ماذا قال مشاركون للجزيرة نت في ختام مؤتمر الحوار العربي الإيراني؟
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
طهران- بعد عقده 9 جلسات خلف الأبواب المغلقة، اختتم مؤتمر "الحوار العربي الإيراني" أعمال نسخته الثالثة، مساء أمس الثلاثاء في العاصمة الإيرانية طهران، داعيا إلى مواصلة الحوار خلال المرحلة المقبلة ومزيد من التنسيق بشأن التطورات الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وبعد افتتاحه مساء الأحد الماضي، تحت عنوان "إيران والعالم العربي: حوار من أجل التعاون والتفاعل"، واصل المؤتمر أعماله خلال اليومين التاليين بعقد جلسات مغلقة، ناقش خلالها المؤتمرون العرب والإيرانيون تقاربا أعمق بين طهران والعواصم العربية، والتعاون المشترك بينهما حيال التطورات الإقليمية وعلى رأسها الحرب على غزة.
وحضر الحفل الختامي أكثر من 50 باحثا ومختصا من إيران والعالم العربي، كانوا قد أثروا بأوراقهم البحثية المؤتمر الذي نظمه المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية ومركز الجزيرة للدراسات.
فاطمة الصمادي: الحوار يهدف للتوصل إلى تفاهم مشترك بشأن النقاط الخلافية بين الجانبين العربي والإيراني (الجزيرة) سرية الحواروتحت عنوان "خلاصات وتوصيات"، تحدث -خلف الأبواب المغلقة- كل من عباس عراقجي أمين المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، ومدير مركز الجزيرة للدراسات محمد المختار الخليل، في الحفل الختامي الذي حضره كذلك كمال خرازي رئيس المجلس الإستراتيجي للسياسات الخارجية ومستشار مكتب المرشد الأعلى في إيران.
وعقب الحفل الختامي، قالت الباحثة الأردنية المختصة بالشأن الإيراني في مركز الجزيرة للدراسات فاطمة الصمادي إن المؤتمر "خطوة على طريق الحوار العربي الإيراني، إذ تم التخطيط له منذ سنوات بهدف التوصل إلى إدراك وتفاهم مشتركين بشأن القضايا والنقاط الخلافية بين الجانبين العربي والإيراني".
وفي حديثها للجزيرة نت، أوضحت الصمادي أن القائمين على المؤتمر قرروا أن يكون مغلقا ليتمكن الباحثون والمختصون من خوض نقاش صريح وشفاف حول القضايا الشائكة للتوصل إلى تفاهم، ذلك أن الناس قد يتحدثون تحت سطوة الإعلام بغير ما يتحدثون به في الغرف المغلقة.
وعن سبب تخصيص محاور حول بعض التطورات الإقليمية مثل الحرب الإسرائيلية على غزة وما جرى ويجري في سوريا واليمن، قالت الباحثة إن هذه الملفات تقع في صلب النقاط الخلافية بين العرب والإيرانيين، مشددة على أنه رغم التقارب الكبير الذي حصل على صعيد عديد من القضايا، فإن الخلاف بشأن ملفات أخرى ما زال مستمرا.
آصفي يرى أن المؤتمر تمكن خلال السنوات الثلاث الماضية من تذليل العقبات في العلاقات الإقليمية (الجزيرة) تقارب متزايدمن ناحيته، أشار المتحدث الأسبق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي إلى أنه منذ إطلاق الحوار العربي الإيراني بدأت دائرة القضايا الخلافية بالانحسار، مؤكدا أن المؤتمر تمكن خلال السنوات الثلاث الماضية من تذليل العقبات في العلاقات الإقليمية.
ولدى إشارته إلى أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة احتلت صدارة المناقشات في غالبية جلسات المؤتمر، أوضح آصفي للجزيرة نت أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على الفلسطينيين أثبت لشعوب المنطقة أن "عدوها الحقيقي هو من يحتل قبلتها الأولى وينكل بإخوتهم المسلمين، وليست إيران المسلمة".
