قوة متعددة الجنسيات بغزة.. مساعٍ أميركية تصطدم بـشرط عربي ونوايا نتانياهو
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
ذكر تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، الأربعاء، أن "الإدارة الأميركية تشجع بعض الدول العربية على المشاركة في قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات في قطاع غزة، بمجرد انتهاء الحرب الدائرة هناك، وذلك لملء الفراغ إلى حين إنشاء جهاز أمني فلسطيني يمكنه القيام بهذا الدور".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين غربيين وعرب، إن "مصر والإمارات والمغرب (دول ترتبط بمعاهدات سلام مع إسرائيل)، تدرس المبادرة"، مؤكدة رفض الولايات المتحدة فكرة نشر جنود أميركيين في القطاع ضمن تلك القوات.
يذكر أن الإمارات نفت رسميا، الأسبوع الماضي، أنها قد تشارك في إدارة مدنية في غزة (بعد الحرب).
US encouraging Arab states to join multinational postwar force in Gaza https://t.co/bCcrXpcFnA
— FT World News (@ftworldnews) May 15, 2024وترفض إسرائيل أي دور للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة، في وقت تعهدت فيه منذ السابع من أكتوبر بالقضاء على حركة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى)، وبدأت حربا ضد الحركة أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق السلطات الصحية في القطاع.
وكان هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، قد أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
تفاصيل المناقشاتأوضح مسؤول غربي للصحيفة البريطانية، أن "تلك الدول أرادت من الولايات المتحدة أن تقود القوة المقترحة، لذلك تحاول واشنطن التوصل إلى طريقة لممارسة هذا الدور دون نشر قوات أميركية على الأرض".
وأضاف أن "الدول (العربية) الثلاث أجرت محادثات أولية حول الأمر، لكنها تريد من الولايات المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية أولا".
فيما أشار التقرير إلى أن "دولا عربية أخرى، من بينها السعودية، رفضت فكرة نشر قوات تابعة لها، خوفا من النظر إليها كأنها متواطئة مع إسرائيل".
لكن وفق الصحيفة، باتت تلك الدول "أكثر انفتاحا" على وجود قوة دولية تعمل في غزة، في وقت تكافح فيه دول غربية وعربية من أجل إيجاد بديل عملي للقوات الإسرائيلية الباقية في القطاع.
وأشارت "فاينانشال تايمز" إلى أن الموقف الإسرائيلي حتى الآن "غير واضح" تجاه تلك الجهود، في ظل ما وصفه التقرير بأنه "شعور بالإحباط من جانب الولايات المتحدة وحلفائها، بسبب عدم اليقين بشأن نوايا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، فيما يتعلق بالصراع".
وقال مسؤول غربي للصحيفة: "ترفض إسرائيل الحديث مع أحد حول الموضوع، وتعيش في حالة إنكار، بينما يتحدث الجميع فيما بينهم. الدول العربية تقول إن الغرب عليه الاعتراف بدولة فلسطينية، لكن هناك عدد قليل جدا من الدول الغربية قريب من هذه الخطوة".
"المشكلة الأكبر"وقال مسؤول عربي لـ"فاينانشال تايمز"، إن "الولايات المتحدة طرحت بالفعل فكرة إنشاء قوة حفظ سلام مع شركائها الإقليميين"، مضيفًا أن هناك "اختلافات في وجهات النظر بين الدول العربية حول خطط ما بعد الحرب"، لكنه أكد أن المشكلة الأكبر تتمثل في أنه "لا أحد يعرف كيف سيكون الوضع في (اليوم التالي) للحرب".
وذكر تقرير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الثلاثاء، أن رفض إسرائيل مناقشة خططها لما بعد نهاية الحرب في غزة، "يهدد الاستراتيجية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط بالكامل".
وأشار إلى أن "5 دول عربية (وفق التقديرات هي السعودية والأردن وقطر ومصر والإمارات)، كانت على اتصال مستمر مع واشنطن خلال الأسابيع الأخيرة، من أجل وضع رؤية لما بعد الحرب".
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل "أصبحت منبوذة من كل دولة على حدة من تلك الدول خلال الأيام الأخيرة، مما يعرض جهود الولايات المتحدة للخطر، وربما يقود إلى عواقب وخيمة، مثل إجراء تغيير جذري في البنية الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، التي اعتمدت عليها الولايات المتحدة على مدار عقود".
وانتقدت الدول الخمس المذكورة، العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في رفح. واعتبر رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أنها تسببت في "إعادة الأمور إلى الوراء" فيما يتعلق بمحادثات وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في غزة.
وكان موقع "أكسيوس" الأميركي قد نشر، الإثنين، تقريرا أشار فيه إلى أن "إسرائيل اقترحت على السلطة الفلسطينية إرسال ممثلين إلى معبر رفح"، الأسبوع الماضي، "للمشاركة في تشغيله، لكن ليس بصفة غير رسمية".
وكانت تلك المرة الأولى منذ هجوم السابع من أكتوبر، التي توافق فيها إسرائيل على مناقشة أي تدخل للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة.
لكن السلطة الفلسطينية رفضت هذا المقترح، وفق مسؤول إسرائيلي تحدث، الإثنين، لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ويأتي الاقتراح الإسرائيلي في أعقاب إغلاق معبر رفح بعد سيطرة القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني منه، الإثنين.
