حماس: طوفان الأقصى امتداد طبيعي لمقاومة شعبنا وأعادت للقضية حضورها العالمي
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
غزة - صفا
أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يوم الأربعاء، أنّ طوفان الأقصى امتدادٌ طبيعيُّ لمقاومة شعبنا وحقّه المشروع في الدّفاع عن أرضه ومقدساته، ومحطّة استراتيجية أعادت لقضيتنا حضورها العالمي، "وعزّزت لحمتنا الوطنية خلف المقاومة، وحطّمت غطرسة العدو، ورسّخت مشروعنا النضالي المستمر نحو التحرير والعودة وإنهاء الاحتلال".
وقالت الحركة في بيان صحفي بمناسبة الذكرى الـ 76 للنكبة، ورد وكالة "صفا"، إنّ معركة طوفان الأقصى المستمرة رسَّخت تلاحم وترابط وتكاتف شعبنا في كل ساحات الوطن وخارجه، وأثبتت للعالم أنَّ شعبنا لا يعرف الهزيمة والاستسلام أو التنازل والتفريط في أرضه وثوابته وحقوقه، مهما طال الزمن، ومهما بلغت قوَّة وجرائم المعتدي وشركائه وداعميه.
ونبهت إلى أن معركة طوفان الأقصى أكدت مجدّداً على مشروعية نضال شعبنا وعدالة قضيتنا، وأعادت لها حضورها العالمي، باعتبارها قضية تحرّر وطني عادلة، من أجل نيل الحريَّة والاستقلال وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
وأضافت أنّ الذكرى الـ 76 للنكبة الأليمة تأتي هذا العام، في ظل معركة طوفان الأقصى البطولية، التي يخوضها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة، ملتحماً مع مقاومته الباسلة، وفي مقدّمتها كتائب الشهيد عزّ الدين القسام المظفرة وسرايا القدس المجاهدة، وكل فصائل المقاومة الفلسطينية، في ملحمة أسطورية ممتدة على مدار 222 يوماً.
وأكّدت الحركة أنّ الاحتلال الإسرائيلي وحكومته الفاشية وجيشه النازي لم يفلح خلال هذه الحرب في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية ضدَّ شعبنا في قطاع غزَّة، على الرّغم من ارتكابه مجازر مروّعة، وشنّه حرب إبادة جماعية طالت كلَّ مقوّمات الحياة الإنسانية، استخدم فيها كلَّ أنواع الأسلحة والذخائر، بدعم ومشاركة كاملة من الإدارة الأمريكية، فأرض غزَّة كما أرض فلسطين المباركة عبر التاريخ، لم تكن يوماً إلا أبيَّة عزيزة شامخة، طاردة للغزاة المحتلين.
وشدّد البيان على أنّه بالرغم من مرور ستة وسبعون عاماً على احتلال العدو الصهيوني أرضنا التاريخية، وعلى نكبة وتهجير شعبنا، فإنّ الشعب الفلسطيني العظيم لا يزال ثابتاً على أرضه، متمسكاً بحقوقه وثوابته، مدافعاً عن هُويته ومقدساته، يضرب في كلّ محطّة من محطّات الصراع مع العدو، أروعَ نماذج البطولة والتضحية والصَّبر والجهاد والفداء.
وأشار إلى أنّ كلّ محاولات الاحتلال، رغم تعاقب السنين، في كي الوعي الفلسطيني، أو النيل من مقاومته أو تغييب قضيته أو طمسها؛ باءت بالفشل الذريع، وستتحطّم كلّ مخططاته العدوانية ضدّ شعبنا في قطاع غزَّة والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، أمام صخرة صمود هذا الشعب العظيم وبسالة وقوَّة وبأس مقاومتنا، والتفاف شعبنا في كل ساحات الوطن وخارجه، حول مشروع المقاومة الشاملة سبيلاً لتحرير الأرض والمقدسات.
وأضاف البيان "إنَّنا في حركة حماس وفي ذكرى النكبة السَّادسة والسبعين، لنترحّم على أرواح القادة الشهداء، وكلّ قوافل شهداء شعبنا في معركة طوفان الأقصى في غزَّة والضفة والقدس وفي أمتنا الإسلامية، الذين أضحت دماؤهم وتضحياتهم وقوداً ومنارة لكلّ جماهير شعبنا في معركتنا المستمرة ضدّ العدو الصهيوني، ونسأل الله الشفاء العاجل للجرحى والمرضى، والحريّة القريبة للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال".