????أمام مؤتمر الحوار الإيراني – العربي: وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبداللهيان: الشعب الفلسطيني أظهر ثباتا أسطوريا أمام جرائم الكيان الصهيوني و الولايات المتحدة ما زالت تقدم المساعدات للكيان الصهيوني في جرائم القتل التي يرتكبهاو جميع المشاريع التي تقدم باسم السلام خادعة وغير… pic.twitter.com/7hjOLAnxRN
— إيران بالعربية (@iraninarabic_ir) May 12, 2024
وخلص المتحدث الأسبق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إلى أن تأكيد غالبية المؤتمرين على ضرورة استمرار الحوار العربي الإيراني وتبديل مخرجاته إلى ملفات للتعاون الميداني يشكل أهم مخرجات مؤتمر طهران، مضيفا أن المؤتمر أوصى بضرورة عزل الكيان الصهيوني بالمنطقة، وإرغامه على إيقاف ماكينة الحرب في غزة، ومواجهة السياسات الأميركية التوسعية لكي يعود الاستقرار للشرق الأوسط.
القدومي يشبّه القضية الفلسطينية بالجسر الذي يردم الهوة ويربط طرفي الحوار العربي الإيراني (الجزيرة) قضايا إقليميةفي السياق، يرى سفير طهران السابق لدى الكويت والأردن ولبنان محمد إيراني أن ما يميز النسخة الثالثة من الحوار العربي الإيراني عن النسختين السابقتين، اهتمامه ببعض القضايا الإقليمية، إذ كانت تشكل سابقا نقطة خلافية بين طرفي الحوار، ما عدا القضية الفلسطينية التي لطالما كانت بيت القصيد في الاجتماعات العربية والإسلامية.
وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح إيراني أن إحدى جلسات المؤتمر المغلقة تطرقت إلى برنامج طهران النووي وهواجس بعض الباحثين والضيوف العرب، مؤكدا أن الجانب الإيراني قدم إيضاحات وافية ردا على الهواجس العربية، لا سيما ما يتعلق بالأمن الإقليمي، مما أدى إلى تبديد مصادر قلق الأكاديميين العرب بشأن النووي الإيراني.
من جانبه، شبّه خالد القدومي -ممثل حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين (حماس) لدى طهران- القضية الفلسطينية بالجسر الذي يردم الهوة ويربط طرفي الحوار العربي الإيراني، مضيفا -في تصريح للجزيرة نت- أن المؤتمر خرج بتقارب وجهات النظر بين الطرفين، لا سيما بخصوص بعض القضايا الشائكة والتطورات الإقليمية، وعلى رأسها الحرب المتواصلة على غزة.
وعقب الجلسة الافتتاحية العلنية مساء الأحد الماضي، ناقش أكثر من 50 مسؤولا ومختصا من إيران والعالم العربي خلف الأبواب المغلقة علی مدی اليومين التاليين، 8 محاور، من بينها أفق الحل السياسي في سوريا، وحرب غزة وتداعياتها الإستراتيجية والجيوسياسية، والحرب في اليمن، والتعاون النووي السلمي في المنطقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الخارجیة الإیرانیة الخارجیة الإیرانی للجزیرة نت أن المؤتمر
إقرأ أيضاً:
“مؤتمر صون أشجار القرم” يسلط الضوء على أولويات المستقبل
أكدت هيئة البيئة – أبوظبي، في ختام فعاليات النسخة الأولى من المؤتمر الدولي لصون أشجار القرم وتنميتها، ضرورة حماية وتنمية أشجار القرم حول العالم، كونها واحدة من أهم الطرق لمواجهة التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية العالمية.
ودعا المؤتمر إلى ضرورة التعاون وحشد الجهود للحصول على التمويل اللازم على نطاق واسع لتحقيق أهداف الحفاظ على أشجار القرم وتنميتها، لافتا إلى الجهود الناجحة لمبادرة “تنمية القرم” Mangrove Breakthrough، ودورها المحوري في حشد الموارد من الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الخيرية لسد الفجوات ودفع العمل التحويلي.
وسلط المؤتمر الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه النظم البيئية للقرم في ضمان مرونة السواحل وحماية التنوع البيولوجي والأمن الغذائي، والتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه لاسيما في ظل تعرض أكثر من 50% من هذه النظم في العالم لخطر الانهيار بحلول عام 2050 بسبب الضغوط الناجمة عن الأنشطة البشرية.