ومنذ إغلاق المعبر، رفضت مصر نقل شاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة. وقالت إنها ستستأنف السماح بمرور الشاحنات بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من معبر رفح.
وتبادل وزيرا الخارجية المصري والإسرائيلي الاتهامات بشأن تفاقم الأزمة الإنسانية بسبب إغلاق معبر رفح البري، في أعقاب سيطرة الجيش الإسرائيلي عليه.
فقال الوزير الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، على منصة "إكس"، إن "العالم يحمّل إسرائيل مسؤولية الملف الإنساني، لكن مفتاح منع حدوث أزمة إنسانية في غزة أصبح الآن في أيدي أصدقائنا المصريين".
ونددت القاهرة، بتصريحات كاتس، وأكد وزير الخارجية سامح شكري في بيان: "رفض مصر القاطع لسياسة لي الحقائق والتنصل من المسؤولية التي يتبعها الجانب الإسرائيلي"، وشدد "على أن إسرائيل هي المسؤولة الوحيدة عن الكارثة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة حاليا".
وسبق أن أثار نتانياهو غضب الإمارات، حينما أشار إلى أنها يمكن أن تشارك في إدارة مدنية في غزة (بعد الحرب)، ليرد وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، الأسبوع الماضي، بالقول إن نتانياهو "لا يتمتع بأي صفة شرعية تخوله باتخاذ هذه الخطوة"، رافضا الانجرار "خلف أي مخطط يرمي لتوفير الغطاء للوجود الإسرائيلي في غزة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة الولایات المتحدة الأسبوع الماضی رئیس الوزراء فی قطاع غزة بعد الحرب معبر رفح إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
الحوثيون يقصفون إسرائيل ويعلنون ضرب حاملة طائرات أميركية
أعلنت جماعة الحوثي، اليوم السبت، قصف أهداف داخل إسرائيل وتنفيذ عملية ضد حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر، في إطار إسناد قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة إسرائيلية بدعم مطلق من واشنطن.
وقال المتحدث العسكري باسم أنصار الله العميد يحيى سريع "نفذنا عمليتين بمسيّرتين على هدفين في يافا وعسقلان المحتلتين".
وأوضح "نفذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية استهدفت قاعدة نيفاتيم الجوية في منطقة النقب جنوبي فلسطين المحتلة، وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع فلسطين2".
???? بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن استهداف هدفين حيويين للعدو الإسرائيلي في يافا وعسقلان المحتلتين واستهداف القطع الحربية المعادية وعلى رأسها حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" شمال البحر الأحمر 28-10-1446هـ 26-04-2025م#ثابتون_مع_غزة#رغم_انف_الامريكي_وجرائمه… pic.twitter.com/0PFH3N70cN
— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) April 26, 2025
وأضاف أن الصاروخ وصل إلى هدفه بنجاح وفشلت المنظومات الاعتراضية في إسقاطه.
وتعهد يحيى سريع باستمرار العمليات ضد إسرائيل حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنه اعترض صاروخا ومسيّرة أطلقا من اليمن.
إعلان الصاروخ رقم 22وقال الجيش، في بيان، "إثر انطلاق صفارات الإنذار قبل قليل في مناطق عدة في إسرائيل، اعتُرض صاروخ أطلق من اليمن قبل دخوله الأراضي الإسرائيلية".
بعيد ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان منفصل اعتراض "مسيّرة متّجهة نحو الأراضي الإسرائيلية من الجهة الشرقية".
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ الذي تم اعتراضه خلال الليل هو الصاروخ الثاني والعشرون الذي يطلقه الحوثيون منذ استئناف هجماتهم عندما جددت إسرائيل هجومها على غزة في 18 مارس/آذار.
وبشكل متكرر تعلن جماعة الحوثي تنفيذها عمليات عسكرية بصواريخ باليستية ضد مواقع وقواعد عسكرية داخل إسرائيل، دعما للشعب الفلسطيني ونصرة لقطاع غزة.
في السياق ذاته، قال المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي العميد يحيى سريع "هاجمنا بمسيّرات حاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان".
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 توجه جماعة الحوثي ضربات للسفن المرتبطة بإسرائيل وحلفائها، في إطار التضامن مع قطاع غزة.
وفي محاولة لوقف هذه الهجمات، بدأ الجيش الأميركي في 15 مارس/آذار الماضي شن ضربات جوية على اليمن.
اعترافات أميركيةونقلت "سي إن إن" عن القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) أن الهجمات ضد جماعة الحوثي "دمرت كثيرا من مرافق القيادة والتحكم وأنظمة الدفاع الجوي، ومنشآت تخزين وتصنيع أسلحة متطورة لديهم".
لكن "سي إن إن" نقلت أيضا عن مسؤولين أميركيين أن القصف المستمر منذ 6 أسابيع لم يؤثر على قدرات جماعة الحوثي ولا بنية القيادة والتحكم لديها.
وأضافوا "كنا نأمل بدء مرحلة جديدة تركز على جمع المعلومات ومراقبة قادة الجماعة لاستهدافهم.. وكانت المسيّرات الأنسب لهذه المهمة هي إم كيو 9 لكن الحوثيين كانوا يسقطونها بشكل متكرر".
وأكدوا أن الجماعة أصبحت أكثر "براعة" في استهداف الطائرات المسيّرة من هذا الطراز، وأن إسقاطها صعّب تحديد نجاح تدمير أسلحتها بدقة.
إعلانيذكر أنه بدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.