وأشادت الحركة بصمود أهل غزة قائلة "نتوجّه بتحيَّة الفخر والاعتزاز، لأهلنا الصَّابرين المرابطين في قطاع غزَّة العزَّة، فهم أهل الوفاء والعطاء والبذل، بالمُهج والأرواح وكل غالٍ ونفيس، من أجل فلسطين والقدس والأقصى، الذين يواصلون كتابة مجد فلسطين والأمَّة، وصناعة ملحمتهم الأسطورية في الثبات والتضحية والصَّبر والفداء، رغم ألم النزوح والقتل والتشريد والقصف اليومي، وحرب التجويع والتعطيش التي يمارسها الاحتلال النازي، الذي ستتحطّم أحلامُه وأوهامُه على أرض غزَّة، بفضل الله وقوّته وتأييده".
وأضافت حماس أنَّ عدوان الاحتلال الصهيوني المستمر منذ 76 عاماً، وجرائم الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها أهلنا في قطاع غزَّة منذ أكثر من سبعة أشهر؛ تشكّل وصمة عار على جبين كل الصامتين والمتقاعسين في فضحها وتجريمها والعمل على وقفها، داعيةً الأمّة وكل الأحرار في العالم إلى الضغط بكل الوسائل من أجل وقف العدوان الصهيوني ضد أرضنا وشعبنا ومقدساتنا، ودعم صمود ونضال شعبنا المتطلّع للحريّة والاستقلال.
وندّد البيان بدعم الإدارة الأمريكية وانحياز للعدوان والإجرام الإسرائيلي المتواصل في قطاع غزَّة والضفة ومدينة القدس المحتلة، مؤكّداً أنّ سياسة ازدواجية المعايير التي تمارسها القوى الغربية، في التعامل مع قضية شعبنا وحقوقه المشروعة، تعدّ خطيئة كبرى ضد كل الأعراف والقيم الإنسانية، تجعلهم شركاء في تحمّل المسؤولية عمّا يتعرض له شعبنا من إبادة. وجدّدت الحركة دعوتها لهم بالتراجع عنها وإنصاف شعبنا وحقوقه المشروعة وإنهاء الاحتلال.
وشدّدت الحركة على أنّ القدس والمسجد الأقصى المبارك هما عنوان الصراع مع العدو الصهيوني، ولا شرعية ولا سيادة للاحتلال على شبرٍ من أرضهما المباركة، وأنّ المسجد الأقصى المبارك كان وسيبقى إسلامياً خالصاً.
وأشادت حماس بتضحيات أسرانا الأحرار وأسيراتنا الماجدات في سجون الاحتلال، مؤكدة الوفاء لهم حتى تحريرهم، ومحذّرةً الاحتلال من تصعيده انتهاكاته وجرائمه ضدّهم، حيث حمّلته المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة الأسرى والمعتقلين في سجونه منذ بدء هذا العدوان.
ودعا بيان الحركة الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى التدخّل بكل الوسائل لتجريم ووقف انتهاكات الاحتلال المُمنهجة ضدّهم.
كما حمّلت حماس الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية المباشرة لاستمرار معاناة ملايين اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات داخل فلسطين وفي الشتات، مؤكّدة أنّ حقّهم المشروع في العودة إلى ديارهم التي هجّروا منها لا يمكن التنازل أو التفريط فيه.
وفي السياق، دعت الحركة الأمم المتحدة ووكالة الأونروا إلى تحمّل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية في دعم حقوق اللاجئين وإغاثتهم وتوفير الحياة الكريمة لهم حتّى تحقيق عودتهم.
ودعت "جماهير شعبنا في أماكن وجوده كافة، في الدَّاخل والشتات، إلى مواصلة صمودهم وثباتهم ومواجهتهم الاحتلال ومخططاته، التي تستهدف الأرض والهُوية والثوابت والمقدسات، بكافة الوسائل، وفي كلّ الساحات، ونشدّ على أيادي أبطال شعبنا الثائرين في القدس وعموم الضفة المحتلة، وندعوهم إلى مزيد من الرّباط والاشتباك مع العدو وقطعان مستوطنيه، دفاعاً عن وجودهم، وانتصاراً لغزَّة وللقدس والأقصى".
كما دعت "كل الجماهير والفعاليات التضامنية والمؤيّدة للحق الفلسطيني إلى مواصلة وتعزيز هذا التضامن والتأييد بكل الوسائل، في كل عواصم ومدن وساحات العالم، والضغط على الدول والحكومات والمؤسسات الداعمة للاحتلال، حتّى يتوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزَّة، وينتزع شعبنا حقوقه المشروعة بالحرّية وتقرير المصير".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: حماس ذكرى النكبة طوفان الأقصى معرکة طوفان الأقصى شعبنا فی
إقرأ أيضاً:
65 % من شهداء العدوان الصهيوني على قطاع غزة من النساء والأطفال
الثورة نت/..