كما سلط الضوء على نهج شامل للحفاظ على أشجار القرم وتنميتها، مع تأكيد الحاجة إلى الربط بين هذه الأشجار والنظم البيئية المجاورة مثل الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية ومنابع الأنهار، حيث يوفر هذا النهج فوائد بيئية واجتماعية واقتصادية، مما يوفر إستراتيجية متوازنة لتحقيق هذا الهدف.
وركزت النقاشات على ضرورة مشاركة المجتمع المحلي كقوة داعمة لنجاح جهود الحفاظ على أشجار القرم، حيث لا تدعم أشجار القرم المعاد تأهيلها سبل العيش فحسب، بل تقلل أيضًا من الضغوط على النظم البيئية من خلال المشاركة المجتمعية وبناء القدرات، مما يضمن قدرتها على الاستفادة بشكل مستدام.
وتم استعراض نماذج ناجحة لمشاريع مجتمعية لإعادة تأهيل أشجار القرم في دول مثل إندونيسيا وغينيا بيساو وكينيا والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية، إذ أظهرت هذه المشاريع أساليب قابلة للتطوير وأفضل الممارسات التي يمكن تطبيقها على مستوى العالم، ومع تزايد الوعي بأهمية أشجار القرم سلط المؤتمر الضوء على الحاجة إلى الاستفادة من هذا الزخم من خلال تبادل المعرفة العلمية، وتعزيز أفضل الممارسات وتنفيذها على نطاق واسع ودعمها وتمويلها.
وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي، في كلمته خلال الختام، إن المؤتمر الدولي الأول من نوعه لصون أشجار القرم وتنميتها، أظهر قوة التعاون والابتكار في معالجة التحديات الحرجة التي تواجهها أنظمة أشجار القرم على مستوى العالم، ووفر منصة لسد الفجوة بين البحث العلمي المتطور وجهود إعادة تأهيل أشجار القرم العملية على أرض الواقع، إضافة إلى دوره في إبراز الحاجة إلى تطوير الأساليب التقليدية في إعادة التأهيل، وتعزيز الإستراتيجيات القائمة على العلم، والمشاركة المجتمعية، والفهم الشامل لترابط النظم البيئية .
وأضاف أن المؤتمر سلط الضوء على مبادرة القرم – أبوظبي، التي تعد من أهم جهود الهيئة الرامية إلى ترسيخ مكانة أبوظبي العالمية الرائدة في مجال حماية أشجار القرم والمحافظة عليها، إذ تمثل هذه المبادرة، التي أطلقها سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، مثالاً واضحاً على اهتمام القيادة الرشيدة وتشجيعها على البحث العلمي المستمر والعمل لمعالجة تغير المناخ وتعزيز التنوع البيولوجي .
وأوضح أن المؤتمر الذي جمع ممثلين من الحكومات والمنظمات غير الحكومية والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص، أكد الالتزام بتوسيع نطاق مشاريع إعادة التأهيل المؤثرة، والاستثمار في حلول موثوقة، وبناء أنظمة بيئية مرنة تعود بالنفع على الطبيعة والمجتمعات والمناخ .
وأكد أن هذا العمل المشترك المدعوم بالمعرفة، بداية رحلة تحويلية نحو إحداث تأثير إيجابي ودائم على جهود صون أشجار القرم وتنميتها محليًا وعالميًا .
وجمعت النسخة الأولى من المؤتمر أكثر من 500 خبير وصانع سياسات ومتخصص في مجال الحفاظ على البيئة، لمعالجة أحد أكثر التحديات البيئية أهمية في العالم، لتكون نتائج هذا الحدث التاريخي بمثابة نقطة الانطلاق نحو تعزيز الجهود العالمية لحماية وتنمية أشجار القرم، وضمان صحة هذه النظم البيئية الحيوية للأجيال القادمة.
وأشرف على تنظيم المؤتمر بجانب هيئة البيئة – أبوظبي، مجموعة من الجهاتِ العالميةِ المعنيةِ بحمايةِ البيئة تضمُّ أكثر من عشرة شركاء عالميين من المنظمات البيئية والجهات العلمية مثل، مكتب الأمم المتحدة لاستعادة النظم الإيكولوجية، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، والتحالف العالمي لأشجار القرم، وجامعة سانت أندروز، والمجموعة المتخصِّصة لأشجار القرم التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، وجمعية علم الحيوان في لندن، والمنظمة الدولية للأراضي الرطبة، وجمعية الإمارات للطبيعة.وام