
  • إليكم السيرة الذاتية للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله
  • "الشرع يكرر سيناريو الأسد".. الإدارة الذاتية الكردية تعلق على الإعلان الدستوري في سوريا
  • وزير الخارجية والهجرة يجتمع بقطاع الأمريكتين بالوزارة