أكدت إحصائية فلسطينية رسمية أن قوات العدو الصهيوني تتعمد قتل المدنيين الفلسطينيين، وتنفّذ جرائم منظمة ومقصودة وانتهاكات صارخة للقانون الدولي، في حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزّة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، مبينة أن 65 في المئة من الشهداء هم من النساء والأطفال، وكبار السن.
ولفت المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى أن “الوقائع على الأرض، والتي توثقها المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ومراكز حقوق الإنسان والمنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية وشهادات الطيارين “الإسرائيليين” أنفسهم الذين اعترفوا صراحة بأنهم كانوا يستهدفون المدنيين الفلسطينيين خلال قصفهم للمنازل والمربعات والأحياء السكنية، تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن الاحتلال يتعمد قتل المدنيين العزل من دون سبب، ولا يفرق في قصفه بين طفل أو امرأة أو مسن أو طبيب أو صحفي أو مسعف”.
وأفاد المكتب الإعلامي أن العدو الصهيوني ارتكب جرائم قتل متعمد بحق أكثر من 18,000 طفل، وأكثر من 12,400 امرأة فلسطينية وأباد أكثر من 2,180 عائلة فلسطينية، حيث قُتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة بالكامل، كما أباد أكثر من 5,070 عائلة فلسطينية أخرى، ولم يتبقّ منها سوى فرد واحد على قيد الحياة.
كما قضى العدو خلال هذه الحرب على أكثر من 1,400 طبيب وكادر صحي، مما أدى إلى أنهيار المنظومة الصحية، وقتل أكثر من 113 شهيدًا من أفراد الدفاع المدني في أثناء تأديتهم لواجباتهم الإنسانية، كما قتل بدم بارد 212 صحفيًا في محاولات متكرّرة لإسكات صوت الحقيقة وكشف الجرائم، وراح ضحية جرائمه المستمرة أكثر من 750 عنصرًا من عناصر تأمين وتوزيع المساعدات الإنسانية.
كما قتل العدو الصهيوني بحسب الإحصائية أكثر من 13,000 طالب وطالبة وأكثر من 800 معلمٍ وموظفٍ تربويٍ في سلك التعليم وأكثر من 150 عالمًا وأكاديميًا وأستاذًا جامعيًا وباحثًا، وقتل الآلاف من الموظفين والعاملين في القطاعات المدنية والحيوية بقطاع غزّة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان إن “كل هذه الأرقام الموثقة تثبت أن استهداف المدنيين في غزّة هو سياسة ممنهجة يتبعها الاحتلال “الإسرائيلي” ضمن مخطّطه لارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي”.
أضاف: “وفي هذا السياق فإننا نُدين ونرفض بشدة سياسة الاحتلال التي تتقصد استهداف وقتل وإبادة المدنيين بشكل مباشر، ونؤكد أن الوقائع والتوثيق الميداني يكشف الأكاذيب والتزوير والفضائح التي يحاول الاحتلال الهروب منها، ويحاول تضليل الرأي العام الدولي بها”.
وحمّل البيان العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة والمباشرة عن جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب المرتكبة بحق المدنيين في قطاع غزّة، وأكد “أن الدول الداعمة له والمشاركة في عدوانه، سواء عبر الدعم العسكري أو السياسي أو تغطية جرائمه، تتحمل هي الأخرى المسؤولية القانونية والأخلاقية عن هذه الانتهاكات الجسيمة مثل الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وبريطانيا وفرنسا”.
وشدد على أن “توفير السلاح والغطاء السياسي للاحتلال يُعدّ شراكة صريحة في ارتكاب الجرائم، ويستوجب الملاحقة والمحاسبة أمام المحاكم الدولية، باعتبار أن التواطؤ والمساعدة في ارتكاب جرائم الحرب والإبادة تُعدان جريمتين معاقب عليهما بموجب القانون الدولي”.
وأكد أن “هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، وستظل ملاحقة قانونيًا وقضائيًا، ونطالب المجتمع الدولي، لا سيما الأمم المتحدة والمحاكم الدولية، بضرورة التحرك الفوري لإدانة هذه الجرائم، وتقديم قادة العدو الصهيوني إلى العدالة الدولية جراء جرائمهم ضدّ المدنيين”.
وختم: “إن دماء الأطفال والنساء والشيوخ والشهداء كافة، ستبقى شاهدة على وحشية هذا الاحتلال، وستظل وصمة عار في جبين من يصمتون على هذه الجرائم، وإن الإنسانية كلها مطالبة اليوم بالانتصار لدماء الأطفال والنساء الأبرياء الذين يُقتلون تحت سمع العالم وبصره”.